فبراير 5, 2025
download (7)

غيث العبيدي

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

مثلما أدركت أسرائيل أن طوفان الأقصى وأرتباطاته الجبهوية الاخرى، بما تمتلك من قدرات، والتي أستهدفت الكيان الصهيوني بصورة مباشرة، يمثل خطر وجودي لها، وتهديد فعلي مرتبط أرتباط وثيق ”ببقائهم أو زوالهم“ لذلك عملت على تسخير كل إمكاناتها وقدراتها السياسية والعسكرية، معتمدة في ذلك على حلفائها الغربيين لوأد هذا الخطر والقضاء عليه، وتحويله لفرصة لبعثرة خرائط الشرق الأوسط وأعادة ترتيبها من جديد، ورسمها بريشه ناعمة ولوحة متناغمة ومتآلفه ومتفاهمة مع تل أبيب، على أعتبار أن الشرق الأوسط يمثل مجموعة دول وكيانات ‘بأجزاء’ بعضها يعادي اسرائيل، وبعضها الآخر منسجم معها، وبعض البعض منها ”غير مبالي“ ولا يهتم فيما إذا سارت الأمور على هذا النحو أو ذاك، ويحسن التبعل ويعمل بالمثل الضارب «من يتزوج أمي يصبح عمي» وعلى العرب أن يدركوا أن خطر الإبادة على الابواب وسيأكلون كما أوكل الثور السوري.

الشرق الاوسط وزمن التحولات الكبرى.

القرائن التي لاحت بالأفق العربي منذ الطوفان حتى هذه اللحظة هي كالآتي..

🔹 الاستهجان بفكرة الوحدة الاجتماعية بين أبناء البلد الواحد.

🔹  كثرة الاتجاهات الفكرية، والتخاصم فيما بينها وبين فكرة المقاومة، أدى إلى تشكيل أعياء أجتماعي غير مسبوق في عموم مجتمعات الشرق الأوسط.

🔹 عدم إظهار أي خلاف ملموس، مهما كان نوعه مع السياسات الإسرائيلية والغربية المتوحشة في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا، أدى إلى بروز معسكرات ”الاعتدال الاجتماعي“ كما يحبون أن يطلق عليهم، اكثر تفاهمآ مع الصهاينة وأشد عداء لكل من يقف بالضد منها، بين مجتمعات الشرق الأوسط بصورة علنية.

🔹 بعد تداخل الأحداث الأخيرة مع بعضها في فلسطين ولبنان وسوريا، ومارافقها من أرتباكات، ظهرت معسكرات الاعتدال بكلتا نوعيها ”السياسية والاجتماعية“ على أنهما الأكثر قدرة على إسقاط التحولات الكبرى في الشرق الأوسط على أرض الواقع.

🔹 مخاوف معسكرات الاعتدال الاجتماعي في الشرق الأوسط من انتصار محور المقاومة، وأرتفاع كعبهم عليهم، جعلهم يؤيدون كل التغييرات المحتملة بالشرق الأوسط، حتى إن كانت بمستوى أختفاء دول وظهور اخرى.

الفوضى الخلاقة ورسم شرق أوسط جديد.

العقدين الحاليين من عمر الشرق العربي، بحالاته السياسية، ودائرة صراعاته، وأسرار أحداثه المعقدة، ومراحلة الفوضوية، وآراء ضرورة الديمقراطية، والإرهاب الاسلامي، والتهديدات والمصالح والفساد، والدعم الغربي لفئات معينة من المجتمعات العربية، وحقوق الانسان، واتفاقيات الأديان وصفقات السلام، وحماية اسرائيل، جميعها بهدف واحد وغاية واحدة، وهي؛ أن التقسيم الحالي للشرق الأوسط أو الشرق العربي، لا يناسب تصريف السياسات الغربية فيه، ومثلما قسموا الاتحاد السوفيتي بكل ما يملك من قوة ومركزية عالمية، لا يصعب عليهم تقسيم الشرق العربي إلى حالات صغيرة واخرى كبيرة، وكل شئ فيه قابل للأسقاط بالتقادم، وأستنبات اشياء جديدة، بحالات مريحة وقابله لتصريف السياسات الغربية فيها، وكما هو حاصل اليوم في سوريا.

وبكيف الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *