فبراير 5, 2025
An Iranian carries the Iranian and Hezbollah flags during the commemoration of the 41st anniversary of the Islamic revolution in Tehran

An Iranian carries the Iranian and Hezbollah flags during the commemoration of the 41st anniversary of the Islamic revolution in Tehran, Iran February 11, 2020. Nazanin Tabatabaee/WANA (West Asia News Agency) via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. TPX IMAGES OF THE DAY

اعداد : الحرة

أوضح تقرير تحليلي لمعهد “بروكينغز”  أن الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت أورها قبل 40 عاما قدمت دروسا مؤلمة لنظام طهران في تشكيل وكلاء وميليشيات موالية لها في المنطقة تقيه من خطر العزلة أو أنهاء وجوده.

وكانت حرب عنيفة قد اندلعت عنيفة وطويلة قد اندلعت في العام 1980 بين الجيش العراقي بقيادة صدم حسين، والجيش الإيراني عقب عام من “ثورة” المرشد الخميني.

واستمرت تلك الحرب لمدة 8 أعوام وأسفرت عن مقتل نحو مليون شخص وخسائر مادية واقتصادية كبيرة للبلدين.

وبحسب التقرير الذي أعده، رانج علاء الدين، فإن إيران كانت قد عانت من عزلة دولية عقب ثورة الخميني فيما كان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يتمتع بعدم الولايات المتحدة ودول الخليج العربية، مما دفع طهران إلى بدء في تشكيل شبكة من الوكلاء لها في منطقة .

فقد قامت طهران بتعبئة الجماعات العراقية الشيعية المعارضة، وسعت إلى إثارة انتفاضة في صفوف الأغلبية الشيعية، وتشجيع حدوث انشقاقات داخل الجيش العراقي، ولكن دون جدوى إذ كان نظام البعث قادر على قمع أي تحركات معادية.

ولفت تقرير معهد “بروكينغز” إلى الجيش العراقي بمكوناته من الشيعة والسنة قاتلوا ببسالة خلال الحرب مع إيران، مشيرا إلى أن إخلاصهم لم يكن حبا في نظام صدام حسين  بقدر ما كانت رغبتهمم في عدم تحول بلادهم إلى نسخة من إيران التي سيطر عليها حكم ثيوقراطي ديني، أو أن تصبح بلادهم خاضغة لطهران.


ومن أسباب فشل إيران في إحداث تغييرات جذرية في العراق آنذاك هو انقسام المعارضة الشيعية العراقية وافتقادهم إلى الخبرة والانضباط في ميادين المعارك، وفقا للتقرير.

وفي كتابه “الحركة الشيعية في العراق”، قال عالم الاجتماع العراقي الراحل فالح عبد الجبار إن حركات المعارضة قد فشلت لأنها لم تؤمم قضيتها بشكل كاف، إذ جرى إجبار الحركات الإسلامية الشيعية في العراق على النفي لتندمج في المجهود الحربي الإيراني ، وبالتالي فإن تلك الجماعات عزلت عن التيار الوطني العراقي الذي ظهر خلال الحرب العراقية الإيرانية واحتضنه غالبية الشيعة الذين قاتلوا إيران”.

على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها إيران مع بعض الجماعات الشيعية العراقية بما فيها تجنيد وتعبئة المنشقين العسكريين العراقيين وأسرى الحرب لتأسيس ميليشيا فيلق بدر، بيد أنها فشلت في إسقاط نظام البعث، بعد أن نجح صدام حسين في استرضاء المجتمع الشيعي من خلال تخصيص ميزانيات كبيرة للأماكن المقدسة والعمل على تجديدها،  وسعيه إلى تعزيز الهوية العربية للشيعية مدعيا أنه من نسل الإمام علي.

العبرة من الدروس

لكن طهران وبعد فشل ذريع في الماضي، تمكنت من استيعاب الدروس لتنحج لاحقا، وبعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003 من تشكيل شبكة من الوكلاء لها، لضمان أن العزلة الدولية التي كادت تهدد وجود نظام أثناء حرب الأعوام الثمانية لن تتكرر.

ووفقا لتقرير “بروكينغز” فإن شبكة الوكلاء المسلحة الواسعة لديها ربما تكون أهم قدراتها الدفاعية والردعية حتى النووية منها، فميليشيات حزب الله اللبنانية، ومنذ تأسيسها في العام 1982 استطاعت أن تسيطر على مفاصل الدولة في لبنان، وباتت ورقة أساسية بيد طهران وأداة لا غنى عنها في إعداد وتدريب ميلشيات أخرى في المنطقة.

وفي العراق، تعد ميليشيات منظمة “بدر” في الوقت الحالي أكبر قوة شبه عسكرية في البلاد، وتسيطر على زارة الداخلية ولها تأثير واسع النطاق على المؤسسات العراقية.

كما أنها تهيمن على قوة الحشد الشعبي التي يزيد عدد أفرادها عن مئة ألف مقاتل، وقد استطاعت أن توسع نفوذها إلى سوريا حيث ساعدت في دعم وبقاء نظام بشار الأسد.

ويشدد التقرير أنه لولا الدورس المؤلمة للحرب العراقية الإيرانية، لما كان حزب الله اللباني وفيلق بدر العراقي بهذه القوة والنفوذ اليوم.

ويخلص التقرير، إلى أن مسالة “وكلاء إيران” باتت مجالا رئيسيا يجب مراقبة تطوراتها وتبعاتها المدمرة التي إحدى التحديات الرئيسية  منطقة الشرق الأوسط حاليا.
 

الحرة / ترجمات – دبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *