![Dr Fadhil Sharif](https://iraqination.net/wp-content/uploads/2024/11/Dr-Fadhil-Sharif.jpg)
فاضل حسن شريف
جاء في موقع شفق نيوز عن ذكرى إعدامه الـ17خفايا تعليق صدام بـ”حبل المشنقة” على لسان الجلاد: الفجر الأحمر: وعملية “الفجر الأحمر” أو القبض على صدام حسين وهي العملية العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة وألقت القبض على صدام حسين. كان ذلك في 13 كانون الأول /ديسمبر 2003 بقضاء الدور في محافظة صلاح الدين. وكان صدام حسين قد توارى عن الأنظار بعد فترة وجيزة من غزو العراق عام 2003، ووصفه الجيش الأميركي بأنه “الهدف رقم واحد الأعلى قيمة”، وبدأت إحدى أكبر عمليات البحث في التاريخ. وعُثر على صدام حسين مختبئاً في ملجأ صغير تحت الأرض في شمال الدور في الساعة 20:30 بالتوقيت المحلي العراقي وأٌلقي القبض عليه من دون مقاومة. وكان خليل الدليمي، رئيس هيئة الدفاع سابقاً عن الرئيس الراحل، كشف في لقاء متلفز عن أبرز ما سمعه من صدام حسين في سجنه وأثناء محاكمته، وقال إن صدام حسين لم يكن مختبئاً في حفرة كما أشيع، إنما في ملجأ محصن يحتمي فيه من القصف. وأضاف أن مريم الريس (مستشارة سابقة لرئاسة الحكومة العراقية) وموفق الربيعي (مستشار الأمن القومي سابقاً في العراق) هما من قاما بتصوير عملية الإعدام. مؤكداً أن عدد عُقد حبل المشنقة، كانت نفس عدد الصواريخ التي ضربها صدام على إسرائيل. يذكر أن 20 عاماً مرت على إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش في 20 آذار/مارس 2003، غزو العراق، أو “عملية حرية العراق”، وانتشر إثر تلك العملية نحو 150 ألف جندي أميركي، و40 ألف جندي بريطاني على الأراضي العراقية. وبعد ثلاثة أسابيع أي في التاسع من شهر نيسان/أبريل من العام نفسه، أعلن سقوط النظام البعثي، فتوارى صدام عن الأنظار لمدة ثمانية أشهر، قبل أن تعثر عليه القوات الأميركية، ويحاكم ثم يعدم في صبيحة 30 كانون الأول/ديسمبر 2006.
عن صحيفة اندبندنت عربية: كشف رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي جانباً من فصول إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين والطريقة المهينة التي تعاملت بها الحكومة العراقية في ذلك الحين مع جثته. وذكر أنه ذهب لمحاكمة صدام “فكانت لحظة تاريخية صعبة جداً ومفصلية في تاريخ العراق، لكن مع الأسف من حضر من ضحايا صدام حسين لم يكونوا في مستوى المسؤولية وكانوا يتكلمون عما حصلوا عليه من مكاسب شخصية، بيت من هنا وسيارة من هناك في جلسة (محاكمة صدام حسين) وبذلك صغروا جرائم صدام حسين”. وقال إنه رآه مرة ثانية “عندما رموا جثته بين بيتي وبيت السيد نوري المالكي في المنطقة الخضراء بعد إعدامه، ورفضت هذا العمل لكنني رأيت مجموعة من الحرس متجمعين وطلبت منهم الابتعاد من الجثة احتراماً لحرمة الميت”، مفيداً بأن المالكي أمر في الليل بتسليم الجثة بعد ذلك إلى أحد شيوخ عشيرة الندا، عشيرة صدام حسين، فتسلموها من المنطقة الخضراء قبل أن يدفن في تكريت، لكن بعدما سيطر “داعش” على المنطقة عام 2012 أكد أنه “تم نبش القبر ونقلت الجثة إلى مكان سري لا يعرفه أحد حتى الآن، وتم العبث بقبور أولاده”.
جعل الله جل جلاله قصور صدام سجنه وهذا مصير وعاقبة كل ظالم سبقه ويليه الى يوم القيامة فنبذه رب العالمين في المكان الذي كان يتنعم به وشعبه في عوز بمعيشتهم ومرض وموت. فما قيمة هذا الإنسان الأناني المتكبر المتجبّر الجاني المجرم؟ جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه وتعالى “فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ” ﴿القصص 40﴾ “فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم” أي فعاقبناهم وطرحناهم في البحر وأهلكناهم بالغرق وعنى باليم نيل مصر وقيل بحر من وراء مصر يقال له إساف غرقهم الله فيه “فانظر كيف كان عاقبة الظالمين” أي تفكر وتدبر وأنظر بعين قلبك كيف أخرجناهم من ديارهم وأغرقناهم.
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله سبحانه وتعالى “فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ” ﴿القصص 40﴾ قوله تعالى: “فأخذناه وجنوده” إلخ النبذ الطرح، واليم البحر والباقي ظاهر. وفي الآية من الاستهانة بأمرهم وتهويل العذاب الواقع بهم ما لا يخفى. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه وتعالى “فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ” ﴿القصص 40﴾ ألقت أم موسى وليدها في اليم خوفا من فرعون، فالتقطه هذا العدو للَّه ولموسى لينتفع به أو يتخذه ولدا. ولما شبّ موسى وكبر حاول جهده أن ينفع فرعون وينقذه من الهلاك والعذاب، ولكنه نفر وتكبر، فكان عاقبة أمره ان أهلكه سبحانه في نفس اليم الذي ألقي فيه موسى، والتقطه منه آل فرعون. وان في ذلك لعبرة لأولي الأبصار. ولكن أين هم؟
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه وتعالى “فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ” ﴿القصص 40﴾ أجل، لقد جعلنا سبب موتهم في مصدر معيشتهم، وجعلنا النيل الذي هو رمز عظمتهم وقوّتهم مقبرةً لهم. من الطريف أنّ القرآن يعبّر بـ(نبذناهم) من مادة (نبذ) على زنة (نبض) ومعناه رمي الأشياء التي لا قيمة لها وطرحها بعيداً، تُرى ما قيمة هذا الإنسان الأناني المتكبر المتجبّر الجاني المجرم؟ أجل، لقد نبذنا هؤلاء الذين لا قيمة لهم من المجتمع البشري، وطهّرنا الأرض من لوث وجودهم. ثمّ، يختتم الآية بالتوجه إلى النّبي صلى الله عليه وآله قائلا: “فانظر كيف كان عاقبة الظالمين”. هذا النظر ليس بعين (البصر) بل هو بعين (البصيرة)، وهو لا يخص ظلمة الماضي وفراعنة العهد القديم، بل إن ظلمة هذا العصر ليس لهم من مصير سوى هذا المصير المشؤوم.
عن ملتقى الخطباء ليل الظالمين ونهاية الطغيان للشيخ حسان أحمد العماري: مهما طال ليل الظلم ومهما زاد الطغيان ومهما تكبر وتجبر الإنسان وظلم وتعدى واستعبد الناس من حوله بماله وقوته وسلطانه وجبروته وطغيانه إلا أن فجر الحرية ونور العدالة لا بد أن يأتي ليبدّد تلك الظلمات ذلك أن الإنسان وُلد حراً لا يجب أن يخضع لظلم ظالم ولا لمتجبر مهما بلغت قوته وتعالى نفوذه وكثر أتباعه إنما يخضع لله الذي بيده كل شيء والذي يحكم فلا معقب لحكمه ويقضي فلا راد لقضائه، والكون وما فيه خاضع لمشيئته وقدرته وإرادته. إن الله عز وجل يقول: “إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ” (القصص 2) لقد عاش فرعون وجنوده حياة طويلة فيها الظلم والاستعباد والحرمان بكل صوره حتى قال فرعون في تكبر وتجبر “يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ” (القصص 38) وكان ينادي “ياقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ” (الزخرف 51) وكان يقول “مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ” (غافر 29). من كان يظن أن كل هذا التكبر والتجبر سيأتي عليه يوم ويأذن الله بنهايته وزواله بل ويصبح فيما بعد عبرة للمعتبرين ودرساً للطغاة والظالمين قال تعالى: “فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمّ فَنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مّنَ الْمَقْبُوحِينَ” (القصص 40-42).