الإعلام في معركة الوعي: ضربٌ في العمق لا في الهامش

بقلم
#محمد_الموشكي

أيها الإخوة في #الجبهة_الإعلامية…
إننا اليوم نقف أمام حقيقة أثبتتها التجارب عبر الزمن: أن الباطل المنظَّم قد يهزم الحقّ العشوائي إذا كان هذا الحقّ يعمل بعشوائية. وهذه ليست مجرد نظرية، بل قاعدة واقعية تتكرّر كلما تخلى أهل الحق عن التنظيم والانضباط والوعي.

ومن قمة الغباء أن نسمح لأنفسنا بالانجرار إلى المربّع الذي يرسمه لنا الأعداء، أو أن نسقط في مستنقع مواجهة الرُّخاص من المرتزقة والخونة الذين لا وزن لهم ولا قيمة.

لقد قدّم السيّد القائد معادلة عسكرية راسخة في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي، وأي تحرّك أو اختراق عسكري جديد. معادلة حدد فيها بدقة مسارات الصراع:
فـحسم مصير مرتزقة مأرب والحدود الشمالية ارتبط بأرامكو والعمق السعودي، ومصير مرتزقة الجنوب والساحل ارتبط بدبي وأبراجها الزجاجية الهشّة.

تلك المعادلة الناجحة لم تكن ارتجالًا ولا ردّة فعل، بل كانت حكمة استراتيجية أدارت مسار الحرب وفرضت قواعد ثابتة لم يستطع الأعداء خرقها حتى الآن.

أيها الإخوة…
إن هذه الحكمة ليست حكرًا على الميدان العسكري؛ بل هي قاعدة يجب أن تنعكس على أداء الجبهة الإعلامية. فواجبنا اليوم أن نتحرك وفق منطق العمق لا الهامش، وأن نوجّه رسائلنا نحو أصل الخطر لا أدواته، وأن نضرب في نقاط التأثير الحقيقية، لا في الأطراف المتهالكة.

إن الجبهة الإعلامية، عندما تلتزم بهذه البوصلة، تصبح قوة لا تقل أثرًا عن القوة العسكرية؛ بل قد تكون هي الرافعة التي تمنع العدو من تحقيق أي اختراق في وعي الناس ومعنوياتهم.

فلننهض إلى مسؤوليتنا…
ولنرتقِ إلى مستوى المعركة…
ولنثبت كما أثبتت ميادين القتال أن الوعي المقترن بالتنظيم ومعرفة العدو الحقيقي هو السلاح الأقوى في مواجهة العدوان.