تمدد تركي يقابله إسرائيلي بسوريا، نعيم الخفاجي

تمدد تركي يقابله إسرائيلي بسوريا، نعيم الخفاجي

سقوط نظام بشار الأسد، آخر نظام قومي عربي، وسيطرة دول الرجعية العربية على قرارات الجامعة العربية الصورية، والمؤتمر الاسلامي، هذا السقوط الذي حدث في دمشق بالساعات الأولى من يوم الثامن من كانون اول عام ٢٠٢٤، وأن فرح بهذا السقوط للنظام السوري الجماهير العربية الوهابية والاخوانية، لكنه بداية لشرق أوسط جديد، يؤسس لوضع لمستقبل عقود من السنوات، وربما لقرن من الزمان.
بداية الشرق الأوسط الجديد تبدأ من سوريا، هناك تخادم سابقا بين مشروع أردوغان الإخواني الوهابي ومشروع نتنياهو في إسقاط النظام السوري، هذا التخادم انتهى بيوم سقوط نظام الاسد، وأصبح هناك تصادم مابين مشروع أردوغان الإخواني الذي يطمح لجعل سوريا القاعدة الاولى، لاسقاط الأنظمة العربية وحلول الحركات الاخوانية محل ملوك ورؤساء الدول العربية، بينما مشروع نتنياهو مبني على أسس جديدة في تفتيت الدول العربية، بالقليل المجاورة لدولة اسرائيل، وهذا الذي باتت ملامحة واضحة.
عجزت إسرائيل من عام ١٩٦٧ وإلى يوم سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون اول عام ٢٠٢٤ بإقناع الدروز السوريين من أبناء الجولان في الحصول على الجنسية الإسرائيلية، بعد وصول الجولاني السفياني لحكم دمشق وحدث ماحدث من قتل طائفي وإبادة بحق الشيعة العلويين بالساحل وحمص وحماة، وماحدث من إبادة للدروز في السويداء وريف دمشق، جعل أبناء الدروز في الجولان يطلبون الجنسية الاسرائيلية، ومعهم أهالي القنيطرة والسويداء، المكون الدورزي يفضل الاستقلال وبناء علاقات قوية مع إسرائيل على البقاء تحت سيوف وخناجر عصابات الجولانيين السفيانيين.
من الأمور المؤلمة التي ارتكبها قادة القوى السياسية الشيعية في العراق ولبنان وغيرها، يعتقدون أن الالتزام بالأخلاقيات والمبادئ أمر مهم، ونسى هؤلاء القادة الشيعة، أن السياسة لا تقوم على الأخلاق بل على المصالح، لقد أخطأ قادة القوى السياسية الشيعية بالعراق وغير العراق، عندما تبنوا قضية خاسرة تنازل عنها أهلها العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني وهي قضية( فلسطين).
من أخطاء القوى الشيعية العراقية عدم التعاون مع الأكراد في تقطيع أماكن القوة إلى حواضن فلول البعث وهابي، نعم عالم تحكمه مصالح، اليوم المصلحة معك يوم غد ضدك، هذه هي الحقيقة.
من أخطاء بشار الأسد احتضن فلول البعث وهابي ودعم التنظيمات التكفيرية لقتل أبناء شيعة العراق، كل عقله، لاستنزاف أمريكا بالعراق وأفغانستان، والنتيجة دفعنا نحن الشيعة أثمان باهظة.
من أخطاء النظام البعثي السوري، وقف موقف معادي من العملية السياسية بالعراق، احتضن رؤوس فلول البعث، امثال حارث الضاري وابنه مثنى الاصفر، نزار السامرائي، بل استقبل عائلة صدام الجرذ، واسمى بنته في اسم حلا ابنة صدام الجرذ، يا سبحان الرب العظيم أصبح صدام وبشار يكنيان في أبا حلا، صديقي كاكه ياسين الجاف، ذهب من بغداد إلى سوريا بعام ٢٠٠٥، صمت من كراج بغداد لم يتكلم إلى أن وصلت السيارة إلى حدود سوريا، تحدث كاكه ياسين، التفت اليه السائق هذا انت كوردي وآني ما اعرف، والله لو كنت اعرف لَنزلتك في الرمادي، السائق اسمه عمر الفلوجي، وصل عمر الفلوجي استقبله الضباط السوريين واذا في السائق عمر الفلوجي لديه مسدس طارق، الأخ يدخل بسلاحه إلى سوريا بعلم أجهزة الأمن السورية، التخ كاكه ياسين الجاف موجود حي يرزق في الدنمارك حي يرزق، يؤكد صحة كلامي، النتيجة حال اندلاع الأحداث، انتقل الضاري ونزار السامرائي الى الاردن وتم مهاجمة نظام بشار الأسد حسب قولهم التابع إلى إيران،
من أخطاء نظام بشار الأسد، عمل انفتاح على تركيا، فدفع ثمن ذلك باهظا.
اردوغان جلب زوجته وزار دمشق وجلس جلسة عائلية مع بشار وزوجته اسماء الاسد، حال اشتعال الأحداث في سوريا، انقلبت تركيا على كل الاتفاقيات الثنائية، بدءا من اتفاق اضنة، مارست تركيا حرب مسلحة ضد النظام السوري لم تمارس تركيا في سوريا سمحت بدخول اكثر من 180 الف مقاتل متطرف عبر حدودها، وشاركت في نهب مصانع حلب بالتعاون مع بعض الفصائل المسلحة، ثم عملت على تتريك الشمال السوري وفرض اللغة التركية، واحتضنت التنظيمات المتشددة، دعمت المعارضة المسلحة للجيش الحر، وهو معارضة معتدلة، كسبت دعم العالم، وتم عمل مؤسسات وحكومة محلية، بنفس الوقت عملت تركيا على دعم تنظيم جبهة النصرة فرع القاعدة وتحويله إلى الجبهة الشامية، وحدثت معارك كبرى بين أنصار الجولاني والمعارضة السورية من الجيش الحر، قتل المئات، تركيا بالعلن تدعم الجيش الحر، بالخفاء تدعم الجولاني زعيم تنظيم القاعدة، النتيجة بفضل الدعم التركي وصلت عصابات القاعدة إلى دمشق تحت غطاء الفصائل السورية، وتم طرد المعارضة السورية من الجيش الحر.
مشروع أردوغان يتعارض مع مشروع نتنياهو، لكن بكل الاحوال تركيا ايضا تمددت بالاخير أردوغان إذا فشل مشروعه يقتطع نصف سوريا ويلحقها في تركيا.
مايحدث على الارص السورية، تركيا تتمدد على الجغرافية السورية، وبنفس الوقت تنتقد التمدد الاسرائيلي في الجنوب السوري، تركيا على أرض الواقع تحتل مساحات كبيرة من أراضي سوريا حاليا، تفوق عشرات المرات ما تسيطر عليه اسرائيل، تركيا تحتل اجزاء واسعة من شمال سوريا وحلب. ولم تكتف بذلك، بل تسعى إلى الى ابتلاع الجغرافيا السورية بالكامل، بسبب تمدد تركيا في سوريا، هذا التمدد التركي، كان دافعا رئيسيا للتدخل الإسرائيلي لوقف مشروع أردوغان التوسعية.
قبل أيام وزير خارجية تركيا يقول نتعامل مع الوضع السوري بطريقة اخلاقية، عن أي اخلاق يتكلم وهم يريدون ابتلاع سوريا وبقية الدول العربية، بكل الاحوال، أردوغان اذا فشل مشروعه فهو يقتطع أجزاء واسعة من سوريا والعراق بظل وجود فئات في سوريا والعراق يقبلون بالانضمام إلى تركيا، فمن حق نتنياهو أيضا يصف السياسة الإسرائيلية في سوريا التمدد الاسرائيلي، بالتمدد الملائكي لنشر النور ومحاربة ظلم امير تنظيم القاعدة ابو محمد الجولاني السفياني، تركيا تتمدد في سوريا أخلاقياً ونتنياهو يتمدد في سوريا ملائكياً لنشر النور مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
17/11/2025