د. فاضل حسن شريف
عن موقع شفقنا العراق عن حدث في هذا اليوم، اليوم العالمي لمكافحة الفساد: الكلفة الاقتصادية للفساد: يُقدَّر أن الفساد يُكلّف العالم نحو 3.6 تريليون دولار سنويًا من الرشاوى والأموال المسروقة، بالإضافة إلى 1.6 تريليون دولار تُفقَد بسبب غسل الأموال، وفق المنتدى الاقتصادي العالمي. ولا تمثّل هذه الأرقام المُذهلة إلا غيضًا من فيض تأثيره الأوسع، كما تقول ديليا فيريرا روبيو، رئيسة منظمة الشفافية الدولية. كما يحوِّل الفساد الموارد عن الخدمات الأساسية والاحتياجات المجتمعية. على سبيل المثال، يقدِّر الخبراء أن أنظمة الرعاية الصحية حول العالم تخسر 500 مليار دولار سنويًا بسبب الفساد، ما يَحرِم الناس من الرعاية الطبية الضرورية والموارد المنقذة للحياة. بالأرقام: 3.6 تريليون دولار – كلفة الفساد (رشاوى وأموال مسروقة) 1.6 تريليون دولار – خسائر غسل الأموال. 500 مليار دولار – خسائر الفساد في القطاع الصحي سنويًا. الرشوة الدولية: يقدّر البنك الدولي أن الرشوة الدولية تتجاوز 1.5 تريليون دولار أميركي سنويًا، أي ما يعادل 2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويفوق إجمالي أموال المساعدات العالمية بعشرة أضعاف. كما تشير تقديرات أخرى إلى أن الرشوة الدولية تتراوح بين 2% و5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. يعيش مليارات البشر في دول يدمّر فيها الفساد حياتهم ويقوّض حقوق الإنسان. فعلى الرغم من أن 32 دولة خفّضت مستويات الفساد لديها بشكل ملحوظ منذ عام 2012، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به. ويظهر مؤشر مدركات الفساد لعام 2024 أن الفساد مشكلة خطيرة في جميع أنحاء العالم، إلا أن العديد من الدول تشهد في الوقت نفسه تحسنًا ملحوظًا. كما تكشف الأبحاث أن الفساد يُشكّل تهديدًا كبيرًا للعمل المناخي، إذ يعيق التقدّم في خفض الانبعاثات والتكيّف مع الآثار الحتمية للاحتباس الحراري. وحسب منظمة الشفافية الدولية، يصنّف “مؤشر مدركات الفساد” 180 دولة ومنطقة حول العالم حسب مستويات الفساد المُدركة في القطاع العام. ويعتمد المؤشر على 13 مصدرًا مستقلًا للبيانات، ويستخدم مقياسًا يتراوح بين صفر و100، حيث يُشير الصفر إلى فساد شديد و100 إلى نزاهة تامة.
عن تفسير الميسر: قوله تعالى “وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ” ﴿الأنفال 73﴾ وَفَسَادٌ: وَ حرف عطف، فَسَادٌ اسم. والذين كفروا بعضهم نصراء بعض، وإن لم تكونوا -أيها المؤمنون- نصراء بعض تكن في الأرض فتنة للمؤمنين عن دين الله، وفساد عريض بالصد عن سبيل الله وتقوية دعائم الكفر. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ” (الأنفال 73) “والذين كفروا بعضهم أولياء بعض” في النصرة والإرث فلا إرث بينكم وبينهم “إلا تفعلوه” أي تولي المسلمين وقمع الكفار “تكن فتنة في الأرض وفساد كبير” بقوة الكفر وضعف الإسلام.
قال الله تعالى عن الفساد “فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ” ﴿الفجر 12﴾، و “مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ” ﴿المائدة 32﴾، و “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” ﴿المائدة 33﴾، و ” أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” ﴿المائدة 64﴾، و “وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ” ﴿الأنفال 73﴾، و “تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ” ﴿القصص 83﴾.
عن وكالة الأنباء العراقية: رئيس هيئة النزاهة: العراق بات حاضراً في أغلب الفعاليات الدولية المتصدية لآفة الفساد: أكد رئيس هيئة النزاهة الاتحادية محمد علي اللامي، اليوم الثلاثاء، أن العراق بات حاضراً في أغلب الفعاليات الدولية المتصدية لآفة الفساد. وقال اللامي في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد، تلقتها وكالة الأنباء العراقية (واع): إن “دول العالم تحتفل كلَّ عامٍ في التاسعِ من شهر ديسمبر باليوم العالمي لمكافحة الفساد، ليس لإظهار منجزاتها واستعراض صولاتها ضد الفاسدين فحسب، بل لتجديد التحذير من خطر هذه الآفة، وهذا الداء العالمي العابر للحدود، الذي يُقوِّضُ التنمية والتطور، ويُزعزعُ أسس وأركان الاستقرار على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية كافة، ويُعرقلُ خطط الدول نحو عالم يَتنسمُ عبير العفة والنزاهة”. وأضاف أن “هيئة النزاهة الاتحادية، بوصفها الممثل الرسمي لجمهورية العراق في الاتفاقيتين العربية والأممية لمكافحة الفساد، لتفتخرُ بالتزامها المبكر بهذه المواثيق الدولية، لاسيما وأنّه لم يكن التزاماً شكلياً، بل هو منهج عملٍ متكاملٍ على مستوى الدولة ترجمته خطوات عملية على أرض الواقع”. وتابع أن “العراقُ حرصَ على تحديث وتطوير تشريعاته وقوانينه الوطنية لتتوافق تماماً مع المعايير الدولية، ولكي يرتقي، من خلال مؤسسات رقابية رصينة ومستقلة، إلى مصاف الممارسات والتجارب الفضلى في ميدان مكافحة الفساد”،مشيراً إلى أن “تلك الخطوات أفضت إلى نجاحه في تنفيذ التزاماته الدولية والإقليمية، وبات حاضراً في أغلب الفعاليات والملتقيات والمنتديات والشبكات المؤلفة للتصدي لآفة الفساد، وتحقيق الشفافية وتبادل المعلومات، وتثبيت نظم الحكم الرشيد”. وواصل أن “العراق حَظِيَّ نتيجةً لذلك بالمساعدة القانونية المتبادلة، وتيسير خطوات تسليم المطلوبين، وتبادل الخبرات والتدريب والتعاون مع بلدانٍ عربيةٍ ودوليةٍ عديدة من أجل تقليص خطر هذه الآفة وضمان عدم توفير “جنات ضريبية” وملاذات آمنة للفاسدين”. ولفت إلى أنه “ضمن التزامات جمهورية العراق ببنود الاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد، أكملت هيئة النزاهة الاتحادية وبالتعاون مع المنظمات الدولية ومؤسسات الدولة، الاستراتيجية الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد للأعوام (2025-2030)، والتي تُعدُّ بمثابةِ خارطةِ طريقٍ متكاملةٍ، وطموحةٍ للإصلاح المؤسسي وتطبيق النظم الحديثة للأعوام الخمسة القادمة”،مبيناً أن “هذه الاستراتيجية تعكس توجهات الدولة المستقبلية التي ترتكز على مواكبة التطور المتسارع في وسائل الاتصالات، والاستثمار الأمثل للأتمتة والتحول الرقمي، بِعدِّها من بين السبل المستحدثة لمواجهة ألاعيب وحبائل وسلوكيات الفساد”.
جاء في موقع مداد حول حديث القرآن عن الفساد والمفسدين للشيخ سعد بن زيد ال محمود: إن أثر الفساد والإفساد ليس له حدود لو سارت الأمور على مقتضى أهواء المفسدين، فالكون كله يفسد لو سارت أموره بحسب أهواء أهل الفساد قال تعالى: “ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن” (المؤمنون 71)، ولو لم يقف المصلحون في وجه المفسدين لعم الفساد أرجاء الأرض ولشمل الضلال كل أطرافها، ولكن من رحمة الله أنه يدفع فساد المفسدين بجهاد المصلحين”ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين” (البقرة 251). إن مسؤولية المصلحين عظيمة، فواجبهم أن يعتصموا بحبل الله جميعاً ضد المفسدين، فالمفسدون مهما تباعدت ديارهم واختلفت ألوانهم وألسنتهم، فإنهم جبهة واحدة وصف واحد ضد الإصلاح والمصلحين. وما لم يكن للمصلحين صف واحد ضدهم فالفساد سيظل يكبر ويكبر حتى لا يستطيع أحد أن يقف أمامه. قال تعالى: “والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير” (الأنفال 73). إن الأمل الوحيد في إنقاذ الأرض من المفسدين في كل الأزمنة والأمكنة، يكمن في قيام أهل الحق والإصلاح بمسؤولياتهم أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وجهاداً في سبيل الله: “فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين * وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون * ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين” (هود 116-119).