اسم الكاتب : جهاد الدينارى
بعد تزايد تجسيد حالات الشذوذ فى المسلسلات.. نقاد: الظاهرة موجودة في الأدب العربي القديم وأبو نواس أشهر من أفصح عن هيامه بالغلمان والخليفة الواثق كان يعشق غلاما مصريا.. علاج المشكلة بالنقاش الموضوعي .
وسط استياء ملحوظ، تنامت فى الدراما التليفزيونية هذا العام فكرة تجسيد حالات الشذوذ الجنسى، حتى أصبح تناول المسلسلات لهذه الحالات مثار حديث وجدل وتساؤلات الكثيرين، وقد تجلى هذا الظهور الذى وصفه الكثيرون بالفج فى مسلسلات عديدة مثل ” سجن النساء، سبع وصايا، كلام على ورق” وهنا كان لابد أن نسأل.. هل تعد ظاهرة تجسيد الشذوذ فى الفن أمرا غريبا على أدبنا العربى؟ أم أن هناك سابقات لهذا التجسيد.
تاريخ الأدب يؤكد أن الشذوذ الجنسى من المواضيع والمواد التى تم طرحها فى أدبنا العربى بجرأة وبحرية قد نختلف أو نتفق معها، لكنها أثبتت بشكل أو بأخر أنه على الرغم من أنه سلوك حرمته كل الشرائع والأديان السماوية، إلا أنه عرف وانتشر وسط ثقافات أمم مختلفة من ضمنها الشعوب العربية منذ عصور سحيقة، ولم يقتصر على الثقافة الغربية وحسب، كما صدرت لنا هذه الفكرة التى دعمت مبدأ التجاهل لمثل هذه القضايا الشائكة التى قد يزيدها التعتيم ويضربها أكثر ما ينفعها.
فكان الأدب العربى بكل أشكاله من الشعر والنثر والنصوص المسرحية، بمثابة مؤرخ وشاهد خاص بذاته، ينقل سلوكيات وأفعال مجتمعاتنا على مدى العصور بكل جرأة ومواجهة للواقع دون تجميل أو تغيير منه .
فإذا نظرنا إلى أرض الواقع نجد أن الشذوذ الجنسى عرف فى مختلف الأزمنة والعصور، وأول من جاهر به هم قوم لوط، لذلك أصبح هذا الفعل يسمى نسبة لهم، أما أول من قام بالسحق فهم بقايا من قوم ثمود كما تذكر بعض المراجع التاريخية، التى أكدت على ظهوره فى كثير من الأمم الغابرة، ومنها “البابليين والمصريين، اليونانيين والفرس”.
وعرف هذا الفعل عند العرب أيضا، وظهر نوع خاص من الشعر لوصف الشذوذ الجنسى، سواء بين الرجال “اللواط” ، أو بين النساء “السحاق”، أو بين الرجال والغلمان، فضلا عن تأليف كتب كانت تتضمن آداب فى ممارسة الشذوذ الجنسى.
ولكن نادرا ما ورد فى كتب التراث فى العصر النبوى، والعصور التى تلته حتى بداية الدولة العباسية أحاديث عن ظاهرة “الشذوذ” وتحولت فى هذه الحقبة التاريخية ضمن قائمة “المسكوت عنه”، لأن إخفاء مثل هذه العمليات التى تشذ عن العلاقات الإنسانية الطبيعية أمر يسر بالنسبة لهم، فعلى حد تفكيرهم حينئذ أن اختلاء رجل مع غلام أمر لا يثير الشبهات مقارنة باختلاء رجل بامرأة، وأن كان وجود المخنثين معروفا فى هذه الفترة، ولكنهم احتلوا المنطقة المظلمة من التاريخ والوصف الأدبى تنصلا من هذه الصفة.
وظل الهوس أو الشذوذ الجنسى خارج حسبان المؤرخين وكتب الأدب والوصف حتى بدايات الدولة العباسية، الذى طرحت به غزيرة اللواط بكل جرأة، وكان الإنتاج الأدبى والشعرى وقتها شاهدان على هذه الظاهرة، حيث انتشر نوعان من الشعر عرفا “بالغزل المذكر”، “غزل الغلمان” .
وكان أشهر الشعراء اللذين تطرقوا بمواضيعهم إلى الهوس والشذوذ الجنسى، هو ” أبو نواس”( 145 – 199 هـ) الذى احتوت الكثير من أعماله على بعض الخطوط والشخصيات الدرامية التى تحمل صفات جنسية شاذة كاللواط والسحاق، وطرحها بشكل لا يدينها، وكأن الشذوذ أمر طبيعى وليس خارجا عن النطاق الدينى والأخلاقى.
وعلى الرغم من ذلك لم يلق هجوما أو اعتراض كبيرا فى عصره، مقارنة بما لاقاه فى عصرنا هذا ووصفه بالزندقة والكفر والفسوق، فكان أحيانا ما يعاقبه هارون الرشيد حاكم عصره بالسجن لما كان يورد بشعره وأعماله الأدبية من خطوط جنسية حمراء لا تسمح بها الشريعة الإسلامية، ولكن سريعا ما كان يعود ويفك أسره بقصيدة يمدحه بها كما ورد بمقالة “المثلية الجنسية فى جزية العرب” لهشام حتاتة .
كما أكد على الهوس والولع الجنسى من خلال شخصية “المؤمنة” التى تنتمى إلى نسب الأشراف، ولكنها اختارت بمحض إرادتها أن تكون فتاة ماجنة تبيع جسدها دون مقابل سوى المتعة، التى دائما ما بحثت عنها ولم تجدها فى ارتدائها ثوب الأخلاق والعفة.
فكان “أبو نواس” نتاجا وإفرازا طبيعيا لهذا العصر وللطبائع البدوية المعروفة، الذى وصلت فيه الفجاجة والزندقة إلى أقصى مدى، ويذكر أنه قضى حياته مع الأمين ابن هارون الرشيد بين كؤوس الخمر والشذوذ والأفعال الخارجة، وأنتج عن هذه المرحلة من حياته مجموعة من أشعار الخمر والمجون والإلحاد وإليكم منها بعض الأبيات:-
ويا أحمد المرتجى فى كل نائبة .. قم سيدى نعصى جبار السماوات
– ألا فاسقِنى خمرًا … وقل لى هى الخمر
ولا تسقنى سـرًّا… إذا أمكـن الجهـر
رشا لولا ملاحته …… خلت الدنيا من الفتن
كل يوم يسترق له ….. حسنه عبدا بلا ثمن
يا أمين الله عش أبدا … دم على الأيام والزمن
ولم يكن أبو نواس استثناء أو ظاهرة فريدة فى عصره، فعرف كل من “بشار بن برد، مطيع وحماد، عجرد، الخليع وحسين بن الضحاك” بغزل المذكر، ولطالما خوطبت الحبيبة فى أشعار ذلك الزمان بصيغة المذكر تحببا وتلطفا، ويذكر لنا كتاب “العقد الفريد” لابن عبد الربه الأندلسى، أن حتى مراوح خلفاء هذا العصر كان يكتب عليها:-
أنا فى الكف لطيفة … مسكنى قصر الخليفة
أنا لا أصلح إلا … لظريف أو ظريفة
أو وصيف حسن القد …. شبيه بالوصيفة
كذلك شاع بين شعراء الأندلس “غزل الغلمان”، وكانوا فيه مقلدين لبعض شعراء العباسيين، ولكنهم لم يسفوا فيه ويفحشوا كما فعل هؤلاء الشعراء، ولم يكثروا منه كثرة أبو نواس ومعاصريه العباسيين، ومن أكثر شعراء الأندلس غزلا بالمذكر ابن سهل الإسرائيلى، ومن شعره أيضا فى فتاه اليهودى موسى قوله
مرآك مرآك لا شمس ولا قمر
وورد خديك لا ورد ولا زهر
فى ذمة الله قلب أنت ساكنه
إن بنت بان فلا عين ولا أثر
وقد قدم مرجع تاريخى إسلامى شهير ألفه الشيخ “التيفاشى”، الذى كان مؤرخا وأديبا له مصداقية كبيرة، تحت عنوان “نزهة لألباب فيما لا يوجد فى كتاب”، مسحاً شاملاً للظواهر الجنسية المتخفية منها والظاهرة فى المجتمع الإسلامى، حتى نهاية منتصف القرن السابع الهجرى.
الذى تناول مواضيع لها صلة بالقوادين والزناة واللوطيين والساحقات وأساليب عملهم وأفعالهم، بتركيز نادرا ما نجده بكتب التاريخ التقليدية ، جامعاً قدر الإمكان، أهم النصوص الشعرية التى تتناول مختلف العادات الجنسية الشاذة التى تخرج عن حدود الشريعة الإسلامية والتى كانت تمارس فى ذلك الوقت، ومن أبرز النصوص التى وردت بالمرجع نص “سهل بن المهنيدار :-
“قال سهل بن المهنيدار : اجتمعت يوما بوجه من وجوه المخنثين ببغداد وشيخ من شيوخها العلماء بشأنهم، الفقهاء فى أسرارهم، البصراء بأمورهم، فقلت : إنى مسائلك عن أشياء من معانيكم فى أبواب شبقكم وفنون آرابكم … فقال لي: إسألنى عما بدا لك فإنى أشرحه لك شرحا ، فإنى بما تريده خبير”
“وسألته : أى القضبان أعجب إليكم وألزم لشهوتكم، وأبلغ فى مطلبكم؟
كما ذكر أبو بكر السيوطى فى تاريخ الخلفاء أن الخليفة الواثق أيضا كان عاشقا للغلمان و كان عنده غلام مصرى اسمه مهج و قد قال فيه شعرا:-
مهج يملك المهج .. بسجى اللحظ و الدعج
حسن القد مخطف .. ذو دلال و ذو غنج
ليس للعين أن بدا .. عنه بالخط منعرج
ومع نهاية هذه العصور البدوية التى اتسمت بهذه النوعيات من الأدب الجنسى الصريح الذى يتفق أو يختلف معه الكثيرون، بدأت مثل هذه الأنماط الأدبية فالاندثار والابتعاد عن دائرة الضوء وفقا لمقتضيات العصور الحديثة ، التى تعاملت مع الشذوذ الجنسى كونه مجرد ظاهرة وجدت فى إخفائها والاحتفاظ بها خلف الأبواب المغلقة حلا لها من شأنه أن يحد منها ويقضى عليها مع الوقت.
لذلك قلما نجد بالعصر الحديث منذ ظهور السينما والتلفزيون وحتى أواخر التسعينيات مواضيع تعالج هذه الزوايا التى لا يمكننا التستر عليها كثيرا، والتى ظلت بعيدة عن دائرة الضوء لفترة قريبة، حتى بدا للناس أنها ظاهرة اقتصرت على الغرب وحسب وان مجتمعاتنا العربية لم تعرفها بعد ، وبدئوا فى التعامل مع أى طرح يناقشها من خلال عمل فنى على سبيل انه إلصاق بالتهم الباطلة للمجتمعات الشرقية .
فعلى سبيل المثال أثارت المسرحية الفرنسية “الكوميدي” التى عرضت بتونس غضب الرأى العام التونسى حيث تناول العرض موضوع “الشذوذ الجنسى عند الرجال”..
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط اللندنية” أن الجمهور الحاضر فى تلك المسرحية جاء ليستمتع بعرض كوميدى فكاهى، وتفاجئ بمسرحية ضربت بكل التقاليد الشرقية والتعاليم الإسلامية عرض الحائط.
وفى نفس السياق دار الاتهام حول قيام الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية بإنتاج عرض مسرحى بعنوان “كلام فى سرى” عندما عرضت خلال فعاليات مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى لعام 2007، لما احتوته مشاهد لها علاقة بالشذوذ الجنسى.
كما هجمت أعمال سينمائية كثيرة احتوت خطوطها الدرامية على مثل هذه العلاقات الجنسية الشاذة كحين ميسرة وأحاسيس وظهور فتاه سحاقية تمارس الجنس مع غيرها من الفتيات، كما شن هجوما نقديا شرسا على كل من “عمارة يعقوبيان” ومؤخرا ” أسرار عائلية” لتقديمهما لشخصيات تمارس اللواط أو الشذوذ الجنسى بين رجلين.
ولا يمكننا أن ننكر أن هناك بعض المواد الأدبية والفنية التى تناولت هذه القضايا بغرض تجارى بحت، وقدمتها بشكل مبالغ به لتحقيق ارادت ومكاسب مادية، دون النظر إلى سبل حقيقة لمعالجة المشكلة، فلم تتناولها فى الأساس بغرض كشف ما هو مسكوت عنه لمواجهة المجتمع بعيوبه وحسب، إنما طرحتها لإثارة جدلا وبلبلة دون جدوى.
ومن هنا نستطيع القول بأن البعض من هذه الأعمال قدم بطريقة مستفزة للجمهور ، فاجئه بها بقضية بعيده عن ثقافته بشكل مبالغ بها، جعلته يتنصل منها ويتعامل معها كونها تهمة غربية يحاولون إلصاقها بالمجتمع الشرقى، وفقا للافكار التى تكونت عنده على مدار العصور التى عاش بها مغيبا عن الحقيقة والتى تؤكد على أن الشذوذ الجنسى ليس له وطن بعينه، وانه انتشر وسط أمم وشعوب مختلفة منهم من صرح وجهر به بل واتبعه كنوع من الحرية كمعظم الدول الغربية التى تجاهلت تعاليم الشرائع السماوية التى حرمته، ومنهم مجتمعاتنا الشرقية التى تشكلت ثقافتها ووجدانها على فكرة التستر عليه وتناسيه والتنصل منه معتقدين أن هذه هى أفضل السبل الممكنة لمقاومته ومحاصرته.
ومن جانبه يؤكد الدكتور محمد بدوى الناقد الأدبى والأستاذ بالأدب العربى الحديث بكلية الآداب جامعة القاهرة، على أن ظاهرة الشذوذ الجنسى لم تكن وليدة العصر، ولم تقتصر على الشعوب الغربية وان العرب عرفها منذ عصور سحيقة قائلا”: بدأت إشكالية الشذوذ الجنسى بكافة ضروبه منذ عصور غابرة ولم تقتصر على أمه دون غيرها، حيث عرفها المصريين، الأشوريين، البابليون، الهنود واليونانيون”، وكانت فى ثقفتنا العربية لها مفهوم خاص لان معظم الخلفاء كانوا يمتلكون غلمان يمارسون معهم ما يسمى بالتلمذة الجنسية بمعنى المداعبة وعدم الوصول إلى الاتصال الجنسى الكامل، مضيفا: كما كانت لا تطلق صفة الشاذ على من يمارس دوره خلال العلاقة فإذا كانت لواط فالرجل الفاعل بالعلاقة لا يطلق عليه شاذ بينما المفعول به أو الذى يقوم بدور المرأة هو وحده الشاذ، على النقيض تماما من الثقافة العربية التى يندرج فيها كل من الطرفين القائمين بالعلاقة تحت مصطلح الشذوذ.
وتابع: والدليل على أن الثقافة العربية عرفت المثلية هو النصوص القرآنية جاءت لتحرم ممثل هذه العلاقات الخارجة عن إطار الشريعة، فإذا لم تشهد ثقافتنا هذه الأفعال والسلوكيات لماذا حرمها الإسلام، فضلا عن الأدب والشعر الذى أفصح عن هذه الغرائز غير القويمة التى انتشرت فى العصر العباسى بشكل خاص وعرف بالغزل بالمذكر وكان من ابرز الشعراء اللذين تناولوه فى موضوعاتهم “أبو نواس، عجرد، الخليع وحسين بن الضحاك وغيرهم من شعراء العصر اللذين اتبعوا ما عرف باسم الغزل بالمذكر أو غزل الغلام. .
لذلك فان المثلية سواء اللواط أو السحاق أو حتى مغازلة الغلمان كلها سلوك وغرائز عرفتها البشرية ولم تقتصر على شعوب دون الأخرى.
كما علق الناقد الفنى “طارق الشناوي” على تجاهل مجتمعاتنا الشرقية وتنصلها لفكرة الشذوذ الجنسى وإصرارها على أنها ثقافة جديدة من نوعها جاءت ضمن سلسلة التابعية للعالم الغربى ومحاكاة سلوكه وأفعاله قائلا “: لم يكن الهوس الجنسى بكافة أشكاله سواء اللواط أو السحاق وزنا المحارم وغيره، من المستحدثات التى اكتسبتها ثقافتنا مؤخرا نتيجة للانفتاح على الثقافات الأخرى كما يزعم البعض.
واستكمل حديثه فى إشارة إلى قوم لوط وثمود التى سميت هذه الأفعال على أسمائهم وعرفت باللواط والسحاق والتى تثبت أن الشذوذ لم يكن وليدا للثقافة الغربية وحسب، فضلا عن بعض الأعمال الأدبية العربية التى تعود إلى عصور غابرة، والتى تؤكد على انتشار هذا الهوس والشبق الجنسى فى هذه الحقبة.
أما عن الهجوم اللاذع التى تتعرض له الأعمال الفنية التى تناقش الشذوذ الجنسى فيقول “: للأسف تعود مجتمعنا على رفض الواقع إذا ما كان يخالف عاداته وتقاليده خاصة من الناحية الأخلاقية، ومن هذا المنطلق يرفض المواطن العربى أن يواجه مشاكله الأخلاقية وغالبا ما يأتى باللوم على الأعمال الفنية التى تلقى بالضوء على الظاهرة ، محاولا اتهامها بأنها السبب فى انتشارها وتوجيه الأنظار لها.
فلا يمكننا أن ننسى الهجوم الضارى على فيلم عمارة يعقوبيان من قبل نقابة الصحفيين لتقديمه لشخصية صحفى يعانى من الشذوذ الجنسى، وهو ما اعتبرته بعض الآراء اتهاما أخلاقيا للصحفيين بشكل عام، كما أن مؤخرا شنت حرب شرسة على فيلم أسرار عائلية من قبل الرقابة على المصنفات الفنية التى أجلت من عرضه أكثر من مرة خوفا من الرأى العام .
وهذا التوجه المجتمعى الذى يرفض مناقشة هذه القضايا بموضوعية، إن دل على شىء فهو يدل على تمسكنا بمبدأ النعام ودفن رؤؤسنا فى التراب خوفا من مواجهة واقعنا.
وأنهى حديثه مرجحا لفكرة الطرح الموضوعى غير المبالغ به الخالى من الأغراض التجارية البحتة من قبل المنتجين والقائمين على صناعة السينما والدراما المصرية، على اعتبار أن التجاهل أو المبالغة من مثل هذه النقائص المجتمعية لا يؤدى إلا إلى تفاقمها.