اعداد : مركز الجزيرة للدراسات
يعيش العراق أزمة خطيرة تهدد هويته الوطنية، وكيانه السياسي، ووحدته الاجتماعية، وقد تنذر، كما يخشى البعض، بتفكيك الدولة المركزية، وتشكيل كيان مضطرب ومنقسم على نفسه.
ومن أبرز مظاهر هذا الانقسام حالات العنف المستمر، والاستقطاب الطائفي، والخلافات السياسية بين القوى العراقية المختلفة التي كانت سبباً حتى الآن في فشل المحاولات المحلية والإقليمية والدولية للمصالحة والخروج من دائرة الأزمة.
إزاء هذا الوضع المعقد بالغ الخطورة، الذي تمر به الدولة والمجتمع في العراق، يقوم مركز الجزيرة للدراسات، وبالتعاون مع لفيف من الباحثين والناشطين السياسيين العراقيين، بتنظيم ملتقى دراسي حواري في العاصمة القطرية الدوحة، يومي 25–26 فبراير 2007.
يسعى الملتقى إلى تحقيق هدفين أساسيين:
تشخيص الأزمة الراهنة التي يعاني منها العراق، والتركيز على التهديدات التي يتعرض لها كيان الدولة والمجتمع فيه، والبحث في سبل وآليات الخروج من هذه الأزمة.
أن يكون الملتقى فرصة لخروج المشاركين، وهم الذين يمثلون مختلف الأطراف والأطياف في العراق، بتصور يعزز الجهود المبذولة لصياغة مشروع وطني عراقي يرفع المعاناة عن شعب العراق.
وناقش الملتقى المحاور التالية:
صراع الهويات ومأزق المحاصصة الطائفية
أبرز التحديات البنيوية التي واجهت قيام الدولة (الأمة) في العراق وأدت إلى فشلها وانهيارها والمحاولات الفاشلة لإعادة بنائها، وبالتحديد التحديات المتمثلة في النزاع الطائفي-السياسي ودور أحزاب الهوية في تشكيل دولة الطوائف، والتعددية المجتمعية وأثرها في التعددية السياسية، والإخفاق الذي لازم الأطر الاجتماعية في إنتاج ثقافة سياسية حديثة ومجتمع سياسي فعال مما أدى إلى استعصاء الحل الديمقراطي.
مرجعيات العيش المشترك في العراق
الاحتلال الخارجي محكوم على الدوام بتلازم قوة الخارج وضعف الداخل. ولكل منهما مقدماته وشروطه. وعندما نطبق ذلك على حالة الاحتلال الأميركي للعراق، فإننا نقف أمام واقع يشير إلى أن الاحتلال كان نتاجا لصعود النزعة الإمبراطورية الأميركية وانهيار العراق الداخلي.
المليشيات والعنف
وجود المليشيات في هذه المرحلة لم تكن حالة استثنائية في تاريخ العراق المعاصر، إذ شهد العراق الجمهوري مليشيا مؤطرة من الناحية القانونية، وكانت حزبية الطابع، ولكن هذه المرحلة شهدت وجود مليشيات متعددة خارجة عن سيطرة الدولة وتعمل على تقويض العملية السياسية، ولها آثار سلبية على بناء الدولة العراقية. فما أسباب ظهور هذه المليشيات؟ وما انعكاسات ذلك على بناء الدولة؟
الأزمة العراقية الراهنة: هل هي أزمة مجتمع أم أزمة دولة؟
مع اقتراب احتلال العراق من إتمام عامه الرابع يزداد تعقيد الأزمة في البلاد وتتشابك أشكال واتجاهات القوى التي تشارك فيها، كما تزداد حدة الصراع ودمويته وانقسام المجتمع بشكل حاد إلى طوائف وأعراق وقوى سياسية ودينية وقبلية، فهل أزمة العراق الراهنة تعود بأصولها إلى الدولة التي دمرها الاحتلال من غير أن يجد لها بديلا، أم إلى المجتمع الذي تماهى في تداعيه مع تداعي الدولة لأسباب أصيلة فيه تتعلق بتركيبته وتاريخه الممتد؟
التعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي
تحديد عناصر المشكلة العراقية ومدى إمكانية اقتراح الحلول المناسبة لإمكانية إجراءات التعايش السلمي بين مكونات المجتمع بعد الاحتلال الأميركي له، وإلغاء مؤسساته المدنية والعسكرية إلى الحد الذي خلق فوضى واضطرابات في جميع مناحي الحياة المختلفة وعلى كافة الصعد السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والتي أدت إلى تأزيم الواقع العراقي.
الشرط السسيولوجي لإعادة السلم المدني
المقدمات الاجتماعية للبناء الديمقراطي والمتمثلة في الطبقة الوسطى بوصفها الحامل الاجتماعي للديمقراطية بصيغتها التحررية، فماذا نعني بالطبقة الوسطى؟ وما حدود علاقتها بالتحولات الديمقراطية في العراق الحديث والمعاصر؟
المشروع الوطني والشروط الداخلية لاستعادة الوحدة الوطنية
ما زالت جهود بناء المشروع الوطني العراقي متعثرة خصوصا بحكم استفحال الإشكالات الخارجية والداخلية التي تواجهه، ورغم التضحيات الجسام للحركة الوطنية العراقية على مدى عقود من الزمان، فإن سياقات الوحدة الوطنية ظلّت مهددة باستمرار بحكم عوامل الانقسام وضعف وهشاشة التراكيب والصيغ الدستورية والقانونية والانتقاص من مبدأ المواطنة والمساواة ركني الدولة العصرية، فضلاً عن الاستئثار لدرجة أن البلاد حُكِمت عبر “أقلوية” كانت تضيق قاعدتها باستمرار.
المحددات الدولية والإقليمية لإعادة السلم المدني
مرت الدولة العراقية بطور التكوين والبناء والتطور والنهضة، وبداية السقوط ثمّ الانهيار والاضمحلال وصولا إلى الاحتلال الأميركي الذي يعمل على تفتيت بقعتها الجغرافية بالتعاون مع تشكيلات سياسية عديدة ارتضت أنْ تكون جزءا منه. فمن دمر الدولية العراقية؟ هل الغرب كمجموعة دولية كانت لها أسسها الداعية لتدمير الدولة العراقية؟ وهل لعبت الدول العربية المجاورة والإقليمية والدولية دورا في تدمير الدولة العراقية؟
السيناريوهات المطروحة من القوى العراقية غير المشاركة في العملية السياسية وقوى المقاومة
تتفق جميع الأطراف العراقية والإقليمية والدولية على ضرورة إيجاد حل للقضية العراقية، لكن تختلف السيناريوهات والحلول والأفكار التي يتم طرحها وتداولها سواء في السر أو العلن، وبسبب تعقيد المأزق العراقي وكونه شائكا، فإننا نجد كما هائلا من السيناريوهات، بعضها يتم طرحه من قبل جهات وأطراف عراقية، والبعض الآخر تحاول رسمه أطراف إقليمية، وهناك ما تحاول تسويقه الإدارة الأميركية.
السيناريوهات المطروحة من القوى العراقية المشاركة في العملية السياسية والقوى الدولية والإقليمية
رؤى بعض القوى العراقية المشاركة في العملية السياسية لحل المشكلة العراقية. حيث استشعرت تلك القوى أن العملية السياسية بدأت تتعثر، وأن المشكلة العراقية مشكلة معقدة في ذاتها وازدادت تعقيدا مع تراكم الأخطاء المشتركة من كل الأطراف. وكلما تقدم الزمن, تعقدت المشكلة العراقية أكثر فأكثر.