الكاتب : فاضل حسن شريف
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: الدين ليس إجباريا: إن آية الكرسي في الواقع هي مجموعة من توحيد الله تعالى وصفاته الجمالية والجلالية التي تشكل أساس الدين، وبما أنها قابلة للاستدلال العقلي في جميع المراحل وليست هناك حاجة للإجبار والإكراه تقول هذه الآية: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (البقرة 216) لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. (الرشد) لغويا تعني الهداية للوصول إلى الحقيقة، بعكس (الغي) التي تعني الانحراف عن الحقيقة والابتعاد عن الواقع. ولما كان الدين يهتم بروح الإنسان وفكره ومبني على أساس من الإيمان واليقين، فليس له إلا طريق المنطق والاستدلال وجملة: لا إكراه في الدين في الواقع إشارة إلى هذا المعنى، مضافا إلى أن المستفاد من شأن نزول هذه الآية وأن بعض الجهلاء طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقوم بتغيير عقائد الناس بالإكراه والجبر فجاءت الآية جوابا لهؤلاء وأن الدين ليس من الأمور التي تفرض بالإكراه والإجبار وخاصة مع كل تلك الدلائل الواضحة والمعجزات البينة التي أوضحت طريق الحق من طريق الباطل، فلا حاجة لأمثال هذه الأمور. وهذه الآية رد حاسم على الذين يتهمون الإسلام بأنه توسل أحيانا بالقوة وبحد السيف والقدرة العسكرية في تقدمه وانتشاره، وعندما نرى أن الإسلام لم يسوغ التوسل بالقوة والإكراه في حمل الوالد لولده على تغيير عقيدته الدينية فإن واجب الآخرين بهذا الشأن يكون واضحا، إذ لو كان حمل الناس على تغيير أديانهم بالقوة والإكراه جائزا في الإسلام، لكان الأولى أن يجيز للأب ذلك لحمل ابنه على تغيير دينه، في حين أنه لم يعطه مثل هذا الحق. ومن هنا يتضح أن هذه الآية لا تنحصر بأهل الكتاب فقط كما ظن ذلك بعض المفسرين، وكذلك لم يمسخ حكم هذه الآية كما ذهب إلى ذلك آخرون، بل أنه حكم سار وعام ومطابق للمنطق والعقل.
جاء في الموسوعة الحرة عن اليزيدية: آراء حول اليزيدية: تعد اليزيدية حلقة شبه مفقودة في سلسلة الديانات الشرقية الهندوأرية القديمة، وقد اختلف الباحثون في تحديد نشأتها وظهورها وحركة تطورها التاريخي والمعرفي. كما اختلف الباحثون حول أصل وتسمية اليزيدية، فهناك من يرجع أصلهم إلى الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، وهناك من يرى بأنها تنتسب إلى يزيد بن أنيسة الخارجي، وآخر يقول بان تسميتها جاءت نسبة إلى مدينة يزد الإيرانية، وهناك من يرى بأن اليزيدية إنما هي تطور للديانة الزرادشتية وآخرون يربطون بين اليزيدية والمثرائة. يؤكد أصحاب الرأيين الأول والثاني على أن اليزيدية فرقة إسلامية منشقة بل والذهاب إلى أبعد من هذا وهو عروبة اليزيدية. ويكفي أن نأتي برأي سعيد الديوهجي حول هذا الموضوع عندما يقول: (أن اليزيدية حركة سياسية خالصة، جعلت لها صبغة دينية تسير تحتها لتعيد الحكم إلى الامويين) وانهم يؤلهون يزيد بن معاوية ونسبوا إليه. أما اصحاب الآراء الأخرى فيذهبون إلى أن اليزيدية هي نتاج أفكار ومعتقدات قديمة، فهي مزيج من المانوية، الزردشتية، المسيحية والغنوصية ومعتقدات عراقية قديمة. ومن الآراء أن أصولهم آشورية بسبب وجود تماثيل ورموز في ديانتهم مشابهة لما هو موجود بالديانة الآشورية القديمة وحيث أن أماكن سكناهم الحالية كانت في السابق مكان عاصمة الآشوريين الأثرية نينوى. نظرية الفرقة المنشقة عن الإسلام: تقول هذه النظرية أن اليزيدية ليست إلا فرقة إسلامية منشقة أو (ضالة) يعود تاريخها إلى أواخر القرن السابع الميلادي، وتنسبها إلى يزيد بن معاوية ثاني خلفاء الدولة الأموية. وأن اليزيدية حركة سياسية خالصة، جعلت لها صبغة دينية تسير تحتها لتعيد الحكم إلى الأمويين. فيرون أن اليزيدية كانوا مسلمين فنجد أن ابن تيمية يصفهم (بالمسلمين من أهل السنة) في رسالته إليهم. لكن بعد تولي شيخ حسن أمور هذه الفرقة عمد إلى الاختفاء ست سنوات ثم الخروج بكتاب (يخالف الإسلام) وهو كتاب الجلوة. وما هي إلا سنين حتى تحولوا إلى الدين الجديد الذي هم عليه اليوم. بل ويذهب بعض الإسلاميين السنة إلى القول أن الشيعة هم سبب ظهور وتبلور الديانة اليزيدية، وذلك لأنهم كانوا يقومون بلعن وسب يزيد بن معاوية طول الوقت، الأمر الذي سبب لاتباع عدي بن مسافر رد فعل معاكس فحرموا اللعن وأفرطوا في تقديس الشيطان ويزيد حتى جعلوهما إلهين. أشهر الشخصيات: الأمير أنور معاوية الأموي أحد الشخصيات اليزيدية الشهيرة بالعراق وهو أمير اليزيديين في العراق، وهو أيضا رئيس مجلس رئاسة الطائفة اليزيدية. الأمير تحسين بك هو من أشهر أمراء اليزيدية المعاصرين وقد توفي في 28 يناير 2019. الأمير “حسين بك الداسني” زعيم الإيزيدية الأشهر، الذي ساند السلطان العثماني سليمان القانوني في حملته لاستعادة بغداد من سيطرة الصفويين (1534م). فكافأه وجعله أميرًا على إمارة صوران وأربيل ودهوك التي كانت تسمى ببلد داسن. عرب شمو (عرب شاميلوف) (1897-1978) من كبار الروائيين الكرد له روايات عديدة اشهرها (قلعة دمدم) ولد في قارص (تركيا الحالية) والتجأ إلى أرمينيا ومات فيها. يعتبر أول كردي سوفيتي يحصل على شهادة عالية وهو خريج معهد الاستشراق في موسكو (1924). وتعد روايته (قلعة دمدم) من أبرز الروايات في التاريخ الكردي والتي تحكي قصة القلعة التي حاصرها الشاه عباس الصفوي. كما أن لعرب شمو الدور الكبير في تطوير الابجدية الكردية حيث يقول عنه عبد الرزاق داغر الرشيد: (لم يكتف الرجل بوضع الأحرف بل وضع القواعد والنحو الخاصة باللغة الكردية. وقد أصبحت قواعده وأبجديته مثالا يتبع حتى يومنا الراهن). درويشي عفدي: من أهم الشخصيات المرتبطة بالفلكلور الكردي، تحكي قصة الشاب درويش ابن عفدو بن ملحم زعيم قبيلة الشرقيان اليزيدية الذي ولد في ولاية أورفة وذلك بحدود سنة 1772م. أحب درويش (عدولة) المسلمة ابنة تمر باشا الملي رئيس أكبر العشائر الكردية في المنطقة. عندما علم تمر باشا بحب درويش لابنته حاول قتله لكنه فشل بذلك. مرت الأيام للتعرض قبيلة المللين لتهديد بهجوم من قبائل التركمان والجيس فوضع تمر باشا محاربة الغزاة وصد الهجوم مهرا لزواج ابنته عدولة فسارع درويش لقبول هذا المهر، وتحكي القصة كيف خرج درويش ومعه 11 شخص ليحارب 3700 مقاتل ليؤسس لإحدى أهم ملحميات العشق في التاريخ الكردي.
جاء في موقع الجزيرة عن الإيزيديون في العراق منغلقين ولا يقبلون دخول أحد في دينهم للكاتب صلاح حسن بابان: هل يعبدون الشيطان والشمس؟ وفيما إذا كان الإيزيديون يعبدون الشيطان أو الشمس، يقول جندي إن هذه إشكالية كبيرة وغير صحيحة مطلقا، واصفا إياها بـ”اتهام مجحف وقاس”، متسائلا: كيف يكون هناك إله للشرّ إسمه الشيطان إذ لم تكن هناك أصلا فكرة العصيان للخالق عند الإيزيدية؟ ويعتبر “طاووس ملك”، حسب الديانة الإيزيدية، اسما من بين الـ3003 أسماء لله، وهو إحدى سيماء الألوهية، ويأخذ “طاووس ملك” مرة دور إله السماء “بابا دياوس” عند الإيرانيين القدامى، و”آنو” عند السومريين، و”فارونا” عند الهندوس، وقرص الشمس هو عيونه، ولهذا يقدس الإيزيديون الشمس لحد الأن. وإذا كان “طاووس ملك” قبلة للعبادة عند الإيزيدية -حسب جندي- فإن الشمس هي قبلة للتقديس لديهم. أما نفورهم من كلمة الشيطان فقد أتت نتيجة مقاطعة اللعن ليس إلاّ. ويوضح جندي أسباب عدم امتلاك الإيزيديين كتابا مقدسا بالقول: كان للإيزيديين كتابان مقدسان، الأول باسم “مصحف رش” (الكتاب الأسود)، والثاني باسم “الجلوة”، لكنهما ضاعا في لجة الإبادات التي تعرض له الإيزيديون خلال عهد الدولة العثمانية. خلافات بابا شيخ: و بالأنتقال من الجانب الديني إلى السياسي، فقد أثارت آلية اختيار “بابا شيخ” -وهو أعلى مرتبة دينية ويعتبر الزعيم الروحي للإيزيديين وفقا لعدد من الشروط والإجراءات الخاصة التي تتم بالتشاور بين المجلس الروحاني مع أمير الإيزيديين وعدد من الشخصيات الدينية- ضجة واسعة بين الإيزيديين، وتسببت في انشطار بينهم بعد اتهامات بتدخل أحد الأطراف السياسية الكردية في عملية الأنتخاب، مما أدى إلى نشوب خلافات واعتراضات حادة بينهم، وإعلأن البعض منهم عدم اعترافهم بـ”البابا شيخ” الجديد. واتهم الناشط المدني الإيزيدي الدكتور ميرزا دنايي بعض المسؤولين المحليين في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني بالهيمنة السياسية على القرار في المرجعية الدينية الإيزيدية، معتبرا هذا التطور “سابقة خطيرة جدا” بحق الإيزيدية والأقليات، ولم تُمارس مثل هذه “العنجهية” والأسلوب حتى في نظام صدام حسين رغم قسوته حسب وصفه، متسائلا: كيف تقوم بذلك أحزاب تدعي أنها ديمقراطية؟ ولم يصل ما حدث إلى مستوى الانشقاق الديني بين الإيزيديين كما يتصوّر البعض، لكن يمكن اعتباره استغلالا للسلطة من قبل البعض من أجل إهمال صوت الشرائح والفئات الأخرى في المجتمع، حسب رد دنايي على سؤال للجزيرة نت بشأن ما إذا كان التطور الأخير بمثابة انشقاق ديني، مستذكرا رفض الإيزيديين للخطوة نفسها عندما قام بها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 1995 عندما سعى لتنصيب بابا شيخ للإيزيديين مقرّب من السلطة بعيدا عن الرغبات الجماهيرية، إلا أنه جوبه بالرفض من قبل شيوخ وعشائر الإيزيديين، فخضع نظام صدام لرغبة الجماهير. واستغرب الناشط الإيزيدي النظر إليهم كأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة، متهما الأطراف القابضة على السلطة، سواء السياسية منها أو الحزبية، بمحاولة فرض الوصاية عليهم، ومستفسرا عن أسباب غياب دعم الدولة لهم، وهو ما تسبب في ضعف الإيزيديين في العراق. وباتت القضية الإيزيدية مسيسة بتنازع أطراف عدة عليها لتحصد ثمار الكارثة التي حلت بهم أثناء اجتياح مناطقهم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، حسب دنايي، عازيا السبب إلى غياب الدولة كمؤسسة فشلت في فرض هيبتها القانونية والسيادية، مما انعكس سلبا على العيش المشترك بين الطوائف والأقليات.