اسم الكاتب : رشيد الخيون
شعاع الحضارة العراقية في انحاء الشرق الاوسط
((حده مما يلي المغرب وأعلى دجلة من ناحية آثور وهي الموصل. ومن جهة المشرق الجزيرة المتصلة بالبحر الفارسي المعروفة بميان” المؤرخ العراقي العباسي)) (المؤرخ العراقي العباسي، المسعودي). .
لتاريخ الجغرافيا أهمية في ما يتداوله العراقيون حول مستقبل وطنهم. فبعد زوال المانع يتكلم الناس بما يشاءون، لا حدود لحريتهم في الكلام، ولا حدود لأحلامهم في عراق واحد أم متعدد. لكن ما قرأته وسمعته أن أهل الجدل، من الوحدويين والإنفصاليين (بعيداً عن الوحدة العربية وإنفصالها) لم يحسبوا للجغرافيا حساباً، ولم يراجعوا تاريخها ليطمأنوا إلى عراق واحد، متنوع محصور بين الجبل شمالاً والبحر جنوباً. ولا ضير في فدرالية أو لا مركزية. لكنه لم يكن يوماً ثلاث ولايات منفصلة، شَكل منها الإنكليز والملك فيصل العراق.
بلاد تحتفظ كتب التاريخ والتراث الإسلامية بنهايات جغرافية لها، تكاد تكون ثابتة، إذا إستثنينا تحرك كثبان الرمال بين جهة وأخرى، حدود، لم تشطبها أيدي النساخين من ذاكرة التاريخ، مثلما يحاول اليوم البعض الاجتهاد لإنكار مصطلح عراقي، وإلغاء توسط بغداد البلاد، متعالين على حقيقة لم يهملها مؤرخ ولاجغرافي، وهي أنها منذ تمصيرها (145هـ) ولحد الآن صرة العراق، وواليها في العهد العثماني كان يعرف بوزير العراق، وأن الموصل ليست تركية، ولا البصرة كانت هندية، وإن عُرف بحرها ببحر الهند فهو ارتباط بحركة بمائها المفتوح إلى الهند.
لا ندري، مَنْ القائل أقيس بن الملوح أم غيره؟: “يقولون ليلى في العراق مريضةٌ”. فقيس كان نجدي الموطن، فكيف تكون ابنة عمه عراقية؟ قد يتبدد هذا الاستغراب بعد مطالعة الدراسات التي تناولت أُصول ليلى، وانتشارها في الشعر العربي، فتظهر لنا سماء العراق مسرحاً لعشق الآلهة، ثم نزولها على الأرض لتخلق ليلى المشهورة بين ملاحم العشق العربي. نجد لها في كتب الصابئة المندائيين مثل: “الكنزا ربا” و”دراشة اد يهيا”(مواعظ وتعاليم يحيى بن زكريا) خبراً بين شياطين عالم الظلام. فهي (الليلياثة) أو (اليليثا)، وكيف يتم الخلاص منها مع نهاية هذا العالم. فهي وإن كانت زوجة هيبل زيوا (جبرائيل) إلا أنها لا تصعد معه إلى عالم النور، وهناك سيتم تعميده من جديد، وربما تُذكر علاقتها بهيبل زيوا بعلاقة إنانا بدموزي أو عشتار بتموز.
ضريح زمرد خاتون. ان هذا النمط من المنائر هو نمط عراقي اصيل ومنتشر في انحاء الوطن، وهو ابداع عراقي عباسي مستوحى من نمط الزقورات.. وعلى غراره ايضا ملوية سامراء..
جاء في “دراشة اد يهيا”: “أذهب إلى الليلياثة وعشترات، ومَنْ معهما، أولئك الذين اختبئوا في الجداول والساحات المغطاة بالقار”([1]). ووردت في “الكنزاربا” باسم ليليثا ضمن العفاريت والكائنات الشيطانية، التي سيبتلعها الكائن الرهيب، لينتهي أمر الدنيا في فمه الشاسع. يفتحه ليبتلع “الكواكب السبعة مع ملوكها الأثني عشر، ومسيريها الخمسة. يبتلع الهمورثا، والملائكة، وأرواح المذبح، والعفاريت، والديفي، والليليثا، وجميع الأرواح التي وجدت مذنبة”([2]). ولأجل ليلى أبتهل قيس:
شفى اللهُ مَرْضَ بالعراق فإنَّني
على كُل مَرْضَ بالعراق شفيق
وعلى الرغم من حضور ليلى منذ القِدم بالعراق، إلا أن الشاعر علي الشرقي يعترف بوجود عشاقها المجانين فقط، قال:
لم أجد في العراق ليلى ولكن
كـل آنٍ أمـر في مجنـون
لعلَّ الشرقي على حق، وفقاً لما حصل بعراقه، ووفقاً بما يجوز للشاعر مالا يجوز لغيره، وإن كان الأمر يتعلق بتغيير الجغرافيا، وتكذيب التاريخ! السؤال، هل كان عراق ليلى السومرية لا عين له في الوجود؟ لا صورة، لا نهايات؟ هناك مَنْ يرى ذلك. لكن الأحداث التي سبقت عراق 1921، البعيدة منها والقريبة، تؤكد أن البريطانيين والملك فيصل الأول لم يخرجا كيان العراق الجغرافي والسياسي من العماء. نعم، هناك كيان عراقي معروف الحدود، لا يهم أن يكون منطقة أو إقليماً أو ولاية، فكل دول العالم كانت تحكمها إمبراطوريات عظيمة، تتسع حدودها وتضيق. فماذا كانت مصر قبل أن يستقل بها محمد علي عن الإمبراطورية العثمانية، وبلغاريا مثلاً، ماذا كانت تركيا نفسها قبل اتاتورك؟ بالتأكيد كانت ضمن كيان أكبر، يجمع مناطق وأقاليم شتى منها إقليم العراق.
بالنسبة للعراق، لعل أزماته المتلاحقة والمستعصية الحل جعلت تاريخه بل وجوده مادة للجدل. فهناك مَنْ يتحدث عن تقسيمه، أو يهمس بذلك، لأسباب تتعلق بأثنياته وكياناته الدينية والمذهبية، والحجة المعلنة اليوم هي السيطرة على الأمن المنفلت من قبل سقوط نظام البعث، وتفاقم بعد حل الأجهزة الأمنية والعسكرية غير مأسوف عليها، وأرضية مثل هذا الرأي هو حداثة وجود العراق بحدوده الحالية! إلا أن ما يشهد به التاريخ العراق كيان جغرافي وسياسي قديم، يصعب تقسيمه بقراءة خاطئة لماضيه، فوحدته كما نعلم لم تكن هي البلاء يوماً من الأيام. تكمن قناعاتي، ولعلها عاطفتي، وراء التفتيش عن دلائل تاريخية لوجود قِدم مكاني الأول، ولم يدر بخلدي، يوماً من الأيام، أن هناك حاجة لتأكيد هذا الوجود والبحث عن مبررات الكتابة عنه، فحلمي أن يشفع تاريخ العراق السحيق لتجاوز خرابه. هذا من جانب، ومن جانب آخر أرى العراق كياناً ناقصاً دون تكويناته القومية والدينية والمذهبية كافة، بما فيها يهوده وكاكائييه وبهائييه. لذا حاولت، قدر المستطاع، أن أجمع من الدلائل ما يقنعني أنا قبل غيري بقِدم وحدة الجغرافيا. بعدها يتأكد وجود هوية أو مواطنة عراقية محصورة بين نهايات معلومة منذ القِدم.
قادني الشك إلى القول: من أين جاء البريطانيون وفيصل الأول بهذا الكيان الممتد من الموصل حتى عبادان؟ كيف هبط على سكان ذلك المكان اسم العراق حتى تسمى أهله منذ العام 1921 بالعراقيين؟ ماذا يعني بلاد ما بين النهرين، أو بلاد بابل أو آشور… إلخ؟ هل كان الأجداد لا يعرفون غير حدود محلاتهم وقراهم وعشائرهم؟ لا أنكر أن أبناء العشائر ومنها عشيرتي، بني أسد في أهوار العراق، قاتلوا في سبيل حدود أراضيهم، ومازلت أحفظ أهزوجة تقول:”الحد يجالع (يجود بروحه) وأحنه نموت عليه”([3]). ذلك يعني علاقة الفلاح بأرضه، مسكناً وحقلاً، ولا يعني أنها دولته، كيانه الأكبر، ولا يعني أيضاً أن الهازج لم يعرف نفسه أنه من أهل العراق.
لا شك أن هناك اختلافاً بين العراق الدولة والعراق المنطقة أو الأقليم، فما بين الحالتين سيادة الدولة المستقلة، وخضوع المنطقة أو الإقليم إلى دولة محتلة. بهذا المعنى، أرى أن هنري فوستر لم يكن موفقاً في ما ذهب إليه. قال: “لقد برزت كلمة العراق التي طبقت حديثاً في الاستعمال من لب التشكيل والتأليف الذي أعقب الحرب، فهي ليست مجرد دليل، بل جزء ومحتوى لعصر جديد، هو عصر تكوين دولة بين شعوب متأخرة، وفي جو جديد من الأممية”([4]). كذلك لم يوفق عباس الكليدار بالقول في كتابه Iraq;The Search for Stability:”دولة العراق لم تكن كياناً سياسياً قبل 1918″. بل كان العراق كياناً سياسياً محتلاً، وبعد انفصاله عن الدولة العثمانية أصبح كياناً سياسياً مستقلاً. كان بحث فوستر ومن بعده الكليدار، الصادر في تموز 1975، فاتحة لآراء أخرى أنكرت وجود كيان ومجتمع عراقيين، قبل 1921. استل غسان العطية ذلك ليقول: “إن العراق بحدوده الحديثة لم يكن قط وحدة سياسية قبل القرن العشرين”([5]). وهذا القول لا يحتاج إلى جهود اكتشاف فهو معروف، ولم يخص العراق فقط كما أسلفنا بل الغالب من بلدان العالم كان تحت سيطرة أمبراطوريات عملاقة. لكننا نختلف مع العطية في القول “إن مصطلح عراقي استعمل في أوائل القرن العشرين”([6])، مثلما اختلفنا مع فوستر والكليدار وكل مَنْ يذهب ذلك المذهب.
في استعمال مصطلح عراقي، توقفت عند رواية وردت عن شيخ المعتزلة أبي الهذيل العلاف (ت230هـ) وهو يُعرف نفسه لمتكلم من أهل الرقة بالشام، يدعى مجنون الدير، بعد أن سأله استعداداً لمناظرة بينهما: “ممن يكون الرجل؟ قلتُ: من أهل العراق. قال: نِعمَ أهل الظرف والأدب. قال: من أيهم أنت؟ قلتُ من أهل البصرة. قال: أهل التجارب والعلم. قال: فمن أيهم أنت؟ قلتُ: أبو الهذيل العلاف”([7]). ذكر المعنى نفسه ابن أبي الحديد (ت656هـ) لقصة أخرى بالقول: “مَنْ أنت؟ قال: عراقي”([8]). قبل أكثر من ألف عام عَرف العلاف نفسه، وهو خارج حدود العراق، أنه عراقي، ولم يقل أنه بصري، ولا عبدي (نسبة إلى موالاته لقبيلته عبد القيس)، لكن في داخل العراق ينتسب العلاف إلى مدينته أو قبيلته، وقبل أكثر من سبعمائة وخمسين عاماً ذكر شخص نفسه بالعراقي.
وأشار الحديث النبوي إلى العراق ذماً ومدحاً، منها ما رواه معاذ بن جبل:”أن إبراهيم عليه السلام همَّ أن يدعو عليهم (العراقيين)، فأوحى الله تعالى إليه: أن لا تفعل فأني جعلتُ خزائن علمي فيهم، وأسكنت الرحمة قلوبهم”([9]). وعدَّ أحد المؤرخين، من غير العراقيين، الحديث الآتي:”قال العلم: أريد العراق. قال العقل: وأنا معك”([10])، “من أمثال الناس السائرة”. ومن الغريب أن مؤرخاً عراقياً معاصراً، مثل بهجة الأثري، عدَّ أحاديث مدح العراق من الأحاديث الملفقة، بينما عدَّ أحاديث الذم من الأحاديث الموثقة، التي أضافها إلى حاشية كتاب “مناقب بغداد” مع عبارة: “لم يثبت شيء ما في مدح العراق عن النبي صلى الله عليه وسلم قط، بل قد ذمه في أحاديث كثيرة ثبتت عنه”. منها: “أن بها (أرض العراق) قرن الشيطان، وتهيج الفتن، وأن الجفاء بالمشرق”، و”قال الخصب: أنا أنزل العراق، فقال النفاق وأنا معك”([11])، والحديث الأخير من مروايات الحجاج بن يوسف الثقفي، فتأمل!
العراق الآرامي قبل الاسلام
ويؤكد ما ورد في نهج البلاغة، وخطب عبد الله بن الزبير، والحجاج بن يوسف الثقفي، وكلام الوليد بن عبد الملك([12]) استعمال مصطلح العراقي بوضوح، ويزيد التأكيد ما جاء على لسان الجاحظ ذاكراً ما أوصى به معاوية بم أبي سفيان ولده يزيد، وهو على فراش الموت: “أنظر أهل العراق فإن سألوك عزل عامل في كل يوم فأعزله عنهم، فإن عزل عاملٍ في كل يوم أهون عليك من سلِّ مائة ألف سيف، ثم لا تدري عَلام أنت عليه منهم. ثم أنظر إلى أهل الشام فأجعلهم الشِّعار والدِّثار”([13]). وأنا أعد لهذا الموضوع زرتُ شيخاً عراقياً، يعيش لاجئاً بلندن عاصر العهد العثماني وينحدر من بلدة سوق الشيوخ في جنوب العراق، كان معلماً في مدرستنا، المدرسة الأسدية، ثم مديرها (1927 و1935)، سألته هل كنت تعرف أن بلدة سوق الشيوخ عراقية؟ وهل كنت تعرف نفسك قبل 1921 بأنك عراقي؟ أستغرب الشيخ من السؤال، فلم يدر بخلده أن أحداً يشكك يوماً بعراقيته، قال: “نعم، كنت أعرف أن بلدتي عراقية وأنا عراقي”. ثم أردف مستغرباً: هل هناك شك ما؟ بعدها أخبرني بأمثلة عديدة لا مجال لذكرها. بين أبي الهذيل ومعلم والدي أكثر من ثلاثة عشر قرناً، لكنهما أجابا إجابة واحدة: أنهما عراقيان، مرة من خارج العراق وأخرى من داخله.
ظهرت في تسمية العراق اجتهادات عديدة، منها مقالة الأصمعي أن كلمة العراق “تعريب إيراق شهر، أي كثير النخل والشجر، أو إيراق الفارسية البعيد”([14]). أيد أرنست هرتسفلد أصل التسمية الفارسي، فقال: تعريب لفظ “ايراك ومعناها البلاد السفلى، وهي تعني الجنوب”([15]). أما المعاجم العربية فشتقت تسمية العراق من عروق الشجر، أو لأنه يقع على شاطئيّ دجلة والفرات. أخيراً، تبقى تسمية العراق منحوتة من اسم أوروك بلدة جلجامش الشهيرة، هي المرجحة. قال (كي لسترنج) في إشكالية استخدام التسمية:”كيف جرى استعمال هذا الاسم في العهود السالفة، فأمر يعتريه الشك، فلعله يمثل اسماً قديماً ضاع الآن، أو أنه أريد به في الأصل عن هذا المعنى. وكان العرب يسمون السهل الرسوبي بأرض السواد، واتسع مدلول كلمة السواد حتى صارت هي العراق، لفظتين مترادفتين في الغالب”([16]). أخيراً، تبقى تسمية العراق منحوتة من اسم أوروك بلدة جلجامش الشهيرة هي المرجحة.
تؤكد الوقائع التاريخية أن هناك حدوداً معروفة، تتسع وتضيق، تُشير إلى بلاد عُرفت بالعراق، لا يقصد بها “في الأدب الجغرافي العربي المعنى الحديث لهذه الكلمة، بل تعني النهايات، بمعنى الاتساع التام لمنطقة ما، وكانت تُستعمل، من قبل الجغرافيين العرب، لوصف نهايات قطر من الأقطار، أو نهايات منطقة ما”([17]). غير أن نهايات العراق حسب الأصمعي: من هيت “إلى الصين والسند والهند، ثم كذلك إلى الري وخراسان إلى الديلم والجبال كلها. . . “([18]). نهايات لا تعني حدود العراق الطبيعية، بقدر ما تعني الحدود الإدارية للخلافة الإسلامية، واتخاذ العراق مركزاً لها من جهة الشرق. ويحدد الجغرافي ابن رسته حدود العراق حينذاك: “إن حد السواد (العراق) الذي تم مسحه في صدر الإسلام هو من لدن تخوم الموصل، ماراً إلى ساحل البحر من بلاد عبادان، من شرقي دجلة طولاً، وعرضه منقطع الجبل (حمرين) من أرض حلوان (بعد خانقين) إلى منتهى طرف القادسية، مما يلي الغريب”([19]). عُرف ذلك الامتداد بـ”عمل العراق”، قال فيه جعفر بن سليمان:”العراق عين الدنيا، والبصرة عين العراق، والمربد عين البصرة”([20]). وبعد ظهور بغداد عاصمة للدولة العباسية، ومركزاً للعراق تبدل الوضع، ولم تعد البصرة سرة العراق، فقيل: بغداد عين العراق وسرته([21]).
إن أهم رواية خاصة في حدود العراق الجغرافية ما قاله المؤرخ العراقي المسعودي (ت346هـ): “السواد وهو العراق، فقالوا حده مما يلي المغرب، وأعلى دجلة من ناحية آثور وهي الموصل القريتان، القريتان المعروفة أحدهما بالعلث من الجانب الشرقي من دجلة وهي من طسوج مسكن، ومن جهة المشرق الجزيرة المتصلة بالبحر الفارسي المعروفة بميان روذان من كورة بهمن أردشير وراء البصرة”. أضاف المسعودي: “العراق أشرف المواضع التي اختارتها ملوك الأمم من النمادرة، وهم ملوك السريانيين الذين تسميهم العرب النبط ثم ملوك الفرس على طبقاتهم من الفرس الأولى إلى الساسانية، وهم الأكاسرة، وهي حيث تلتقي دجلة والفرات وما قرب ذلك، وهي من السواد البقعة التي حدها الزابي (نهر الزاب) فوق سر من رأى مما يلي السن وتكريت وناحية حلوان مما يلي الجبل، وهيت مما يلي الفرات والشام وواسط من اسفل دجلة والكوفة من سقى الفرات إلى بهندف وبادرايا وباكسايا وهي بالنبطية ترقف من أرض جوخا”([22]).
حطام وزارة الثقافة في الحرب الاخيرة!!
ومن التعيينات الإدارية التي لها صفة سياسية قانونية تعيين جمع عمر بن الخطاب أمر قضاء العراق لقاض واحد هو سليمان الباهلي، وتعين الحجاج بن يوسف الثقفي (ت95هـ) بقرار من الخليفة عبد الملك بن مروان (ت86هـ) جاء فيه:”أما بعد يا حجاج، فقد وليتك العراقيّن صدقة”([23]). يومها خاطب الحجاج الناس بمسجد الكوفة: “يا أهل العراق”، ولم يقل يا أهل الكوفة. قبله خطب الإمام علي بن أبي طالب:”أما بعد، يا أهل العراق”. وقال الفرزدق راثياً الحجاج وهي موبقة من أشد الموبقات:
له أشرقت أرض العراق لنوره
وأُمن إلا ذنبه كل خائف
بينما حرض الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك ضد واليه على العراق عمر بن هبيرة بقصيدة منها:
أأطعمتَ العراق ورافديه
فزارياً أحذّ يد القميص
في شأن العراقين، ذكر بشير فرنسيس وكوركيس عواد عند ترجمتهما لكتاب “بلدان الخلافة الشرقية”: “عُرفت الكوفة والبصرة بالعراقين، ومعنى ذلك عاصمتا العراق، وبعد فقد منزلتهما صار اسم العراقين يستعمل في غير وجهه الصحيح، فكان يعني اقليمي العراق، وهما: العراق العربي والعراق العجمي، ويراد بالأخير اقليم الجبال”. يُلاحظ تقسيم العراق إلى عربي وعجمي في خارطة العالم للمستوفي (ت740هـ)، كُتب في القسم العجمي اسم كردستان([24]). لم تغب حدود العراق الجغرافية عن معارضة الدولة الأموية، فهي توزع أقطابها على حدود أو نهايات الأقاليم، رغم أن معارضتهم كانت للدولة الأموية، ومقرها الشام. لقد أوصى عبد الله بن محمد بن الحنفية ابن عمه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس برجل يُقال له ميسرة: “فاجعله صاحبك في العراق”([25])، وقال له: “أما أهل العراق، فهم شيعتك ومحبوك”([26]).
وردت حدود العراق، أو نهاياته، في الخرائط الجغرافية والسياسية القديمة متغيرة بين زمان وآخر، لكنها لا تذهب بعيداً من حصره بين دجلة والفرات، حتى مصبهما في الجنوب. ففي خريطة بابلية، يعود تاريخ رسمها إلى 4000 عام، يظهر العراق باسم بابل وآشور، وامتداد نهر الفرات، والجبال في الشمال، والأهوار في الجنوب (العراق في الخوارط القديمة). بعدها بدت حدود العراق في خارطة الجغرافي أبي زيد البلخي (943م) مابعد تكريت شمالاً، وعبادان جنوباً. وفي خارطة ابن حوقل(977م) تبدو بلدة (اسكي بلد) في أعالي الموصل ما بعد تكريت شمالاً، وعبادان جنوباً، والكوفة غرباً، وحلوان (بعد خانقين) شرقاً.
بينما يحدد الجغرافي أبو سعيد المغربي (1286م) حدود العراق بالزاب المجنون (الأعلى) شمالاً، وعبادان جنوباً وحلوان شرقاً، والكوفة غرباً، أي من أقاصي الجبال شمالاً حتى الخليج جنوباً([27]). وتظهر حدود العراق في “مناقب بغداد” على ما هي عليه اليوم من جهة الشمال:”من بلد (حديثة الموصل) إلى عبادان طولاً، ومن العذيب إلى جبل طور عرضاً”([28]). وبلد المذكورة، التي تقع شمال غربي الموصل، كانت تسمى”اسكي الموصل، أي الموصل القديمة”([29]). يوافق ذلك التحديد شهاب الدين الآلوسي في “طراز المذهب”:”طولاً من حديثة الموصل على دجلة، أو من العلث، وهو شرقي دجلة، لا العلث الذي في غربيها قرب الدجيل، أو من الموصل، كما في القاموس، إلى عبادان”([30]). كانت حدود العراق في العهد الجلائري (737هـ) “الأراضي الممتدة ما بين حديثة الموصل وعبادان الواقعة على مصب دجلة في البحر العربي طولاً، وبين القادسية وحلوان عرضاً، ويحده من الغرب الجزيرة والبادية، ومن الجنوب البادية والخليج العربي”([31]).
لم تأخذ الخرائط القديمة، ومَنْ تحدث عن نهايات العراق من الجغرافيين والمؤرخين، امتداد العراق الإداري بنظر الاعتبار، بل حصرت كيانه بنهاياته المعروفة، التي تتماثل كثيراً مع حدوده الحالية. يشير هذا إلى أن البريطانيين، أو ما أتفق عليه في معاهدة سايكس بيكو، لم يرتبوا حداً للعراق خارج حدوده أو نهاياته التاريخية، بل أنهم لم يتمكنوا بسبب صلة العراق أرضاً ومجتمعاً من تقسيمه إلى دويلات، كما حدث لمناطق أخرى.
خارطة ايران وآسيا الوسطى. . طيلة التاريخ ظلت هذه الهضاب تبعث بالجماعات الآرية والتركستانية
نحو بلاد النهرين، وتذوب في السكان وتتبنى اللغات(الاكدية ثم الآرامية ثم العربية) السائدة. .
أما عن أهل العراق وتعددهم الأثني فيسأل علي الوردي، عن مصير السكان الأصليين:”إن سكان العراق عند الفتح الإسلامي كانوا يبلغون عدة ملايين. . . وهؤلاء السكان هم بقايا السومريين والأكديين والعموريين والكلدانيين والكاشيين والفرس وغيرهم، وقد أطلق عليهم اسم النبط، فأين ذهب هؤلاء النبط، وكيف اختفت انسابهم، أو أصولهم القديمة”([32])؟ أجاب الوردي على السؤال المطروح بالقول: إن الأنساب العربية “صحيحة في نطاق محدود، فهي صحيحة في نطاق الشيوخ، ومَنْ يتصل بهم بصلة القربى، كأفراد أسرهم وأفخاذهم، أما عامة أبناء القبائل فربما كان الكثير منهم من أنساب وأصول أخرى(و) إن الأهوار هي الموضع الذي التجأت إليه بقايا الأمم القديمة على الأكثر”([33]). تنسحب إجابة الوردي، مستفيداً علماء اجتماع أجانب، على أهل العراق الآخرين، من الذين حافظوا على أصولهم الأثنية والدينية، وهم من قدماء العراقيين، ومنهم عرب الحيرة والمناطق المحاذية لها. ما أود إضافته إلى رأي عالمنا الوردي القائل بنقاوة شيوخ القبائل أن السلطات قديماً وحديثاً تتدخل في تعيين الشيوخ، لضمان موالاتهم لها، فربما نصبت موالياً(من أصل غير عربي) شيخاً.
بعد انهيار الخلافة العباسية ظلت بغداد عاصمة للعراق، وواليها الوزير العثماني بمثابة الحاكم الأعلى. أكدت وقائع عثمانية عديدة هامة كيان العراق السياسي بحدوده الحالية، نجدها في أكثر من كتاب منها “دوحة الوزراء”(بغداد 1830)، ألفه الشيخ رسول الكركوكلي بتكليف من وزير العراق المملوكي داود باشا، ذكر المؤلف التكليف بالقول:”لقد أمرني مَنْ لا يُرد له أمر بتأليف هذا الكتاب”. من هذه الوقائع: “إن الوزير الحاج أحمد كان انتخابه لولاية بغداد لما يتصف به من مقدرة علمية، ورجحان عقل، ولكن العراق بما فيه من طوائف متنافرة، وعشائر متخاصمة، كالأكراد والعرب، ومختلف الجنسيات (الأثنيات) لابد أن تكثر فيه الفتن”([34]).
ما يهمنا من هذا النص: أولاً، أن هناك حاكماً لكيان واحد اسمه العراق، ثانياً، أن تنوع العراق الأثني ليس حديثاً. امتدت صلاحيات وزير العراق العثماني من بغداد إلى كردستان العراق، ورد في الكتاب المذكور ما نصه:”بالنظر لما كان يقوم به متصرف بابان (سليمانية) سليم باشا من المراوغة، ومطاوعة الاعجام، وقيامه من حين للآخر بأعمال ضد الدولة العثمانية، وتحريضه الأكراد على التمرد. . . على هذا فقد عزم الوزير أحمد باشا على أن ينتف هذا الرجل ريش خيانته”([35]). اعترفت أوامر إدارية عديدة للباب العالي بعراق واحد، منها أمر سحب الحاج أحمد باشا من العراق، وإسناد المنصب لحاكم آخر ببغداد([36]). ومما يؤكد إدارة الموصل من بغداد، في حالات عديدة، ترشح الوزير سليمان باشا (والي بغداد) أحمد أفندي الموصلي والياً على الموصل بعد موافقة الباب العالي([37]). أخيراُ ألا يكفي تعيين الدولة العثمانية “جلال بك متصرف كربلاء ووالي ولاية البصرة مفتشاً عاماً لإصلاح شؤون العراق”([38]) دليلاً على أن العراق كان كياناً واحداً في العهد العثماني؟.
كان البغداديون سوية مع عشائر الأكراد يدركون انتماءهم العراقي فهم جميعاً طلبوا من داوود باشا الدفتردار أن يتولى أمر العراق بدلاً من الوزير سعيد باشا، الذي هام بشاب أمرد يُدعى حمادي بن أبي عقلين العلوجي، أخذ يُسير أمور البلاد بما له من حظوة عند الوزير. فمن أفعال حمادي دفع الوزير إلى تنحية داوود باشا من وظائفه كافة، ونفي متسلم كركوك خليل أغا إلى البصرة، ثم هروبه إلى إيران، وأضطر متسلم البصرة رستم آغا الهروب إلى المكان نفسه. لقد ناشد أهل الحل والعقد البغداديين داوود باشا بقولهم: “أنت تعلم أن الدولة لا ترسل والياً من العثمانيين لحكم هذه البلاد، وإنما ترجح أن يتولى العراق أحد أبنائه، الذين ولدوا فيه، وليس فيهم مَنْ هو أقدر منك”([39]).
استمرت مطالبة العراقيين بداوود باشا والياً عليهم بدلاً من سعيد باشا، فالأخير ترك الحبل على الغارب للأمرد حتى “صار الوزير تابعاً وحمادي متبوعا”. قدم العراقيون من أنحاء البلاد “العرائض والالتماسات إلى المقامات العليا بيد ساع خاص إلى الأستانة، وصدر الفرمان البادشاهي بتعيين داوود أفندي والياً على بغداد (وسط) والبصرة (جنوب) وشهرزور (شمال) مع رتبة وزير”([40]). استقر الأمر لداوود باشا بعد إعدام الوزير السابق وغلامه وبعث برأسيهما إلى الأستانة.
ثمة واقعة أخرى تؤكد أن بغداد عاصمة العراق وليست ولاية منفصلة عن أرجائه الأخرى، ذُكر أن والي بغداد، أو وزير العراق سليمان باشا، جرّد حملة عسكرية ضد الإيزيديين بعد سيطرتهم على الطريق بين كركوك والموصل([41])، والمعروف أن عصيان الإيزيديين المتكرر كان في الغالب ضد التجنيد الإجباري، والخدمة في أنحاء الدولة العثمانية المترامية الأطراف، وما أشتهر بين العراقيين بـ(السفر بر)، فلدى هذه الطائفة من الطقوس الدينية ما يتعارض مع نظام الخدمة العسكرية. كان سليمان باشا من القسوة أن قطع ثلاثمئة رأس من رؤوس الإيزيديين وسيرها هدية إلى الباب العالي بالأستانة.
نلاحظ في مكان آخر من “دوحة الوزراء” صدور قرار شبيه بالقرارات الأموية، القاضية بتعيين ولاة العراق، منها:”ورد فرمان من الدولة العلية يأمر بنقل أحمد باشا من إدارة منطقة العراق، وتعيينه لمنطقة حلب الشهباء”([42]). وورد في قرار آخر:”بالنظر لما يتمتع به الصدر السابق محمد باشا من المقدرة، والصفات الحميدة، فقد عهدت إليه إدارة منطقة العراق”([43]). يصف رسول الكركوكلي حكومة أحمد باشا:”كان العراق في هذه الفترة ينعم بالهدوء والأمان والاطمئنان، ثم وردت الأخبار أن جماعة من الأكراد لم يرق لهم الهدوء، فقد جد عليهم حملة بقيادة سليمان باشا، وأرسلها إلى تلك الجهة”([44]). هناك أمثلة عديدة لم تخل منها سنة من دهر العهد العثماني بالعراق تؤكد ارتباط شهرزور (كردستان) ومنها كركوك والموصل إدارياً ببغداد.
كانت البصرة في الجنوب وما يحاذيها من مناطق تتبع بغداد مباشرة، ويتولى الوزير ببغداد إدارتها، أو بواسطة متصرف ومتسلم، فقد حدث أن قُتل الوزير علي باشا في سوق الشيوخ حيث الأهوار، بعد تجريد حملة سار بها من بغداد ضد عشائر المنطقة بسبب إيواء أحد الباشوات المتمردين([45])، في خبر آخر تولى الوزير ببغداد مواجهة تمرد في المحمرة، التي كانت تابعة إلى إدارة البصرة. تحت عنوان”في بيان العلماء الذين أدركتُ عصرهم من العراقيين” يعد إبراهيم صبغة الله – في كتاب ألفه بطلب من داوود باشا 1869م- علماء من مختلف أنحاء العراق، منهم: البغدادي، الكردي، الكركوكلي، الأربيلي، الحلي (مفتي الحلة)، البندنيجي (نسبة إلى أسم مندلي سابقاً)، الموصلي، والمزوري العمادي، فهو من عشيرة المزورية الكردية من بلدة العمادية شمال العراق. كم ذكرت لنا أخبار التاريخ ألقاباً مثل فقيه العراق وعالم العراق، وأهل العراق إشارة إلى أهل الرأي المدرسة الفقهية المعروفة. وقال في رابطة الكرد بالعراق:”أما عشائر الأكراد من أهل العراق فهم كثيرون”([46]).
إن ما يدعم صحة تشخيص بغداد عاصمة للعراق آوان العهد العثماني قول السفير الفرنسي ببغداد (1954-1956) بيير دي فوصيل، إستناداً إلى وثائق سفارته السياسية: “لقد كان لنا خلال القرن التاسع عشر بأكمله ثلاث مراكز قنصلية، لدى ما كان يسمى وقتئذ بميسوبوتاميا، بلاد ما بين النهرين، وهي: مركز بغداد، ومركز الموصل، ومركز البصرة، ومركز بغداد هو المركز العام”([47]).
إضافة إلى ما تقدم هناك أمثلة أخرى نقتبسها من أدب العقدين السابقين على تحول العراق إلى مملكة، وهي تُشير إلى أن العهد الملكي والبريطاني لم يزيدا على حدود العراق السياسية، ولم يستحدثوا بغداد عاصمة له. كتب السيد محسن الأمين(صاحب أعيان الشيعة) متألماً لأحوال بغداد إثناء مكوثه فيها العام 1901، وما وصلت له من تدهور أمني:”تعجبتُ من وقوع ذلك في بلد فيه والٍ ومشير، وهو عاصمة البلاد”([48]). في المعنى نفسه كتبت مجلة “المنار” المصرية: “العراق ولا أزيدك به علماً من أفضل الأقطار، تربة، وطيبة هواء، وعذوبة ماء، وبه أنهار عظيمة كدجلة والفرات. . . غير أن أكثره خراب، ينعق فيه البوم والغراب”([49]). وكتب إبراهيم حلمي:”كلما سرحتُ طرفي في تاريخ هذه البلاد، وأخذتُ أفتش عن تلك المعاهد والمنتديات، وتلك المدارس والكليات، وتلك المعالم والمستشفيات، لأجد فيها الآثار قائمة على جرف هار كالمستنصرية، وقد أصبح قسم منها دار مكس، وآخر مطبخاً للآكلين، وشطراً منه شرب قهوة للبطالين، وأهل الفراغ، فيا لخجل العراق والعراقيين”([50]). كانت بغداد قلب العراق يعني سقوطها بيد فاتح أو محتل سقوط العراق كاملاً. ورد مثل هذا المعنى في افتتاحية جريدة “المقطم”(13 مارس، 1917) عشية دخول الجيش البريطاني بغداد: “قضي الأمر في العراق، وسقطت بغداد”. هل كان السيد محسن الأمين، والكاتب إبراهيم حلمي، ومحرر جريدة المقطم، قبل 1918، يتخيلون وجود عراق عاصمته بغداد، وهل كانت كلمة عراقيين تعني غير ما تعنيه الآن؟
لا تبيح الأمثلة السالفة الذكر، من العهد العثماني والعهود السابقة، المضي في التبشير بتقسيم العراق بذريعة حداثته، ولا تبيح التغاضي على حقيقة لم يكن لأبي الحسن المسعودي مصلحة قومية أو شخصية فيها ليثبت حده العراق الشمالي آثور وحده الجنوبي جزيرة بميان، ولا لإبراهيم صبغة الله في تأكيد انتماء الجبل لأرضه، لكنها بالتأكيد تبيح أن للكردي الحق في أن يكون وزيراً للخارجية وأن يكون رئيساً للجمهورية، وكذا الحال بالنسبة للعربي والتركماني والآشوري، الأيزيدي والمندائي والمسيحي، الشيعي والسني، فالمواطنة هي المعاملة والانتماء لا الكثرة والقلة. ولعل الأمثلة السابقة أيضاً أعطت فكرة عن وجود ما يمكن اعتماده من وقائع تاريخية تصلح مادة للنقاش حول وجود كيان جغرافي وسياسي عراقي تتعايش في داخله أثنيات وأديان ومذاهب مختلفة، هي كياناته المستقرة فيه منذ الزمن الغابر. أجد تلك الوقائع، التي وردت أخبارها من مؤرخين عاصروها، نافعة في مراجعة التنظير الذي لا يعتمد التاريخ ركيزة من ركائز البحث.
(*) البحث فصل من كتاب “المباح واللامباح”، دار مهجر- بوسطن، 2005.
([1]) دراشه اد يهيا (أحاديث يحيى)، ص195.
([2]) الكنزاربا، اليمين، الكتاب الثامن عشر، طبعة سدني، ص437.
([3]) لغير العراقيين تعني العبارة تكاد الأرض تؤخذ إلا أننا ندافع عنها حتى الموت.
([4]) فوستر، نشأة العراق الحديث، ص12.
([5]) العراق ونشأة الدولة 1908-1921، ص33.
([7]) الطبرسي، الاحتجاج، 2 ص150.
([9]) ابن الجوزي، مناقب بغداد، ص5. صبغة الله الحيدري، عنوان المجد في أحوال بغداد والبصرة ونجد، ص78.
([11]) المصدر نفسه، حاشية بقلم بهجة الأثري، ص6.
([12])أشار الوليد بن عبد الملك إلى عراقي كان يحمل حجرتين عند بناء المسجد الأموي بالقول: “يا أهل العراق تفرطون في كل شيء حتى في الطاعة (الطبري، تاريخ الأمم والملوك 4ص30).
([13]) الجاحظ، البيان والتبيين 2ص131.
([14]) راجع العمري، مقدرات العراق السياسية، ص5.
([15]) أصل كلمة العراق ومعناها، مجلة لغة العرب، يناير 1927.
([16]) بلدان الخلافة الشرقية، ص41.
([17]) الدوري، تاريخ الاقتصاد العراقي في القرن الرابع الهجري، ص17.
([18]) ابن قتيبة، عيون الأخبار 1ص246.
([19]) فاروق فوزي، تاريخ العراق في عصور الخلافة الإسلامية، ص21، عن ابن رسته.
([20]) ابن قتيبة، عيون الأخبار 1ص253.
([21]) الحموي، معجم البلدان، مادة بغداد.
([22]) التنبيه والأشراف، ص32-38.
([23]) تاريخ اليعقوبي، 2 ص273.
([24]) خشاب، العراق في الخوارط القديمة، جمع وتحقيق أحمد سوسه، خارطة العالم للمستوفي حمد الله الفارسي القزويني.
([27]) العراق في الخوارط القدينة، تحقيق أحمد سوسه، صورة العراق لابن سعيد المغربي، خارطة رقم 32.
([28]) ابن الجوزي، مناقب بغداد، ص4.
([29]) عبد الله أغا، اسكي الموصل، ص 13.
([30]) ابن الجوزي، مناقب بغداد، حاشية بقلم بهجة الأثري، ص4-5.
([31]) العاني، العراق في العهد الجلائري، ص37.
([32]) الوردي، دراسة في طبيعة المجتمع العراقي، ص152.
([34])الكركوكلي، دوحة الوزراء، ص15.
([38]) مجلة لغة العرب، مايو 1912.
([39]) الكركوكلي، دوحة الوزراء، 271.
([46])الحيدري، عنوان المجد في أحوال بغداد والبصرة ونجد، ص120.
([47]) فوصيل، الحياة في العراق منذ قرن، 1814-1914.
([48]) الوردي، دراسة في طبيعة المجتمع العراقي، ص135، عن أعيان الشيعة.
([49]) كلمات عن العراق وأهله، المنار، مارس 1908.
([50]) العراق، مجلة لغة العرب، حزيران 1912.