فبراير 4, 2025
1822122024_Picsart_24-12-22_21-22-16-490

{"remix_data":[],"remix_entry_point":"challenges","source_tags":["local"],"origin":"unknown","total_draw_time":0,"total_draw_actions":0,"layers_used":0,"brushes_used":0,"photos_added":0,"total_editor_actions":{},"tools_used":{},"is_sticker":false,"edited_since_last_sticker_save":false,"containsFTESticker":false}

محمود عباس

قال أحمد الشرع في حواره الصحفي اليوم، بما معناه، إن النظام المناطقي أو الفيدرالي أثبت فشله وعدم جدواه، مستشهدًا بتجربتي العراق ولبنان. لكن تقييمه كان أحادي الجانب، متجاهلًا الفوارق الجوهرية بين التجارب، والتباينات التي برزت في الدولتين.

ففي العراق، ربما فشل النظام الفيدرالي بالنسبة للمكونين الشيعي والسني، لكنه كان أنجح تجربة لدى الشعب الكوردي. رغم الخلافات الحادة بين الأحزاب الكوردية داخل الإقليم، إلا أن الفيدرالية وفّرت له استقرارًا وحماية واسعة من الفوضى التي تعصف ببقية أنحاء العراق، ومن يزور الإقليم الكوردستاني يشهد ما أنجزه من التطور الحضاري في كل المجالات. ولو لم يكن هناك نظام فيدرالي، وكان الإقليم مجرد جزء من العراق المركزي، لكان اليوم غارقًا في الدمار والفساد والفوضى، تمامًا كما هو حال البصرة وكربلاء وبغداد والموصل وغيرها من المناطق العراقية التي تفتقد لأي شكل من أشكال الحكم الرشيد.

أما التجربة اللبنانية، فلم تفشل في المناطق المسيحية، بل في المناطق التي تسيطر عليها القوى الطائفية والميليشيات التكفيرية، حيث الفساد واستغلال أيديولوجية “المقاومة” لصالح مشاريع إقليمية كإيران وسوريا الأسد. ورغم أن المناطق المسيحية حاولت الحفاظ على استقلاليتها واستقرارها، إلا أنها تعرضت لهجمات متكررة وزُجّت في مستنقع الدمار الذي جرّ إليه حزب الله وحلفاؤه الدولة بأكملها. ولو كان النظام في لبنان فيدراليًا لا مركزيًا، لربما شهدنا إقليمًا مسيحيًا يضاهي أوروبا في تطوره وقيمه الحضارية.

لذا، على السيد أحمد الشرع ومستشاريه إعادة دراسة موقفهم، والكف عن استخدام أمثلة منحازة لرفض الفيدرالية اللامركزية. نحن على يقين بأنه لو تم تطبيق هذا النموذج في سوريا، فإن فيدرالية غرب كوردستان ستضمن الحرية لجميع مكوناتها، وستكون نموذجًا حقيقيًا للديمقراطية والتطور العمراني والثقافي في المنطقة.

ركّز الإعلام السوري على هذه الجدلية بشكل خاص، متجاهلًا غيرها من القضايا، والغاية لم تكن مهاجمة قسد بحد ذاتها، بل استهداف ما يريده الكورد لمستقبل سوريا، ومحاولة تشويه مشروعهم السياسي من خلال تصويره كمخطط للانقسام.

ورغم أن الكورد لا يتبنون خطاب الانفصال كما يروج المتربصون، إلا أنهم يؤمنون بحق تقرير المصير، وفق ما تفرضه الظروف الموضوعية والذاتية لسوريا والمنطقة وشعوبها، بما يحقق العدالة والاستقرار للجميع.

ونأمل أن يعيد المعارضون النظر في مواقفهم، إن كانوا حقًا يريدون الخير لسوريا كوطن لجميع مكوناته، وإن كانوا جادين في إخماد نار الحقد والكراهية بين أبناء الشعب، بدلًا من تأجيج الانقسامات واستمرار الفوضى.

د. محمود عباس

الولايات المتحدة الأمريكية

mamokurda@gmail.com

3/2/2025م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *