جنود مجهولون في الأرض معروفون في السماء

صفوة الله الأهدل

حزب الله منّا أهل اليمن؛ من باب الوفاء ورد الجميل ومقابلة الإحسان بالإحسان كان لزامًا علينا التحدث عن بطل من أبطال حزب الله الشهيد/ أبو علي الطبطبائي الذي قضى تسعة أعوام من عمره يقاتل في اليمن ضد قوى العدوان والمرتزقة، هذا البطل أراد أن يكون إلى جانب المظلومين، وأن يقف مع المستضعفين في هذا الشعب الوحيد والغريب.

عندما أعلن الأمين العام لحزب الله / نعيم قاسم عن مشاركة الشهيد أبو علي الطبطبائي في اليمن، قيل عنّا أننا عملاء لحزب الله وإيران، بينما هم لايتحرجون أن أمريكا وإسرائيل والغرب الكافر ومرتزقة من شتى بلدان العالم يقفون معهم ويساندوهم بكافة أنواع الأسلحة المختلفة ويدعمونهم لوجستيًا واستخباراتيًا، الشيء الأهم من ذلك أن الشهيد قاتل تحت العلم اليمني ولم نراه يقاتل لأجل حزبه ويرفع علم حزب الله أو العلم اللبناني، أو رأينا أحدًا من محور المقاومة يرفع علم بلده في اليمن كما تفعل قوى العدوان في جنوب اليمن التي رفعت أعلامها السعودي والإماراتي والأمريكي والإسرائيلي.

حزب الله أعلن موقفه الصريح وتضامنه مع اليمن، بل واعتبر الشهيد الأسمى والأقدس السيد/ حسن نصر الله أن أشرف وأفضل وأعظم شيء عمله بحياته هو الخطاب الذي ألقاه ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن؛ لأنه شعر بأنه هذا هو الجهاد الحقيقي، وأنه أعظم من حرب تموز التي خاضها مع اليهود الصهاينة كما عبّر هو، ثم قال: “أنا باعتبر انتمائي إلى محمد بن عبدالله_ صلى الله عليه وآله_ وإلى كتاب الله عزوجل، وإلى أبي عبدالله الحسين_ عليه السلام_ هو بهذا الموقف، أنا إذا لم آخذ هذا الموقف، حزب الله إذا لم يأخذ هذا الموقف فليس لنا علاقة لا بالنبي، وبالقرآن، ولا بالعترة، ولا بالحسين” ،وقال في خطاب آخر له: “ياليتني كنت معكم، وأنا أعرف كل أخ من إخواني يقولون هذه المقولة، وكل شريف على وجه الأرض يقول ياليتنا كُنّا معكم، ياليتنا نستطيع أن نكون معكم، ياليتني استطيع أن أكون مقاتل من مقاتليكم تحت راية قائدكم العزيز والشجاع” في هذه المعركة، لذا أرسل الشهيد أبو علي الطبطبائي ليقاتل في اليمن، وقبله الشهيد محمد حسن سرور وقد تركوا بصمة في هذا البلد.

إذا حزب الله وإيران ومحور المقاومة لم يقفوا معنا ومع فلسطين في شدتنا ويساندونا في معركتنا الآن فمتى سيقفوا معنا ويساندونا؟ إذا لم يشد بعضنا بعضا كالبنيان الآن ضد اليهود والغرب الكافر والمنافقين فمتى سيشد بعضنا بعضا؟ إذا لم يتعاطفوا مع مظلوميتنا ووحدتنا وغربتنا الآن فمتى سيتعاطفوا معنا؟ إذا لم يهتموا لأمرنا ويجيبوا نداءنا الآن فمتى سيهتمون بأمرنا ويجبون النداء؟

الشهيد/ أبو علي الطبطبائي، والشهيد/محمد محسن سرور، وغيرهم هؤلاء هم الجنود المجهولون في الأرض المعروفون في السماء؛ تركوا أهلهم ورفاقهم وتحملوا وعثاء السفر وذهبوا ليفنوا جزءًا من أعمارهم في سبيل حرية اليمن واستقلاله حين باعه الخونة، جاهدوا لأجل الدفاع عن المستضعفين وحقنًا للدماء وصونًا للأعراض وحفظًا للحرمات ومنعًا لاستباحات المحرمات حين تثاقل المنافقون، حالوا بين استعباد هذا الشعب وإذلاله وقهره، سعوا جاهدين في عدم احتلال هذا البلد وتدنيس أرضه بأقدام الغزاة المحتلين حين باع العملاء المرتزقة شرفهم وعرضهم وأرضهم للغازي المحتل، عملوا ما بأيديهم حتى لايسرق الأجنبي خيرات هذا البلد وينهب ثرواته حين تخلى أصحاب الأرض عن حقهم، قدّموا لنا مالم يقدّمه أحد عملوا دون كلل أو ملل فجزاهم الله عنّا جميعًا خيرًا.

#اتحاد_كاتبات_اليمن