مخاطر إبادة شيعة لبنان، نعيم الخفاجي

مخاطر إبادة شيعة لبنان، نعيم الخفاجي

بعد التغييرات الإقليمية التي حدثت إثر غزوة السنوار واشتعال حرب غزة، ودخول القوى الشيعية بمعركة كان يمكن تجاوزها دون أي حرج، وخاصة بالوضع اللبناني، كان يمكن تجاوز الدخول بحرب غزة بالقول نربط المشاركة بموافقة ومشاركة المكون المسيحي والسني اللبناني، لكن بذلك الوقت كان الغالبية يعيش في أجواء عالية في الحديث عن محور يحقق انتصارات كبرى على القوى العظمى.
من الحكمة الحساب للمستقبل بطرق علمية ووفق خطط استراتيجية، لكن العمل وفق خطط مستقبلية هذا مفقود وليس له وجود لدى القوى الشيعية التي ارتكبت أخطاء قاتلة، نعم الحق والاجر والثواب والجنة للقوى الشيعية عند الله، لكن انا وغيري من الناس نريد أن نعيش بكرامة بعيدا عن جعلنا وقود لحروب هي ليست لنا، بل لأجل قوى تكفرنا ولا تعير لنا أي قيمة أو اهمية، الجنة لكم أيها المقاومون نحن نريد نعيش بكرامة وأمن بحياتنا الدنيا.
بعد تعاون القوى الاخوانية السنية ودول الرجعية العربية الخليجية الوهابية مع نتنياهو لاسقاط نظام البعثي بشار الاسد، وإنهاء اخر نظام قومي عربي يرفع شعارات القومجية وتحرير فلسطين، باتت الكفة لصالح قوى الرجعية العربية، هناك الان تضاد ما بين مشروع أردوغان ومشروع نتنياهو في سوريا، تم إبادة الاقلية الشيعية وبالذات العلوية في سوريا، وضع لبنان بات مختلف عن وضع لبنان قبل ثلاث او اربع سنوات، الكفة باتت لصالح القوى المارونية والسنة الوهابية.
لذلك على القوى الشيعية اللبنانية إعادة النظر، لدى الشيعة في لبنان نموذج منظمة أمل تملك جناح مسلح وجناح سياسي، هناك توافق ما بين الجناح العسكري والسياسي لدى منظمة أمل، لم نسمع كلمة صدرت من السيد نبيه بري بربط مصير أمل والشيعة مع حماس ابدا، لذلك نموذج منظمة أمل بات صالح للوضع الشيعي اللبناني، هناك مصالح، يفترض بالشيعة اللبنانيين التفكير بشكل سليم، بالوضع السوري بات مشروع نتنياهو يسير بشكل متسارع، أردوغان يرغب في خداع شيعة لبنان والعراق وايران، ليجعلهم وقود حرب ضد مشروع نتنياهو، لذلك يجب الحذر مليار مرة من أردوغان، هذا الرجل يفكر بعقلية متمرسة، ببساطة يخدع القوى الشيعية وسبق أن خدعهم في مواقف عديدة وكثيرة.
الوضع اللبناني الحالي يشبه وضع لبنان عام ١٩٨٢، لبنان في خطر، أو لنكون صريحين، لبنان اليوم يمتلك أرضية خصبة لاشعال حرب أهلية ضد حزب الله وشيعة لبنان، والظاهر ربما إذا حدثت الحرب الأهلية في لبنان، ‏التاريخ يعيد نفسة .. سيناريو ١٩٨٢، ببساطة يفتعل جعجع مشكلة تتطور لقتال داخلي وإن كان محدود، الغاية تهيئة أرضية لتسهيل الاجتياح الاسرائيلي الوهابي إلى البقاع والجنوب، نعم
اللاعبين هم نفسهم، الساحة نفسها، الوجوه النتنة نفسها، الملعب لم يتغير .. الخطة نفسها مع بعض التعديلات، أساطيل أمريكا والناتو من البحر .. اسرائيل من الجنوب والجنوب الشرقي، مجاميع جعجع من القوات اللبنانية الكتائبية من الداخل، معهم جماعات اخوانية وهابية جاهزين للدخول بالصراع الطائفي ضد المكون الشيعي اللبناني، بعام ١٩٨٢ كان هناك جيش سوري، هذه المرة عصابات جولانية سفيانية سورية تدخل لقتال المكون الشيعي اللبناني، موازين القوة على الأرض باتت مختلفة، لايصل أي دعم إلى القوى الشيعية لا من البحر ولا من الأراضي السورية، ولا من الجو، أما خطابات بعض مشايخ السنة الشرفاء أمثال الشيخ ماهر حمود والقوى اليسارية اللبنانية، هؤلاء أقلية لاوجود لهم على الارض، ربما الاخوة الكتاب الشيعية من أنصار محور المقاومة يقولون ان نعيم عاتي متصهين، وعميل وخائن…… الخ من التهم الجاهزة، أنا متأكد كل شخص حكيم يفكر بعقله وليس بعاطفته يؤيدني بكلامي، يفترض حساب الف حساب للنتائج قبل وقوعها، والعمل على وضع خطط لإفشال أي مشروع يستهدف إبادة المكون الشيعي اللبناني، على الشيعة الاحتماء بالدستور اللبناني وكسب المكون المسيحي اللبناني وترك قوانة تحرير فلسطين، يمكن للقوى الشيعية اللبنانية المقاومة التحول إلى العمل السياسي، يمكن من خلال العمل السياسي بالبرلمان والحكومة عمل مشاريع خطابية مقاومة في تبني شعارات ورفع أصوات عالية أسوة في الزميل مصطفى بكري وحمدين صباحي، مقاومة سياسية ضد التطبيع، ماشاء الله لدى الشيعة كتاب لبنانيين خوش يتكلمون، لاننسى كلماتهم بالاتجاه المعاكس عام ٢٠٠٣، لدعم المقاومة البائسة بالعراق بتلك الحقبة.
المفكر المصري
سامح عسكر كتب مقال بصفحتة على منصة x حذر من استهداف المكون الشيعي اللبناني هذا نصه(‏لبنان يعيش وضعا خطيرا هذه الأيام..
مظاهرات أنصار الجولاني أمس في لبنان في ذكرى سقوط الأسد رافقتها مطالب بتسليح هؤلاء باعتبارهم جيش الجولاني في لبنان.
توازي مع مطالب في شمال لبنان بالضم، أي أن تكون لبنان جزءا من سوريا.
التحالف الداعم لعصابات الجولاني يسعى الى هذا الضم منذ أعوام، حيث عملوا أيام الثورة إلى اجتياح لبنان من عده مناطق في القصير والزبداني وعرسال ومناطق أخرى، لكن تصدى لهم الجيش اللبناني والمقاومة.
حاليا الوضع تغير فبعد أن سقط الأسد وتريد إسرائيل إنهاء المقاومة تماما في لبنان ونزع سلاحها حتى لو أدى ذلك لإبادة شعب الجنوب، فالفرصة أصبحت سانحة لضم لبنان الى إمارة سوريا الإسلامية، ولسيطرة أمريكا وحلفاؤها في الإخوان والجماعات على هذه الدولة.
المتوقع أن حرب سورية إسرائيلية مزدوجة على لبنان يتعاون فيها الجولاني وإسرائيل في السيطرة على الجنوب، وسترفع فيها شعارات طائفية وخطر الشيعة من طرف الجماعات بهدف إبادة أو إخضاع شعب البقاع، وشعارات الإرهاب من طرف إسرائيل.
استعراض الجولاني أمس ميليشياته المتطرفة وشعاراته الدينية والطائفية في دمشق هو مقدمه لعمل عسكري مرتقب ضد لبنان، سيكون مصحوبا بحملة دعائية طائفية كبيرة من الإعلام الموالي لتلك العصابات والدول الداعمة له).
في الختام ننصح القوى الشيعة ترك تبني قضية فلسطين الخاسرة، وعلى الجمهورية الإسلامية الاستفادة من سقوط نظام بشار الأسد في الاهتمام بالشعب الإيراني وترك دعم وتبني قضايا العرب الخاسرة، إذا إيران تريد نشر التشيع عليها بناء علاقات مع أوروبا والغرب والهند والصين وشعوب افريقيا وشعوب أمريكا قاطبة، يجدون مجتمعات تتقبل وجود اسلام شيعي معتدل محترم، غالبية الشعوب العربية تتبنى فكر وهابي يعلنون بشكل صريح كرههم إلى الأمام علي بن أبي طالب ع ويشتموه في منصات التواصل الاجتماعي في اسمه الصريح، إذا كانوا سابقا بمجالسهم الخاصة، آلان القوى الوهابية تسيء للإمام علي ع وإلى فاطمة الزهراء ع وإلى أئمة آل البيت ع بشكل علني وصريح، جربت إيران وقوفها مع جبهة الإنقاذ الاخوانية الوهابية بالجزائر، بعد إعادة العلاقات ما بين الجمهورية الإسلامية والجزائر تشيع الكثير من المثقفين بالجزائر من أنصار الحكومة الجزائرية والحزب الحاكم في الجزائر، كلامي نابع من تجارب عملية على الأرض، كلامي ليس مبني على الأحلام الوردية والتصديق في مشروع الأمة؟ هذا المشروع مال الأمة العربية والإسلامية بات فاشل وميت لا قيمة له مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
9/12/2025