سمير عبيد
#أولا:مهما اختلفنا مع السيد #نوري_المالكي سياسيا .فعلينا تثبيت نقطة مهمة وهي انه رجل وطني وشجاع عندما يقرر الوقوف ضد او معَ .وان معظم اخطاء المالكي السياسية والإدارية والتي هي كثيرة وللأسف.فهي بسبب الرتم السياسي الكلاسيكي الذي فرضه ويفرضه ،وأثر ويؤثر فيه على المالكي عجايز حزب الدعوة.وبسبب المقربين الذين صعدوا اخيرا في سفينة حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون وهم غرباء ومرهقين سياسيا على فكر وسلوك حزب الدعوة فحدثت فجوة عميقة بين العجائز وبين هؤلاء الغرباء الجدد فسببت مشاكل كثيرة للعراق ( وهي سبب من اسباب انتشار الفساد وسوء الادارة ).وايضاً من اسباب الاخطاء السياسية والإدارية الاي سُجلت ضد المالكي هو شعاره الذي لن يتركه وهو(ان لم تكن معي فأنت عدوي )وهذا الشعار ينسف اي حوار .وبالمناسبة هو نفس شعار صدام حسين الذي دمر من خلاله الدولة والمجتمع!
#ثانيا :ولكن سيبقى نوري المالكي لاعب مهم جدا داخل البيت الشيعي وداخل الاطار التنسيقي.وتقريبا عراب رؤوساء الحكومات بمساحة كبيرة وحتى الساعة.ويعتبر الآن هو حجر الزاوية وقطب الرحى في داخل الاطار التنسيقي الشيعي .وهذه حقائق وليس مداهنة مع الرجل او مديحا له.فنحن نراقب ونحلل بحياد.لكن السيد المالكي يمتاز بصفة ( التوجس)من جميع الشركاء خارج حزب الدعوة سواء كانوا شيعة او سنة او اكراد او غيرهم.ناهيك عن توجسه الدائم من الانقلاب عليه لهذا يسد الفراغات المحيطة به بادوات كلاسيكية من عجائز حزب الدعوة ومن الانتهازيين الرداحين!
#ثالثا:واليوم أصبح حال زعيم حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي كحال المرحوم البروفسور المهندس #نجم_الدين_أربكان الذي كان الزعيم والمؤسس الرئيسي للحركة السياسية الإسلامية في تركيا،(وقد أسس عدة أحزاب بما في فيها حزب “الرفاه” الذي وصل إلى السلطة، وشكل أول حكومة إسلامية، ثم حزب الفضيلة، وحزب السعادة بعد حظر حزب الرفاه،.وكان “حزب الفضيلة” هو البديل الذي أسسه بعد منع حزب الرفاه عام 1998 تحت قيادة إسماعيل ألب تكين، لكنه أُغلق أيضاً عام 1999) وهو صاحب مقولة ( إذا سقط العراق وسوريا فتذكروا أن هدف إسرائيل تركيا) .
#نقطة_نظام :فأربكان هو الذي مهد السبل لتلميذيه اردوغان وعبد الله غول لقيام حزب العدالة والتنمية التركي بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ساهم في تطوير تركيا منذ 2002 ولحد الآن .
#رابعا :ولو مارس نوري المالكي سياسة المراجعة في حزب الدعوة في ولايته الثانية وذهب لتغيير اسم حزب الدعوة مثلما فعل أربكان ،وابعد جميع عجايز حزب الدعوة، واقترب من الوسطية والانفتاح ودعم المصالحة الحقيقية في العراق. والله لاصبح المالكي القائد الجديد بعد نوري السعيد. ولكنه لم يفعل ذلك فكانوا احد اسباب تقهقر العراق بسلاح الطائفية والانغلاق وصنع الأزمات للهروب للامام من مستحقات وطنية واجتماعية وسياسية !
#أ:-لقد تعرض أربكان وحزبه الإسلامي بعد فوزهما في الانتخابات التركية إلى العزلة بسبب رفض الجميع التحالف معه لتشكيل الحكومة بضغط من الجيش التركي( ومثلما يحصل الان في الاطار التنسيقي حيث امريكا وقوى سياسية داخلية ترفض انضمام حلفاء المالكي في الحكومة الجديدة لاتهامهم بالأرهاب والحظر … الخ وبسبب انتمائهم وقربهم من المليشيات و تحالفهم مع ايران) وهو موضوع حيّر نوري المالكي جدا.ومثلما حيّر نجم الدين أربكان من قبل!
#ب:-فماذا فعل حينها أربكان ؟
هناك حقيقة لدى جميع التيارات الإسلامية السنية والشيعية في العالم وهي(حبهم وعشقهم للسلطة وبشعار الغاية تبرر الوسيلة )ومن خلال هذه القناعة ذهب أربكان المعادي لامريكا واسرائيل والغرب ليتحالف مع حليفة امريكا والغرب في تركيا وهي السيدة ” تانسو تشيلر” زعيمة حزب الطريق القويم واتفقا على أن يتولى أربكان منصب رئيس الوزراء لمدة عامين، على أن تتولى تشيلر خلالهما منصبَي نائب رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية، وتخلفه بعد ذلك في منصب رئاسة الوزراء العامين التاليين. ظنا منه ان الغرب وأمريكا وإسرائيل سيرضون عنه وبالتالي يبعد رفض الجيش التركي له ولتوجهاته الإسلامية.ولكن الجيش التركي لم يعجبه هذا التحالف الغريب فقرر الانقلاب على حكومة أربكان في عام 1997 .وهو الانقلاب الذي غير الكثير من شكل تركيا سياسيًا واجتماعيًا.
#ج:-#والسؤال_الكبير هل ان واشنطن تعد لانقلاب على اي حكومة عراقية سيشكلها الاطار الشيعي وفيها حلفاء ايران والمقربين من المليشيات ؟ نحن نتوقع ذلك. وحينها سوف يتغير شكل العراق سياسيا واجتماعيا .لذا على المالكي ان يحسبها حسابا دقيقا ومن خلال الاستفادة من اخطاء أربكان.لكي لا يكونوا سببا في انهاء ما تبقى من الكاريزما الشيعية في العراق. ولكي لا يصبح العراق وخصوصا جنوب العراق حلبة صراع وحرب بين ايران وأمريكا !
#سادسا :المفارقة العجيبة ان ايران ايضا كانت سبباً بسقوط حكومة اربكان وانهاء الحالة الاربكانية في تركيا ( ففي الثلاثين من شهر يناير /كانون الثاني 1997 نظمت بلدية سنجان التابعة لحزب الرفاه الاسلامي برئاسة بكير يلدز بالعاصمة أنقرة مسيرة شعبية للاحتفال بيوم القدس، وإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني تحت اسم “ليلة القدس”، وهي المسيرة التي شارك فيها #السفير_الإيراني آنذاك علي رضاء بحيري، وأُطلقت فيها شعارات منددةً بدولة الاحتلال، ومطالبةً بالموت لإسرائيل.فثارت ثائرة الجيش التركي فخرجت الدبابات والمدرعات العسكرية إلى شوارع سنجان لتغلق طرقها وميادينها، ويستيقظ الأهالي صباح الرابع من فبراير/ شباط 1997 على هدير الدبابات لتسد الطرقات. وفي الثاني والعشرين من يناير/ كانون الثاني 1997 عقدت قيادات الجيش اجتماعًا خُصص لبحث مصير حكومة أربكان. وفي الثامن والعشرين من فبراير/ شباط يجتمع مجلس الأمن القومي، بأغلبية أعضائه من العسكريين، برئاسة سليمان ديميريل رئيس الجمهورية، وحضور جميع قادة القوات المسلحة والاستخبارات العامة والحربية. واستمر ثماني ساعات وخمسًا وأربعين دقيقة، ويعد أطول اجتماع في تاريخ المجلس. حيث تم وضع قائمة من المطالب التي استهدفت في مجملها الإسلاميين، لكن أربكان لم يقم بتنفيذ أيّ منها، ليقدم بعدها استقالته من رئاسة الوزراء، وتتم معاقبة تانسو تشيلر بحرمانها من رئاسة الوزراء مدى الحياة . وجاءوا ب “مسعود يلماظ” رئيس حزب الوطن الأم بتشكيل الحكومة!
#سابعا : نضع هذه المقارنة القريبة جدا من وضع الاطار التنسيقي الشيعي الآن في العراق . فعلى قادة الاطار التفكير ملياً بهذه المعلومات وتلك النتائج ليستفيدوا منها لكي لا يحصل تكرار ماحصل في تركيا ويدخل العراق في نفق جديد . لان البديل جاهز لدى واشنطن والطريقة التي تمهد للبديل اصبحت جاهزة ” ونحن نتكلم عن معلومات”!
سمير عبيد
١٦ ديسمبر ٢٠٢٥