الحوار واعادة الاعمار في ليبيا

ميلاد عمر المزوغي

الحوار واعادة الاعمار في ليبيا
اعلنت بعثة الامم المتحدة في ليبيا عن بدء الحوار بين من اختارتهم البعثة وعددهم يربو على المائة والذي سيستمر لحوالي ستة اشهر,مانراه انه اعادة تدوير”رسكلة” لمخرجات الصخيرات الكارثية التي لا زلنا نعاني تبعاتها .
المليارات من العملة الصعبة يتم دفعها لأجل شراء اسلحة من مختلف الاصناف على مدى 14 سنة, دعوات متكررة للشباب الليبي للانخراط في المنظومة العسكرية والامنية,فلا الامن تحقق ولا السيادة تجلت, أعمال عنف وقتل واختطاف في وضح النهار, وحالة من عدم الاستقرار.
نحن على اعتاب ذكرى استقلال ليبيا بينما مخابرات العالم تعمل على الارض الليبية, قوات وقواعد اجنبية و(مرتزقة) منتشرة على كامل تراب الوطن, تحمي من هم في السلطة, كان الاولى ان تُخلق مواطن شغل للشباب للمساهمة في بناء الوطن واستقراره بدلا من الاقتتال فيما بين اطراف الصراع والضحايا هم الشباب. لا يوجد جيش حقيقي في البلاد في الغرب ميليشيات جهوية وعرقية, وفي الشرق تشكيل مسلح يقوده حفتر ونجليه/ احدهما نائب القائد العام والاخر رئيسا للأركان, وقد ابعد كبار الضباط, اما بالاستقالة او الاحالة على الخدمة المدنية, حيث لم يعد للتراتبية العسكرية معنى.
متصدرو المشهد السياسي يرون في صمت الشعب عن اعمال الفساد وهدر الاموال فيما لا يعني فرصة لنهب خيرات البلد وسرقة مستقبل ابنائه, اكثر من سبعمائة مليار دينار تم هدرها خلال السنوات القليلة الماضية بحجة اعادة الاعمار التي يتولاها الدبيبة وعائلته في الغرب الليبي بينما في شرق الوطن يتولى الامر احد انجال قائد الجيش حفتر. نحن لسنا في حاجة إلى إعادة الاعمار الذي ندفعه على حساب قوت يومنا ومستقبل أبنائنا, نحن في حاجة ماسة إلى حاكم يضع هؤلاء الفاسدين في السجون ولن يتأتى ذلك الا بانتخابات حرة ونزيهة, نحن في حاجة الى قرار شجاع، وإرادة حرة ترفض التبعية لكل المتدخلين بشؤوننا, ونقول –كفى- لكل من يساوم بثرواتنا، ويعبث بأمننا واستقرارنا.
إن غياب الحرية الكاملة للشعب في التعبير عن رايه واختيار من يحكمه بدل الطبقة الحاكمة الحالية(تشريعية وتنفيذية) التي مضى عليها سنوات, يمثل تحد حقيقي للطبقة المتعلمة والمثقفة في تبيان مخاطر الوضع الحالي, امنيا واقتصاديا واجتماعيا, بالتأكيد هناك من الليبيين من هو اقدر للقيادة والخروج بالبلد الى بر الأمان.
لا شك أن المنظومة الدولية الفاسدة, المتمثلة في دول الجوار والدول الكبرى تعمل لمصالحها دون النظر إلى رأي الليبيين, اثّر ذلك سلبا في وضع ليبيا. البلد يواجه اليوم خطر التقسيم من قبل دعاة الفدرالية ودعاة الانفصال من قبل الامازيغ وبعض الأعراق الاخرى.
الليبيون بالداخل يعيشون الغربة، يصرخون من الفقر باعتراف المسؤولين رغم ما تحت الارض من ثروات؟ الشباب يعاني البطالة، والاطفال محرومون من ابسط الاشياء ومنها التطعيمات الاجبارية بشان الامراض المعدية، مدن مهمشة واخرى (تعيش حياة الرفاهية)، رغم ثروات البلد الطائلة, لكنها للأسف وقعت في ايادي نجسة تعبث بها, ترى إلى متى ؟!
لقد عمدت السلطات الى تفريغ المؤسسات العامة من كوادرها الخلاقة المبدعة, فأصبحت معظم المراكز شاغرة حيث وجد الفاشلين والمتسلقين الفرصة لاعتلائها. وانهارت غالبية المؤسسات الحكومية, فأصبح عمالها بدون رواتب لأشهر بل لسنوات, واضطر العديد منهم للتقاعد الاختياري.
ميلاد عمر المزوغي