فاضل حسن شريف
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله جل جلاله “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا” (الكهف 95) ” قال ” ذوالقرنين ” مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ” أي: أعطاني ربي من المال ومكني فيه من الاتساع في الدنيا خير مما عرضتموه علي من الأجر “فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ” أي: برجال فيكون معناه بقوة الأبدان وقيل بعمل تعملونه معي عن الزجاج وقيل ب آلة العمل وذلك زبر الحديد والصفر ” أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا” أي: سدا وحاجزا قال ابن عباس: الردم أشد الحجاب وقيل هو السد المتراكب بعضه على بعض.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله جل جلاله “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا” (الكهف 95) وقوله: “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ” استغناء من ذي القرنين عن خرجهم الذي عرضوه عليه على أن يجعل لهم سدا يقول: ما مكنني فيه وأقرني عليه ربي من السعة والقدرة خير من المال الذي تعدونني به فلا حاجة لي إليه. وقوله:” فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ” إلخ القوة ما يتقوى به على الشيء والجملة تفريع على ما يتحصل من عرضهم وهو طلبهم منه أن يجعل لهم سدا، ومحصل المعنى أما الخرج فلا حاجة لي إليه، وأما السد فإن أردتموه فأعينوني بما أتقوى به على بنائه كالرجال وما يستعمل في بنائه وقد ذكر منها زبر الحديد والقطر والنفخ بالمنافخ – أجعل لكم سدا قويا. وبهذا المعنى يظهر أن مرادهم بما عرضوا عليه من الخرج الأجر على عمل السد.
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل جلاله “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا” (الكهف 95) ومهما يكن فقد طلب القوم من ذي القرنين أن يبني لهم سدا يمنع عنهم يأجوج ومأجوج، فقد كانوا يغزون أرضهم، ويسومونهم سوء العذاب قتلا وسبيا ونهبا، واشترطوا على أنفسهم ان يجعلوا لذي القرنين جعلا في أموالهم إذا هو بنى السد “قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي ” وأعطاني من السلطان والمال “خير” مما آتاكم اللَّه، فأنتم إلى مالكم أحوج، فأنفقوه في مصالحكم “فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وبَيْنَهُمْ رَدْماً”: المراد بالقوة هنا العمال وأدوات البناء، وبالردم السد والحاجز
جاء في معاني القرآن الكريم: عون العون: المعاونة والمظاهرة، يقال: فلان عوني، أي: معيني، وقد أعنته. قال تعالى: “فأعينوني بقوة” (الكهف 95)، “وأعانه عليه قوم آخرون” (الفرقان 4). التعاون: التظاهر. قال تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” (المائدة 2). والاستعانة: طلب العون. قال: “استعينوا بالصبر والصلاة” (البقرة 45)، والعوان: المتوسط بين السنين.
جاء في موقع الامم المتحدة عن المناسبات الأممية: سبقت الاحتفالات بمناسبات دولية وعالمية إنشاء الأمم المتحدة، إلا أن المنظمة حرصت على الاحتفال بتلك المناسبات بوصفها وسيلة للدعوة والتثقيف والتوعية الفاعلة. وتحتفي الأمم المتحدة بمناسبات من أيام وأسابيع وسنين وعقود دولية وعالمية محددة حيث يخصص لكل منها شعارا أو موضوعا معينا في كل عام. وتعمل الأمم المتحدة من خلال المناسبات الخاصة على إذكاء الوعي الدولي بالقضايا ذات الصلة وعلى إحراز تقدم في ما يتصل بها. ويتيح كل يوم من الأيام الدولية الفرصة لعديد الجهات الفاعلة لتنظيم الأنشطة والفعاليات المتعلقة بالموضوع أو الشعار السنوي للمناسبة. وتمثل تلك المناسبات للمنظمات وللمكاتب التابعة لمنظومة الأمم المتحدة — فضلا عن الحكومات والمجتمع المدني والقطاعين العام والخاص والمدارس والجامعات وعموم المواطنين — نقطة انطلاق لبدء جهود التثقيف والتوعية. وحددت غالب تلك المناسبات بموجب قرارات صادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالرغم من أن بعضها حددته وكالات الأمم المتحدة المتخصصة. كما تحتفي الأمم المتحدة كذلك بالذكريات السنوية لأبرز المعالم في تاريخها.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جل جلاله “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا” (الكهف 95) أمّا ذو القرنين فقد أجابهم:” قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ”، وأنّي لا أحتاج إِلى مساعدتكم المالية وإِنّما: “فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا”. كلمة (ردم) على وزن (طرد) وهي في الأصل تعني ملء الشق بالأحجار، إِلاّ أنّها فيما بعد أخذت معنىً واسعاً بحيث شملَ كل سد، بل وشمل حتى ترقيع الملابس. يعتقد بعض المفسّرين أنَّ كلمة (ردم) تقال للسد القوي، ووفقاً لهذا التّفسير فإِنَّ ذا القرنين قد وعدهم بأكثر ممّا كانوا ينتظرونه. كما أنّه يجب الإِنتباه إِلى أنَّ (سد) على وزن (قد)، و(سُدّ) على وزن (قفل) هما بمعنى واحد، وهو الحائل الذي يفصل بين شيئين، إِلاَّ أنَّ البعض ـ كما يقول الراغب ـ وضع فرقاً بين الإِثنين، فالأوّل هو مِن صناعة الإِنسان، والثّاني هو الحائل الطبيعي.
ذو القرنين كان رجل صالح يروم قضاء حوائج الناس بعمله التطوعي في حياته ودعوته كما قال عز من قائل”حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا” (الكهف 93-98). قال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: خرجًا أي أجرًا عظيمًا، ولكن ذو القرنين امتنع عن اخذ الاجر وبدلا من ذلك طلب من الله تعالى ان يمكنه من العمل وطلب منهم المساعدة في انجاز العمل الذي سيفيدهم”قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا” (الكهف 95). كما حصل مع سليمان عليه السلام “فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ” (النمل 36).