![Dr Fadhil Sharif](https://iraqination.net/wp-content/uploads/2024/11/Dr-Fadhil-Sharif.jpg)
فاضل حسن شريف
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا” (مريم 27) أي: فأتت مريم بعيسى حاملة له وذلك أنها لفته في خرقة وحملته إلى قومها “قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا” أي: أمرا عظيما بديعا إذ لم تلد أنثى قبلك من غير رجل عن مجاهد وقتادة والسدي وقيل أمرا قبيحا منكرا من الافتراء وهو الكذب عن الجبائي.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا” (مريم 27) الضميران في “به” و “تحمله” لعيسى، والاستفهام إنكاري حملهم عليه ما شاهدوه عن عجيب أمرها مع ما لها من سابقة الزهد والاحتجاب وكانت ابنة عمران ومن آل هارون القديس، والفري هو العظيم البديع وقيل: هو من الافتراء بمعنى الكذب كناية عن القبيح المنكر والآية التالية تؤيد المعنى الأول، ومعنى الآية واضح.
جاء في الموسوعة الحرة: الافتراء لغةً: مصدر افترى يفتري افتراءً: إذا كذب، وفرى كذبًا فريًا: اختلقه. والفرى: جمع فرية وهي الكذبة. اصطلاحًا: قال العسكري: (الافتراء:الكذب في حقِّ الغير بما لا يرتضيه). قال السيوطي: (الافتراء: اختراع قضية لا أصل لها). قال الكفوي: (الافتراء: هو العظيم من الكذب، يقال لمن عمل عملًا فبالغ فيه: إنه ليفري الفرى. ومعنى افترى: افتعل واختلق ما لا يصحُّ أن يكون، وما لا يصحُّ أن يكون أعمُّ مما لا يجوز أن يقال، وما لا يجوز أن يفعل). والفرية: الكذب. فرى كذبا فريا وافتراه: اختلقه. ورجل فري ومفرى وإنه لقبيح الفرية، والفرية من الكذب، وافترى الكذب يفتريه اختلقه، وفرى فلان كذا إذا خلقه، وافتراه: اختلقه، والاسم الفرية. الفرى: جمع فرية وهي الكذبة، وأفرى أفعل منه للتفضيل. والفري: الأمر العظيم. وفلان يفري الفري إذا كان يأتي بالعجب في عمله. وفريت: دهشت وحرت). وجاء في دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية: ذكر أهل اللغة والمفسرون أن أحد معاني جاء هو معنى: فَعَلَ وأحْدَثَ. جئت شيئا حسنا: إذا فعلته، وعلى هذا المعنى،أي معنى فعل وأحدث قال الله سبحانه وتعالى “لَقَدْ جِئتِ شيئاً فَرِيًّا” (مريم 27) ويرد في كلامهم لازماً ومُتعدِّياً اي لقد جئت بشيء منكر وفعلت فعلأ غيرمعروف، وقوله”قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا” (مريم 27) قالوا لها: يا مريم لقد جئت بأمر عجيب، وأحدثت حدثا عظيما فقالوا منكرين: “لَقَدْ جِئتِ شيئاً فَرِيًّا” (مريم 27) أي جئت بأمر عظيم. جاء عن مركز الأبحاث العقائدية عن حقيقة المسيح في الاسلام للكاتب علي الشيخ: و بعد الولادة رجعت مريم الى قومها وهي حاملة المسيح عليه السلام على صدرها، فلما رأوا طفلا حديث الولادة معها، أسرعوا الى اتهامها بالفحشاء والمنكر، وقالوا يا مريم لقد فعلت منكراً عظيماً، “قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً” (مريم 27). و الفرية هي الفعلة المنكرة العظيمة من الفعال والمقال.
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا” (مريم 27) وضعت مريم وليدها، فحملته إلى قومها، وهي آمنة مطمئنة لأن الحمل الذي تسبب في اتهامها هوأصدق شاهد على نزاهتها “قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا ” (مريم 27) بدعواك الحمل من غير دنس ومواقعة انها محض افتراء.
قال الله تبارك وتعالى “فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا” ﴿مريم 27﴾ فريا بمعنى العظيم أو العجيب، وفي الأصل من مادة فري، أي قص وقطع الجلد إما لإصلاحه أو إفساده. لما جاءت مريم عليها السلام بعيسى عليه السلام المعجزة الإلهية من غير أب تحمله، أنكر عليها قومها ذلك. عيسى عليه السلام ميزه الله على الآخرين بصفات بينها الله “فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا” (مريم 27)، و “وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ” (آل عمران 46)، و “وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ” (مريم 31). والله أنعم على بشر دون الآخرين “اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ” (الفاتحة 6-7)، و ” فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ” (النساء 69).
جاء في دراسات قرآنية لغوية تاريخية آثارية: ذكر أهل اللغة والمفسرون أن أحد معاني جاء هو معنى: فَعَلَ وأحْدَثَ. جئت شيئا حسنا: إذا فعلته، وعلى هذا المعنى،أي معنى فعل وأحدث قال الله سبحانه وتعالى “لَقَدْ جِئتِ شيئاً فَرِيًّا” (مريم 27) ويرد في كلامهم لازماً ومُتعدِّياً اي لقد جئت بشيء منكر وفعلت فعلأ غيرمعروف، وقوله”قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا” (مريم 27) قالوا لها: يا مريم لقد جئت بأمر عجيب، وأحدثت حدثا عظيما فقالوا منكرين: “لَقَدْ جِئتِ شيئاً فَرِيًّا” (مريم 27) أي جئت بأمر عظيم. قال الله تعالى: “فَقَدْ جَاءوا” (الفرقان 4) يعني قائلي هذه المقالة،”فَقَدْ جَاءوا ظُلْماً وَزُورا” (الفرقان 4) أي: بظلم وزور، المعنى: فقد جاؤوا بظلم وزور، أي فعلوه وقيل بتقدير الباء: أي جاءوا بظلم.
أن كلمة يأتي ايضا بمعنى وصل بشكل مفاجئ”فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا” (مريم 27) واتت وهي عارفة بينما القوم لا يعرفون فاستخدم الفعل جئت كما في قوله تعالى “يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ” (مريم 43)، وفيه أحيانا سرعة “وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا” (الاعراف 143)، بينما أتى في الغالب يكون الفعل بشكل بطيء بدون عجلة “أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ” (النحل 41)، و”أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا” (الانبياء 44).