فاضل حسن شريف
جاء في الموسوعة الحرة عن إعدام صدام حسين: مشهد الإعدام: صور مشهد الإعدام بواسطة جهاز هاتف محمول مزود بكاميرة تصوير مدته 2:38 دقيقة، قامت بعرضه بعض القنوات الفضائية العربية والأجنبية، ويصور أخر اللحظات الأخيرة قبل اعدام الراحل صدام حسين. غرفة الإعدام: يظهر الفلم قاعة بأرتفاع ما يقرب من خمسة أمتار يوجد بها منصة على ارتفاع ثلاثة امتار حيث قام المصور بالتصوير بالقرب من درج حديدي على يسار القاعة يودي إلى المنصة حيث ظهر صدام حسين وقد قيدت يداه إلى الخلف ويوجد عدد من الرجال المقنعين بلباس مدني حوله. ويعتقد انها أحد غرف الإعدامات في أحد مباني الاستخبارات العسكرية العراقية السابقة وتحديداً مبنى اعدامات الشعبة الخامسة في الكاظمية. لم يحاول صدام حسين المقاومة ولم يطلب شيئا، وكان يحمل مصحفا بيده ويديه كانتا موثقتين عندما شنق. واكد الربيعي ان الرئيس السابق وحده اعدم، اما المدانان الآخران اخوه غير الشقيق برزان التكريتي رئيس المخابرات السابق والرئيس السابق للمحكمة الثورية عواد البندر فقد ارجئ تنفيذ الحكم فيهما. تمت اجراءات اعدام صدام في مقر دائرة الاستخبارات العسكرية في منطقة الكاظمية – شمال بغداد – اقتيد صدام حسين إلى الإعدام بعد أن تلي عليه الحكم من قبل أحد القضاة وسأله قاض آخر ما إذا كان لديه شيء يقوله أو يوصي به وطلب منه ان يتلو الشهادة، وبعدها وضع حبل المشنقة في رقبته ونفذ فيه حكم الإعدام ومات فورا، ففي اللحظة التي سقط فيها في الحفرة فارق الحياة. وحضر إعدام صدام حسين القاضي في محكمة التمييز في المحكمة الجنائية العليا منير حداد، وقال مستشار الأمن القومي موفق الربيعي في تصريح لقناة العراقية الحكومية أن إعدام برزان وبندر أرجأ إلى ما بعد عيد الأضحى، وشهد أيضاً تنفيذ الأحكام ممثلون عن محكمة التمييز والادعاء العام وعدد من رجال الدين فضلا عن فريق طبي مختص. واوضح موفق الربيعي الذي حضر اعدام الرئيس المخلوع ان عملية تنفيذ الإعدام تمت بحضور قضاة ومدعين عامين وطبيب وشهود. وقال ان بعض المشادات الكلامية حدثت قبل صعوده إلى المشنقة لرفضه وضع كيس أسود على رأسه. ووصف الربيعي صدام حسين في تلك اللحظة بانه كان متماسكا حتى النهاية وكان يردد: الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، عاشت فلسطين، الموت للفرس المجوس”. وكانت قناتا الحرة والعربية الفضائيتان قد نقلتا أنه تم تنفيذ حكم الإعدام في الساعة السادسة صباحا بتوقيت بغداد في مكان ما داخل المنطقة الخضراء. والتي تخضع لترتيبات أمنية مشددة، كما اكد عضو هيئة الدفاع عن صدام من العاصمة القطرية الدوحة تنفيذ الحكم. وقد وصل صدام إلى مكان تنفيذ حكم الإعدام قبل تنفيذه بقليل وهو يرتدي ثيابا برتقالية والتي عادة ما يرتديها المحكوم عليهم بالإعدام. وفرضت السلطات العراقية حظرا للتجول في مدينة تكريت مسقط رأس صدام لمدة أربعة أيام وأقفلت مداخل ومخارج المدينة. وكانت قد ذكرت مصادر عراقية انه قد تم كذلك تنفيذ حكم الإعدام شنقا في برزان التكريتي رئيس جهاز المخابرات العراقية الأسبق والاخ غير الشقيق لصدام وكذلك عواد البندر رئيس ما كان يعرف بمحكمة الثورة.
إن الآية التالية تشير الى عقاب فرعون وهامان وجنودهما بسبب أعمالهم، فزراعة الشوك يعني عقاب الناس والأرض وهذه الزراعة حصادها الأذى. وهؤلاء المجرمون مثيل صدام وأعوانه والقصة حاصلة في كل زمان وأي مكان يبتلى بمثل هؤلاء الطغاة. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله جل جلاله “فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” (العنكبوت 40) فكلا أخذنا بذنبه” أي فأخذنا كلا من هؤلاء بذنبه وعاقبناهم بتكذيبهم الرسل “فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا” أي حجارة وقيل ريحا فيها حصى وهم قوم لوط عن ابن عباس وقتادة وقيل هم عاد “ومنهم من أخذته الصيحة” وهم ثمود وقوم شعيب عن ابن عباس وقتادة والصيحة العذاب وقيل صاح بهم جبرائيل فهلكوا “ومنهم من خسفنا به الأرض” وهو قارون “ومنهم من أغرقنا” يعني قوم نوح وفرعون وقومه “وما كان الله ليظلمهم” فيعذبهم على غير ذنب أو قبل إزاحة العلة “ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” بكفرهم وتكذيبهم الرسل وفي هذا دلالة واضحة على فساد مذهب أهل الجبر فإن الظلم لوكان من فعل الله كما يزعمون لما كان هؤلاء هم الظالمين لنفوسهم بل كان الظالم لهم من فعل فيهم الظلم تعالى الله عن ذلك.
عن تفسير الميسر: قوله جل جلاله “فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” (العنكبوت 40) خَسَفْنَا: خَسَفْ فعل، نَا ضمير، خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ: ازلنا الأرض من تحته فابتلعته، ومنهم من خسفنا به الأرض: كقارون، فأخذنا كلا من هؤلاء المذكورين بعذابنا بسبب ذنبه: فمنهم الذين أرسلنا عليهم حجارة من طين منضود، وهم قوم لوط، ومنهم مَن أخذته الصيحة، وهم قوم صالح وقوم شعيب، ومنهم مَن خسفنا به الأرض كقارون، ومنهم مَن أغرقنا، وهم قومُ نوح وفرعونُ وقومُه، ولم يكن الله ليهلك هؤلاء بذنوب غيرهم، فيظلمهم بإهلاكه إياهم بغير استحقاق، ولكنهم كانوا أنفسهم يظلمون بتنعمهم في نِعَم ربهم وعبادتهم غيره
الحصب وردت في آية مباركة بمعنى حطب، وحاصبا وردت في عدد من الآيات تعنى الريح القوية أو الشديدة التي تقلع الحجارة والحصى والحطب وترمي به أعداء الله جل جلاله. قال الله تبارك وتعالى “إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ” ﴿الأنبياء 98﴾ حصب جهنم اي حطب ووقود جهنم، و”أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا” ﴿الإسراء 68﴾ حاصبا ريح قوية تحمل الحجارة والحصى، و”فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” ﴿العنكبوت 40﴾ حاصبا اي ريح شديدة تحمل الحجارة والحصى، و”إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ” ﴿القمر 34﴾ حاصبا الحجارة التي سقطت على قوم لوط، و”أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ” ﴿الملك 17﴾ حاصبا اي الحجارة والحصى التي ترمى من السماء على الاقوام التي ينذرها الله سبحانه ولم تستجيب للانذار.
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل جلاله “فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” (العنكبوت 40) وفرعون هو القائل: أنا ربكم الأعلى، وهامان وزيره.. هؤلاء جاءهم موسى بالدلائل والبصائر، فأخذتهم العزة بالإثم، فأهلكهم من له العزة جميعا “فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً” كقوم لوط “ومِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ” كثمود “ومِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الأَرْضَ” كقارون “ومِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا” كقوم نوح وفرعون وهامان “وما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ولكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”. ولما ذا يظلم اللَّه الناس ؟ ألأنه في حاجة إلى الظلم وهو غني عن العالمين ؟ وكيف يظلم عباده وهو القائل: “أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ” (الأعراف 44).