فبراير 5, 2025
Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

عن الموقع الرسمي لتيار الحكمة الوطني: عندما تفقد السياسة محورها للكاتب رضوان ناصر العسكري: ‏بعد سقوط النظام وانتهاء الحكم الدكتاتوري، بدأ العراق يحضر لنظام سياسي جديد يعمل على ادارة الدولة العراقية.بعض الجماهيرذهب جمع من الناس لمقابلة السيد السيستاني حفظه الله لمعرفة واجباتهم اتجاه المرحلة الجديدة للعراق، لتحديد بوصلتهم ومعرفة ما لهم وما عليهم .؟.كانت فحوى الإجابة من المرجعية، ان ارجعوا إلى السيد (محمد باقر الحكيم) فبوجوده لا تتدخل المرجعية بالشأن السياسي.وهذه الإجابة جعلت للعراق قطب رحى، ومركزية للقرار ومحورية لعمل السياسي لتحافظ على وحدة مكوناته وتلاحم أطيافه. ان سبب إشارة المرجعية للسيد الحكيم هو لما يملكه من حكمة وحنكة وخبرة سياسية امتدّت لأعوام بسبب الفترة الكبيرة والمسيرة الطويلة التي قضاها في العمل السياسي بالاضافة الى مكانته الدينية والاجتماعية داخل وخارج العراق، بالإضافة إلى الفترة الطويلة التي شغل فيها منصب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية.فجميع قادة الأحزاب السياسة يعرفون جيداً طبيعة عمله وقوة قراره وحكمته في المواقف السياسية والمصيرية.بما ان السيد محمد باقر الحكيم كان موقفه واضحاً من الاحتلال لذلك وضع خريطة عمل لمستقبل العملية السياسية ومشروع لادارة الدولة، الذي وضع ابجدياته خلال حديثه لعامة الناس بعد دخوله العراق والتقائه بالجماهير المستقبلة له إبتداءاً من الحدود العراقية وصولاً الى النجف الاشرف، وهو يتحدث معهم عن مواقفه السياسية والمصيرية والإدارية للمرحلة الجديدة للعراق ليفصح بعدها على الملأ في اول خطبة له في الصحن الحيدري للامام علي عليه السلام عن المرجعيته التي يسير خلفها وموقفه الوطني والسياسي من الاحتلال والكيفية التي يجب التعامل معهم فيها.حيث كانت او مطالبه خروج الاحتلال واستقلالية القرار السياسي وحرية الشعب في اختيار نظام الحكم الذي يناسبه وآلية ادارة الدولة وطريقة كتابة الدستور العراقي الجديد. فكان جل اهتمامه هو رسم سياسة واضحة للحكومة العراقية الجديدة.فتلك المقومات كانت كافية ان تضعه المرجعية رأساً للسياسة ومحوراً لدورانها، لتحافظ على وحدة القرار وتعضيد قوته فلقد كانت لديه القوة ليست بطرح رأيه على السياسيين فقط وإنما قدرة على إقناع الآخرين بما يجب العمل عليه من أجل مصلحة البلاد والكل على معرفة في ذلك.هذا الامر قطعاً لا يناسب الاحتلال ومن يتناغم معهم، او من بوجوده لا رأي له يسمع، فكان من أولويات هو إزاحته من المشهد السياسي برمته، لتأتي بعدها مرحلة تفكيك البيت الشيعي والبداية بمن كانوا تحت قيادته، لتأتي بعدها مرحلة صناعة الخصوم السياسيين لاحتدام الصراع بين المتنافسين على العملية السياسية والقرار السياسي، حتى وان تطلب الامر دعم ذلك المشروع مالياً وعسكرياً، المهم كسر مركزية القرار وتفكيك المحور الاقوى، ومن ثم تأتي الخطوات تباعاً حسب الحاجة والظروف.نعم لقد نجح الاحتلال في ذلك، وبدء يخطط لمشروع جديد يتم تنفيذه بالادوات المتاحة الآنية، ومن ثم هناك متسع كبير لرسم سياستهم بدقة متناهية، وتطوير ادواتهم وتنضيجها وتعضيدها، ووضع الحلول للمشكلات المستقبلية التي تعيق ذلك المشروع، و باستشهاد السيد محمد باقر الحكيم انتهت اكبر عقبة بوجه مشروعهم التسلطي وبموت السيد عبد العزيز الحكيم انتهت المحورية والمركزية للسياسة العراقية وبدأ التشتت والتناحر السياسي الداخلي، وكل طرف اخذ يرى نفسه الأحق في حكم العراق والسيطرة على القرار السياسي الداخلي.بدأت الأحزاب تتفكك وتتمزق وأخذ الدعم الخارجي والإقليمي يلقي بظلاله على الاحزاب والحركات المنشقة والجديدة وبدأت سطوت الدعم المادي والمعني تأخذ طريقها بين الأحزاب وأصبحت الرئاسات تعين بين الفرض والمقايضة وهكذا أصبحت العملية السياسية تتأرجح ذهاباً واياباً حيث كانت ضعيفة إلى حدٍ كبير وكانت قاب قوسين وادنى من الانهيار.هكذا هو حال البلدان التي تعمل أحزابها السياسية على اضعاف بعضهم البعض الآخر من اجل الزعامة والرئاسة.اصبحت القوة لمن يملك البرلمان او المليشيات او الحكومة او الدعم الخارجي واصبحت السياسة في العراق تجارة في المناصب، وغدت مصلحة العراق شعارات تطبع في النهار وتمزق في الليل.

جاء في موقع كتابات عن شهادة الحكيمين و مطبات السياسة للكاتب سلام محمد العبودي: “نريد حكومة عراقية وطنية قوية يديرها أبناء الشعب العراقي” الزعيم الأول للمعارضة العراقية السيد محمد باقر الحكيم/ شهيد المحراب./ منذ هجرته من العراق صوب الجمهورية الإسلامية في إيران كان السيد محمد باقر الحكيم يدعو ويؤهل أتباعه ويخطط لبناء الدولة العراقية عن طريق تشكيل حكومة عراقية صرفه لأحقية الشعب بحكم نفسه بعيداً عن التخندقات الإقليمية والدولية. السيد محمد باقر الحكيم لم يكن طارئاً على الحوزة العلمية فهو ابن السيد محسن الحكيم زعيم الحوزة العلمية الدينية والتي مقرها النجف الأشرف تلك الأسرة جُلها من العلماء المجاهدين ضد الإحتلال البريطاني وضد الطغاة الذين عاصروهم وحكموا العراق بالحديد والنار وقد رحل منهم رعيل ناهز 63 شهيداً؛ إبان حكم حزب البعث المجرم. مما يتصف به شهيد المحراب وهي الصفة التي رافقت السيد محمد باقر الحكيم منذ استشهاده في النجف الأشرف بُعَيدَ صلاة الجمعة يوم 29/ 8/2003 بعد أربع أشهر وعشرون يوماً من سقوط صنم الطاغية صدام الموافق 1/رجب/ 1424هـ  كان يوماً أفجع العراقيين فقد كانت الجريمة لا تستهدف شخص شهيد المحراب بل إنها استهدافٌ للمقاومة العراقية ومشروع بناء الدولة العراقية الحديثة التي كان ينتظرها الشعب العراقي كما خطط لها السيد محمد باقر الحكيم قدس سره. عاد السيد الحكيم لأرض الوطن العراق بعد ثلاث وعشرون سنة قضاها في أرض المهجر إيران بموكب مهيب من خلال منذ الشلامجة ليدخل البصرة فالناصرية والسماوة والديوانية ليستقر به المقام في النجف الأشرف استغرقت رحلة العودة خمسة أيامٍ متوالية سادها استقبال منقطع النظير وما بين قرى تلك المحافظات ومدنها كان هتاف الترحيب ” وين الحاربك وينه—صدام النذل وينه” يتردد في كل تجمع يخطب فيه بالعراقيين. عاصر السيد محمد باقر الحكيم قدس سره ثلاثة من كبار المراجع العظام وهُم والده الإمام محسن الحكيم الذي نال ثقته واعتماده عليه في الكثير من الأمور السياسية والاجتماعية والمالية والشهيد محمد باقر الصدر الذي وصفه بالعضد المُفدى وغير ذلك من الصفات التي تنولها برسالته إليه والعالم الثالث هو السيد الخميني (رض) الذي وصفه “بالإبن الشجاع للإسلام” لمواقفه الجهادية وصبره واستقامته تجاه النوائب والمصائب التي مر بها. رحل شهيد المحراب مضرجاً بدم الشهادة ليحمل الراية من بعده أخوه السيد عبد العزيز الحكيم الذي حافظ على وحدة العراق وتابعاً مخلصا للمرجعية العليا وساعياً لبناء دولة العراق الحديث والمحافظة على الثوابت الوطنية التي ذهبت من أجلها صابراً محتسباً مع كثيرٍ من الشهداء من عائلته والشهداء الذين رافقوه في طريق الجهاد. رحل عزيز العراق لجوار ربه حسب التأريخ الميلادي بنفس الشهر الذي استشهد فيه أخيه السيد شهيد المحراب عام 2009م بعد مَرضٍ عضال ألم به؛ لتكون الوصية لولدهِ السيد عمار بزعامة المجلس الأعلى من أجل تكملة المشوار وتحقيق أمل العراقيين في العيش الكريم فكان الأمين على الوصية رغم التشويه والحرب السياسية من الفاسدين والمنافقين. رافقت تلك الفترة من الزمن أزماتٌ ومطبات سياسية حالت دون تحقيق المشروع ألحكيمي فقد توالت الحكومات واحد تلو الأخرى ولم يحصد العراقيون سوى قلة الخدمات وحالة من اليأس واستشراء الفساد وكثرة المتشبثين بالمناصب من أجل الإستثراء لا الخدمة. ” نريد أن يكون شعبنا شعباً واحدا متماسكاً بكل قومياته وطوائفه ومذاهبه يتمحور حول الإسلام” السيد عبد العزيز الحكيم عليه الرحمة والرضوان. فمتى يتحقق المشروع المنشود بعد كل النكبات والتَشَرذُمِ الذي عم العراق؛ التي لولا المرجعية لما كانت رقعة إسمها العراق.

جاء في موقع كتابات بين إسلام الإنسانية وإسلام التكفير محمد باقر الحكيم سيد قطب طرفا نقيض للكاتب محمد ابو النواعير: كان الحكيم يؤمن بأن للفرد المسلم حرية التحرك من الناحية السياسية ما لم يرفع سيفا، ويستخدم القوة مقابل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى لو كان هذا العمل حراما ومدانا من الناحية الشرعية، ومخالفا لطاعة الله وطاعة لرسوله. ولم يكن أمير المؤمنين علي عليه السلام إلا مجسدا لهذا الأمر أيضا في أيام خلافته، فقد كان يعرف الحركات السياسية المضادة، ولكنه لم يستخدم العنف ضدهم، إلا حينما رفعوا السيف في وجهه، كالخوارج مثلا. بناء المجتمع الحديث يحتاج لروح التسامح لأنها هي الوحيدة التي ستشكل قوة تتمكن من مسك المجتمعات وتقويها وتثبت هويتها وما بين منهج سيد قطب ومنهج السيد الحكيم نجد اختلافا واضحا لمفهوم الإسلام ببعده المتسامح الذي يريد النهوض والقيامة بشكل فعلي فنظرية سيد قطب كانت نظرية انغلاق كامل مدعم بأدوات التكفير والإقصاء؛ بينما نظرية شهيد المحراب مثلت حالة احترام للإنسان بكل أشكاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *