فبراير 3, 2025
464472806_1107334940764068_2844851108077005816_n

باقر جبر الزبيدي

قامت تركيا مؤخرا بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في شمال العراق/ محافظة دهوك، وأن التوغل التركي داخل العراق أصبح بعمق اكثر من 90 كم وهو تجاوز صريح على سيادة العراق فضلا عن طلعاتها الجوية وغاراتها المستمرة في مختلف مناطق الشمال، وهذا لا يصب لصالح إستقرار العراق والمنطقة.

كما تنوي تركيا إنشاء ما تسميه (منطقة آمنة عازلة) على طول حدودها مع سوريا وهذه المنطقة حاليا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتي تمتلك علاقات قوية وصلبة مع حزب العمال الكردستاني التركي (PKK) ويبدو بأن تركيا لا تريد الدخول في حرب طويلة لأنها تعرف طبيعة المنطقة الجغرافية والتي ستواجه فيها مقـ١ومة شديدة لهذا تحاول فتح جبهات في العراق تنقل إليها الصراع.

زيارة وزير خارجية تركيا هاكان فيدان إلى العراق في آب من العام الماضي لم تحقق نجاح يذكر لترطيب الأجواء وإيجاد تفاهمات بين البلدين لذا يجب إعادة صياغة العلاقات العراقية –التركية بما ينسجم ومصلحة البلدين.

معركة شرق الفرات هي معـركة إثبات الوجود الأخيرة حيث سيحاول كل طرف تجنيد بقايا الجماعات الإرهـ١بية لصالحه والخاسر سوف يكون مجبراً على تقبل سايكس بيكو جديدة ومشروع البلقنة وهو ما أشرنا إليه في كتابنا ( أسوار بغداد ).

أمن العراق يرتبط بأمن جيرانه، والتعاون مع كافة دول الجوار في مجال مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والأموال التي تنشط في المنطقة مهم لتحقيق وإدامة الإستقرار.

“العراق مهدد للإنجرار إلى الصراع الجاري في الشرق الأوسط” ومشاكل العراق مع تركيا حاليا محصورة في ملفات المياه وحزب العمـ١ل الكردستاني والحدود، ويمكن العمل على حلها، ويقف أمامها ملف عراقي قوي هو ملف الإستيراد العراقي من تركيا، و نؤكد بأن العراق قادر على إيجاد سوق بديلة لأنقرة وهي نقطة تعرفها تركيا جيدا ولو تم تضمينها في تفاوض ناجح من قبل الجانب العراقي فإن باقي الملفات سوف تشهد حلحلة ونتائج جيدة.

باقر جبر الزبيدي

22 كانون الثاني 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *