فبراير 3, 2025
Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

جاء في موقع السراج عن شهر شعبان المبارك ومواليد الأنوار عليهم السلام للشيخ حبيب الكاظمي: في ختام الحدیث: ما هو الجامع المشترك بين هذه البدور الثلاث؟ هذه الایام الحدیث عن هذه الأقمار الطاهرة الجامع المشترك بینها اخواني العبودیة لله عز وجل كن لله عبداً داخراً كن له خاشعاً كن له متذللاً في اليوم الثالث من شعبان تأسی بالامام الصادق علیه السلام، الإمام الصادق في اليوم الثالث من شهر شعبان كان یلهج بدعاء جده الحسین علیه السلام في یوم عاشوراء في میلاده إلهج بما كان یقوله الحسین في یوم عاشوراء كم كان متذللاً، راجع النص اتفاقا هذه العبارة مذكورة في كتاب الدعاء هذا الكتاب الشریف المفاتیح في الیوم الثالث من شهر شعبان اقرأ كما قرأ الصادق علیه السلام هذه المناجات متی قرأها الحسین؟ عندما تكالبت علیها الأعداء من كل صوب، أخذ یناجي ربه شكور اذا شُكرت ذكور اذا ذُكرت قریب الرحمة صادق الوعد الامام أخذ یتكلم ویناجي ربه بهذه المضامین یعني أدعوك ضعیفاً مكروباً كم الامام متذللاً بین یدی الله عزوجل، لفتت نظري العبارة هذه ذكور اذا ذُكرت! اُذكر ربك مرة یذكرك مرات، عبدي تقرب إلي شبراً اُقربك ذراعاً، تقرب إلي ذراعاً اُقربك باعاً، اذاً رب العالمین ذكور اذا ذُكرت اُذكره مرة كم یذكرك، صلوات الله علیه، ختم حیاته الشریفة بالمناجات، انا لا أعلم، لست في مقام استدراج الدمعة يوم فرح وسرور ولكن تخیل كیف كان حال الملائكة في العرش وهي تنظر إلی ذلك القتیل في المیدان یجود بنفسه الجراح ملأت بدنه الشریف ولكن كان یلهج قائلا إلهي رضاً بقضائك وتسلیماً لأمرك، لا معبود سواك یا غیاث المستغیثین، في جوف اللیل یناجي قبل قتال الأعداء یناجي ساعة المقتل یناجي العباس صلوات الله علیه هل تشك أنه كان كأخیه عندما قطعوا یمینه وشماله؟ عندما هوى ذلك اللعین بعمود على رأسه كان غافلا عن ذكر الله؟ ابداً ماذا كان منطقه؟ كلكم یعلم ما كان یرتجزه العباس إني أحامي ابداً عن دیني ثم یقول وعن امام صادق یقیني، اذاً اُحامي ابداً عن دیني العباس عینه علی الدین الحسین عینه علی الدین اصحاب الحسین كذلك اذاً أين التأسي؟ التأسي إجعل همك هذا أن تحامي ابداً عن دینك إجعل هذه الدنیا قنطرة كل لحظات حیاتك املأها بما یوجب لك زاداً لآخرتك.

عن تفسير الميسر: قوله تعالى “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ” (يونس 5) وَالْقَمَرَ: وَ حرف عطف، الْ اداة تعريف قَمَرَ اسم. لله هو الذي جعل الشمس ضياء، وجعل القمر نورًا، وقدَّر القمر منازل، فبالشمس تعرف الأيام، وبالقمر تعرف الشهور والأعوام، ما خلق الله تعالى الشمس والقمر إلا لحكمة عظيمة، ودلالة على كمال قدرة الله وعلمه، يبيِّن الحجج والأدلة لقوم يعلمون الحكمة في إبداع الخلق. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ” (يونس 5) “هو الذي جعل الشمس ضياءً” ذات ضياء، أي نور “والقمر نورا وقدره” من حيث سيره “منازل” ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر، ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوما، أو ليلة إن كان تسعة وعشرين يوما  “لتعلموا” بذلك “عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك” المذكور “إلا بالحق” لا عبثا تعالى عن ذلك، “يفصل” بالياء والنون يبين “الآيات لقوم يعلمون” يتدبرون.

عن القمر قال الله عز وجل في آيات قرآنية عديدة منها”أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” ﴿لقمان 29﴾، “يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ” ﴿فاطر 13﴾، و “وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” ﴿يس 39﴾، و “لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” ﴿يس 40﴾، و “خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ” ﴿الزمر 5﴾، و “وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” ﴿فصلت 37﴾، و”اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ” ﴿القمر 1﴾، و”الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ” ﴿الرحمن 5﴾، و “وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا” ﴿نوح 16﴾، و”كَلَّا وَالْقَمَرِ” ﴿المدثر 32﴾، و”وَخَسَفَ الْقَمَرُ” ﴿القيامة 8﴾، و”وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ” ﴿القيامة 9﴾، و”وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ” ﴿الإنشقاق 18﴾، و”وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا” ﴿الشمس 2﴾.

جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ” (يونس 5) يل: ان الضياء والنور كلمتان مترادفتان تعبّر ان عن معنى واحد. وقيل: ان معنى كل يختلف عن معنى الأخرى، فكلمة الضوء تدل على ما كان نوره ذاتيا، وليس مستمدا من غيره كضوء الشمس، وكلمة النور تدل على ما كان نوره مكتسبا من الغير كنور القمر، فإنه مكتسب من الشمس.. ويلاحظ بأن الآية لم ترد لبيان شيء من ذلك، وانما القصد التنبيه على وحدانية اللَّه وقدرته، تماما كالآية التي بعدها بلا فاصل، وان الحكمة من كوكب الشمس والقمر ما أشار إليه بقوله: “وقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ والْحِسابَ”. الضمير في قدره يعود إلى القمر، والمعنى ان اللَّه سبحانه جعل للقمر منازل ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، تماما كغيره من سنن الطبيعة، والقصد من هذا الثبات هوضبط الأوقات الذي لا تتم الحياة الا به، وتكلمنا عن ذلك عند تفسير الآية 36 من سورة التوبة والآية 96 من سورة الأنعام. “ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”. لقد فصل سبحانه آيات الكون خلقا وإيجادا، وشرحا وبيانا ليتدبرها كل من وهبه اللَّه الاستعداد للتأمل والتعقل الذي يؤدي إلى الايمان باللَّه وقدرته وحكمته. وسبق أكثر من مرة انه جل وعز يسند إليه الظواهر الكونية، والتغيرات الجارية على سننها الطبيعية، يسندها إليه من باب اسناد الفعل إلى سببه الأول الكامن وراء الظواهر، ليبقى الإنسان دائما على تذكّر من الخالق المتصرف في الكون.

الشمس بضيائها أكثر وضوحا لحساب الأيام كون اليوم يبدأ بشروق الشمس وينتهي بشروق الشمس في اليوم التالي. والقمر يتضح فيه بداية الشهر ونهايته فيبدأ برؤية الهلال وينتهي برؤية الهلال للشهر التالي، وبالنتيجة تحسب السنة التي تعادل 12 شهرا، والشهر نحو 30 يوما كما قال الله تعالى “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” (يونس 5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *