مشادة بين رئيس البرلمان ونائبه

نعيم الخفاجي

مشاكل العراق طائفية قومية ولدت مع ولادة العراق الحديثة عام ١٩٢١، بل هذه الصراعات أقدم من ولادة العراق الحديث، ولها جذور تاريخية منذ أكثر من ١٢٠٠ سنة، والذي ينكر ذلك فهو إما غبي ساذج، أو أنه من احد أطراف النزاع يضمر بداخل نفسه أحقاد دينية ومذهبية وقومية، لتحقيق غاياته واهدافه المذهبية والقومية العنصرية.

اجمع الكتاب العرب شيعة وسنة على الكذب لإخفاء الحقائق التي تثبت أن مشاكل العراق طائفية قومية بالدرجة الاولى، الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم عمل أعظم ثورة تحرر،  حرر شعب العراق من العبودية، وهزم المشاريع الاستعمارية، النتيجة السنة وقفوا ضده لأنهم يعلمون  أن عبدالكريم قاسم وإن كان من أب سني  وأم  شيعية، لكن  هواه مع أبناء الشيعة، لذلك وقفوا ضده، وهرول الكثير من المغفلين الشيعة للاساءة الى عبدالكريم قاسم، النتيجة قتلوه سنة العراق وقبلوا أن يحكمهم صدام الجرذ الهالك، والذي قتل المئات من رموزهم السنية، لكن بما ان صدام قتل ملايين الشيعة والأكراد فهم يقفون معه ضد أبناء وطنهم من الشيعة والاكراد هذا هو الواقع.

انا شخصيا لا يوجد عندي  خلاف شخصي بيني وبين صدام لكنني  عارضته بسبب طائفيته وطائفية أبناء قومه من قادة الجيش وقادة البعث، لذلك فضلت الهجرة القسرية عن بلدي العراق.

اقسم بالله كان معنا ضباط من الشرقاط من دورات دمج البعث، أحدهم اسمه أحمد محمود جاسم الجبوري كان يتقصد في شتم فاطمة الزهراء عليها السلام ليغيضنا.

عمليات  اعتقال مئات آلاف الشباب من الشيعة واعدامهم دون سبب، أكثر من ٩٩% من الشباب الشيعة الذين اعتقلوا لايستحقون عقوبة سجن اسبوع وليس سجن مدى الحياة والاعدام، لكن نظام صدام الجرذ طائفي فهو يعدم الشباب والأطفال والنساء من الشيعة والاكراد لأسباب طائفية قومية واضحة، وبحجج واهية.

سقط نظام حكم صدام الجرذ وترك لنا أكثر من ثلاثمائة مقبرة جماعية ليومنا هذا لم يتم فتحها، وانصار صدام الجرذ من بقايا دولة البعث الساقطة فجروا آلاف المفخخات لقتل اكبر عدد من أبناء الشيعة العراقيين في سنوات إرهابهم  الطويلة.

يفترض في ساسة المكون الشيعي العراقي يفكرون بواقعية، ويوجدون طرق جديدة لحكم العراق الجديد تقطع الطريق مرة ثانية على أي  قوة طائفية تريد تضطهد الشيعة بالمستقبل، لكن ابتلي شيعة العراق بوصول ساسة انانيين اجلاف يفكرون بمكاسبهم الشخصية ولايهمم دماء ومكتسبات ورفاهية أبناء مكونهم الشيعي، تراهم أصبح الكثير منهم يعرف ويعلم أن غالبية ساسة المكون السني مرتبطين مع المجاميع الارهابية، ويستغلون مناصبهم الحكومية في نقل صورة سيئة لأمريكا والغرب والى الدول العربانية  مشوهة عن الوضع العراقي.

جربنا محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي في حكومة السيد نوري المالكي، وحدث انفجار سيارة مفخخة في كراج بيت السيد رئيس البرلمان المشهداني بوقتها، وتم نشر خبر في موقع صوت العراق وموقع عراقنا بوقتها وفي العديد من المواقع الخيرية، تقول المواقع الخبرية،  أن السيارة المفخخة كانت معدة لاستهداف السيد رئيس الوزراء نوري المالكي.

ذهب محمود المشهداني للحج وعاد للعراق واستقال، قيل انه اجتمع مع ربعه الدعاة الوهابية وقالوا له مثلك لايمكن أن يقبل يشغل منصب رئيس البرلمان مع حكومة الشيعة الروافض.

من الغباء، أن القوى الشيعية طيلة أكثر من ٢٢ سنة بعد سقوط نظام صدام الجرذ الهالك، عجزوا عن إيجاد شريك سني شريف يؤمن في العملية السياسية، ذهب ساسة الأحزاب الشيعية للتوسل في محمود المشهداني لكي يصبح رئيس للبرلمان وقاموا في اقالة محمد الحلبوسي، بل قرأت لكتاب شيعة إسلاميين احتفلوا في تنصيب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان، حتى بوقتها التقيت في جمع متدين شيعة في كوبنهاكن سمعت أشكال وألوان المديح للسيد  محمود المشهداني انا قلت لهم يبقى محمود المشهداني شريك غير مضمون.

 أمس  الثلاثاء المصادف يوم الخامس من شهر اب عام ٢٠٢٥، تناقلت وسائل الإعلام بوقوع مشادة كلامية بين رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، ونائبيه الأول محسن المندلاوي، والثاني شاخوان عبد الله، وبعض  الأعضاء تتسبب برفع جلسة اليوم إلى اشعار آخر.

قيل أن سبب الخلاف أن رئيس مجلس النواب ترك الاجتماع وحل محله نائبه، وتم التصويت على  بعض الفقرات على جدول أعمال الجلسة، محمود المشهداني رجع قال لهم نحن السنة أبناء المكون العظيم مايمر أي قانون إلا بموافقتنا نائب شيعي رد عليه، نائب سني هجم على صاحبنا النائب الشيعي تحولت إلى حلبة صراع، تم رفع الجلسة، وكان هدف المشهداني افتعال أزمة لكي يتم رفع الجلسة.

الفيالق الإعلامية البعثية والوهابية على سبيل المثال شرفهم وانسانيتهم تتحرك على قضية مهسا أميني الإيرانية ولايتحرك شرفهم وانساميتهم على آلاف المخطوفات  

من النساء العلويات  في سوريا لغرض الاغتصاب والزواج القسري من الإرهابيين، شرفهم وانسانيتهم ميتة عندما يتم خطف وبيع آلاف الفتيات الايزيديات العراقيات، بل اهدوا منهن إلى انصارهم بحيث مسبية أيزيدية عراقية  أهدت إلى شخص فلسطيني في غزة، والجيش الإسرائيلي حرر السبية الايزيدية العراقية، وجهاز الأمن الوطني العراقي أعلن عن تحرير هذه السبية الشابة الايزيدية العراقية التي كانت مختطفة بغزة.

الشرف والانسانية لدى الفيالق الإعلامية البعثية والوهابية تخضع إلى العامل القومي والديني، اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بمنصة اكس، لم اقرأ اي تغريدة لناشطين سنة عراقيين  انتفض وتحرك ضميره  للمعذبات في سوريا، المجاميع الجولانية السفيانية يوميا،   يتم خطفهن بشكل يومي  وقسراً من الشوارع في مدن الساحل السوري وارياف حمص وحلب.

بينما لاحظت انتفاض عشرات الآلاف من نشطاء  السنة من بعثيين والوهابيين  على مهسا أميني ولعدة أشهر بل ولعدة سنوات، وإذا كانوا يقولون  ان مايحدث في  سوريا شأن داخلي، ايضا مهسه اميني شأن  إيراني  داخلي.

يبدو أن الشرف والانسانية  السنية لدى الكتاب البعثيين الوهابيين السنة، يتحرك حسب هوية الفاعل ونوع الضحية اذا كان الضحايا شيعة علويين واسماعيليين وجعفرية أو من فتيات المسيح والايزيديين والدروز يكون المباركة والتأييد، شرف وضمير البعثية يتحرك على السنة فقط بالعراق وسوريا، أما سنة غزة فهم مع نتنياهو لقتلهم.

نقولها وبمرارة كل الإرهاب والقتل بالعراق ينطلق من منطلقات طائفية ومذهبية وقومية قذرة، الأخ الكاتب الوطني المناضل الشيعي العراقي الصدري الأصيل  الأستاذ عصام حسين كتب التغريدة التالية (‏الجيش العراقي، عندما يكون بقيادة غير سنّية، يكون بالفعل جيشًا وطنيًا يمكن الاعتماد عليه في مواجهة التنظيمات الإرهابية،

خصوصًا أن أغلب هذه التنظيمات تنتمي أيديولوجيًا ومذهبيًا للبيئة السنية المتطرفة.

من الطبيعي أن يتعاطف السني مع السني، كما يتعاطف الشيعي مع الشيعي، وهذه حقيقة بشرية لا تحتاج إلى تزويق.

لذلك، ومع عودة التهديدات الإرهابية إلى أبواب العراق، من الضروري أن تكون قيادة وزارة الدفاع بيد جهة تضرّرت فعلًا من الإرهاب،

فإن لم يكن شيعيًا، فليكن مسيحيًا أو إيزيديًا أو حتى مدنيًا مستقلًا،

أما تسليم هذا المنصب لحساسية طائفية أو توازن سياسي، فهذه مخاطرة أمنية لا يمكن تجاهلها.

وإذا أصرّ البعض على تولية وزير دفاع سنّي،

فقد تكون أولى مهام رئيس الوزراء محمد شياع في هذه الظروف هي خياطة مئات الآلاف من الدشاديش

لتوزيعها على قطعات الجيش، إذا اصبح الأرهاب امراً واقعا داخل حدود العراق..).

انتهى كلام الأستاذ عصام حسين قال كلمة حق بزمن غلب على غالبية ساسة الأحزاب الشيعية العراقية الصمت كأنهم حجارة لا يشاهدون ولايسمعون للأسف.

الكلمات التي تفوه بها رئيس مجلس النواب محمود المشهداني في جلسة الأمس تكشف حقيقة وجود صراع قومي مذهبي مستدام بالعراق ولايمكن تجاوز هذا الصراع دون إيجاد نظام سياسي جديد مبني على الفدرالية دون لغوة وثرثرة، هناك مؤامرات تستهدف المكون الشيعي العراقي بشكل خاص، المطلوب إيجاد آلية جديدة تضمن حقوق أبناء المكون الشيعي والسني والكوردي، بعيدا عن لغة التآمر والتهديد والاستقواء مثل مايفعل غالبية ساسة وأبناء المكون السني البعثي بالاستقواء بنتنياهو واردوغان وعربان الخليج الوهابية، بسبب مواقفي هذه ممنوع من دخول السعودية وبقية دول الخليج، لأنني اقول كلمة الحق،  للأسف قول كلمة الحق،   بات قائلها يتم استهدافه، والشيء المحزن عندما يهاجمك مخلوق وإن كان بشر لكنه بالحقيقة شكله بشر، لكنه من صنف الحيوانات، نعم من المؤلم يعاديك الجبناء من أبناء قومك ويتهموك بأنك متصهين وعميل …..الخ، بعد مضي أكثر من ٢٢ سنة على سقوط نظام صدام الجرذ ولم يجد ساسة الأحزاب الشيعية شركاء  سنة شرفاء  يؤمنون  بالعملية السياسية، يفترض التوقف عند هذه النقطة والعمل على إيجاد طريقة جديد لحكم العراق، تضمن مشاركة جميع المكونات دون إقصاء وتهميش، تبقى الفدرالية وإقامة إقليم وسط وجنوب هو الحل الأمثل لإنهاء الصراعات القومية والمذهبية بالعراق،   مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

6/8/2025