ملف الهول…

باقر جبر الزبيدي

إنطلقت عملية نقل 240 عائلة من مخيم الهول السوري باتجاه مخيم الجدعة جنوب الموصل.

هذه العوائل تضم ما يقارب 850 فردا من عوائل مقاتلي التنظيم وهم يشكلون سلسلة من الدفعات التي عادت خلال الأشهر الماضية.

النقطة المهمة في عدد كبير من العائدين من مخيم الهول أن أغلبهم لا يملكون وثائق رسمية بعد أن تخلصوا منها بناءاً على أوامر التنظيم وهو مايعني أنه يجب الاعتماد على ما يقوله بعضهم في وقت إن هناك العديد من الأفراد ولدوا في المخيم وبعضهم مجهول النسب مما يخلق إشكالية كبيرة في المستقبل.

الهول يشكل نقطة سوداء كبيرة في أمن المنطقة ورغم تراجع عدد سكانه فإن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الخلايا النائمة بل في الفكر المتشدد الذي يترسخ في أذهان الأطفال والنساء وهو ما يحتاج إلى عمل مكثف في سبيل نزع الأفكار المتطرفة عنهم.

العراق هو الدولة الوحيدة التي تعاملت مع ملف مخيم الهول بشكل مباشر وفضّلت بقية الدول خصوصا الأوربية عدم استعادة مواطنيها وهو ما يجعل خطر الهول قائم لاسيما أن تنظيم داعش استعاد قوته في سوريا وعاد عدد كبير من سكنة الهول السوريين إلى مناطقهم دون تدقيق أمني بل إن بعضهم عاد لينظم من جديد إلى داعش أو فصائل أخرى خصوصا مع تنامي الخطاب الإرهابي في الداخل السوري.

ملف العائدين من الهول لابد أن يعالج بحكمة وأن لاتضيع حقوق الشهداء والعوائل التي تضررت بسبب داعش والأهم أن يتم إبعاد هذا الملف عن أي ضغوط سياسية حتى لا تعود ورقة الإرهاب السوداء إلى البلاد.

باقر جبر الزبيدي

8 كانون الاول 2025