يناير 19, 2025

الأديان بعقائدها متشابهة وتستخدم ذات المفردات الدالة على السماحة والرحمة والرأفة والأخوة البشرية , والمشكلة في المنتمين إليها , الذين تدينوا على هواهم , ووفقا لمعطيات تأويلاتهم وتفسيراتهم , وإتباعهم لأشخاص أضفوا عليهم القدسية وصاروا تبعاً لهم , فيؤمنون بهم , ويحسبونهم نواب ربهم الذي يعبدون , وبهم إليه يتقربون ويتزلفون.

وعلى مر العصور ما خلت الأديان من اللعبة المأساوية , التي يتحول فيها البشر إلى قطيع خاضع لإرادة شخص أوهمهم بأنه صاحب سلطة إلهية.

ويبدو أن موضوع القِوى الفائقة متعارف عليه منذ الأزل , فلكي تسيطر على مجموعة من البشر عليك إدّعاء امتلاك القدرات الخارقة , ولديك التفويض المطلق من رب الأكوان أيا كان اسمه ووصفه.

وفي الحضارات القديمة شواهد على هذه النمطية التفاعلية , القاضية بإخضاع الناس لإرادة فردية. فكانت الآلهة تحكم , وأنصافها وما يمت بصلة إليها بأساليب متنوعة.

فالادعاءات الدينية تخاطب العواطف والمشاعر , وتترسخ بتفاعلات دامية مقرونة بأحداث هائلة , لها القدرة على توطين ما تدّعيه في الأعماق البشرية الخفية , فيتحول أصحابها إلى كينونات متحركة , وفقا لضغوطات رؤاها وتصوراتها المرهونة بالعواطف والانفعالات الحامية.

وما نسميه بالتطرف والغلو المبني على دوغماتية صارمة , ترفع رايات ديني هو الدين , وغيره عدو الدين ولا يستحق الحياة , سلوكيات مسيطرة على المدارك والأحاسيس , ومعتقلة للرؤية في أوعيتها الحندسية الشنعاء.

ويبدو أن مجتمعات الأمة مصابة بداء الأدينه الذي شلّ قدراتها , وأعاق تقدمها وإنطلاقها وفقا لمعطيات مكانها وزمانها , وحوّلها إلى تابع مستضعف , في عصر تنطلق فيه الأمم والشعوب نحو آفاق متجددة في فضاءات الإبتكار والإبداع الأصيل.

فهل من عودة إلى جوهر الدين الإستنهاضي , المعبر عن مفردات يعقلون ويتفكرون , والذي أخرج الأمة من الظلمات إلى النور الحضاري المبين؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *