الكاتب : فاضل حسن شريف
عندما دخل الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم المدينة في هجرته من مكة اقر لليهود بحرية التدين “لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ” (الكافرون 6) و”فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ” (الشورى 48). وكان مدافعا عن المدينة للذين يهاجمونه من الجنوب والشمال وليس هو المهاجم كما يفعل الأن من يرفعون اسمه نفاقا في اعلامهم عند استباحتهم المدن والاراضي ويقتلون من يعارضهم الرأي والاقليات التي لا تنتمي لاعتقادهم”لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ” (البقرة 256). والله تعالى نهى الذين يقاتلون من لا يقاتلهم وغير المعتدين “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” (الممتحنة 8).
تكملة للحلقة السابقة من رسالة ماجستير للسيد الطاهر بن احمد (2010) عن الاقليات: – الأقلية العرقية “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَة ” (هود 118): وهي مجموعة سكانية “رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ” (آل عمران 9) تختلف عن بقية السكان على أساس صفات بيولوجية كلون البشرة “قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا” (البقرة 69)، أو لون العينين “يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ” (آل عمران 13)، الشعر أو طول القامة، فهذه الجماعة تشعر بأنها تنحدر من أصل”كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَة” (البقرة 213) أو عرق معين، ومن ثم فإنها تتميز بما تمتلكه من خصائص طبيعية موروثة. فمصطلح العرق”بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ” (المائدة 18) يقتصر على توصيف الخصائص البيولوجية طبيعياً، والتي تتأصل في عرق معين كما هو حال صفات الجنس الآري بألمانيا، والجنس الأصفر وغيرها. – الأقلية الإثنية: وهي الجماعة التي تشترك في خصائص ثقافية معينة مثل اللغة أو الدين “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ” (البقرة 256)، وهي تختلف عن الجماعات الأخرى التي تقوم على خصائص طبيعية غير قابلة للتغيير، وترتبط تلك الخصائص بالقدرات، أو الكفاءات الذهنية أو العقلية “لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” (البقرة 164)، وغيرها من القدرات العضوية التي يمكن تحديدها اجتماعياً على أساس ثقافي. وكلمة اثني أشمل من العرق وعلى هذا الأساس استبدلت اللجنة الفرعية لمنع التمييز وحماية الأقليات في دورتها الثالثة سنة 1950م، مصطلح عرقية بمصطلح اثنيه على اعتبار أن المصطلح أوسع في الإشارة إلى كل الخصائص البيولوجية والثقافية والتاريخية في أن المصطلح الأول يقتصر على الخصائص الطبيعية المتأصلة في عرق معين “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَة ” (النساء 1).
جاء في موقع اليوم السابع عن الصيام فى الحضارات والأديان الأيزيديون يصومون صيفا وشتاءً للكاتب محمد عبد الرحمن: حل شهر رمضان المبارك على الدول العربية والإسلامية المختلفة، حيث يؤدى المسلمون حول العالم فريضة الصيام، إحدى أركان الإسلام الخمس، لكن طقس الصيام يعتبر قديماً جداً ويعود بالطبع إلى زمن سبق ظهور الإسلام، فمارست العديد من الحضارات القديمة والأديان المختلفة العديد من طقوس الصيام بهدف التقرب من الآلهة ونيل رضاها وشكرها، ومنهم أتباع الديانة الإيزيدية. والديانة الإيزيدية هي ديانة عرقية توحيدية من الديانات الإيرانية الغربية، لغة الإيزيديون هى الكرمانجية ويأمن متبعو الديانة اليزيدية بوحدانية الله الواحد الأحد خالق كل شىء وكذلك يقدس أتباع الديانة اليزيدية الملائكة، وبحسب معتقداتهم فزعيم الملائكة هو الملك الطاووس والذى يعد أحد الرموز الرئيسية فى الديانة اليزيدية، وتنتشر الديانة اليزيدية بشكل مباشر فى العراق وسوريا. هناك صوم إيزى، وهو فريضة على كل الإيزيديين بمختلف طبقاتهم، ويمتد لثلاثة أيام في منتصف شهر 12 من كل عام، ويبدأ يوم الثلاثاء، وينتهى صباح الجمعة، ويكون ذلك اليوم يوم عيد، بحسب تقويمهم، ويسبق التقويم الأيزيدى التقويم الشمسى مدة 11 يوماً، و يسبق الأخير التقويم الغربى بـ13 يوماً. أما الصوم الثانى “فهو صوم يقتصر فقط على رجال الدين الذين فرض عليهم صوم أربعين يوماً فى الصيف وأربعين يوماً فى الشتاء”، بحسب رئيس القوالين. يلى صوم أربعينية الصيف عيد يسمى العيد الكبير أو عيد جيل هافين، ويتجه فيه رجال الدين بمختلف رتبهم إلى لالش لأداء الصلاة والطقوس، في بداية أغسطس من كل عام، وعلى المنوال ذاته، يلي أربعينية الشتاء أيضاً عيد احتفالى بانتهاء الشتاء القارس، فى الأيام الأخيرة من شهر يناير كل عام. وتشبه طقوس الصوم الإيزيدى طقوس صوم شهر رمضان لدى المسلمين، إذ تتبع حركة شروق الشمس وغروبها، حيث ينهض صائم الأربعين المتصوف من النوم في وقت السحور، ويصادف بين الثالثة والنصف والرابعة فجراً صيفاً فى العراق، ويغسل وجهه ويصلى الفجر ويتناول السحور، ويبقى فى خلوة أو مكان معزول مخصص للعبادة طول الأيام الأربعين، حيث يؤدى صلوات وأدعية وتراتيل وطقوساً دينية خاصة، ويستمر بذلك حتى غروب الشمس، حين يغسل وجهه مع الغروب، ويتناول الفطور”.