ديسمبر 7, 2024
462566952_920077740186980_7832966170494675274_n

الكاتب : عماد ياسين الزهيري

١.مصطلح الجيوسياسية  (Geopolitics) يشير إلى تأثير العوامل الجغرافية، مثل الموقع الجغرافي والموارد الطبيعية، على السياسة الدولية والعلاقات بين الدول. يحاول فهم كيف تؤثر هذه العوامل على القرارات السياسية والاستراتيجية للدول وتفاعلها مع بعضها البعض وظهر المصطلح لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر، وتحديدًا عام 1899، من قِبَل الجغرافي السويدي رودولف كيلين واستند كيلين إلى أعمال سابقة مثل نظريات فريدريك راتزل عن (الجغرافيا السياسية)لكنه طور مفهومًا أشمل يدمج بين الجغرافيا والسياسة لاستكشاف طموحات الدول من حيث التوسع والنفوذ

وجذب هذا المفهوم اهتمامًا متزايدًا خلال القرن العشرين، خاصةً في فترة الحربين العالميتين والحرب الباردة، حيث أصبحت الجغرافيا السياسية أداة مهمة لتحليل الصراعات العالمية وأهداف القوى العظمى.

المصالح الحيوية

٢. مصطلح “المصالح الحيوية للدول يشير إلى الأهداف الأساسية أو القضايا التي تعتبرها الدول أساسية لبقائها وأمنها وازدهارها بحيث تسعى للحفاظ عليها أو تحقيقها بكافة الوسائل المتاحة بما فيها الدبلوماسية أو القوة العسكرية إن لزم الأمر وتشمل المصالح الحيوية عناصر مثل (الأمن القومي من خلال حماية حدود الدولة وسلامة مواطنيها ،الاقتصاد من خلال تأمين مصادر الطاقة والموارد الطبيعية، وضمان تدفق التجارة ،التأثير السياسي من خلال الحفاظ على النفوذ في المناطق الجغرافية الهامة أو بين الحلفاء الاستراتيجيين.

و ظهر مفهوم المصالح الحيوية للدول منذ فترة طويلة في التاريخ إلا أن استخدامه كتعريف واضح تطور بشكل أكبر في القرن العشرين مع توسع الأدبيات في السياسة الدولية وخصوصًا أثناء فترة الحرب الباردة ولم يُنسب المصطلح إلى شخص بعينه بل جاء كتطور طبيعي في أدبيات العلاقات الدولية ومع ذلك فإن العديد من المفكرين مثل هانز مورغنثاو في كتابه (السياسة بين الأمم 1948)ساهموا في توضيح أهمية المصالح الحيوية كجزء من النظريات الواقعية في العلاقات الدولية.

٣.العراق وموقعه الجيوسياسي كبوابة شرقية للوطن العربي وقلب جغرافي للامة الاسلامية مع ما يملك من مصادر الطاقة كاحتياطيات ضخمة بالإضافة الى تنوعه القومي والديني والطائفي والذي يعتبر مصدر قوة في نظر عشاق نظرية الدولة المركزية كما ان هنالك اعتبارات دينية وتأريخية في حال تفعيلها ببرامج ومشاريع سياسية مدعومة  ببرو غانده وطنية عابرة واهما ان العراق يعتبر مركز التشيع الاسلامي وحاضرته النجف وكذلك يعتبر مركز التصوف ومن خلال مرقدي عبد القادر الكيلاني في بغداد والرفاعي في الناصرية ويعتبر مركز العالم السني من خلال وجود مراقد ومدارس ابو حنيفه النعمان واحمد بن حنبل واتباعهم وجميع هذه المراكز فقدها العراق الى حساب بعض الدول المنافسة بسبب السياسيات الخاطئة بعد ثورة عام ١٩٦٨ كما خسرت الكنيسة البيزنطية الأرثدوكسية امام كنيسة  روما والفاتيكان حيث اصبح الازهر في مصر والمرجعيات السلفية في المملكة العربية السعودية وريثا لمركز العالم السني في بغداد وكذلك بدأت حوزة قم ومشهد وحوزات اخرى بمنافسة النجف على زعامتها العلمية بالرغم من مقاومة النجف علميا من حيث انتاج المراجع والمؤلفات  لحد الان

٤.واعتقد من خلال رؤية استراتيجية وطنية مدعومة بمشاريع على المستويات الثلاثة ( القريب والمتوسط والبعيد ) يمكن للعراق من اعادة انتاج نفسه جيوسياسيا وتوسيع اطار مصالحه الحيوية وتثبيت هذه الاهداف ضمن برامج الحكومات بالتعاقب على الرغم من اختلافاتهم السياسية والايدلوجية حيث يصبح العراق ومصالحه الحيوية ووحدته وقوته في مقدمة اهتمامات الدولة ومؤسساتها والزام الحكومات بتنفيذ تلك المشاريع سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا

وقد تكون خطوة بالاتجاه الصحيح لاعادة سيادة العراق وكرامته وفرضها واقع حال وعدم التفريط بها في السلم والحرب وفي السراء والضراء مهما كانت التحديات

وكما قال الزعيم الصيني ماو ( مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة)

وحفظ الله العراق وشعبه ووحدته وجيشه العظيم

الفريق ق خ الركن الدكتور

عماد ياسين الزهيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *