الكاتب : نعيم الخفاجي
الحكومات المحترمة تعتمد على اقتصاديات شعوبها، الأمن الغذائي يمثل أولوية مهمة للدول المحترمة بالعالم، كيف يمكن للدول ان تحافظ على امنها، وهي تعتمد في غذائها على صناعات شركات دول استعمارية، لاتريد الخير لشعوب العالم الثالث الفقيرة.
المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي قال لاتوجد دولة فقيرة ودولة غنية، إنما توجد دولة فاشلة لاتستطيع استغلال مواردها بالشكل الصحيح.
العراق يملك أرض خصبة، لديه نهرين عظيمين، وهما نهر دجلة ونهر الفرات، لكن المصيبة بالعراق، هو وجود البترول، بسبب البترول قتل وذبح شعب العراق، وأصبح دولة مستهدفة من الدول الاستعمارية، قبل استقلاله، اتذكر وجدنا مواقع للجيش الروسي في حمرين في بداية ثمانينيات القرن الماضي، سألت آمر الوحدة العسكرية، قلت له كيف وصلت إلى هنا قوات عسكرية روسية؟ اجابني وأنا شمدريني أنت تسأل أسئلة لاتخصني؟، بعد معارضتي لنظام صدام الجرذ، درست الاعلام، ووجدت ذات مرة كتاب أطروحة دكتوراه إلى شخص أمريكي اسمه هنري فوستر، اسم اطروحته نشأة العراق الحديث، صدرت من جامعة لندن عام ١٩٣٢، وسارد كل القصص ومنها سبب وجود قوات روسية في تلول حمرين، تبين الإخوة الاوروبيين والروس انظارهم متجهة من القرن السابع عشر ميلادي على كركوك لوجود آبار نفط تفجرت من تلقاء نفسها، وسلفنا الصالح اكتشفوا طريقة بوضع قليل من النفط في أواني فخارية ويضعون بها خيوط مصنوعة من القطن وتغلق بعجينة، ويستعملونها للانارة بالليل في بيوتهم.
تبين الاوروبيين عاملين مسح شامل للأراضي الشرق اوسطية، وأمير المؤمنين الخليفة العثماني نائم ورجليه بالشمس، الانكى من ذلك، دول الاستعمار الغربي يرسلون فرق استكشاف للعراق والشام والجزيرة العربية بحجة البحث عن أنساب القبائل العربية، قبل مايقارب عقد من الزمان بحثت عن أصل عائلتي، كما هو معروف، الأتراك العثمانيين عملوا تحالفات قبلية مثل طريقة وجبة الطعام الإيراني الآش، لضرب النسب العربي الاصيل، وأرسلوا ربعهم الأتراك للتشيخ على العرب بالمنطقة العربية بالشام والعراق والجزيرة العربية وشمال افريقيا، نساب لقبيلة كان ضابط أمن بحقبة صدام الجرذ وبعد سقوط نظام البعث أصبح نساب للضحك على عقول البسطاء، دخل بمهاترة معي واحتج عليٌ بكتاب لنساب ألماني اسمه إرك هههههه تصوروا أين وصل الجهل، يتم ترك أقوال الاهل والاباء والاجداد ويحتج علينا بكلام ضابط مخابرات ألماني، كان يخطط لاسقاط الدولة العثمانية، وسرقة ثروات شعوبنا.
طيلة أكثر من قرن من نشأة الدولة العراقية، لم ينعم شعب العراق بالسلام، بسبب وجود البترول والموارد الطبيعية، سلطوا علينا أقذر الأنظمة وخاصة نظام البعثيين الأرذال بقيادة صدام جرذ العوجة الهالك، الذي دمر الزراعة، العراق كان يملك ٣٣ مليون نخلة، دمرها وحرقها وعندما سقط نظام صدام الجرذ لم يبقى بالعراق سوى تسع ملايين نخلة، وغالبيتهم مزروعات بخمسينيات القرن الماضي.
بعد سقوط نظام البعث، تم فتح ابواب الإرهاب من بقيا مؤسسة أجهزة صدام الأمنية والعسكرية ومعهم المجاميع الوهابية التكفيرية، بمساعدة من الدولة التي احتلت العراق وبفتاوى خليجية وهابية، وأسقطت نظام صدام بسبب رفض الساسة الجدد من بعض الشيعة تنفيذ تفاهمات المعارضة العراقية السابقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
الساسة الجدد رفضوا التفاهمات وعجزوا عن إيجاد بديل افضل، النتيجة تم تفجير عشرات آلاف المفخخات والعبوات الناسفة، وابادة الاقليات الشيعية والمسيحية والايزيدية بمناطق اكثريات المكون العربي والتركماني السني، في الموصل وفي جنوب وغرب كركوك، واجزاء من محافظة صلاح الدين وديالى وحزام بغداد، وتهجير الاقلية الشيعية من كل محافظة الانبار بعام ٢٠٠٤.
أموال الدولة العراقية ذهبت للعسكر والسلاح والصحوات ومجالس الإسناد …..الخ، لم تصرف الأموال في بناء البنى التحتية والزراعة، إلى أن نفذ البعثيون مؤامرتهم بالتعاون مع داعش عام ٢٠١٤ المرجعية تصدت لهم بفتوى الجهاد الكفائي، وتم هزيمة القوى التكفيرية، في حرب اوكرانيا حدث زيادة في أسعار البترول، الحكومة العراقية خصصت جزأ من الأموال في شراء محاصيل الحنطة من الفلاحين، وحدث انتعاش، لكن يفترض بالحكومة العراقية تدعم الزراعة بشكل كبير ورئيسي، من خلال اكثار فسائل النخيل وأشجار الزيتون، حدثت زيادة كبيرة في إعداد النخيل، بفضل المواطنين العراقيين وليس بفضل الدولة العراقية، قبل عشر سنوات فكر شاب من أهالي مدينة الحلة اسمه المهندس بشير المسعودي في إقامة مشتل صغير لبيع فسائل نخيل نوعيات جيدة، سافر لدول الخليج، قام في استيراد فسائل نخيل لصنف المجهول والبرحي، بعدها طور نفسه وأسس شركة البشير العالمية لإكثار النخيل وتصدير التمور لخارج العراق، بجهده الخاص، استطاع بشير المسعودي بيع مئات آلاف الفسائل من الأصناف الجيدة.
بالتأكيد هناك من قام في فتح مشاتل لبيع الفساىل النسيجية وتم فتح شركة المنصوري بالبصرة ومشتل الربيعي في ديالى، وهذا أيضا تطور جيد، الغاية هو اكثار النخيل بالعراق، الحكومة سهلت عمليات الاستيراد، إلى المستوردين، سعر مختبر إنتاج الفسائل النسيجية، والذي ينتج سنويا مليون قسيلة، سعر المختبر الفرنسي مابين خمسة إلى سبعة ملايين دولار فقط، يشغل خمسة آلاف عامل وفني، الأخ بشير المسعودي وبقية أصحاب المشاتل العراقية الخاصة، يستوردون سنويا في عشرات ملايين الدولارات، من دول الخليج، كان يفترض بالدولة الدخول بشراكة مع الاستاذ بشير المسعودي في شراء مختبر فرنسي لإنتاج الفسائل النسيجية، عندها تصبح أسعار بيع الفسائل رخيصة والجميع يستفيد من ذلك.
الحكومات العراقية لديهم عائدات البترول، فهم لايهمهم دعم الزراعة والصناعة، ربما تأتيهم تهديدات من الدول الاستعمارية بعدم دعم الزراعة والصناعة لنبقى سوق استهلاكية لمنتجات الشركات الصناعية الغربية.
أرض العراق وبالذات الجنوب والفرات الاوسط تصلح لزراعة الزيتون، تبين ان أشجار الزيتون لاتحب مياه كثيرة، إنما تحتاج ثلاث مرات سقي طوال السنة، وإذا تم سقي أشجار الزيتون بكثرة، لا تنتج أشجار الزيتون ثمر، ورأيت ذلك عند ابن خالي، زرع شجرة زيتون بحديقة منزله، اثمرت ثلاث سنوات، وتوقفت، وقام بقلعها، تبين ان أشجار الزيتون لاتريد سقي متواصل، أسعار البترول ولله الحمد بطريقها إلى الانخفاض، لم تبقى سوى الصين والهند يشترون بترول دول الخليج والعراق وإيران وروسيا، الصين والهند يتجهون نحو الطاقة البديلة، بسرعة كبيرة، ربما خلال الخمس سنوات القادمة توقف الصين والهند شراء البترول.
مصر دولة لاتملك بترول ولا غاز، وأن وجد غاز فهو لايكفي سد حاجة مصر المحلية، لذلك مصر اتجهت نحو زراعة النخيل والزيتون والحمضيات، مصر أصبحت الدولة الأولى بالنخيل وفي طريقها للصدارة بعدد أشجار الزيتون، أسواق أوروبا ممتلئة في التمور والفواكه المصرية، الرئيس المصري السيسي جعل من الجيش المصري جيوش من الفلاحين لزراعة صحاري مصر بشكل عام و صحاري سيناء بشكل خاص.
الرئيس التركي أردوغان ورغم سقوط العملة التركية، لكنه اهتم بالزراعة والصناعة، وأصبحت تركيا من الدول الأولى بالعالم في إنتاج المحاصيل الزراعية، الزيتون التركي غزا الأسواق الأوروبية، الفستق واللوز والجوز والكاجو والبلوط والبندق التركي بات مسيطر على أسواق أوروبا والعالم.
أردوغان يبيع للعراق سنويا معجون طماطم بقدر ٣٠٠ مليون دولار ههههه والله اتذكر والدتي رحمها الله، ببداية السبعينيات من القرن الماضي كانت تصنع معجون في بيتنا، اتذكر كانت تجفف طماطم، في أوروبا تباع بالسوبر ماركت الطماطم المجففة؟ ويشتروها الاوروبيون بشكل كبير وبأسعار جدا غالية.
الأردن الدولة الفقيرة خطت خلال العشر سنوات الماضية نحو زراعة النخيل، زرعوا بمساعدة إسرائيل نصف مليون نخلة مجهول في وادي عربة، ووصلت تمور الأردن إلى الدنمارك واوروبا، الأردن قامت في توزيع ملايين شتلات الزيتون للفلاحين، واصبحت الأردن ثالث دولة بعد إسبانيا واليونان في إنتاج الزيتون.
قرأت بيان إلى وزارة الزراعة العراقية اخيرا، ان عدد أشجار النخيل في العراق، يصل خلال الأعوام المقبلة، إلى 30 مليونا، بما يعيد مكانته في الأسواق العالمية كأكبر مصدر للتمور، طرق الزراعة تغيرت بالعالم دول عربية، لم يكن لديهم سابقا نخيل، مثل الإمارات والأردن ومصر، قاموا في زراعة النخيل واصبحت مصر الأولى على مستوى العالم، بل اعتمدت مصر والإمارات والأردن على برامج لزراعة الأصناف التي تطول مدة إنتاجها، لتبدأ من أيلول وتصل إلى تشرين الثاني، للاستفادة من الأسعار المرتفعة للتمور، بل يوجد نخيل يزرع في بلوشستان الباكستانية يثمر في فصل الشتاء، والمفارقة العجيبة كان بمنطقتنا بستان يملكه الحاج عبدالامير بقال باشا من أهالي قضاء الحي بمنطقة العقابية، توجد به نخلتين بسبعينيات القرن الماضي، يثمرن بفصل الشتاء، ولم يقوم اي احد في اكثارهن، لأن الناس تجهل وجود نخيل يثمر بفصل الشتاء، عندما تم ضبط صدام الجرذ بحفرة الجرذان كثر حديث الاغبياء كيف تم اعتقال صدام وتوجد نخلة بها خلال اصفر وهذا دليل ان الصور قديمة…إلخ من الهراء، تبين وجود نخيل لدى صدام مستورده من بلوشتستان يثمر بالشتاء هذه هي الحقيقة.
ياسادة ياكرام هل تعلمون ان سعر كيلو تمر (المجول) في الدول الأوروبية، بعشرين دولارا، وفي أمريكا في أربعون دولار، رغم أمريكا دولة مصدرة للتمور.
توجد نشاطات إلى السيد وزير الزراعة العراقي، الدكتور عباس جبر المالكي، وسبق ان صرح في حديث لصحيفة الصباح: إن الوزارة وإدراكا منها لأهمية أشجار النخيل والتمور التي اشتهر بها العراق منذ القدم كصاحب أكبرعدد من النخيل في العالم، اعتمدت خطة عمل ستراتيجية وصفها بالطموحة لتأهيل بساتين النخيل التي تضررت خلال العقود الماضية، باعتماد إكثار فسائلها بالزراعة النسيجية التي قطعت فيها الوزارة أشواطا
متقدمة.
فهل استورد السيد الوزير مختبرات فرنسية من المختبرات الكبيرة، التي تنتج سنويا مليون فسيلة نخيل ونحن كعراقيين لانعلم بوجودها، في رئاسة السيد نوري المالكي، قالوا له، نريد نستورد مختبرات اكثار نخيل نسيجي، ووافق لهم، لكن الفاسدين اشتروا مختبرات تعليمية لجامعة البصرة والديوانية تنتج ٣٠٠٠ فسيلة بالسنة الواحدة، اكيد سرقوا الاموال، وبدل استيراد مختبر نسيجي كبير، استوردوا مختبر تعليمي ههههه شر البلية مايضحك، مسؤولين وساسة الكثير منهم يسرق ويخرب لأسباب مذهبية، غايتهم تشويه وتقبيح كل جميل ان وجد الجميل بعد سقوط نظام جرذهم صدام القذر.
وزارة الموارد المائية تمنع الفلاحين من تشغيل مضخاتهم، إلا وفق ساعات محدودة، ومياهنا تذهب لشط العرب وإلى الخليج دون الاستفادة منها.
العراق دفع مبالغ طائلة لمد أنبوب بترول من البصرة التي تقع على رأس الخليج، إلى العقبة، كلف العراق مبلغ يصل الى ثلاثين مليون دولار، وكان الأولى بالعراق مد أنابيب لنقل المياه من شط العرب قبل ذهاب المياه للخليج، إلى صحاري العراق في غرب الزبير وصحاري غرب الناصرية والسماوة والنجف وكربلاء والديوانية، لتزويد المرشات بالمياه وعدم استنزاف المياه الجوفية والتي هي ملك إلى الأجيال القادمة.
نسأل الله عز وجل أن تتوقف الصين والهند عن استيراد البترول عندها يضطر الساسة لدعم الزراعة، وعندها تشتغل عقولهم ويفكرون بالاستفادة من كل قطرة مياه، وياليت طيب أردوغان يقلل كميات المياه أكثر فأكثر، حتى يجبر ساستنا على غلق شط العراق والاستفادة من المياه الصالحة، والكف عن أسلوب تخزين المياه بالعراق مثل ماكان يخزن السومريون المياه، العالم تغير، وتغيرت طرق الزراعة والصناعة.
إنتاج العالم من زيوت زيت الزيتون ٢ مليون طن، حصة اسبانيا ٧٠% والباقي يذهب إلى تركيا واليونان وتونس والمغرب ومصر والاردن، عائدات إسبانيا من الزيتون اصل إلى خمسمائة مليار دولار لدول الاتحاد الأوروبي والعالم.
في استطاعة الحكومة العراقية تستورد مختبرات حديثة لاكثار فسائل النخيل وأشجار الزيتون والرمان، وتوزع الفسائل والأشجار بشكل مجاني إلى الفلاحين، خلال خمس سنوات تنتج أشجار الزيتون والنخيل، وأما أشجار الرمان تثمر خلال ثلاث سنوات فقط.
تصوروا بعام 2021 الاردن صدرت 8.613 ألف طن زيتون إلى أسواق الدول العربية والاوروبية، بحسب تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وبحسب بيان منظمة الفاو صدرت إسبانيا إلى دول العالم زيتون خلال عام 2021 ، ثمانية ملايين ومائتين وست وخمسون طن زيتون، مصر احتلت المرتبة السادسة بإنتاج 976 ألف طن، ثم الجزائر بـ704 آلاف طن، وتونس 700 ألف، وسوريا 566 ألفا، وحلت السعودية بالمرتبة العاشرة عالميا والسادسة عربيا بإنتاج 382 ألف طن، تصوروا حتى السعودية احسن من العراق؟؟؟.
يفترض التسابق والتنافس بين القوى السياسية العراقية يجعلون دعم زراعة النخيل والزيتون ضمن برامجهم الانتخابية، الكثير من الساسة يوزعون هبات مالية او أجهزة موبايل او بطانيات او مسدسات مثل السيد محمد الحلبوسي، وكان يفترض يوزعون فسائل نخيل وأشجار زيتون للمواطنين لكسب ودهم والكف عن قضية وعود التعيينات، ادعموا القطاع الخاص تنتهي البطالة والفقر، وشرعوا قوانين تلزم القطاع الخاص بالتوظيف عندها تنتفي الحاجة للتوظيف في دوائر الدولة، للظاهر الأنظمة العربية غير مسموح لهم في دعم الزراعة والصناعة، لتبقى سوق استهلاكية لمنتجات الشركات الغربية الاستعمارية، يفترض بالحكومة العراقية دعم شركة البشير في استيراد مختبر فرنسي لإنتاج الفسائل النسيجية وربما شركة البشير تعمل مختبر لإنتاج أشجار الزيتون بشكل نسيجي، إشراك القطاع الخاص مع الحكومة خيار جيد ومفيد، شركة البشير بدأت تصدر منتجات عراقية ورأيت بعض من منتجاتها في الأسواق الدنماركية بشكل خاص، رأيت تمور إنتاج مدينة الحلة العراقية تباع بأسواق الدنمارك عليها اسم شركة البشير، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.