الكاتب : فاضل حسن شريف
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا” ﴿الإسراء 7﴾ أي ليهلكوا الذي غلبوا عليه اهلاكا فيقتلوا النفوس ويحرقوا الأموال ويهدموا الابنية ويخربوا البلاد، واحتمل ان يكون ما مصدرية بحذف مضاف وتقدير الكلام: وليتبروا مدة علوهم تتبيرا، والمعنى الأول أقرب إلى الفهم وأوفق بالسياق. والمقايسة بين الوعدين أعني قوله: “وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا” ﴿الإسراء 7﴾ وقولة: “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” (الاسراء 7) يعطى ان الثاني كان أشد على بني إسرائيل وامر وقد كادوا ان يفنوا ويبيدوا فيه عن آخرهم وكفى في ذلك قوله تعالى: “وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا” ﴿الإسراء 7﴾. والمعنى فإذا جاء وعد المرة الآخرة وهي الثانية من الافسادتين بعثناهم ليسوءوا وجوهكم بظهور الحزن والكآبة وبدو الذلة والمسكنة وليدخلوا المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة وليهلكوا الذي غلبوا عليه ويفنوا الذي مروا عليه إهلاكا وافناء.: قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله” (الصف 14) إلخ، أي اتسموا بهذه السمة وداوموا واثبتوا عليها فالآية في معنى الترقي بالنسبة إلى قوله السابق: “هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم” ومآل المعنى: اتجروا بأنفسكم وأموالكم فانصروا الله بالإيمان والجهاد في سبيله ودوموا واثبتوا على نصره. والمراد بنصرتهم لله أن ينصروا نبيه في سلوك السبيل الذي يسلكه إلى الله على بصيرة. قوله تعالى “وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ” ﴿القصص 58﴾ أن تنعمهم بالأموال والأولاد وبطر معيشتهم لا يضمن لهم الأمن من الهلاك حتى يرجحوه على اتباع الهدى فكم من قرية بطرت معيشتها أهلكها الله واستأصلها وورثها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا.
عن الاية “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (البقرة 155) قال الامام الصادق عليه السلام (ان اشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الامثل فالامثل). وعن الامام الصادق عليه السلام كان الحسين مع امه تحمله واخذه النبي وقال (لعن الله قاتلك ولعن الله سالبك واهلك الله المتوازرين عليك وحكم الله بيني وبين من اعان عليك) وقد ذكر الاية الشريفة “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ” (التوبة 111).
جاء في موقع الاتحاد عن حرمة المال العام: الدكتور محمد نبيل غنايم، أستاذ الشريعة الإسلامية، يؤكد أن الإسلام جعل للمال حرمة كحرمة النفس والعرض، وجرّم كل سلوك فيه عدوان على أموال وممتلكات الآخرين، فلا يجوز للأنسان أن يعتدي على مال غيره، سواء أكان هذا الغير فرداً أو جماعة أو شركة أو كان مالاً عاماً. وأضاف: نظر الإسلام إلى المال والثروات على أنها قوام الحياة وأنها في الأصل مملوكة لله، وهي في يد العباد علي سبيل الاستخلاف، وقد حمى الإسلام المال بكل أنواع الحماية، فحفظه هو أحد المقاصد الخمسة للشريعة الإسلامية، جنباً إلى جنب مع حماية النفس والعرض والعقل والدين، وقد شرع الله حد السرقة وحد الحرابة لحماية المال والثروات من كل أنواع الفساد في الأرض، وحرم الله أكل أموال الناس بالباطل، والسرقة من المال العام جناية أكبر من السرقة من المال الخاص لأنها جريمة في حق الشعب والمجتمع والأمة، فالمال العام مملوك لجموع الناس، وليس لفرد بعينه، ويأثم المسلمون جميعاً إن لم يقوموا بحمايته، فقد حرّم الإسلام كل صور الاعتداء عليه، مثل السرقة، والاختلاس، والغلول، وخيانة الأمانة ونقض العقود والعهود، والتربح من الوظيفة، والإتلاف والإسراف والتبذير، وضياع الأوقات، واستغلال المال العام لأغراض فئوية، والاعتداء على الأموال العامة من أشدِّ المحرمات، ويلزم المعتدي ردُّ ما أتلف، أو ردُّ مثله أو قيمته وإن تقادم عليه الزمن، لأنه نوع من أنواع الغلول، قال تعالى: “وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ” (آل عمران 161).
جاء في الحديث الشريف (ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار) كما قال الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ” (التوبة 34-35) ويكنزون تأتي بمعنى عدم تزكيتها وانفاق الاموال الزائدة في اعمال الخير، وما زيد عن الحاجة فهو كنز، والشرع فصل ذلك. وفي الوقت الحالي يودع الذهب والفضة وليس الاموال لأن سبيكة الذهب والفضة من المعادن التي لا تتغير خصائصها عكس المعادن الاخرى التي تصدأ. اما ايداع الاموال والنقود فإن العملة تتغير مع الزمن في حين تبقى قيمة الذهب والفضة ثابتة وقيل إن الذهب والفضة كانت العملة الأساسية المتداولة وقت نزول القرآن. والأنفاق هو حالة وسط بين الاسراف والتقتير “وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً” (الفرقان 67). وكنز الذهب والفضة يتعارض مع إنفاق ما يستخرج من الارض كما جاء في الاية المباركة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ” (البقرة 267).
جاء في موقع الاغاثة الإسلامية عبر العالم: اخر المستجدات في غزة: 11 نوفمبر 2024: – 415 يوم مرت على أهل غزة ثقيلة وسط معاناة فاقت التخيل، فقدت خلالها من أبنائها 43,972 إنسانًا، أكثر من ثلثيهم نساء وأطفال، 41 شخصًا منهم قضوا بعدما أنهكهم الجوع. في الوقت الذي تجاوز فيه المصابون 104,008 ألف مصاب، ويظل 11,000 شخص في عداد المفقودين. – يحذر برنامج الأغذية العالمي من تصاعد الوضع الإنساني في غزة لحد المجاعة مع نقص الإمدادات اللازمة، مما يهدد عمل أكثر من 100 مطبخ يمد أكثر من 400 ألف شخص بالغذاء – اليومي في وسط غزة وجنوبها. – القطاع الصحي ليس أفضل حالًا، فكل المشافي التي تعمل، وعددها 17 مشفى، تعمل جزئيًّا وسط نقص حاد في الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية. في حين خرجت أكثر من نصف المشافي والمرافق الصحية الأولية في غزة عن الخدمة بالفعل. – القطاع التعليمي يُعاني الآن كذلك من تضرر جميع مدارس شمال غزة تقريبًا جزئيًّا أو كليًّا، بالإضافة إلى تضرر أكثر من 91% من المدارس في مدينة غزة حتى الآن. – ووفقًا للأمم المتحدة، فإن عدد النازحين يصل إلى 1.9 مليون شخص في غزة، ويشمل ذلك أشخاصًا نزحوا تسع أو عشر مرات. في كل مرة ينزح فيها الناس فإنهم يضطرون إلى إعادة ضبط حياتهم بالكامل مرارًا وتكرارًا. كيف نساعد أهل غزة؟ منذ السادس من أكتوبر لهذا العام، قدرت الأمم المتحدة وشركاؤها في الميدان أن ما بين 100 ألف إلى 131 ألف شخص نزحوا من محافظة جباليا في شمال القطاع إلى المناطق الغربية فازداد سكان مدينة غزة من 250 ألف شخص إلى 375 ألفًا. فيما تبقى 20% من أهل شمال القطاع في منازلهم ومنذ 17 نوفمبر الحالي تلقى أهل محافظة بيت لاهيا أوامر بإخلاء المنطقة الأمر الذي يفاقم من أزمة النزوح مع دخول فصل الشتاء.