الكاتب : عبد الله ميثم
هل العراق بلد عربي؟
العراق لم يكن بلداً عربياً , وهذا الموضوع لا ينفي ان العرب قد سكنوا العراق قبل الفتوحات العربية وقبل الميلاد ايضا و اسسوا ممالك مثل الحضر والحيرة . نحب ان نوضح فكرة اصول الشعب العراقي التي يعتقد البعض ان اكثريتهم هم عرب ! فليس كل من يتكلم العربية في العراق هو عربي ، فالعربية لغة وليست عرق ، فهناك من تكلم العربية نتيجة لتغيير العقيدة ، وهناك من تكلم العربية وهو غير عربي لأسباب التجارة والسياسة وغيرها ، فهناك في العراق من هم اصولهم اغريقية ترجع لما بعد دخول الاسكندر لبابل ومن هم ذو اصول فارسيةوالبعض هم بقاياالحضارات القديمة ..الخ . يطرح المفكر العراقي سليم مطر هذا الموضوع ويؤكد على موضوع (المولى او الموالي) الذي اشيع بعد الفتوحات العربية الاسلامية على العراق. فالمولى او الموالي هم سكان العراق الاصليين الذين اعتنقوا الاسلام وقاموا بموالاة قبيلة عربية او سيد عربي ، وقد شاع هذا الأمر في العراق عندما بدأت الاغلبية من سكان العراق باعتناق الاسلام وموالاة احدى القبائل العربية ، وبتعبير أخر لقد اطلق العرب الفاتحين تسمية (مولى- موالي) على سكان البلاد الاصليين الذين دخلوا الاسلام وتعربوا . وينسى انه كان كلدانياً او اغريقياً … الخ , ثم اصبح عربياً بواسطة الموالاة والتحالف ، وعندما نقرأ تاريخ الحضارة العربية في العراق نكتشف ان معظم الشخصيات المنسوبة للعرب هم من (الموالي) مثل الحسن البصري والجاحظ والمتنبي وغيرهم ، وهؤلاء بالحقيقة من اهل العراق الذين انتموا واصبحوا موالين لأحدى القبائل العربية ، وخصوصاً ان حمل الالقاب في تلك الازمان أمر سهل لا يقتضي اية وثائق او اثبات ، وذكر الجاحظ في كتابه (البيان والتبيين) انه حتى القرن الثالث الهجري ثمة الكثير من اهل الريف العراقي لم يتقنوا العربية بعد. وعلى أثر ذلك نوضح مثالاً ان المتنبي نسب الى قبيلة كندة لأنه ولد في قرية في مدينة الكوفة تسكنها قبيلة كندة ولربما انه اشتهر بـ(موالي قبيلة كندة) الا البعض يقول ان المتنبي رفض هذه الموالاة وابقى على لقبه (المتنبي)اما عن الاصل السومري وباقي الحضارات القديمة للشعب العراقي، فيقول هنري فيلد :(ان سكان الاهوار هم النسل المباشر للسومريين وانهم دفعوا للحياة في الاهوار لغرض الحماية والأمان) ، ويقول عالم الاثار سيتن لويد عن سكان الاهوار (ان حياتهم وظروفهم تشابه لحد بعيد حياة اولئك الاقوام القدماء الذين استوطنوا الدلتا التي كانت في طور الجفاف في عصور ما قبل التاريخ ، وان مضايف شيوخهم الجميلة المدورة تقرب الى حد كبير ما يمثل الهياكل الاصلية للمعابد السومرية في الالف الرابع ق.م)
