فبراير 5, 2025
Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

جاء في معاني القرآن الكريم: قبر القبر: مقر الميت، ومصدر قبرته: جعلته في القبر، وأقبرته: جعلت له مكانا يقبر فيه. نحو: أسقيته: جعلت له ما يسقى منه. قال تعالى: “ثم أماته فأقبره” (عبس 21)، قيل: معناه ألهم كيف يدفن، والمقبرة والمقبرة موضع القبور، وجمعها: مقابرا. قال: “حتى زرتم المقابر” (التكاثر 2). عن تفسير الميسر: قال الله تبارك وتعالى عن القبور “وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ” ﴿الإنفطار 4﴾ القبور بُعثرت: قـُـلِبَ ترابُها، و أخْــِرج موتاها. إذا السماء انشقت، واختلَّ نظامها، وإذا الكواكب تساقطت، وإذا البحار فجَّر الله بعضها في بعض، فذهب ماؤها، وإذا القبور قُلِبت ببعث مَن كان فيها، حينئذ تعلم كلُّ نفس جميع أعمالها، ما تقدَّم منها، وما تأخر، وجوزيت بها. قوله جل وعلا “أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ” ﴿العاديات 9﴾ بُعْثِرَ مَافِي القُبُورِ: خرج ما فيها من الأموات. أفلا يعلم الإنسان ما ينتظره إذا أخرج الله الأموات من القبور للحساب والجزاء؟ قوله عز من قائل “حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ” ﴿التكاثر 2﴾ واستمر اشتغالكم بذلك إلى أن صرتم إلى المقابر، ودُفنتم فيها. قوله سبحانه “وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ” ﴿التوبة 84﴾ قبره: قَبْرِهِ: قَبْرِ اسم، هِ ضمير. ولا تصلِّ أيها الرسول أبدًا على أحد مات من المنافقين، ولا تقم على قبره لتدعو له؛ لأنهم كفروا بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وماتوا وهم فاسقون. وهذا حكم عام في كل من عُلِمَ نفاقه. قوله جلت قدرته  الْمَقَابِرَ: الْ اداة تعريف، مَقَابِرَ اسم. واستمر اشتغالكم بذلك إلى أن صرتم إلى المقابر، ودُفنتم فيها.

من العبارات التي تشير الى القبر في القرآن الكريم المرقد كما جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ‌” (يس 52). نعم فإنّ المشهد مهول و مذهل إلى درجة أنّ الإنسان ينسى جميع الخرافات و الأباطيل و لا يتمكّن إلّا من الاعتراف الواضح الصريح بالحقائق، الآية تصوّر القبور بالمراقد و النهوض من القبور بالبعث كما ورد في الحديث المعروف‌ (كما تنامون تموتون و كما تستيقظون تبعثون). ففي البدء يستغربون انبعاثهم و يتساءلون عمّن بعثهم من مرقدهم؟ و لكنّهم يلتفتون بسرعة و يتذكّرون بأنّ أنبياء اللّه الصادقين، و عدوهم بمثل هذا اليوم، فيجيبون أنفسهم قائلين: “هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ” (يس 52)‌.

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “ثمّ أماته فأقبره” (عبس 21) ومن المعلوم أنّ (الإماتة) من اللّه تعالى والدفن على ظاهره من عمل الإنسان، ولمّا كانت عملية الدفن تحتاج إلى نسبة من الذكاء والعقل بالإضافة إلى توفر بعض المستلزمات الضرورية لذلك، فقد نسب الدفن “فاقبره” إلى اللّه تعالى. وقيل: نسب اللّه ذلك إليه، باعتبار تهيئة الأرض قبراً للإنسان. قيل: تمثل الآية حكماً شرعياً، وأمراً إلهياً في دفن الأموات. وعلى أيّة حال، فالدفن من عناية ولطف وتكريم اللّه للإنسان، فلولا أمره سبحانه بالدفن لبقيت أجساد الإنسان الميتة على الأرض وتكون عرضة للتعفن والتفسخ وطعماً للحيوانات الضارية والطيور الجارحة، فيكون الإنسان والحال هذه في موضع الذّلة والمهانة، ولكنّ لطف الباري عزّوجلّ على الإنسان في حياته وبعد مماته أوسع ممّا يلتفت فيه الإنسان لنفسه أيضاً. وحكم دفن الأموات (بعد الغسل والتكفين والصلاة)، يبيّن لنا… إنّه ينبغي على الإنسان أن يكون طاهراً محترماً في موته، فكيف به يا تُرى وهو حيّ؟ وأشارت الآيات (26 ـ 28) من سورة الرحمن إلى نعمة الموت، بالقول: “كلّ مَن عليها فان * ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام * فبأيّ آلاء ربّكما تكذبان” (الرحمن 26-28).

عن توظيف الأداء القرآني في الأحكام يقول الاستاذ محمد حسين الصغير في كتابه الصوت اللغوي في القرآن: قوله تعالى “الهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر” (التكاثر 1-2). بدليل أنه ينتقل منه فوراً إلى نسق آخر في فاصلة تقف عند النون دون التفات إلى الصيغة الأولى الساربة في طريقها البياني”كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون” (التكاثر 3-4). فإذا جاز للقرآن الانتقال بها، جاز له الانتقال فيما قبلها كما هو ظاهر، بل أن هذا اللفظ “المقابر” يفرض نفسه فرضاً بيانياً قاطعاً، دون حاجة إلى النظر في الفاصلة معه، أو مع محسنات الفاصلة، وذلك أن هذا الإنسان المتناسي الطاغي المتكاثر بأمواله ولذاته، وشهواته، ومدخراته، ونسائه، وأولاده، ودوره، وقصوره، وخدمه، وحشمه، وإداراته، وشؤونه، وسلطانه، وعنوانه، وهذا كله تكاثر قد يصحبه التفاخر، والتنايز، والتنافر، أقول: إن هذا مما يناسبه لفظ “المقاب” بلاغياً ولغوياً، فالمقابر جمع مقبرة، والمقبرة الواحدة مرعبة هائلة، فإذا ضممنا مقبرة مترامية الأطراف الى مقبرة مثلها، ومقبرة أخرى، إزددنا إيحاشاً ورعباً وفزعاً، فإذا أصبحت مقابر عديدة، تضاعف الرعب والرهب، إذن هذا التكاثر الشهواني في كل شيء، يوافقه بدقة متناهية الجمع المليوني للقبور، لتصبح مقابر لا قبوراً، ولو قيل في غير القرآن بمساواة القبور للمقابر في الدلالة لما سدّ هذا الشاغر الدلالي شيء آخر من الألفاظ، فهو لها فحسب.

جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم‌ السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن البقيع (مقبرة): تاريخ البقيع: لا توجد معلومات تاريخية أو روايات تشير إلى وجود مقبرة باسم البقيع قبل الإسلام، وأقدم نص أدبي شعري، في ذكر بقيع الغرقد هو لعمرو بن النعمان البيضاني من زعماء الخزرج يرثي قومه الذين اقتتلوا في داخل بستان بالعقيق على عشرة أميال من المدينة وبقيع الغرقد، وقد ذكر ابن الأثير في تاريخه هذه الحادثة التي وقعت بين الأوس والخزرج وأطلق عليها (بيوم البقيع) وكان الأنتصار فيها للأوس. كان يهود يثرب يدفنون موتاهم في بستان (حش كوكب) عند بقيع الغرقد. وكانت الأغنام والأبل تأكل من الأعشاب الموجودة في البقيع. في صدر الإسلام وزمن الخلفاء: عندما هاجر رسول الله صلى اله عليه واله وسلم إلى المدينة وقام بتأسيس الحكومة الإسلامية فيها، فكانت إحدى إحتياجات المسلمين وجود مقبرة يدفنوا بها موتاهم، فعين رسول الله صلى اله عليه واله وسلم لهم منطقة البقيع، وأول من دفن فيها من المهاجرين هو عثمان بن مضعون، ومن الأنصار هو أسعد بن زرارة، وقد أشارت بعض النصوص التاريخية، إنَّ هذا البستان (البقيع) لم يكن فقد لدفن الموتى، ولكن يوجد من المهاجرين خاصة من قام ببناء دار له فيه، حيث ذُكر أنَّ رسول الله صلى اله عليه واله وسلم قام بتقسيم الأرض من أجل بناء دور فيها للمهاجرين ومن ثم أصبحت هذه الدار فيما بعد مقبرة العائلة، أو محل دفن أحد الشخصيات المهمة، ومن أشهر تلك الدور الكبيرة التي في البقيع دار عقيل بن أبي طالب، وكذلك توجد بعض الدور الصغيرة، وقد أصبحت فيما بعد محل دفن أصحابها، واختارت كل قبيلة ناحية من البقيع لدفن موتاهم، فعرفت كل قبيلة مقابرها. ومن الأماكن المعروفة في البقيع بيت الحزن أو بيت الاحزان بناه أمير المؤمنين عليه السلام للسيدة الزهراء عليها السلام، فكانت تأوي إليه للبكاء بعد رحيل أبيها رسول الله صلى اله عليه واله وسلم، وكذلك توجد مقبرة (الروحاء) التي تقع وسط البقيع. قيل إنَّ الإمام عليعليه السلام اختار دار بجوار دار عقيل في البقيع، فقيل له: مالك جاورت المقابر، فقال: وجدتهم جيران صدق. ويوجد مكان مخصص في البقيع توضع فيه الجنازة قبل الدفن يُطلق عليه (موضع الجنائز)، ويحتمل أنَّ هذا الموضع كان مخصص لتجمع الناس أو لغسل الميت وتكفينه وإقامة الصلاة عليه.

جاء في موقع كتابات في الميزان عن مجلس حسيني الأفكار التي هدمت قبور بقيع الغرقد للشيخ عبد الحافظ البغدادي: حين استشهد حمزة بن عبد المطلب عليه السلام في معركة أحد  قام وحشي بشقّ بطن حمزة وأخرج كبده وجاء بها إلى هند ام معاوية، فمضغتها، ثمّ لفظتها.(لأن المسلمين صعدوا الجبل وبقيت الجثث وسط المعركة). يقال بأنّ هند بنت عتبة بعد أن جاءها وحشي بكبد حمزة وقدّمها إليها، نزعت خمارها وحليّها، فأعطتها له ووعدته بعشرة دنانير إذا قدم مكة. ثمّ امرته ان يدلها على جسد حمزة.جاءت ووقفت امامه تفكر باي طريقة تنتقم من (محمد وعلي) بجسد عمهم حمزة. فاستخرجت سكينا وصارت تمثل به بتقطيع اجزاء منه فمثّلت بجميع جسده وبقرت بطنه  وقطعت منه  اجزاء من بدنه عملت منه معضدين وخدمتين وقدمت بذلك مكة المعضد ما يلبس في الذراع والخدمة يلبس في ساق القدم (خلخال) فلقّبت بـآكلة الأكباد. لما وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جسد حمزة نظر لمنظر لم ينظر كبشاعته لأنه لم يألف ولم ير في حياته كهذا المشهد الذي أوجع قلبه فتأثر تأثراً غير مسبوق، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: “لو لا أن تحزن صفية أو تكون سُنة من بعدي ما غيبته (لما دفنته) لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أظهرني اللّه على قريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم)، فلما رأى المسلمون حزن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وغيظه على ما فعل بعمّه، قالوا: واللّه لئن أظهرنا اللّه عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثّلها أحد من العرب بأحد قط.  فنزل جبرئيل عليه السلام بقوله تعالى: “وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ” (النحل 126). اذن هذه الحادثة تعتبر اول عملية تمثيل في الاسلام. وكل من مثل في جثة ميت فإنما يتبع هند ويقلدها في العمل. اما نبش القبور فان هند هي اول من حاولت نبش قبر مولاتنا آمنة بنت وهب ام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبرها في الابواء بين مكة والمدينة.

عن مركز الاعلام الدولي البقيع الغرقد ظلامة أئمة اهل البيت عليهم السلام المتجددة: أهم المعالم والمراقد التي هدمها الوهابيون: 1- مراقد الأئمة الأربعة: الحسن السبط، وزين العابدين، ومحمد الباقر، وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهم الصلاة والسلام وقبر العباس ابن عبد المطلب عم النبي، وبعد هدم هذه القباب تم ازالة الأضرحة وتسويتها بالارض. 2- قبة أهل البيت عليهم السلام. 3- قبة مرقد سيدنا إبراهيم عليه السلام، ابن النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم وضريحه. 4- قبة مراقد أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأضرحتهن. 5-قبة مراقد عمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم واضرحتهن. 6- قبة مرقد مرضعة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم السيدة حليمة السعدية. 7- قبة مرقد إسماعيل ابن الإمام جعفر بن محمد الصادق صلى الله عليه وآله وسلم وضريحه. 8- قبة مرقد الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري وضريحه. 9- قبة مرقد سيدتنا فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه السلام وضريحها. 10- قبة مرقد سيدنا عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. 11- قبة مرقد علي العريضي ابن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام خارج المدينة. 12- قبة مرقد زكي الدين وضريحه خارج المدينة. 13- قبة مرقد الصحابي مالك أبي سعد من شهداء أحد داخل المدينة. 14- موضع الثنايا خارج المدينة. 15- مشهد مصرع سيدنا عقيل بن أبي طالب عليه السلام. 16- بيت الأحزان لسيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام. 17- قبر سيدتنا ام البنين عليها السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *