فبراير 5, 2025
Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

د. فاضل حسن شريف

جاء في موقع العراق عن ذكرى مواليد الأنوار المحمدية الثلاث الإمام الحسين ابن علي وأخيه أبي الفضل العباس والإمام زين العابدين للكاتب محمد الكوفي: سيدنا العباس بن علي عَلَيـْهِ السَّلامُ من ألقابه: أبو الفضل، وقمر بني هاشم، وباب الحوائج، والسقّا، وأبو القربة. وكان العباس رجلاً وسيماً جميلاً يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض، وكان يقال له قمر بني هاشم، وكان لواء الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ معه يوم قتل. وسمي السقّا لأن الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ، عطش، وقد منعوه الماء، وأخذ العباس قربة ومضى نحو الماء واتبع أخوته ولد علي عَلَيـْهِ السَّلامُ: عثمان وجعفر وعبد الله، فكشفوا أصحاب عبيد الله بن زياد عن الماء، وملأ العباس القربة، وجاء بها فحملها على ظهره إلى الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ  وحده. وقد قتل أخوته في المعركة على الماء، ولم يكن لأحد منهم عقب. وقتل بعدهم يوئذ، وخلف ولده عبيد الله بن العباس. وقتل العباس يومئذ وعمره 34 سنة. صفاته: قال الإمام الصادق عليه السلام: (كان عمُّنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله عَلَيـْهِ السَّلامُ، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً).  وقال أبو مخنف الأزدي رضي الله عنه: (كان عَلَيـْهِ السَّلامُ شجاعاً فارساً وسيماً جسيماً، يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان في الأرض). إيصاله الماء إلى معسكر الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ، لمّا اشتدّ على الحسين وأصحابه العطش دعا العباس بن علي بن أبي طالب أخاه فبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً، وبعث معهم بعشرين قِربة، فجاءوا حتّى دنوا من الماء ليلاً، واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي، فقال عمرو بن الحجّاج الزبيدي: مَن الرجل فجئ ما جاء بك؟ قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه، قال: فاشرب هنيئاً، قال: لا والله، لا اشرب منه قطرة وحسين عطشان، ومن ترى من أصحابه فطلعوا عليه، فقال: لا سبيل إلى سقي هؤلاء، إنّما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء، فلمّا دنا منه أصحابه قال لرجاله: املؤوا قربكم فشدّ الرجالة فملئوا قِربهم وثار إليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه، فحمل عليهم العباس بن علي ونافع بن هلال فكفّوهم… وجاء أصحاب حسين بالقِرب فأدخلوها عليه موقفه يوم التاسع من المحرّم(: أتى أمر من عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد يستحثه على المنازلة، فركبوا خيولهم وأحاطوا بالحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ  وأهل بيته وأصحابه، فأرسل الحسين عليه السلام أخاه العباس ومعه جملة من أصحابه، وقال: سلهم التأجيل إلى غد إن استطعت فذهب عَلَيـْهِ السَّلامُ إلى قادة العسكر وتكلّم معهم على التأجيل فأجّلوه. فضائله وثناء الأئمة عَلَيـْهِ السَّلامُ عن الإمام زين العابدين عليه السلام  قال: رحم الله العباس، فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه، فأبدله الله به جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإن العباس عند الله تبارك وتعالى لمنزله يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة. وعن الإمام الصادق عَلَيـْهِ السَّلامُ، قال: كان عمنا العباس بن علي نافذة البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله وأبلى بلاءً حسناُ، ومضى شهيداً. عدم قبوله أمان ابن زياد: لمّا أخذ عبد الله بن أبي المحل بن حزام ابن خال العباس عليه السلام أماناً من ابن زياد للعباس وإخوته من أُمّه، قال العباس وإخوته: (لا حاجة لنا في أمانكم، أمان الله خير من أمان ابن سمية). وأقبل شمر بن ذي الجوشن لعنه الله فنادى: بنو أُختي عبد الله وجعفر والعباس وعثمان. فقال الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ: أجيبوه وإن كان فاسقاً، فإنّه بعض أخوالكم. فقالوا له: ما شأنك؟ فقال: يا بني أُختي أنتم آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد. قال: فناده العباس بن علي عَلَيـْهِ السَّلامُ  تبت يداك، ولعن ما جئتنا به من أمانك يا عدوّ الله، أتأمرنا أن نترك أخانا وسيّدنا الحسين بن فاطمة عَلَيـْهِا السَّلامُ، وندخل في طاعة أللعناء وأولاد أللعناء. قال: فرجع الشمر لعنه الله إلى عسكره مغضباً. موقفه يوم العاشر من المحرّم: (لمّا رأى عَلَيـْهِ السَّلامُ وحدة الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ،  بعد قتل أصحابه وجملة من أهل بيته، قال لإخوته من أُمّه: تقدّموا لأحتسبكم عند الله تعالى فإنّه لا ولد لكم، فتقدّموا حتّى قتلوا، فجاء إلى الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ واستأذنه في الأمصال. فقال عليه السلام له: أنت حامل لوائي، فقال: لقد ضاق صدري وسئمت الحياة، فقال له الحسين عليه السلام: إن عزمت فاستسق لنا ماءاً، فأخذ قِربته وحمل على القوم حتّى ملأ القربة، قالوا: واغترف من الماء غرفة ثمّ ذكر عطش الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ فرمى بها. ثمّ حمل على القوم، فجعل يضرب فيهم يميناً وشمالاً، فيفرّون من بين يديه كما تفرّ المعزى إذا شدّ فيها الذئب، وهو يقول: أين تفرّون وقد قتلتم أخي، أين تفرّون وقد فتتم عضدي. ثمّ قال عليه السلام: (الآن اِنكسر ظهري، وقلّت حيلتي) شهادته: استُشهد عَلَيـْهِ السَّلامُ  في 10 محرّم 61ه بأرض كربلاء المقدّسة، ودفنه فيها الإمام زين العابدين عَلَيـْهِ السَّلامُ، وقبره معروف يُزار. ترحّم الإمام عليه: قال الإمام زين العابدين عليه السلام:(رحم الله العباس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتّى قُطعت يداه، فأبدله الله عزّ وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإنّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة. قوله تعالى: “ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”  (الحج 32). “رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا” (البقرة 286).

عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” ﴿يس 39﴾ المنازل جمع منزل اسم مكان من النزول والظاهر أن المراد به المنازل الثمانية والعشرون التي يقطعها القمر في كل ثمانية وعشرين يوما وليلة تقريبا. والعرجون عود عذق النخلة من بين الشمراخ إلى منبته وهو عود أصفر مقوس يشبه الهلال، والقديم العتيق. وقد اختلفت الأنظار في معنى الآية للاختلاف في تركيبها، وأقرب التقديرات من الفهم قول من قال: إن التقدير والقمر قدرناه ذا منازل أو قدرنا له منازل حتى عاد هلالا يشبه العرجون العتيق المصفر لونه. تشير الآية إلى اختلاف مناظر القمر بالنسبة إلى أهل الأرض فإن نوره مكتسب من الشمس يستنير بها نصف كرته تقريبا وما يقرب من النصف الآخر غير المسامت للشمس مظلم ثم يتغير موضع الاستنارة ولا يزال كذلك حتى يعود إلى الوضع الأول ويعرض ذلك أن يظهر لأهل الأرض في صورة هلال ثم لا يزال ينبسط عليه النور حتى يتبدر ثم لا يزال ينقص حتى يعود إلى ما كان عليه أوله. ولاختلاف صوره آثار بارزة في البر والبحر وحياة الناس على ما بين في الأبحاث المربوطة. فالآية الكريمة تذكر من آية القمر أحواله الطارئة له بالنسبة إلى الأرض وأهلها دون حاله في نفسه ودون حاله بالنسبة إلى الشمس فقط. لا يبعد أن يقال في قوله تعالى: “والشمس تجري لمستقر لها” إن المراد بقوله: “تجري” الإشارة إلى ما يعطيه ظاهر الحس من حركتها اليومية والفصلية والسنوية وهي حالها بالنسبة إلينا، وبقوله: “لمستقر لها” حالها في نفسها وهي سكونها بالنسبة إلى سياراتها المتحركة حولها كأنه قيل: وآية لهم أن الشمس على استقرارها تجري عليهم وقد دبر العزيز العليم بذلك كينونة العالم الأرضي وحياة أهله والله أعلم.

جاء في موقع العراق عن ذكرى مواليد الأنوار المحمدية الثلاث الإمام الحسين بن علي وأخيه أبي الفضل العباس والإمام زين العابدين للكاتب محمد الكوفي: ولادة عَلَيـْهِ السَّلامُ وتسمية النبي  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ وسلم، ولد في المدينة، ونشأ في بيت النبوة، وإليه نسبة كثير من الحسينيين. له عن أسماء بنت عميس قالت: لما ولدت فاطمة الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ نفستها به فجاءني النبي  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ وسلم، فقال: هلمّي ابني يا أسماء، فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن أذّن في إذنه اليسرى قالت: وبكى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ  وسلم، ثم قال: إنه سيكون لك حديث، اللهم العن قاتله، لا تعلمني فاطمة بذلك. وهبط جبرئيل عَلَيـْهِ السَّلامُ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم،  فقال: إن الله  عزّ وجل ذكره يقرئك السلام ويقول لك: إن علياً منك بمنزلة هارون بن موسى، فسمه باسم ابن هارون، قال: ما كان اسمه؟ قال: شبير، قال: لساني عربي، قال: سمّه الحسين، فسماه الحسين. (تهنئة الملائكة وقصة فطرس وروي أنه عَلَيـْهِ السَّلامُ لما ولد، أمر الله جبرئيل أن يهبط في ملأ من الملائكة يهنئ محمّداً  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ وسلم، فهبط بجزيرة فيها ملك يقال له فرطس، بعث الله في شيء فأبطأ فكسر جناحه فألقاه في تلك الجزيرة، فعبد الله سبعمائة عام، فقال فطرس لجبرئيل: إلى أين؟ فقال: إن الله عز وجل  أنعم على محمّد بنعمه فبُعثت أهنئه من الله ومني، وقال: احملني معك لعله يدعو لي. فلما دخل جبرئيل وأخبر محمداً  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ وسلم،  بحال فرطس، قال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ: قل له يتمسح بهذا المولود، فتمسح فطرس بمهد الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ، فأعاد الله عليه في الحال جناحه، ثم جبرئيل إلى السماء). إستقبال الهدى: وُلد  سلام الله عليه، فكان رسولُ الله  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ قد استقبله والسرور يغمره، وقد عمّت البشرى سماواتُ الله تعالى وأرضيه، وذلك في عشية الخميس ليلة الجمعة الثالث من شعبان الخير والبركة، في السنة الرابعة من الهجرة النبوية الشريفة. قال الحمويني بإسناده عن ابن عباس: لما وُلد الحسين بن علي عَلَيـْهِ السَّلامُ أوحى اللهُ عز وجل إلى مالك خازن النار أن اخمد النيران على أهلها، لكرامة مولودٍ وُلد لمحمد في دار الدنيا. أخذه جده المصطفى الأكرم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ  وضمه الى صدره وقبّله، وأذن في أذنه اليمنى ثم أقام في اليسرى، وسماه بأمر الله تعالى حسيناً، وعق عنه كبشا، وقال لامه فاطمة  صلوات الله عليها: احلقي رأسه وتصدقي بوزنه فضة، وحنكه  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ بريقه الشريف، وقيل: عق عنه بشاة، وتصدق بزنة شعره المبارك، وكان وزنه درهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *