فبراير 5, 2025
image

ميلاد عمر المزوغي

بعد اربعة عشر شهرا من الابادة الجماعية لسكان القطاع, استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة وتعاونت فها مختلف استخبارات العالم نصرة للصهاينة, حيث دمرت المباني على رؤوس ساكنيها وكذا المشافي ودور العبادة ولم تسلم مقار منظمة الاغاثة الدولية التي لجأ اليها السكان العزّل ,بل وجهت اصابع الاتهام الى العاملين بها بدعوى مناصرة المقاومين.

العالم الذي يتشدق بحقوق الانسان وحق تقرير المصير لم يحرك له جفن ازاء الابادة, بل ساعد الصهاينة لارتكاب جرائمه, وحدها الشعوب الحرة تظاهرت بمختلف الميادين والساحات بدول الغرب الاستعماري لكن الجماهير لم تسلم من قمع سلطات بلدانها, في حين انبرى بعض النواب والسياسيين ببعض البلدان الأوروبية معبرين عن امتعاضهم مما يجري في القطاع. 

منذ النكبة العام 67 يدرك حكاما الميامين ان ما يسمى بقضية فلسطين وحل الدولتين, ما هي الا ذر للرماد في العيون ولكن حكامنا كانوا يتعاطون مع الواقع خوفا على عروشهم,هادن بعض حكامنا العدو بحجة انه سيتواصل معه لأجل القضية الفلسطينية ,سرعان ماتطورت المهادنة الى علاقات اقتصادية وسياسية ,مؤتمر بيروت كان اخر الاوراق التي رمى بها الحكام العرب في حضن الصهاينة من اجل ما الدولة الفلسطينية المزعومة ورغم ذلك قابلها العدو بصلف شديد واستمر في بناء المستوطنات بالضفة, وكانت مهزلة اوسلو والسلطة الفلسطينية الموءودة (التي تقتات على المساعدات الدولية كثمن لبيع فلسطين) والتي تحولت مع مرور الزمن الى قوة حامية للاحتلال وتنكل بالمقاومين, معظم الاعراب قاموا بالتطبيع مع الكيان, بل وللأسف بعضهم لم يجرؤ على قطع العلاقات معه بسبب فضائع حرب غزة.

ترامب الرئيس الاكثر صراحة ووقاحة قالها بالفم الملآن: “إسرائيل دولة صغيرة جدا من حيث المساحة وهذا الامر ليس جيدا” .وشبّه  الطاولة التي يجلس حولها بمنطقة الشرق الاوسط بينما القلم الذي عليها بالكيان الصهيوني أي يجب ان تتوسع “اسرائيل” . كما قال بانه على الاردن ومصر ان يقبلوا سكان غزة , لان الشعب الفلسطيني لم يترك بلده لذا وجب تهجيره ,سكان القطاع هم بالأساس سكان مهجرون من بقية المناطق بفلسطين المحتلة العام 48 ,يتعامل ترامب كما غيره من الساسة مع القضية الفلسطينية على انها قضية مهجرين وليسوا اصحاب الارض ,كنا ننادي بحق العودة للفلسطينيين الذين غادروا قسرا فلسطين , ترامب اليوم يطلب ممن بقوا وتحملوا ان يرحلوا عن ارضهم,ما لم يستطيعوا تحقيقه بقوة السلاح يريدون تحقيقه بالقوانين المجحفة ,من يغادر غزة للعلاج او الدراسة لن يعود للقطاع ,أي قوانين هذه التي تبعد الانسان عن مسقط راسه؟ هناك العديد من الدول اعلنت عن رغبتها في استقبال الغزاويين على اراضيها بل ومنحهم الجنسية. بينما الضفة يتم قضمها بإنشاء التجمعات السكانية للصهاينة, القدس يعملون جاهدين على تهويدها.

انه العالم المنعدم الضمير, فحياة البشر ارخص بكثير من الحيوانات الاليفة لديهم, حيث توجد جمعيات خاصة بحقوق الحيوان ويقدمون لها الرعاية التامة.

لقد اثبت الغزاويون مدى تشبثهم بارضهم رغم قساوة الظروف وخذلان بني جلدتهم, يعيشون في العراء وتحت الانقاض, والعربان في القصور, ستنهض غزة بين الركام وسينكفئ الاعداء, ويرحل العملاء.

1 thought on “غزة ….من الابادة الى التهجير….انعدام ضمير

  1. لا تلقي اللوم على العالم بما يجري على غزة..
    ولكن لوم حماس الارهابية الاخوانية.. التي بررت لاسرائيل اقتراف ما اقترفت بغزة..
    لوم حماس الاخوانية بربط اجندتها بايران.. المرفوضة من قبل المجتمع الدولي..
    حماس سرقة حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره..
    حماس لا تؤمن بالدولة الفلسطينية والزهار القيادي بحماس قال (فلسطين بالنسبة لنا كمسواك نفرك به اسناننا.. ونحن نؤمن بدولة الخلافة العابرة للحدود).. اي غباء هذا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *