فبراير 5, 2025
Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

بسم الله الرحمن الرحيم “هدى للمتقين” (البقرة 2) عن عبد الله بن عباس إن المتقين أولهم علي بن ابي طالب اتقى الشرك وعبادة الاوثان.

روى البرسي، عن عمار بن ياسر، عن أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب الواحدة، قال: قوله تعالى: “الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ” (البقرة 3) الغيب: يوم الرجعة، ويوم القيامة، ويوم القائم، وهي أيام آل محمد عليهم السلام. روى الحافظ القندوزي الحنفي بإسناده عن المفضل، قال: سألت جعفر الصادق رضي الله عنه عن قوله عز وجل: “وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ” (البقرة 124) قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: (يا رب أسألك بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين إلاّ تبت علي). (فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم). فقلت له: يا بن رسول الله فما يعني بقوله: “فَأَتَمَّهُنَّ” (البقرة 124)؟ قال: (يعني: أتمهن إلى القائم المهدي، اثني عشر إماماً، تسعة من الحسين).

قال أمير المؤمنين عليه السلام (فالله يمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه، ويمسك الارض أن تنخسف إلا بامره، إنه بعباده لرؤف رحيم). مثل الله الأرض بالارضية او الفراش، والسماء سقفا مبنيا يحمي هذه الأرضية “الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً” (البقرة 22). 

قوله تعالى “وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الُْمحْسِنِينَ” (البقرة 58) روى السيوطي باسناده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: انما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب حطة في بني اسرائيل. روى العياشي باسناده عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السّلام في قول الله: “وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ” (البقرة 58) قال: فقال أبو جعفر عليه السّلام: نحن باب حطتكم.

قوله تعالى “وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة 82) روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس قال: (مما نزل من القرآن خاصة في رسول الله وعلي وأهل بيته من سورة البقرة، قوله تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة 82) نزلت في علي خاصة، وهو أول مؤمن وأول مصل بعد رسول الله). وروى بإسناده عن ابن عباس قال: (لعلي أربع خصال: هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي صلّى الله عليه وآله، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف،وهو الذي صبر معه يوم المهراس انهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وهو الذي ادخله قبره).

ورد أن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام هي كمال الدين والصراط المستقيم. فالكفر بولاية علي عليه السلام يعني ايمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه الاخر كما قال الله تعالى ” أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض ٍفَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” (البقرة 85). روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب: أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين). وروى باسناده عن ابن عباس في قول الله تعالى: “اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ” (الفاتحة 6) قال: (يقول: قولوا معاشر العباد: اهدنا إلى حب النبي وأهل بيته).

قوله تعالى “وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ” (البقرة 124) روى ابن المغازلي باسناده عن عبد الله بن مسعود قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنا دعوة أبي إبراهيم. قلنا: يا رسول الله، وكيف صرت دعوة ابيك إبراهيم؟ قال: أوحى الله عزّوجل إلى إبراهيم: “إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً” (البقرة 124) فاستخف إبراهيم الفرح قال: يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي؟ فأوحى الله إليه أن يا إبراهيم اني لا أعطيك عهداً لا أفي لك به. قال: يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به. قال: لا أعطيك الظالم من ذريتك، قال إبراهيم عندها: “وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ” (ابراهيم 35-36) قال النبي: فانتهت الدعوة الي والى علي لم يسجد أحد منا لصنم قط، فاتخذني الله نبياً واتخذ علياً وصياً). واستدل العلامة الحلي بهذه الآية والحديث المفسر لها لاثبات امامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام وابطال امامة غيره قائلا: (وهذا نص في الباب). أقول: روى السيد البحراني في غاية المرام بهذا المضمون من طريق العامة حديثين، ومن الخاصة ثلاثة أحاديث.

قوله تعالى “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ” (البقرة 143) روى الحاكم الحسكاني باسناده عن سليم بن قيس عن علي عليه السّلام، قال: «ان الله ايانا عني بقوله تعالى: “لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ” (البقرة 143) فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء على الناس على خلقه وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله جل اسمه فيهم: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً” (البقرة 143).روى البلاذري باسناده عن عامر الشعبي قال: قدمنا على الحجاج البصرة، وقدم عليه قراء أهل المدينة فدخلنا عليه في يوم صائف شديد الحر، فقال للحسن: مرحباً بأبي سعيد ـ وذكر كلاماً ـ قال: ثم ذكر الحجاج علياً فنال منه، وقلنا قولا مقارباً له فرقاً من شره، والحسن ساكت عاض على ابهامه، فقال: يا أبا سعيد مالي اراك ساكتاً؟ فقال: ما عسيت أن أقول. قال: أخبرني برأيك في أبي تراب. قال: أفي علي؟ سمعت الله يقول: “وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ” (البقرة 143) فعلي ممن هدى الله ومن أهل الايمان، واقول: انه ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وختنه على ابنته واحب الناس إليه، وصاحب سوابق مباركات سبقت له من الله ما لا يستطيع أنت ولا أحد من الناس ان يحصرها عنه ولا يحول بينها وبينه، ونقول: انه ان كانت لعلي ذنوب فالله حسيبه، والله ما اجد قولا اعدل فيه من هذا القول. قال الشعبي: فبسر الحجاج وجهه وقام عن السرير مغضباً، قال: وخرجنا. عن المدائني، عن النضر بن اسحاق الهذلي: أن الحجاج سأل الحسن عن علي فذكر فضله فقال: لا تحدّثنّ في مسجدنا، فخرج الحسن فتوارى. روى الحاكم الحسكاني بإسناده عن عبدالله بن عمرو الهدادي قال: (قال الحجاج للحسن: ما تقول في أبي تراب؟ قال: ومن أبو تراب؟ قال: علي بن أبي طالب. قال: أقول: إن الله جعله من المهتدين. قال: هات على ما تقول برهاناً، قال: قال الله تعالى في كتابه: “وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ” (البقرة 143) فكان علي أول من هداه الله مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال الحجاج: ترابي عراقي. قال الحسن: هو ما أقول لك، فأمر باخراجه، قال الحسن: فلمّا سلمني الله تعالى منه وخرجت ذكرت عفو الله عن العباد). 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *