فاضل حسن شريف
قال الله تعالى “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ” (المائدة 1) روى ابن عباس قال: ما نزلت آية “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا” إلاّ وعليّ شريفها وأميرها. وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (إنّه ليس في القرآن “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا” إلاّ وقبالها في التّوراة: يا أيّها المساكين).
جاء في موقع سماحة آية الله السيد علي الحسيني الميلاني حفظه الله: ولنعم ما عقب به ابن البطريق على هذه الروايات بقوله: اعلم أنّ الله سبحانه وتعالى قد ذكر في هذه الآية فرض طاعته تعالى على خلقه، وثنّى بذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وثلّث من غير فاصلة بذكر أميرالمؤمنين عليه السّلام فلمّا ذكر انه سبحانه وتعالى وليّنا ورسوله صلّى الله عليه وآله ولينا كذلك، ثم ذكر أميرالمؤمنين عليه السّلام في ثالث الذكر من غير فاصلة، علم أنه قد وجب له من ولاء الأمة ما وجب لله تعالى ولرسوله على حد واحد من حيث حصل الإخبار بوجوب ولايتهم جميعاً في آية واحدة ولا تخصيص. وإنما ذكر القديم تعالى رسوله صلّى الله عليه وآله بعد ذكر فرض طاعته تعالى: ليعلم الأمة بأنّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله من فرض الطاعة ما لله تعالى، وكذلك ذكر سبحانه وتعالى ثالثاً ولاية مولانا أميرالمؤمنين عليه السّلام ليعلم الأمة ان له من وجوب الطاعة ما لله سبحانه وتعالى ولرسوله، وإذا كان هذا هو المراد ثبت له ولاء الأمة بعد رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بالوحي العزيز الذي “لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيم حَمِيد” (فصلت 42) وزاده تعالى تأكيداً ووجوباً بقوله تعالى “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ” ولفظة (انّما) للتحقيق والاثبات ومعنى ذلك انها محققة لما ثبت نافية لما لم يثبت، بدليل قوله تعالى: (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد) فأثبت له صلّى الله عليه وآله وسلّم الانذار بلفظة (انما) لأنها للتحقيق والاثبات وهو المنذر صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي عليه السّلام الهادي، وسيجيء ذكر ذلك بطريقه، وثبت له في هذه الآية بلفظة (انما) انه هو الهادي بعد الرسول صلّى الله عليهما. فان قيل: انّ هذه اللفظة أتت على سبيل العموم دون الخصوص بذكر (وَالَّذِينَ آمَنُوا) لان كلاًّ من الذين آمنوا يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة فايّ تخصيص حصل لأمير المؤمنين دونهم؟. قيل: الجواب عن ذلك انّه ليس كل مؤمن اقام الصلاة وادّى الزكاة في ركوعه، ولم يعلم من لدن آدم الى يومنا هذا أحد تصدق بالخاتم في الركعة ونزلت في حقه آية غير أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام، فقد ابان الله تعالى الفرق بينه وبين غيره من المؤمنين وخصّص ما كان بلفظ العموم غاية التخصيص بقوله تعالى: (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) وذكره تعالى بلفظ الجمع كما ذكره سبحانه وتعالى وتقدس في آية المباهلة بلفظ الجمع بقوله تعالى: (وَأَنفُسَنَا) وهو نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذه الآية، وكما ذكر سبحانه وتعالى الزهراء عليها السلام بلفظ الجمع وهي واحدة في آية المباهلة ايضاً، (وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ) وهي واحدة وكلّ ذلك للتعظيم ولله المنة والحمد. يا من به وله الامامة أصبحت فرعاً وأصلا *** يا من به وله الفخار بدأ محلا يا من له فصل الخطاب ومن له الشرف المعلاّ *** يا من غدا الذكر الحكيم بفضله يتلى ويُملا)ق ال الله عز وعلا “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” (المائدة 3) جاء في كتاب رحاب العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: نزول آية إكمال الدين في واقعة الغدير: تعميم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين علي عليه السلام يوم الغدير: تعميم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه في المناسبة المذكورة. فعن أمير المؤمنين قال: (عممني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي. ثم قال: إن الله أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة. وقال: إن العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان).
قال الله عز وعلا “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” (المائدة 3) جاء في كتاب رحاب العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: نزول آية إكمال الدين في واقعة الغدير: تعميم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين علي عليه السلام يوم الغدير: تعميم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه في المناسبة المذكورة. فعن أمير المؤمنين قال: (عممني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي. ثم قال: إن الله أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة. وقال: إن العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان).
من تعاريف العبث بأنه اللعب. وذكر اللعب في آيات منها قوله تعالى “وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا” (الأنعام 70﴾، و”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” (المائدة 57﴾، و”وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ” ﴿المائدة 58﴾، و”وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ” ﴿الأنعام 32﴾. قال امير المؤمنين عليه السلام: مَاخُلِقَ امْرُؤٌ عَبَثاً فَيَلْهُوَ، ولا تُرِكَ سُدًى فَيَلْغُو.
جاء في موقع سماحة آية الله السيد علي الحسيني الميلاني حفظه الله: قوله سبحانه “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ” (المائدة 67). قال الزمخشري: «ليلة الغدير معظمة عند الشيعة، محياة فيهم بالتهجد وهي التي خطب فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بغدير خم على أقتاب الجمال، وقال في خطبته: من كنت مولاه فعلي مولاه). وروى السيوطي بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خمّ في علي بن أبي طالب). وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «لما اسري بي الى السماء سمعت تحت العرش انّ علياً راية الهدى، وحبيب من يؤمن بي، بلّغ يا محمّد قال: فلمّا نزل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم اسرّ ذلك، فأنزل الله عزّوجلّ: “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ” (المائدة 67) في علي بن أبي طالب، “وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ” (المائدة 67). وروى باسناده عن ابن عباس في قوله عزّوجل: “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ” (المائدة 67) الآية، قال: نزلت في علي، أمر رسول الله أن يبلّغ فيه، فاخذ رسول الله بيد علي، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه).