فبراير 5, 2025
download (1)

نعيم الخفاجي

لا يختلف أي إنسان منصف وشريف، على فاشية وظلم البعثيين الأراذل للشعب العراقي والشعب السوري، مواقف الأنظمة العربية وشعوبهم مبنية على كره وتكفير كل من هو شيعي، هناك حقيقة، ربما البعض لايعرفها،  بسبب الاضطهاد الذي تعرض له الشيعة لقرون طويلة  من الزمان، تم انتهاك كرامة نسبة عالية من أبناء الشيعة، وأصبح هؤلاء يشعرون بعقدة العبودية والذل والهوان.

لذلك لايمكن تحرير العبيد من عبودتهم، وسبق الى ناشطة  أمريكية، ناضلت من أجل تحرير العبيد في عام ١٨٩٠،  قالت إن أسوأ شيء عندما تحرر العبيد من عبوديتهم، يرفضون التحرر من العبودية ويقفون مع جلاديهم، لذلك أصبحت العبودية مذهب يؤمن به الكثير من الناس 

يوجد قول إلى مؤسس علم الفلسفة، الفيلسوف  أفلاطون: لو أمطرت السماء حرية، لرأيت بعضهم يحملون المظلات. هذه هي العبارة،  تشفي وتؤلم صدور الأحرار عندما يرون بعض الناس في مستنقع العبودية يسبحون، ومن قناعتهم وليس ان يجبرهم احد، متعلمين على الذل، والإهانة والضرب بالاحذية.

من المؤلم تجد الشيعة يكررون نفس الاخطاء، بسبب فلسطين والغِدس،  خسر الشيعة الإسماعيلية وجودهم في مصر والشام وشمال افريقيا، الملك الشيعي الاثني عشري سيف الدولة الحمدانية دخل في حروب مع الرومان، تعاون اهل السنة مع الرومان للقضاء عليه، مثل ما فعل صلاح الدين تعاون مع الصليبيين بسبب سفالة قادة الشيعة الإسماعيليين وتبنيهم تحرير الغِدس، النتيجة وقع أهل السنة اتفاق مع الصليبيين للقضاء على المتخلفين الشيعة الاسماعيليين.

التاريخ يعيد نفسه، شاءت الظروف، أمريكا تسقط طالبان وصدام، حال سقوط نظام صدام القذر، حاكم البحرين حول نظام الحكم إلى ملكي، وعمل مؤتمر شيعي سني، كذلك  الملك السعودي رعى مشروع التقارب الشيعي السني، ورعى المؤتمر الملك عبدالله ال سعود عندما كان ولي للعهد، وعندما تقلد منصب ملك السعودية بعد وفاة الملك فهد.

دول الخليج، سمحت للشيعة في المشاركة، السبب لأن أمريكا لها علاقات طيبة مع احمد الجلبي والقوى الشيعية العراقية، لكن بسبب أن الكثير من الشيعة، معتادين ان يحكمهم الطائفيين، وينتهكون كرامتهم، تراهم يتبنون قضايا ليست لهم، الإمام علي ع، يقول استغلوا الفرص فإنها تمر مر السحاب، الشيعة بغالبيتهم وخاصة المتأدلجين، لديهم عقول لايفكرون  بها مثل بني البشر، الاخوان يبحثون عن الجنة والآخرة…الخ 

لذلك الشيعي يحرم استغلال الفرص، ويعتبر ذلك انتهازية وانبطاح وخيانة.

للأسف حال سقوط نظام صدام الجرذ،  بدأت قوى شيعية تبالغ في رفع شعارات  الموت إلى أمريكا بطرق غبية، النتيجة السعودية بدأت ترسل لنا أفواج من الانتحاريين، تم قمع الشيعة في البحرين والسعودية.

قوى شيعية عراقية أرغمت شيعة العراق دون رضى الغالبية الشيعية من عامة الناس، على تبني العداء إلى أمريكا والغرب.

الامريكان صنعوا داعش وحسب قول ترامب ان ادارة اوباما هي من صنعت داعش، بل حتى الحجية هيلاري كلينتون قالت تم صناعة داعش بفتاوى ودعم مالي سعودي قطري لتحقيق أهداف سياسية في سوريا والعراق.

عندما شعر الأمريكيين أن روسيا وايران يريدون استنزاف أمريكا في أفغانستان، مراكز الدراسات الاستراتيجة وضعوا توصية إلى الإدارة الأمريكية، في إعادة طالبان لحكم أفغانستان، النتيجة عاد الظلم للاقلية الشيعية في أفغانستان، ولولا فتوى المرجعية في إفشال انقلاب داعش بفتوى الجهاد، لتم مبايعة ابو بكر البغدادي في الخضراء.

يفترض عدم تكرار الأخطاء، قام السنوار في عمل غزوة ضد إسرائيل، الغزوة عليها بصمات الموساد بشكل واضح، تبرع الشيعة للدخول في حرب هي تستهدفهم في اسم وحدة الساحات، النتيجة تم استدراج المقاومة الشيعية اللبنانية وحدث ماحدث، بل والمثير للسخرية أن حركة الإخوان ومعهم أردوغان وجهوا ضربة معدلة في إسقاط النظام البعثي السوري، آخر نظام عربي يدعم المقاومة بالشرق الأوسط ضد إسرائيل، النتيجة الان ترتكب جرائم بشعة بحق أبناء الاقلية الشيعية السورية.

 في حقبة المعارضة ضد صدام، تزوج آلاف الشباب العراقيين المعارضين لنظام البعث من فتيات سوريات شيعيات  من حمص وحلب ودمشق ……الخ.

اليوم زرت صديقي زوجته شيعية من حمص، سألته عن الوضع، قال لي هرب جزء منهم إلى لبنان، والبعض عاد وأعطوهم وعد في التسوية، هؤلاء الذين عادوا، يوميا يتم الاعتداء عليهم بالضرب، تعذيب جسدي، يوم أمس تم نقل أحدهم إلى مستشفى حمص، بسبب شدة التعذيب، جيرانه قالوا له انت شيعي مالك وجود في سورية، سلم لنا بيتك ومزرعتك وأخرج،  هذا الذي حدث كله بسبب الوقوف مع غزة، النتيجة خالد مشعل احتفل في سقوط دمشق بيد الجولاني السفياني.

ماحدث في سوريا، أثار انتباه الكثير من أبناء الشيعة في لبنان والعراق ، بخطأ دخولهم في القتال لإسناد غزة، وأن عملية السنوار كانت مخترقة من الموساد، رأيت مواقف صدرت من كتاب أمثال الأستاذ الكاتب و الصحفي احمد عبدالسادة، والكاتب من التيار الصدري الأستاذ عصام حسين، وكذلك قرأت رسالة كتبها السيد حجة الإسلام والمسلمين السيد رشيد الحسيني وجه نداء الى شيعة العراق، تضمن النداء كلمات تكشف الفهم العميق لسماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد رشيد الحسيني لما يخطط له العرب واذنابهم من بعثية سنة العراق في استهداف شيعة العراق، نضع إليكم نص النداء، من السيد رشيد الحسيني إلى شيعة العراق، هذا نصه(  نداء الى شيعة العراق، يا شيعة العراق يا اتباع اهل البيت عليهم السلام مهما كانت توجهاتكم حتى العلمانيين منكم احذروا قادم الأيام وما تضمره الأمة العربية اليكم، انظروا كيف تعاملت الحكومات العربية مع سوريا الجديدة وقارنوها بكيفية تعاملها مع العراق الجديد، انظروا هذا التاييد اللامحدود الذي يبدنوه لحكام سوريا الجدد وقارنوه بالعداء اللامحدود الذي اظهروه لنا بعد سقوط صدام،  رغم ان كل سياسيينا لم يكونوا قاطعي رؤوس ولا اكلي اكباد ولا إرهابيين ولا مجرمين كالجولاني وجماعته،  

 كل الحكومات العربية ارسلت مبعوثين وعلى اعلى المستويات للقاء للحكام الجدد في سوريا للاعتراف بهم والاعلان عن اعادة فتح سفاراتهم بينما اغلقوا سفاراتهم بمجرد سقوط الطاغية صدام ولم يزر العراق احد منهم 

الحكومات العربية تعلن كلها بانه تحترم ارادة الشعب السوري وتؤكد على وحدة الاراضي السورية وعدم التدخل بالشان السوري في وقت لم يحترموا ارادة شعبنا وتدخلوا بشكل شرس ودموي وهمجي بشؤوننا الداخلية وعملوا على تمزيق وحدة الاراضي العراقية 

اليوم هم يبعثون المساعدات الى سوريا الجديدة  لتثبيت الحكم ولكن مع العراق الجديد هم بعثوا الالاف الارهابيين والسيارات المفخخة لاسقاط الحكم الجديد في العراق 

اليوم السعودية والامارات و البحرين والاردن والمغرب يؤيدون حكم الاخوان المسلمين في سوريا بينما هم في بلدانهم يقمعون الحركة ويسجنون اعضاء الاخوان 

هذه الحكومات فتحت خزائنها لاسقاط حكومة البعث العلوي في سوريا وفتحت خزائنها لدعم البعث السني في العراق لاسقاط العراق الجديد 

الا تعطينا هذه الافعال للحكومات العربية مؤشرات على ان العامل الطائفي هو الحاكم الحاسم في تعاملها وان هذه الدول تتحين الفرص لاسقاط تجربتنا واعادة الحكم الى السنة خالصا بدون مشاركة من اي فئة اخرى ؟؟

راجعوا حساباتكم جيدا وانظروا كيف تعاملت الحكومات العربية مع سوريا الجديدة وكيف تعاملت مع العراق الجديد 

تذكروا عشرات الالاف من شهداؤنا الذين استشهدوا على يد الوفود الارهابية التي ارسلتها هذه الحكومات الطائفية بمجرد ان سقط الطاغية الديكتاتور لمجرد انه كان سني المذهب وتذكروا الارامل و اليتامى الذين خلفهم هذا التدخل الطائفي السني بشؤوننا العراقية رغم ان ساستنا لم يكونا ارهابيين او قتلة كما هو حال حكام سوريا الجديدة وقارنوها بما يفعلونه اليوم من تاييد لللارهابيين في سوريا لمجرد انهم سنة  وينتمون لنفس المذهب 

تركيا تعتبر حلب جزءا منها وقطعة من اراضيها و السبب ان شكل الاسواق في حلب وزخرفته يشبه الاسواق التركية وزخرفتها فما بالكم بالموصل التي تعتبرها تركيا بانها اراضي تركية بالاساس وقد سلبت منها، تركيا ايدت هيئة تحرير الشام وهي المنظمة الارهابية عالميا لكي تعيد حلب الى تركيا  فمن ستؤيد تركيا في العراق لكي تستعيد الموصل وتضمها لتركيا ؟ هل لازال البعض من بسطاءنا الشيعة لايؤمن بان القاعدة وداعش لم تكونا  صناعة تركية خليجية وانه لولا الفتوى المباركة والحشد لكان البعث وكل الارهاب يحكمنا الان ؟ 

غدا لو تحرك البعث والدواعش والطائفيين فستجدون تركيا والامة العربية كلها تدعمهم مرة ثانية حتى يحققوا النصر الذي عجزوا عنه سابقا 

 فيا شيعة العراق افيقوا قبل فوات الاوان فالعمق الذي يتحدث عنه البعض والحضن الذي يتحدث به البعض ما هو الا  فخ يحاولون جرنا اليه من خلال تمويل هنا للبعض والترحيب والوعود للاخر بالدعم في سبيل تفتيت الموقف  الشيعي حتى يسهل الاجهاز عليه 

لا تعطوا اعداءنا فرصة ولا تدوسوا باقدامكم على جثث ودماء مئات الالاف من شيعة العراق ممن قتلتهم هذه الامة العربية التي تجدونها الان تبارك للقتلة وقاطعي الرؤوس وشاربي الدماء تسنمهم الحكم ولا تنسوا العدو التركي وطمعه في الاراضي العراقية 

اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد

 السيد رشيد الحسيني).

انتهى 

ماتحدث به السيد رشيد الحسيني هو الحقيقة المرة، لكن هل يتعض قادة القوى والفصائل الشيعية بنداء السيد رشيد الحسيني؟؟؟ بالتأكيد كلا، المشكلة الحقيقة ان غالبية أبناء الشيعة الجعفرية، يجهلون ان مرجعياتهم العامة الكبرى مع إقامة دول مدنية وليست دينية، بل  مرجعيات الشيعة يحرمون إقامة حكم شيعي جعفري قبل دولة الإمام المهدي، تصوروا لو ال سعود يعلمون بهذه الحقيقة، لما قاموا في اضطهاد الشيعة وقتلهم، الأحزاب الشيعية العراقية يوجد عندهم دستور، ويمكن لهم إعادة أحياء مشروع المرحوم السيد عبدالعزيز الحكيم ومشروع المرحوم احمد الجلبي، في إقامة إقليم وسط وجنوب، والكف عن الدخول في الصراعات، والاهتمام في خدمة مواطنيهم، للأسف الكثير من المسؤولين الشيعة تجدهم اجلاف وحقراء مع أبناء جلدتهم وحاضنتهم الشيعية، حتى في قضايا احتساب السجناء السياسين، تجد على سبيل المثال الدكتور حسين السلطاني من كتلة منظمة بدر، يتفنن في حرمان مناضلين شيعة وانا واحد منهم، من حق كفله الدستور العراقي بنص واضح، يقول كل من سجن او اعتقل داخل العراق وخارجه من الثامن شباط عام ١٩٦٣ الى التاسع من نيسان ٢٠٠٣ لأسباب دينية وقومية ومذهبية وسياسية، تصوروا انا سجنت اربع سنوات بالسعودية بسبب معارضتي لنظام البعث، حسين السلطاني رئيس مؤسسة السجناء الأخ مايعجبه يشملني ومعي مجموعة قليلة أربعة أشخاص او بالأثر عشر اشخاص، لدينا كَيسات ملفات في مكتب الأمم المتحدة، يسألونه  يابه ليش دكتور حسين ماتقبل، تشمل نعيم عاتي والعدد القليل معه، يقول هؤلاء دخلوا قبل التاريخ الذي انا وضعته؟؟؟ الحل، يقول الى النواب شرعوا لهم قانون؟ يقولون له دكتور تره عددهم قليل؟ جوابه للنائب هذه مشكلتهم؟ هههههه  تأتي إلى مؤسسة الشهداء، نفس من وقف ضد شمولي بقانون السجناء السياسيين تجده موظف في الشهداء،  يقوم في احتساب اقارب له قتلوا في صراعات قبلية او جنائية، يابه شلون شملتهم، يقول لك ان فلان الذي قتل في قضية جنائية او خلاف شخصي كان في داخل نفسه معارض الى نظام صدام هههههههه، تذهب الى الانبار وتكريت والموصل تجد آلاف قتلى ارهابيين مسجلينهم  شهداء وراتب يستلمون من مؤسسة الشهداء، تجد مغيبين يستلمون رواتب واذا بهم بالاخير وجدوهم أحياء مع العصابات الارهابية في سوريا.

نقولها وبمرارة قادة الأحزاب الشيعية يعيشون في عالم آخر وهم بعيدون عن حاضنتهم الاجتماعية، واقسم بالله انا تقصدت وجهت لهم رسائل، نشرت في صحيفة صوت العراق وفي الواح طينية،  حول قضيتي واعرف انهم لم يستجيبوا لي، لكن من باب اكتشف رداءة معدنهم وتكبرهم على أبناء جلدتهم، في الختام اطلب من يقرأ مقالتي هذه سواء كانوا متدينين او غير متدينيين بالدعاء الى الأخ الصديق المناضل الوطني الغيور كريم بدر الحمداني والذي يعيش في وضع صحي جدا جدا حرج، يعز علينا يا صديقي يا كريم بدر ابو ياسر الطيب أن تمر في هذا الظرف الصحي الحرج، عرفتك في سجن قاعدة تبوك الجوية، كنت نعم الأخ المناضل الوطني، قدمت كل ماتملك الى العراق وشعبه.

اخيرا نسأل الرب العظيم ان يهدي ساسة المكون الشيعي العراقي في التفكير بمصلحة أبناء الشيعة والكف عن تبني قضية إسناد غزة وفلسطين التي باعها أهلها العرب ومحيطهم الإسلامي السني، أقول إلى المقاوم الشيعي، إبني العزيز وأخي المحترم متى ما شاهدت الدول العربية السنية تدعم فلسطين وغزة عندها ياشيعي انضم معهم، حبيبي لا تبقي ساذج، ادخلوك في حرب غزة وضربوك الإخوان المسلمين ضربة معدلة، رب ضارة نافعة، ارجوك لاتبقى تكرر الاخطاء، حبيبي خليك غيور على أهلك وأبناء جلدتك مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

 13/1/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *