نعيم الخفاجي
بكل الأحوال دول الاستعمار الغربي اجتمعت في مؤتمر كامبل وصدرت قرارات المؤتمر بعام ١٩٠٧ و قسموا العالم إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى أوروبا ومعهم روسيا أسياد العالم، المجموعة الثانية اليابان والصين ومشتقاتهم، يتم اعطائهم التكنولوجيا لكن لايسمح لهم بالسيد على العالم ابدا، لأن ثقافتهم لا تتعارض مع الثقافة وقيم الحضارة الغربية.
المجموعة الثالثة العرب والمسلمين والافارقة، أعداء الحضارة الغربية، يتم تجزئتهم وتشجيع الحروب المذهبية والقومية بينهم، دعم أنظمة جائزة للفتك بالشعوب العربية والاسلامية والافريقية، ومنعهم من اي محاولة لزرع ودعم الاستقرار، والعيش الكريم.
إسرائيل قاعدة حلف الناتو الامامية بالشرق الاوسط، وجودها من وجود حلف الناتو، بينما كانت المفاوضات الأمريكية الإيرانية جارية، شنت إسرائيل هجومها ضد ايران، بل ترامب في معركته الانتخابية مع بايدن، طلب من نتنياهو انتهاز الفرصة ومهاجمة المفاعلات النووية الايرانية، لذلك هجوم إسرائيل على إيران لم يكن دون تنسيق بين نتنياهو وترامب، بل في يوم توجيه الضربة المباغتة إلى ايران، أعلن نتنياهو أن أهداف الهجوم الإسرائيلي على إيران، تهدف إلى إسقاط وإزالة النظام الاسلامي، وتجزئة الشرق الاوسط، بل في احدى تصريحات نتنياهو حذر أردوغان من إقامة حلم إعادة الدولة العثمانية، وايضا قال نتنياهو، انه يستهدف باكستان النووية ويفكك اسلحتها النووية……الخ.
محاولة إسقاط النظام في إيران وإسقاط نظام أردوغان واضعاف باكستان وتدميرها، لم يكن هدف إلى نتنياهو وحده، بل غالبية دول العالم الغربي يتمنون تحقيق هذا الحلم، التمنيات شيء من حق أي شخص أو قوة عظمى أو منظمات دولية تكون لديهم امنيات، لكن هذه الأمنيات، لا تتحقق، إذا الشعوب بالدول المستهدفة تقف مع حكوماتها وانظمتها، تصبح تمنيات هؤلاء في إسقاط الأنظمة ورسم شرق أوسط أو شرق أدنى جديد مجرد اضغاث احلام، امنيات لا قيمة لها.
لو تسنح فرص إلى أمريكا والناتو في إسقاط الأنظمة التي تعتقد أنها لا تسير بفلكهم لفعلوا ذلك دون تردد، واي أعمال احتجاجات تحدث في الدول التي لا تسير بفلك حلف الناتو تجد كل دول الناتو تصدر بيانات وتحرك الجيوش لدعم أعمال العنف لاسقاط الأنظمة التي لا تسير بفلكهم.
أردوغان ورغم خضوعه إلى المنظمات الصهيونية، وتنسيق اعماله معهم، لكن عندما كاد ينجح الانقلاب العسكري الذي كاد يطيح به، كل دول الخليج ماعدا قطر، فرحوا بالانقلاب، ولو كتب للانقلاب النجاح لاعترفت دول الناتو بالانقلاب العسكري، مصالح العالم الغربي اهم من تبديل رئيس موالي لهم برئيس اكثر عمالة وطاعة لهم من الرئيس الأول الموالي لهم، اهم شيء دول الغرب تكسب مصالحها.
الشيء المضحك والمثير للسخرية، في هذه الأيام نقرأ مئات المقالات للكتاب العرب من أنصار دول الرجعية العربية، يكتبون مقالات في مختلف الصحف العربية والعالمية، ويتحدثون عن مخططات ينسجوها من خيالاتهم، في موقع يوتوب دائما اتابع شخص مغربي، يقدم قصص مصاغة بشكل جميل، لكنها لم تكن حقيقية وإنما من صنع الخيال، عندما تسمع قصصه، تندمج معه، ويكون تفاعل معه، لكن على أرض الواقع لاشيء، هناك من الكتاب العرب، ربط تعاون الحكومة الأذرية مع اسرائيل لحلم إقامة دولة أذرية كبرى، يجهلون الحقائق على الارض، علاقة رئيس أذربيجان مع إسرائيل والغرب وروسيا والصين علاقات طبيعية عادية، نعم استفاد من علاقاته مع اسرائيل ومع أردوغان في هزيمة الأرمن والقضاء على انفصال إقليم كارباخ، ولم يخطط رئيس أذربيجان في مهاجمة ايران، بل هناك تداخل قومي وديني ومذهبي مابين ايران واذربيجان، وغالبية الاذربيجانيين يأتون إلى ايران وإلى النجف وكربلاء للدراسة، نعم السياسة تختلف لكن أواصر الروابط الروحية قوية بين علماء كربلاء والنجف والكاظمية وقم ومشهد وبين أبناء الشعب الأذري الشيعي المسلم، الفيالق الإعلامية العربية المرتبطة بدول الاستعمار يُقَولون الرئيس الأذربيجاني بما هو لم يَقوله، نحن بزمن كثر به الإعلام المزيف والكاذب والمدلس.
محاولة إسقاط النظام في إيران، لن يكون بالسهولة التي يتوقعها أعداء الشعب الإيراني وحكومته، أمريكا حاصرت كوبا منذ ثمانين عاما ولم تستطيع إسقاط النظام الحاكم في كوبا ولازال الحزب الشيوعي حاكما في كوبا إلى يومنا هذا رغم سقوط السوفيت.
الحرب الدائرة الآن مابين إسرائيل المدعومة من ترامب والناتو والأنظمة الوهابية ضد إيران لم تستمر طويلا، سوف يتم وقف إطلاق النار قريبا، ربما تستخدم أمريكا أسلحة نووية معينة في الحرب، لكن هذا الأسلوب لم ولن يجعل النظام في إيران يرفع راية الاستسلام ابدا، بل المعروف عن الفرس العناد، فكيف اذا كانوا الايرانيين يجزمون أن الحق معهم، وأن نتنياهو هاجمهم رغم تقدم المفاوضات بين إيران وأمريكا في سلطنة عمان، خطاب أردوغان في اجتماعات مؤتمر منظمة الدول الإسلامية هذا اليوم الذي عقد في تركيا، قال سوف نقف ضد اي مشروع التقسيم والتفكيك بالمنطقة، نعم أردوغان يعرف تركيا مستهدفه، نتنياهو قتله الطمع، كان يفترض ينتهز فرصة انبطاح وهزيمة العرب في رسم حدود دويلات جديدة على أنقاض الدولة السورية المنهارة، أفضل له من أن يفتح جبهات خاسرة مع إيران وباكستان وتركيا.
تقسيم سوريا ممكن، ويمكن إلى نتنياهو فعله بسهولة، وبموافقة من الكثير من أبناء المكونات السورية، ويتم خلق واقع جديد في الجغرافية المحيطة في اسرائيل، ربما غباء نتنياهو ورطه في الدخول بحروب خاسرة تجعله يخسر حتى حلمه في تقسيم سوريا الحالية لضمان أمن إسرائيل.
المرجعيات الشيعية في إيران تحظى في دعم غالبية ساحقة من أبناء الشيعة الإيرانيين من القوميات العربية والاذرية والكوردية، في كردستان الإيرانية توجد محافظات شيعية مثل كرمنشاه وايلام غالبية أبنائها شيعة موالين إلى المرجعية الشيعية في الدولة الايرانية، وكذلك محافظات الأذريين بغالبيتهم شيعة جعفرية مع المرجعية الشيعية ومع الدولة الإيرانية، مايكتبه الكتاب العرب من أنصار القوى الطائفية الوهابية مجرد اضغاث احلام.
حسب قرائتي للوضع، سوف تقوم أمريكا بقصف المواقع النووية الايرانية، ولامانع لديهم بقصف مدينة أو عدة مدن إيرانية بقنابل نووية صغيرة مثل الذكية وغيرها من المسميات، بعد تدمير المواقع النووية وقصف عدد من المدن الايرانية، بالتأكيد سوف تقف الحرب، واكيد يكون إلى ايران نصر معنوي، مفهوم النصر بقاء النظام وليس بعدد من يسقط من الشهداء، الكثير من الناس يدعون الله أن يقتلون حسب اعتقادهم في سبيل الله لنيل الشهادة، بيننا الايام، لكن يفترض في قادة الجمهورية الإسلامية إعادة النظر في مواقفهم، حول قضية فلسطين، المطلوب ترك قضية فلسطين إلى العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني، ودعم العلاقات الإيرانية مع دول الخليج، ولابأس حث المواطنين الشيعة من أبناء دول الخليج من خلال المرجعيات الشيعية بالنجف وكربلاء وقم ومشهد، في التعاون مع انظمتهم في دولهم الخليجية، ورحم الله الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين كتب كتاب اسمه التطبيع، التطبيع ليس مع بني صهيون ههههه إنما طالب في إيجاد تطبيع اي تعاون مابين الشيعة الخليجيين في دول البحرين والسعودية مع حكوماتهم ويكونون جزء من دولهم والعمل على حصولهم على حقوق المواطنة اسوة في مواطني بلدانهم، وتحدث المرحوم محمد مهدي شمس الدين، عن وضع العراق، وقال يجب أن يكون نظام الحكم بالعراق مابعد نظام صدام، مثل لبنان لكن بطريقة افضل من لبنان، توفى الشيخ محمد مهدي شمس الدين قبل سقوط نظام صدام جرذ العوجة في سنتين، لكنه كان صاحب نظرة ثاقبة وممتازة، أقول إلى القوى الشيعية مالنا ومال فلسطين والغِدس فإنها قضية العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني بالدرجة الأولى، ألف طز بالأعراب، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
21/6/2025