الحكم الذاتي هو الطريق للبقاء… الإيزيديون لن يكونوا تابعين لأحد بعداليوم!

يحيى هركي

المقدمة :

يا أبناء شنكال والشيخان يا أحفاد الذين صمدوا رغم السيوف والفرمانات يا من سالت دماؤكم على هذه الأرض منذ مئات السنين… أنتم لستم أقلية هامشية كما يريدون أن يصوروكم بل أنتم شعب أصيل دفع ثمن وجوده أكثر من خمس وسبعين إبادة جماعية آخرها المجزرة المروّعة التي ارتكبها داعش عام 2014 أمام أعين العالم كله حيث قُتل الآلاف وسُبيت النساء وخُطف الأطفال وتحوّل الوطن إلى سوق نخاسة ومقابر جماعية  وقد اعترفت الأمم المتحدة بهذه الكارثة كجريمة إبادة جماعية ولكن بعد أكثر من عقد لم يتغير شيء في واقع الإيزيديين.

هذه ليست مجرد مأساة عابرة بل جريمة متكررة عبر التاريخ: من العثمانيين إلى المتطرفين من العرب إلى بعض الأكراد المسلمين من صمت بغداد إلى خذلان أربيل. الجميع تواطأ بالصمت أو بالفعل والنتيجة أن الإيزيديين يدفعون الثمن في كل جولة دماء جديدة.

الإيزيديون شعب موحّد يتكلمون الكردية لكنهم ليسوا تابعين لأحد. اللغة لا تعني الولاء. أمريكا وبريطانيا وأستراليا يتحدثون الإنجليزية لكن كل شعب يعتز بدولته وسيادته. كذلك أنتم يجب أن تقولوا بفخر: نحن الإيزيديون لنا هويتنا لنا سيادتنا ولنا قرارنا.

أنتم أصحاب كتاب مقدس هو “المصحف الأسود ديانتكم توحيدية مسالمة تؤمن بالله واليوم الآخر والعمل الصالح. لم تعتدوا على أحد لكنكم دائمًا كنتم هدفًا للعدوان. حتى لقمة العيش حوصرت المسلمون لا يشترون من مطاعمكم ومحلاتكم وكأنهم يحاصرونكم اقتصاديًا بصمت.

الحكومتان في بغداد وأربيل تعاملان الإيزيديين كأقلية بلا وزن سياسي. مناطقهم لم تُعمر النازحون لم يعودوا بأمان والضحايا لم تُنصف عوائلهم. بل تحولت شنكال إلى ساحة صراع نفوذ بين القوات العراقية والبيشمركة والفصائل المسلحة فيما ظل الإيزيديون بلا قرار ولا سلطة على أرضهم.

لقد أثبتت التجربة أن الإيزيديين بلا قوة سياسية وإدارية سيبقون دائمًا ضحايا التهميش والذبح والتهجير. والدليل ابادة شنكال بعد ان بغداد خانتكم أربيل خذلتكم والعالم لم يحرك ساكنًا إلا بعد امتلاء المقابر الجماعية بجثث أبنائكم.

الخلاصة :

أيها الأمير أيها المجلس الروحاني:اطلبو لشعبكم الحكم الذاتي فهو حق مشروع في الدستور العراقي

التردد اليوم يعني الخيانة والتردد غدًا يعني التكرار المميت لتاريخكم المليء بالإبادة والفرمانات. لقد دفع شعبكم أثمن ما يملك ودماؤهم ليست للانتظار أو التسويف.

الحكم الذاتي ليس رفاهية بل حق تاريخي ووجودي. إنه الطريق الوحيد للكرامة والأمان والبقاء. إدارة شؤون الإيزيديين بأيديهم في شنكال والشيخان وسائر مناطقهم ضرورة لا غنى عنها ولن يقبل شعبكم أقل من ذلك.

وما عليكم الا توحيد الصفوف ككتلة واحدة بلا انقسام بين بغداد أو أربيل.وإعلان موقف رسمي وقوي ورفض أي وصاية خارجية على شعبكم.وتشكيل إدارة محلية كاملة إيزيدية قوة أمنية إدارة مستقلة للموارد والخدمات.وإعادة إعمار القرى والمدن وفق احتياجاتكم. واقتصاد قوي ومستقل بفضل الموارد الطبيعية في مناطقكم بما فيها النفط والمياه والأراضي الزراعية.وتدويل المطلب ومخاطبة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لتثبيت الحكم الذاتي.انظرو الى الدروز في السويداء لم ينتظروا حماية أحد وطالبوا بالاستقلال بشجاعة.

إمارة موناكو وأندورا وأقاليم أوروبية أخرى تدير نفسها بالكامل وتحقق ازدهارًا بفضل الحكم الذاتي. ويكون شعاركم الاول والاخيرهو:الإيزيديون أصحاب هذه الأرض يقررون مصيرهم بأيديهم ولن ينتظر أحدًا ولن يكون تابعين لأحد بعد اليوم! والتاريخ سيكتب: الإيزيديون إما صمتوا حتى فُنيت هويتهم أو نهضوا وانتزعوا حقهم بجرأة. القرار اليوم بين أيديكم فكونوا على قدر دماء شهدائكم واصنعوا مستقبلًا يليق بكم.