نوفمبر 22, 2024
images

اسم الكاتب : سمير يوسف

الدولة الاسلامية ليست الا نمر من ورق. هذا هو ملخص شهر من الحرب بين الجيش العراقي وداعش. تم عرض قوة الارهابيين بلا رحمة ضد النساء والاطفال وبقية المدنيين. السكان في المناطق التي استولت عليها داعش قبل سنتين اخذوا على حين غرة. ان الطرق البربرية المستخدمة من قبل داعش ضد اليزيديين والمسيحيين والشبك والشيعة والتركمان وحتى العرب السنة والاكراد هزت العالم. لقد تبنت داعش طرق اسلامية قديمة مثل قطع الايدي والرؤوس والرجم واخذ السبايا وحرق اسري الحرب. اما المثيليين فقد تم رميهم من اعلى السطوح . كما ان داعش كانت قادرة على تطوير افكارها حيث ابتدعت فكرة جهاد النكاح (تقوم المراة بممارسة الجنس من مقاتل لمدة ساعة واحدة بعد اجراءات ورقية بحضور رجل دين من داعش ).
في اعقاب عام 2003
منذ عام 2003 شعرت اجزاء كثيرة من الطائفة السنية بالغربة, واصبحت تمثل جزءا من اجندات خارجية وتبنت وجهات نظر متطرفة. اما بقية السنة فكانوا معتدلين ويتعاملون بايجابية مع الواقع الجديد. حاول المتطرفون السنة وبشتى الوسائل من اعادة عقرب الساعة الى الوراء وفشلوا في ذلك. واليوم يمكن رؤية الفرق وبكل وضوح بين السنة المعتدلين والمتطرفين.
وحيث تجابه داعش هزيمة تاريخية محققة, قام السنة المتطرفون بالدعوة لاجتماع قمة في عمان الاردن يوم 25 نوفمبر لغرض توحيد الصفوف وامتلاك رؤية مستقبلية موحدة. لقد كان الحضور الاقليمي واضحا حيث تدخلت كل من السعودية وقطر وتركيا بشكل مباشر. لقد فشلت القمة فشلا ذريعا. لقد حاول خميس خنجر ان يترأس القمة وفشل. رفض المعتدلون السنة ما قدم في الاجتماع كما فشل المتطرفون انفسهم في الاتفاق.
سيناريو الاقليم السني
لقد كان مشروع السنة المتطرفون هو انشاء الاقليم الغربي للسنة على غرار اقليم كردستان في شمال العراق. والخطوة التالية في الاجتماع كانت اقتراح من سيحكم هذا الاقليم الغربي. وهنا فشل الحاضرون في الاتفاق فشلا ذريعا. وفي الحقيقة فان هذا الفشل ليس خاصا بالاقليم السني حيث نجد ان اقليم كردستان يواجه المشكلة نفسها. لقد اظهرت تجربة اقليم كردستان صعوبة ادراة الاقليم بوجود مؤسسات دولة مركزية غير ناضجة واجهزة الاقليم غير المكتملة. لقد ترأس مسعود برزاني الاقليم ولمدة ثلاث عقود وهو يرفض التخلي عن منصبه حتى بعد ان فشل في اعادة انتخابه للمنصب. كما تقوم افراد اسرته واقربائه بادارة الاقليم على نحو احتكاري. وبغياب الشفافية اختفت مليارات الدولارات من خزينة الاقليم. ومن اجل ان يحكم برزاني سيطرته على مقاليد حكم الاقليم الغى المؤسسات الديموقراطية واوقف العمل بالبرلمان. ومع نهاية فترته في حكم الاقليم رفض التخلي عن المنصب واستمر بادارة الاقليم.
لقد سادت فترة من العلاقات السلبية بين الافليم والحكومة الاتحادية في بغداد. وقد كان سلوك الاقليم شبيها بسلوك دولة معادية. هناك الكثير من الحالات التي قامت بها قوات الاقليم باطلاق النار على الجيش العراقي. كما ان القانون العراقي لا يسري في اقليم كردستان. واليوم يبدو الاقليم وكانه يحل نفسه بنفسه حيث تحاول السليمانية ودهوك بالاتنفصال عن الاقليم والالتحاق ببغداد.
ان انشاء اقليم غربي اليوم للسنة ولو انه يبدو حلا مناسبا لمشكلات اليوم الا انه يمهد لحرب اهلية جديدة. حيث يصر السنة المتطرفون على الاستيلاء على بغداد واعادة حكمهم كالسابق. من ثم فان الاقليم الغربي سيكون اداة للتهيأ لانشاء جيش سني قادر على دخول بغداد.
اضافة لذلك فان هناك معارضة شعبية شديدة لانشاء الاقليم الغربي حيث ستعتبر هذه الخطوة في طريق تقسيم العراق.
ويتفق المراقبون ان انشاء اقليم غربي للسنة سيتبعه انشاء اقليم في وسط وجنوب العراق للشيعة. سيقوم المتنفذون الشيعة واصحاب المليشيات باحتكار السلطة في هذا الاقليم والغاء جميع مظاهر الديموقراطية. وسيعاني هذا الاقليم من نفس مشكلات اقليم كردستان.
سيناريو بديل
المعتدلون السنة لديهم نظرة مختلفة تماما عن نظرة المتطرفون السنة وكذلك المعتدلون الشيعة والاكراد. يحاول المتطرفون ومن جميع مكونات الشعب العراقي ان يجعلوا التعايش المشنرك مستحيلا من اجل تمرير مشروعهم بانشاء ثلاثة اقاليم.
ان المشروع البديل هو قيام المعتدلون ومن جميع مكونات الشعب العراقي بانشاء حكومة وحدة وطنية متجانسة مع نفسها تضم فقط المعتدلين. اما المتطرفون ومن جميع مكونات الشعب العراقي فلن يكون لهم مكانا في مثل هذه الحكومة.
ان هذا البديل ليس فكرة نظرية مجردة وعلى العكس من ذلك تماما.ما يجعل هذا البديل اكثر واقعية من البديل الاخر هو التأييد الذي يستلمه من المرجعية الدينية في النجف الاشرف .فاية الله السستاني, وهو المرجع الاعلى معروف باعتداله ودعوته الدائمة للسلام الاهلي. كما ان هذه المرجعية الدينية ترى ان انشاء الاقليم الغربي يجب ان يكون الملاذ الاخير ويمثل تكلفة عالية وعندما تفشل جميع الخيارات الاخرى.
ان حكومة وحدة وطنية تشتمل على المعتدلين فقط ومن جميع مكونات الشعب العراقي ستمضي قدما في تاسيس دولة مدنية لا دينية. وكلما تبتعد هذه الدولة من تاثير الاسلام السياسي كلما تضعف العقد الطائفية والعنصرية .
وعليه فان تحليلنا اعلاه يشير الى ان العنف وعدم الاستقرار لا يمكن ان تسببه طائفة واحدة بل وجود متطرفين في الحكومة المركزية.
للتواصل
Samir.yousif@outlook.com
تجمع سومريون / سمير يوسف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *