د. فاضل حسن شريف
ذكرت كلمة الخوف في آيات قرآنية منها (البقرة 38) (البقرة 262) (آل عمران 170) (المائدة 69) (الأنعام 48) (الأعراف 35) (يونس 62) (الأحقاف 13). ومن مفردات الخوف: الخشية منها (البقرة 74) (الحشر 21)، الرعب منها (الكهف 18) (الأحزاب 26) (الحشر 2)، الرهبة (البقرة 40) (الأعراف 116) (الأنبياء 90) (القصص 32)، الفزع (الأنبياء 103) (النمل 87) (ص 22)، الوجل منها (الأنفال 2) (الحجر 52)، الروع (هود 74)، الفرق (التوبة 56)، الهلع (المعارج 19)، الجزع (المعارج 20)، البأس (هود 36).
جاء في موقع بيان الاسلام عن الفرق: الفَرَق: ورد لفظ “الفَرَق” فى القرآن الكريم مرة واحدة، فى قول الله سبحانه وتعالى: – “وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ” (التوبة 56). عُبِّر بالفَرَق عن الخوف الشديد الذى يتفرَّق القلب منه كأنه يتصدَّع وينشق. وقد أوضحت الآية التالية مبلغ خوفهم الشديد، بأنهم لو وجدوا مكانًا يلجأون إليه أو يغيبون فيه لأسرعوا إليه إسراعًا لا يردهم شىءٌ، فرارًا من القتل: “لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ” (التوبة 57). فالفَرَق إذن: أشَدُّ الخوف، وفيه جُبن واضطراب شديد.
روى سماعة عن الامام الصادق عليه السلام أنّه قال: إذا خفت أمرا فقل: “اللُّهُمَّ، إنَّكَ لا يَكْفي مِنْكَ أَحَدٌ، وَأَنْتَ تَكْفِي مِنْ كُلِّ أَحَدٍ، مِنْ خَلْقِكَ، فَاكْفِنِي ما أَهِمَّني”. وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال لعبد الله بن جندب: “يَا ابْنَ جُنْدَبٍ يَهْلِكُ الْمُتَّكِلُ عَلَى عَمَلِهِ وَلَا يَنْجُو الْمُجْتَرِئُ عَلَى الذُّنُوبِ الْوَاثِقُ بِرَحْمَةِ الله، قُلْتُ: فَمَنْ يَنْجُو، قَالَ: الَّذِينَ هُمْ بَيْنَ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ فِي مِخْلَبِ طَائِرٍ شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وَخَوْفاً مِنَ الْعَذَابِ”. وعنه عليه السلام: “يَا إِسْحَاقُ خَفِ الله كَأَنَّكَ تَرَاه وإِنْ كُنْتَ لَا تَرَاه فَإِنَّه يَرَاكَ”. وعن الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله عليه السلام يَقُولُ: “مَنْ خَافَ اللهَ أَخَافَ اللهُ مِنْه كُلَّ شَيْءٍ ومَنْ لَمْ يَخَفِ اللهَ أَخَافَه اللهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ”
عن موقع براثا عن الخوف والهلع في القرآن للشيخ عبد الحافظ البغدادي: رأي الإسلام في موضوع الخشية السلبية وما الفرق بين السلبي والإيجابي..هناك فرق كبير بين الليل والنهار..في الحياة اعطى الله تعالى الوانا ثابتة لكل مخلوق يميزه عن الخلق الاخر مثلا الأرض الزراعية تعطي لونا يختلف عن لون الصحراء القفرة..و لما خلق الله سبحانه آدم عليه السلام نفخ فيه من روحه.. قبض قبضة من جميع الأرض فجاء البشر من نسله مختلفين في أشكالهم وألوانهم وطبائعهم وذلك لحكمة عظيمة حيث قال تعالى: (وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ * إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُم.). فما هي الحكمة من خلق الله الناس مختلفين؟ لماذا خلق الله الناس مختلفين يذكر بعض أهل العلم أنَّ سبب خلق الله الناس مختلفين هو مناسبتهم للأصل الذي خُلقوا منه وهو من جميع أنواع تراب الأرض ليجعل بين الناس اختلافاً في الطبائع جاء في الحديث الشريف للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم “قال: (إن الله تعالى خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر والأسود والأبيض والأصفر وبين ذلك والسهل والحَزن والخبيث والطيب). أشار الحديث صراحة إلى اختلاف الناس في ألوانهم وصفاتهم(الخَلقية والخُلقية) ويرجع ذلك إلى تقدير الله تعالى.. لان التربة التي خُلق منها إنسان تختلف عن التي خُلق منها إنسان آخر فمن خُلق من تربة السهول طبعه مختلف عن الذي خُلق من طينة الجبال، والذي خُلق من طينة بيضاء لونه يختلف عمن خُلق من طينة سوداء، وعلى هذا الأساس نشأَ الاختلاف بين الناس لذلك ترى الاختلاف سنة الله في خلقه (قال الصادق عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى أطلع على الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منا والينا. وقال الصادق عليه السلام: رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا يفرحون لفرحنا. وقال الباقر عليه السلام: رحم الله شيعتنا لقد شاركونا بطون الحزن على مصائب جدي الحسين عليه السلام ثم قال:” أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بهما في الجنة غرفا يسكنها أحقابا.
جاء في موقع السراج للشيخ حبيب الكاظمي عن أنواع الخوف: هل هو خوف من ذات الله عزوجل رب العالمین لیس بظلام للعبید نحن نخاف جهة لأنها قد تضرنا تظلمنا هکذا في الخوف المتعارف فإذاً الخوف من الله عزوجل خوف من أيء شيء؟ خوف من عقوبته والخوف من العقوبة مترتب علی ماذا؟ علی الذنب العاصي هو الذي ينبغي أن یخاف من الله عزوجل طبعا العاصي الملتفت والا المتغول في المعاصي حتی هذا الخوف لا یأتيه اذاً الخوف من الله عزوجل اذا کان الخوف من عقابه هذا من روادع العبد عن إرتکاب المعصیة ولهذا رب العالمین في کتابه الکریم هکذا عبر ولمن خاف مقام ربه جنتان الآن لماذا قال مقام ربه؟ للدلالة على أن الخوف لیس من الذات وانما من المقام طبعا الأنبياء ایضا یخافون الله عزوجل خوفهم لیس من باب الخوف من المعاصي والعقوبات هنا الأمر الهیبة هيبة الله توجب لهم الخوف ولهذا أحدنا عندما یلتقي بمرجع من مراجع التقلید مثلاً ایضا یضطرب قلبه لا خوفاً من عقابه ولا من ذاته هذا الخوف خوف الهیبة امیرالمؤمنين رأى رجلاً علیه أثر الخوف قال ما بالك؟ قال إني أخاف الله وهذا التعبیر تعبیر شائع عندنا أحدهم یقول انا أخاف الله، امیرالمؤمنين غیر التعبیر قال یا عبدالله خف ذنوبك یعني لماذا تخاف من الله عزوجل؟ لیکن الخوف من الذنب الذي یوجب العقوبه.
وعن الفرق بين البأس والخوف يقول أبو هلال العسكري: أن البأس يجري على العدة من السلاح وغيرها ونحوه قوله تعالى “وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد” (الحديد 25) ويستعمل في موضع الخوف مجازا فيقال لا بأس عليك ولا بأس في هذا الفعل أي لا كراهة فيه. الفرق بين البأساء والضراء: أن البأساء ضراء معها خوف وأصلها البأس وهو الخوف يقال لا بأس عليك أي لا خوف عليك، وسميت الحرب بأسا لما فيها من الخوف والبأس الرجل إذا لحقه بأس وإذا لحقه بؤس أيضا وقال تعالى “فلا تبتئس بما كانوا يفعلون” (هود 36) أي لا يلحقك بؤس، ويجوز أن يكون من البأس أي لا يلحقك خوف بما فعلوا، وجاء البأس بمعنى الاثم في قولهم لا بأس بكذا أي لا إثم فيه ويقال أيضا لا بأس فيه أي هو جائز شائع.