محاضرات الجامعة المستنصرية
مضت حقبة طويلة من الزمن ، ظهرت خلالها أبحاث مستفيضة تناولت الدعوة العباسية مشيرة الى دور العباسيين الهام في هذا المجال ، ناسبة كل أمر أليهم ، سالبة ما كان لغيرهم حتى دعيت تلك الحركة بالدعوة العباسية ، واذا أردنا ان نتتبع تأريخيا بداية ذلك الأمر ، ونتقصى الروايات التي حيكت حول الجذور الأولى لذلك التنظيم ، نجد ان هنالك اضطرابا واضحا في تلك الروايات ، وغموضا ظاهرا في النصوص ، يستشف من خلالها ان الصورة التي رسمت للدعوة العباسية لم تكن تمثل طبيعتها الحقيقية ، وإنما قامت السلطة العباسية والتي تسلمت الامور بعد ذلك برسمها بالشكل الصحيح الذي أرادته ، ومن هنا فأن أغلب تلك النصوص إنما استندت على روايات عباسية أو مؤيدة لبني العباس .
- يمكن القول أن البلاذري (ت 279هـ) يعد من اوائل الذين ذكروا وصية أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية الى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، تلك الوصية التي أستند عليها العباسيون في أحقيتهم بالدعوة دون العلويين . ويعطي البلاذري صورة مصغرة لتلك الوصية ودونما تفصيل يذكر .
- في حين يتناولها اليعقوبي (ت282هـ) بشيء من التفصيل ، فهو يذهب الى القول بان أبا هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب أوصى الى محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس حينما أدركته الوفاة بعد حادثة وضع السم له من قبل سليمان بن عبد الملك (ت 96-99 هـ) . ولم يكتف اليعقوبي بهذه القصة ، بل أضاف الى ذلك : (( إن أبا هاشم قال لمحمد بن علي : وهذه وصية أبي إلي ، وفيها إن الأمر صائر أليك والى ولدك )) . ويسترسل اليعقوبي في قصته هذه الى جوانب التنظيم الذي كان يترأسه أبو هاشم قد كشف الى محمد بن علي الذي أصبح المدبر للحركة المناوئة للأمويين ويظهر ان ذلك يحدد بعام 98 هـ .
- إما الدينوري (ت282هـ ) فلا يشير من قريب او بعيد الى مثل تلك الوصية ، بل يكتفي بالقول : (( أن محمد بن علي اول من قام بالامر ، وبث دعاته في الأفاق )) . في حين نجد الطبري (ت310هـ) وهو من أدق وأوسع المصادر التي تناولت العصر الأموي . ففي احداث عام 100هـ أن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وجه من ارض الشراة دعاته الى الكوفة وخراسان وأمرهم بالدعاء إليه والى أهل بيته ، وهي رواية لا سند لها وإنما تسبق بقال أبو جعفر (الطبري) . الا أننا نجد الطبري في احداث عام 132 هـ ينقل أن علي بن محمد بن أبا هاشم خرج الى الشام فلقي محمد بن علي فقال : يا بن عم ، إن هذا الأمر يرتجيه الناس فيكم . قال قد علمت ، فلا يسمعه منك احد . وهي رواية تختلف اختلافا بينا عن تلك التي يوردها اليعقوبي حيث يظهر من خلالها وكأن البيعة قد تمت لا بسبب الحالة التي كان عليها أبو هاشم بعد تجرع السم الذي وضعه له سليمان بن عبد الملك ، وإنما رغبة أبي هاشم في ذلك لسبب او لأخر ويستوقفنا هنا قوله : (( إن هذا الأمر الذي يرتجيه الناس فيكم ، وجواب محمد بن علي : قد علمت ، فلا يسمعه منك أحد )) ، وكأن ان الأمر معروف ومتفق عليه منذ زمن طويل ، أو أنها إرادة السماء . وهي كما لا يخفى رواية واهية لا تستند إلى دليل عقلي وتقوم على غيبيات لا اساس لها من الواقع .
- إما صاحب كتاب أخبار العباس فينقل روايات عديدة ومتضاربة لما حدث ، فتارة يقول (( إن أبا هاشم قدم فنزل على محمد بن علي فأشتكى فأوصى الى محمد بن علي وكان يسمى محمد بعده الأمام )). وأخرى يدعي في رواية ينسبها الى محمد بن علي نفسه أنه قال : (( توفي أبو هاشم في هذا البيت ، وقال لي وقد ادنف ، ولم أكن افارقه في مرضه ، فأنما عند الله احسبني لما بي فاخرج عني من في البيت فاني أريد أن اعهد أليك ، قال ومعي داود وسليمان أبنا علي وعروة مولانا فأمرتهم بالخروج … ))
وفي رواية ثالثة يذكر : (( أن قوما من أهل خرسان كانوا يختلفون الى أبي هاشم فمرض مرضه الذي مات فيه فقال له قوم من خراسان : من تأمرنا نأتي بعدك قال : هذا ، وهو عنده ، قالوا من هذا ؟ فقال : هذا محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، فقالوا مالنا وهذا قال لا اعلم أحد اعلم منه ولا أخير منه فأختلفوا إليه )) .
- إما صاحب كتاب العيون والحدائق فيذهب الى ان الوليد بن يزيد هو الذي بعث الى أبي هاشم سماً في حلواء حملت أليه (( فلما أكل منها أبو هاشم أحس بالسم فتحامل الى الحميمة وبها ولد عبد الله بن العباس بنو عمه فاعلمهم إن له دعاة وعرفهم ان هذا الامر فيكم ويصل إليكم وليكن عندهم خير من الدعاء ولا يعرفون أحدا منهم )) .
وإذا أردنا إن نتبع الروايات المتعددة هذه واحدة بعد اخرى ، ونتدبر أسانيدها إضافة الى متونها فأن مظاهر الضعف تكاد تكون بارزة في بعض جوانبها . فكل من البلاذري والطبري يرويان أخبار عن واحد هو علي بن محمد المدائني البصري (135-225هـ) فيما يتصل بالبيعة في حين لا يذكر الطبري المصدر الذي استقى منه معلوماته فيما يتصل بخبر توجيه الدعاء من قبل محمد بن علي ، كما انه أهمل ذكر البيعة في السنوات التي سبقت عام 100هـ ، وهو العام الذي شهد توجيه الدعاة ، وهذا خلاف عادته في سرد كل ما يتصل بالسنة من إحداث ، بل نجد يذكرها في احداث سنة 132هـ . وهذا يدعو الى الشك إن مثل تلك البيعة قد حدثت قبل وفاة أبي هاشم .
إما اليعقوبي والدينوري فليس لديهما ذكر للمصادر التي استقيا أخبارهما منها ، ولاشك انهما اعتمدا على روايات كانت شائعة آنذاك روجها العباسيون في هذا المجال كوسيلة لشرعية الحكم القائم . ولابد لنا من اطالة الوقوف قليلا عند روايات صاحب كتاب إخبار العباس ، وهو كما يبدو الأساس الذي أعتمده المؤرخون في رواياتهم دونما اشارة إليه ، عن أخبار الدعوة العباسية . إذ ان الكتاب يعد من أقدم وأوسع المراجع التي تناولت الدعوة هذه ، متضمن أخبار يندر توفرها في مراجع أخرى ، بل نجد بين طياته معلومات غاية في الدقة والأهمية ، ولا يخفى أن معلوماته جاءت عن طريق أناس شاركوا في الاحداث نفسها الى جانب العباسيين ، وكانوا على علم بدقائق أمورها ، ومن ثم فان أهواءهم كانت عباسية او مؤيدة لبني العباس . ويتضح ذلك من خلال الروايتين اللتين رواهما بشأن البيعة ، حيث اخذ أولاهما عن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، والثانية عن أخيه عيسى بن علي .
إن ظاهر الخلاف بين في رواياته ، فهو يذكر انه لم يكن في البيت حيث أدنف أبو هاشم سوى افراد من البيت العباسي ومواليهم ، على حين يذكر في الرواية الاخرى ان هنالك قوما من خراسان كانوا قد حضروا معه ، وهذا يناقض بعضه بعضا . إما روايته الأولى فلا يمكنها بحال من الاحوال إن تثبت إمام نقد موضوعي او تصمد إمام روايات أخرى معارضة لها . إما عدم ثبوتها إمام النقد فواضح ، إذ ليس من المعقول ان تترك شخصية كبيرة ، مسؤولة عن تنظيم سياسي خطير كأبي هاشم دونما حراسة او حماية ، أو على الأقل رفقه في هذه الرحلة الطويلة من الحجاز الى دمشق . إما عن عدم صمودها إمام روايات أخرى فدليلنا فيما نقول هو روايته الثانية التي ذكرت ان هنالك قوما من خراسان كانوا معه ، وكذلك ما يذكره صاحب كتاب العيون والحدائق ان بعضا من اهل بيته وكذلك من أهل المدينة كانوا معه .
والذي نود ان نقوله هنا ، أنه لم يكن وحيدا في الحالة التي كان عليها ، وإنما كان محاطا بجمع من أهله ومؤيديه ، ومن هنا فهو لم يكن في موقف المجبر على البيعة للعباسيين بشخص محمد بن علي ، إذ الأجدر أن يبايع لأهل بيته بدلا من بني عمه ، وهذا ما تقول به بعض فرق الكيسانية حيث تذهب الى القول بأن أبا هاشم بايع الى أبن أخيه الحسن بن علي ، بينما ذهب اخرون الى أنه بايع لأخيه علي بن محمد .
أذا اردنا أن نتجاوز كل ذلك ، وأن لا نحمل النصوص فوق طاقتها وأن كنا كذلك ، فأن هنالك أمور تدفع حدوث مثل تلك البيعة للعباسيين ، ولا نسوغ مثل ذلك الاتفاق بين الرجلين ، منها أن شخصية محمد بن علي هذا لم تكن معروفة انذاك ، أو أنه كان يمثل تنظيما سياسيا واضحا ، وأن ما يقال عن استقراره بالحميمة فأنه ليس له أي صبغة سياسية خشية خطره على النظام القائم ، وإنما كانت هناك علاقات شخصية غير ودية بينه وبين سليمان بن عبد الملك حملته على الاستيطان في تلك المنطقة أن صحت رواية المسعودي في هذا الشأن . بينما تظهر رواية صاحب كتاب إخبار العباس أن العائلة برئاسة علي بن عبد الله بن العباس أتجهت صوب دمشق ، استوطنت هناك بعد وفاة عبد الله بن العباس (ت68هـ) ، وبوصية منه حين قال لأبنه علي :(( الحق بأبن عمك عبد الملك فأنه أقرب وأخلق للأمارة ، ودع الزبير ،واياك وأياه فأنه لا يعرف صديقه من عدوه )) . ثم أخرجه الوليد بن عبد الملك (86-96هـ) من دمشق الى الحميمة بسبب حادثة قتل أرتكبها ، وقال له لا تجاورني في دمشق . هذا الى جانب خطأ أخر لم ينتبه له من أنساق وراء تلك الرواية الظاهرة الفساد وهو أن محمد بن علي بويع في حياة والده علي بن عبد الله في حين يجب أن يتولاها الأخير بدلا من ابنه .
والمتتبع للنزاع القائم حول الخلافة منذ وفاة النبي وحتى نهاية العصر الأموي لا يجد حتى خيطا واهيا او اشارة واضحة او خفية الى أحقية العباس وولده أو مطالبتهم بذلك . بل على العكس من هذا فأن جميع الروايات تؤكد بيعة العباس لعلي بن أبي طالب بعد وفاة النبي . ومن ذلك قوله : (( يا أبن أخي ، هلم إلي أبايعك فلا يختلف عليك اثنان )) . وكما أكدت ذلك خطب القادة العباسيين بعد نجاح الثورة ومنها خطبة داود بن علي في احتفال تنصيب أبي العباس السفاح خليفة عام 132هـ بقوله : (( يا أهل الكوفة ، لم يقم فيكم أمام بعد رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم – إلا علي بن أبي طالب –وهذا القائم فيكم يعني السفاح – . و نجد اولاده يخدمون تحت الأمام دون مطمح بالأمارة او طلب بالخلافة ، فكان عبد الله واليه على البصرة ومن اخلص مؤيديه ، وعبيد الله على البحرين واليمن . إما قثم فتولى أعمال الطائف ومكة .
من كل ما ذكر نريد نخلص الى القول أن ليست هنالك بيعة من العلويين ممثلة في شخص أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية الى العباسيين بشأن الزعامة السياسية للحركة المعادية للأمويين ، بل على النقيض من هذا فأن اجتماع الأبواء الذي عقد في أخريات خلافة هشام بن عبد الملك (105-125هـ) وضم قادة المقاومة للأمويين أكد البيعة لمحمد بن عبد الله المعروف بالنفس الزكية ، كانت العائلة العباسية برئاسة ابراهيم بن محمد بن علي وأخيه أبي جعفر المنصور وعمهما صالح بن علي من اولى الجماعات التي أكدت تلك البيعة للنفس الزكية .
غير أن سؤالا سرعان ما يطرح نفسه ، حيث تكلف الإجابة عليه جهدا غير قليل ، إذا كيف سارت تلك الدعوة ، وبأية قيادة استطاعت ان تزيل سيادة البيت الأموي ليحل العباسيين محلهم .
قد تبدو الاجابة على سؤال كهذا لأول وهلة سهلة ميسورة ، أو أنها لا تحتاج إلى إعمال فكر وإجهاد ذاكرة ، إلا إن الأمر ليس كما يظن ، ومرجع ذلك جملة أسباب ، منها ما هو ظاهر للعيان وأخر خفي ، وهو مرجح بين الشك واليقين . إما الظاهر منها فيتجلى في أن المؤلفات التي عالجت تلك الفترة إنما دونت تحت سلطة العباسيين وسيطرتهم ، وهم أصحاب الشأن بهذه المشكلة ، فلا عجبا إن يتحاشى المؤرخون الخوض فيها أو التحدث عنها بالشكل الذي يخالف الاتجاه السياسي للسلطة الحاكمة . وأما الخفي منها فربما كتبت هنالك إحداث خلافا لما نجده ، إلا أنها وقعت بأيدي لم يكن من مصالحها أن تذيعها بين الناس لأسباب سياسة أو شخصية أو طائفية .
يظهر أن التكتل المضاد للأمويين يشكل حركات سرية أعقبت وفاة الحسن بن علي حيث ينقل لنا صاحب كتاب الإمامة والسياسة صورة ذلك التكتل وزعامته بقوله : (( فقامت الشيعة من أهل المدينة وأهل مكة ، وأهل الكوفة واليمن وأهل البصرة وارض خراسان في ستر وكتمان فاجتمعوا إلى محمد بن علي وهو ابن الحنفية فبايعوه على طلب الخلافة أن أمكنه ذلك وعرضوا عليه قبض زكاتهم لينفقوها يوم الوثوب )) .
وهكذا قام أول تنظيم علوي ثوري يعمل في الخفاء برئاسة محمد بن الحنفية لمقاومة الأمويين . وهو كما يصفه الشهرستاني (( كثير العلم ، غزير المعرفة ، وقاد الفكر ، مصيب الخاطر في العواقب )) ، وهي صفات لابد من توافرها في قادة الحركات السياسية وروادها .
وتعد سيطرة المختار بن أبي عبيد الثقفي على الكوفة عام 66هـ أول محاولة علوية لمنازلة الأمويين عن طريق تنظيم حزبي لجماعة الكيسانية .
ويتضح من خلال الروايات المتعددة أن الاتفاق كان تاما بين ابن الحنفية وممثله في الكوفة المختار بن أبي عبيد ، ففي رواية أبي مخنف إن ابن الحنفية أكد أهمية المختار للدعوة العلوية حينما سأله وفد أهل الكوفة إن كان يمثله أم لا ، فكان جواب ابن الحنفية : (( فو الله لوددت إن انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه )) . وهي رواية لا تظهر الصلة الوثيقة بين الرجلين ، وإنما تشير إلى مساندة ابن الحنفية له بسبب طلبه بدماء أهل البيت . في حين تشير رواية الشعبي إلى علاقة أوثق ، وانسجام أتم بينهما ، ويبدو ذلك من خلال الرسالة التي كتبها ابن الحنفية الى ابراهيم بن الأشتر يحثه فيها على مساندة المختار ومؤازرته .
الا أن روايات أخرى توضح صورة غير التي عرفناها من قبل ، حيث يظهر من خلالها وكأن المختار على علاقة ضعيفة بابن الحنفية . ففي رواية محمد بن عمر المختار كان يختلف الى محمد بن الحنفية ، (( وكان محمد ليس فيه بحسن الرأي، ولا يقبل كثيرا مما يأتي به فقال المختار إنا خارج إلى العراق فقال له محمد : فاخرج ، وهذا عبد الله بن كامل الهمداني يخرج معك . وقال لعبد الله تحرز منه واعلم انه ليس له كبير امانة )) وما يرويه الأصمعي إن المختار قال : أدعو إلى المهدي محمد بن الحنفية ، فلما خشي ان يجئ قال : إما إن فيه علامة لا تخفى يضربه رجل بالسيف ضربة لا تعمل فيه )) .
وكذلك ما يذكره صاحب كتاب الإمامة والسياسة إن المختار أرسل إلى ابن الحنفية رسولا وقال له : آت المهدي محمد بن علي وقل له : يقول لك أخوك أبو إسحاق إني احبك وأحب أهل بيتك ، فأتاه الرسول فقال له ذلك فقال ابن الحنفية : كذبت وكذب أبو إسحاق معك ، كيف يحبني ويحب أهل بيتي وهو يجالس عمر بن سعد بن أبي وقاص على وسادة وقد قتل الحسين بن علي أخي )) .
ويظهر مما يذكره الشهرستاني أن هنالك جماعة من الكيسانية تسمى بالمختارية وهم (( أصحاب المختار ، وقالوا بإمامة محمد بن الحنفية بعد علي ، وقيل بعد الحسن والحسين وكان يدعو الناس إليه ويظهر انه من رجاله ودعاته )) ، حيث يدفع ذلك الى التساؤل فيما إذا كان المختار قد انفصل بجماعة لم تعد تربطها رابطة بابن الحنفية وانه استغل اسمه للدعاية وكسب الأنصار ، أم إن ذلك بعض ما لفقه عليه أعداؤه . يبدو أنه ليس هنالك أدلة قاطعة توضح جلية الأمر في هذا الشأن ، ولا يستبعد أن يكون المختار قد أستغل مكانة ابن الحنفية لكي يعمل لصالح نفسه ، وما تأييد ابن الحنفية له ألا بسبب وضعه الضعيف في مكة تجاه ال الزبير . ولسنا هنا بصدد بحث العلاقة بين الرجلين ، قدر اهتمامنا ملاحظة الانقسام الذي حدث في التنظيم العلوي هذا بسبب عدم الاشراف الكامل للحركة العلوية من قبل ابن الحنفية في العراق . وهذا الذي حدث سرعان ما ظهرت نتائجه على وضع المختار في العراق ، وكان من الأسباب الهامة التي طوحت بحكومته عام 67هـ . وقد دفع كل هذا الى أعادت التنظيم بشكل محدد ، إلا أن الروايات تحجم عن إعطاء الملامح الجديدة للحركة عقب مقتل المختار .
وبموت ابن الحنفية تولى القيادة ابنه أبو هاشم عبد الله حيث تحول الولاء إليه وبذلك سميت هذه الدعوة بالهاشمية نسبة إليه . وقد أستطاع هذا الأخير إن يفتح أفاقا واسعة للدعوة حيث شملت خراسان . بوفاة أبي هاشم المفاجئ لم تعد هنالك شخصية علوية ثورية سوى عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب الذي أضحت الحجاز خاضعة لتأثيره السياسي ، إضافة إلى نفوذه الديني ، ولاسيما وإن الحسينيين في هذا الوقت لم يكونوا ميالين الى الكفاح المسلح قدر اهتمامهم بنشر العقيدة الاسلامية عن طريق الفكر والعلوم الدينية وهذا هو شان الإمامين علي بن الحسين وابنه محمد المعروف بالباقر . ويصف عبد الله بن عمر ان ا بن أبي فروة سيطرة بني الحسن , وأحترام القوم لهم بأنهم (( أهيب في صدور الناس من الأسد )) .
لقد أستطاع عبد الله أن يمهد الطريق لابنه محمد المعروف بالنفس الزكية حتى دعاه بالمهدي ، وغلب عليه هذا الاسم في المدينة . الا اننا لسنا على يقين من التاريخ الذي بدأت فيه محاولة بني الحسن لزعامة هذه الحركة السرية ، والذي يبدو ان ذلك حدث بعد عام 122 هـ هو العام الذي شهد مقتل زيد بن علي . ففي عام 120 هـ حل زيد بن علي في الكوفة ، وبعد سنتين من التنظيم السري استطاع ان يعلن الثورة ضد الأمويين ، إلا إن الفشل سرعان ما لاحق الثورة هذه ، وبذلك لم تعد هنالك شخصية علوية اقدر من النفس الزكية لزعامة هذه الحركة .
وفي أواخر عهد هشام بن عبد الملك ، واغلب الظن ان ذلك حدث بعد مقتل زيد بن علي ، شهدت منطقة الابواء اجتماعا موسعا ضم العلويين وإتباعهم ، اضافة الى العباسيين ، حيث درس المجتمعون وضع حركتهم خاصة ، ووضع الدولة الأموية . الا انه ليس لدينا صورة واضحة لما دار في ذلك الاجتماع ، وما هي الأمور التي اتخذت فيه ، ومن هم المشاركون على وجه التحديد . نستطيع القول ان رواية عمر بن شبة قد تعكس بعض جوانب ذلك الاجتماع ، دون أعطاء الملامح الرئيسية له بسبب نقص التفاصيل التي وصلتنا منه. فهو يذكر : (( إن جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالابواء وفيهم ابراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، وأبو جعفر المنصور ، وصالح بن علي ، وعبد الله بن الحسن بن الحسن وابناه محمد وابراهيم ، وقال ابو جعفر : لأي شيء تخدعون أنفسكم ، والله لقد علمتم ما للناس الى احد اطول أعناقا ولا أسرع اجابة منهم الى هذا الفتى ، يريد محمد بن عبد الله قالوا : قد والله صدقت ، إن هذا لهو الذي نعلم فبايعوه جميعا )) . من خلال هذه الرواية نستطيع أن نستشف أمورا كثيرة ، كما وإنها تقودنا إلى الخوض في مشاكل عديدة . فهي توضح بشكل يكاد يكون قاطعا ، الدور القيادي للنفس الزكية وبيعة جميع الأطراف المناهضة للأمويين له .
كما تلقي أضواءا أخرى على طبيعة التكتل الهاشمي المناوئ للدولة الأموية ، حيث نجد ولأول مرة ، العائلة العباسية وهي تمثل تكتلا واضحا للمشاركة في الإحداث السياسية الكبرى الى جانب العلويين . وهذا الذي وجدناه يدعو الى مجموعة غير قليلة من التساؤلات ، وهل اعد البيت العباسي نفسه للزعامة أسوة ببني علي ، ومتى تم ذلك ، وإذا كان الأمر كذلك فلم أقدم القوم على بيعة النفس الزكية ، وما هي الأسباب التي منعت محمد بن علي نفسه من حضور الاجتماع . هذه الأسئلة وأمثالها تكاد تطرح نفسها لكشف جوانب هامة لهذا التنظيم ، الذي يعد من أروع وأكمل الحركات السرية التي طوحت بالأمويين .
إن الإجابة على مثل هذه التساؤلات قد لا تكون قاطعة إطلاقا بسبب سكوت المصادر المتوفرة لدينا من التحدث عنها : وهي وأن تحدثت فليس سوى النزر القليل من المعلومات . والذي نراه أن العباسيين كونوا لأنفسهم تنظيما سياسيا سريا أسوة بآل علي وذلك عقب وفاة أبي هاشم ، إلا أنهم لم يعلنوا عنه ، وكانوا في تكتم وتستر شديدين خشية افتضاح أمرهم خاصة في المناطق المعروفة بعلويتها ، ومن هنا كان تحذير محمد بن علي لدعاته (( ولا تكثروا من أهل الكوفة ولا تقبلوا منهم الا أهل النيات الصحيحة )). وهكذا صرنا نجد دعوتين تعملان في ان واحد أولاهما علوية صاحبة الكلمة العليا بين الخاصة والعامة ، وأخرى عباسية اقتصرت على مجموعة من الدعاة الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ، ومعلوماتنا عنهم في فترة متأخرة ، اعني احداث عام 123 هـ .
أن طبيعة الاتجاه السياسي الموالي للعلويين في الكوفة ، والتيارات القبلية المؤيدة لهم ، دفع القادة العباسيين للبحث عن مراكز أخرى لنشر دعواتهم ، وكانت خراسان من ابرز تلك الأماكن التي وجهوا إليها أنظارهم ، لاعتقادهم بصلاحها لنشر دعوتهم ، خاصة وإنها ارض بكر لمثل هذه الدعوة كما ظنها القوم . ويتجلى ذلك في وصية محمد بن علي لدعاته : (( إما الكوفة وسوادها فهناك شيعة علي بن أبي طالب ، وإما البصرة فعثمانية … وإما الجزيرة فحرورية ، وإما أهل الشام فليس يعرفون الا آل أبي سفيان ، وطاعة بني أمية ، وإما أهل مكة والمدينة فقد غلب عليها أبو بكر وعمر ، ولكن عليكم بخراسان . فأن هناك العدد الكثير ، والجلد الظاهر ، وصدورا سليمة وقلوبا فارغة لم تتقاسمها الأهواء )) . ومن اجل هذا إصر الدعاة العباسيون على عدم الكشف عن اسم صاحبهم للناس حسب وصية محمد بن علي . إذ يذكر صاحب إخبار العباس (( انه لم يكن يعرف محمد بن علي بنسبه وأسمه الا كبار الدعاة ، وكانت دعوتهم الى الرضا من ال محمد، وكانت الدعوة تحمل اسما غامضا ، وهو الدعوة لإل البيت وخلع بني أمية وبيعة بني هاشم .
ويوضح صاحب كتاب إخبار العباس حقيقة ربما غفل أهميتها الكثير ، ولا أعطيت حق قدرها من البحث ، وذلك حين يذكر وصية محمد بن علي لأبي عكرمة ، احد كبار دعاته
(( وإن دعوت أحدا من العامة فلتكن دعواتك الى الرضا من آل محمد . وليكن اسمي مستورا على كل احد ، فان سئلتم عن أسمي فقولوا نحن في تقية وقد أمرنا بكتمان اسم إمامنا )) . والذي نعنيه أكثر من غيره هنا قوله : (( وان دعوت أحدا من العامة )) . وهو كما يتضح محاولة منة لاستغلال القوم ، إذ إن العامة كما لا يخفى شديدي التعلق بالدعوة ان هي حملت اسم أهل البيت ، باعتبارهم صفوة الأمة ، وخيرة رجالها علما ومعرفة وتقى ، فهم أسرع في الانضمام إليها ، وأطوع للإجادة بكل ما يملكون في سبيلها .
ولقد استغل العباسيون تيار الدعوة العلوية ، واستطاعوا من خلاله ان يكونوا تنظيما خاصا بهم ، بدء في أول أمره ضعيفا ، حيث انقضت فترة غير قليلة دون ان ينخرط في صفوفه عدد يذكر (( إذ انقضت سنة مائة وما تبلغ شيعة بني العباس بالكوفة ثلاثين رجلا )) . هذا ما يذكره صاحب كتاب أخبار العباس . في حين نجد هؤلاء القوم لم يزيدوا على ضعف عددهم عام 122هـ أثناء ثورة زيد بن علي ، يدل على ذلك أنهم لن يثوروا ظاهرا إثناء الثورة ، حتى أنهم خرجوا من الكوفة الى الحيرة لغرض شلها ، وعدم التورط في أحداثها ، ولو كانوا ممن يحسب له حساب لما فعلوا ذلك . وهكذا حل اليأس محل الأمل ، وتبددت أحلامهم في هذه المنطقة ، فكانت وجهة دعاتهم .
- في خراسان لم تسر الدعوة العباسية كما قدروا لها ان تسير ، وكما ظنه القادة العباسيون وبالشكل الذي أرادوه ، فقد جوبهوا بانقسام خطير هناك كادت نتائجه أن تشل دعواتهم بشكل جدي ونقصد بذلك حركة عمار بن يزيد المعروف بخداش ، فرواية الطبري لا تعطي تفصيلا لما حدث ، ولا توضح جلية الأمر لما نحن بصدد الحديث عنه فكل الذي نجده (( انه في عام 118هـ وجه كبير الدعاة العباسيين بكير بن ماهان عمار بن يزيد الى خراسان واليا على شيعة بني العباس ، فنزل مرو وغير اسمه وتسمى بخداش ، ودعا الى محمد بن علي فسار إليه الناس وقبلوا ما جاءهم وسمعوا إليه وأطاعوه ، لكنه غير ما دعاهم إليه وكذب ، واظهر دين الخرمية ، ودعا إليه ، ورخص لبعضهم في نساء بعض واخبرهم ان ذلك عن أمر محمد بن علي فبلغ أسد فوضع عليه العيون حتى ظفر به ))
هذا كل الذي ذكره الطبري عن اكبر انقسام للحركة العباسية في خراسان ، والذي يبدو ان الامر ليس كما تظهره رواية الطبري ، بل إن هنالك خفايا لم يستطيع الطبري تبيانها بشان حركة خداش هذه . ولسنا على يقين تام ان كان ذلك قد حدث بدافع من الخوف او لجهل رواته بما حدث ، وعندي أول الأمرين أرجحهما . ولربما ذهب الرواة ابعد من هذا حين طمسوا ما حدث ، والصقوا به خراسان لعل نبتتهم تثمر هناك . بما لا اساس لها من الواقع تمشيا مع سياسة الحكم القائم ، وإلا كيف تفسر ان يدعو خداش الناس الى مثل هذا النوع من الإباحية وهو الممثل لشخصية كبيرة تربطها أوثق الروابط بالنبي ، ولم يدعوهم الى مثل هذا الامر ، الم تكن هنالك أمورا تحتاجها الدعوة اكثر من هذا العمل . وهل نسي الطبري ان منطقة مرو أصبحت بفعل استيطان العرب فيها شبه عربية لا يتقبل أهلها الذي دعوا إليه .
إن ما حدث لم يكن كما يرويه الطبري ، بل إن الامر اخطر من ذلك بكثير حيث قام خداش بعد علمه بان الدعوة ظاهرها لآل علي بينما في الباطن لبني العباس بحركة رفض للعباسيين ، مما حدى بدعاة العباسيين للوشاية به للتخلص منه .
ففي رواية للطبري : (( انه لما قدم أسد من أمل اتوه بخداش صاحب الهاشمية أمر به فرعة الطبيب ، فقطع لسانه وسمل عينه فقال : الحمد الله الذي انتقم لأبي بكر وعمر منك )) . وترى ما هي العلاقة بين خداش وكلا الرجلين أبي بكر وعمر . الم تكن تعني ذلك النزاع الذي احتدم بين الأمام علي ومناوئيه ، وأن خداشا كان وجهته علوية ، يؤيد ذلك ما يرويه صاحب كتاب أخبار العباس (( ان قوما في دعوة بني العباس من أصحاب خداش كانوا يسمون الخالدية بعد إبراهيم ، فقالت فرقة رجعت الوصية والإمامة الى آل علي )) .
وعلى أثر حركة خداش هذه ، كان لابد للتنظيم في خراسان من تغير تام ، وهكذا عهدت القيادة في الحميمة الى كبير الدعاة بكير بن ماهان بتلك المهمة الصعبة . وقد وصل الاخير إلى مرو حيث اجتمع ببقية الموالين له قائلا : (( وقد رأيت إن اختار منكم اثني عشر رجلا فيكونوا نقباء على من يحب دعوتكم ، وضمناء عليهم ، من رضوا إيمانه وعرفوا صحته اخذوا بيعته ، ومن اتهموا احذروه واحترسوا منه )) . فحديثه يكشف بوضوح ذلك الاضطراب الذي عم التنظيم في خراسان وهلع القيادة العباسية في الحميمة ، إذ أنهم على علم تام بمناطق العراق ، إذ ليس من أمل في كسب الأتباع هناك ، ولهذا كانت جهودهم منصبة على خراسان ، فإذا الفتق أوسع من أن يرتق .
وروايات الطبري بشأن المشاكل التي أعقبت حركة خداش الانفصالية عن الدعوة العباسية تناقض بعضها بعضا ، فتارة يذكر (( إن شيعة بني العباس بخراسان وجهت الى محمد بن علي سليمان بن كثير ليعلمه أمرهم وما هم عليه ، وكان السبب في ذلك … كانت من محمد بن علي على من كان بخراسان من شيعته من اجل طاعتهم لخداش فترك مخاطبتهم فلما أبطا عليهم كتابه اجتمعوا فذكروا ذلك بينهم فاجمعوا على الرضا بسليمان بن كثير ليلقاه بأمرهم ، فصرف محمد بن علي سليمان الى خراسان ومعه كتاب ليس فيه سوى (( بسم الله الرحمن الرحيم فلما فوضوه علموا ان ما كان خداش أتاهم به لأمره مخالف )) . ثم ينقل لنا رواية أخرى حيث يذكر ان محمد بن علي (( وجه بكير بن ماهان الى شيعته بخراسان بعد منصرف سليمان بن كثير من عنده اليهم ، وكتب معه كتابا يعلمهم ان خداشا حمل شيعته على غير مناهجه ، فقدم بكتابه فلم يصدقوا واستخفوا به ، فانصرف بكير الى محمد بن علي فبعث معه بعصي مضببة بالحديد ، وبعضها بالشب ، فقدم بكير وجمع النقباء والشيعة ودفع الى كل رجل منهم فعلموا أنهم مخالفون لسيرته فرجعوا وتابوا )) .
هاتان روايتان تتعلقان بحادث كبير كان يجب ان تحاكا بشكل متقن ، وأن يكون الانسجام تاما بينهما لكي تؤديا الغرض الذي وضعتا من اجله ، ومع هذا فقد عكستا جملة حقائق رغم التناقض القائم بينهما . إذ كشفت حقيقة القوة العباسية المتمثلة بقلة أتباعهم وضألة الذين يأتمرون بأمرهم ، وألا لما حمل تلك العصي من الحميمة لكي يوزعها على شيعته في خراسان ، وكيف نصدق ان تكون هناك دعوة واسعة المجال لبني العباس ، وصاحب كتاب أخبار العباس يحدثنا أن بكير بن هامان كان يدعو الى يحيى بن زيد ، فإذا علمنا إن يحيى وصل الى خراسان بعد عام 123هـ ، وكان مقتله عام 126هـ أدركنا ضعف الدعوة العباسية في هذه المنطقة .
والمتتبع لتطور الأحداث السياسية في خراسان بعد عام 122هـ تذهله الوقائع التاريخية التي لا تشير الى دور أو أهمية العباسيين لدى الجماهير بل على النقيض من هذا فإنها تعكس بوضوح جماهيرية العلويين ، وعظم نفوذهم هناك ، وان الدعوة دعوتهم ، لا ينافسهم فيها احد في العلن . فاليعقوبي يروي انه حين قتل زيد(( تحركت الشيعة بخراسان وظهر أمرهم وكثر من تأتيهم ويميل معهم وجعلوا يذكرون للناس أفعال بني أمية ، وما نالوا من آل بيت رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ حتى لم يبق بلد الا فشا فيه هذا الخبر )) . حتى أن أهل خراسان لشدة حبهم لزيد وابنه فأنه لم يلد لهم ولد تلك السنة إلا سموه زيدا أو يحيى . ويذكر المؤلف المجهول انه حينما قتل يحيى بن زيد ظل أهل خراسان يبكون عليه صباحا ومساءا .
والواقع إن السواد الذي اتخذه العباسيون شعار لهم إنما يستمد جذوره من ثورة زيد بن علي وما حدث لابنه يحيى بعد ذلك . ولما كانت المسودة هي التي قادت ونفذت الثورة برئاسة أبي مسلم الخراساني علمنا عندئذ من هم أصحابها الحقيقيون .
ان المتتبع لأحوال البيت العباسي يجدهم دائما تحت ظل الطالبيين فهم ايام خلافة الامام علي (ع) كانوا ولاة لبعض الامصار كما تقدم ذكره ، ولم يساهموا بأي ثورة عسكرية ضد الامويين فضلا عن المعارضة السياسية التي لم نجد لها اثرا .
اما العلويون فثوراتهم بدأت في ثورة الحسين (ع) عام 61 هجرية ثم بعدها جاءت التوابين عام 64 هـ ثم حركة المختار التي اقتص فيها من قتلة الحسين (ع) ثم زيد بن علي (ع) عام 120 هـ ، ثم ثورة يحيى بن زيد عام 124 هـ ، ثم ثورة الثائر الطالبي عبد الله بن معاوية في الكوفة عام 128 هـ والتي انتهت بمقتله على يد ابي مسلم عام 129 هـ وهذه ساهم فيها ابو جعفر المنصور واعمامه ليس مقاتلين بل كموظفين في بعض المناطق التي سيطر عليها عبد الله بن معاوية .