الكاتب : رائد عمر
إثرَ انتشار فيديوهات واخبار موثّقة عن ادخال ارتال من المركبات والسيارات الى كركوك والتي تحمل اعداداً من مواطني وعوائل ” اربيل والسليمانية والأقضية والنواحي التابعة لها ” بإيعازٍ وتوجيه من احزاب الأقليم ” بغية التأثير والتغيير في نتائج الأحصاء والتعداد السكاني لصالح الأكراد , وإثرَ اعتراض القوى السياسية العربية والتركمانية في كركوك على هذا الخرق الفاضح ومطالبتهم لرئيس الوزراء بوقف عملية التعداد هنالك , ومع اشتداد ردود الفعل الجماهيري للشارع ” الكركوكي ” , فإنّ محمد شياع السوداني يغامر ويقامر بمستقبله السياسي اذا لم يوقف اجراءات التعداد هناك , خصوصاً وانّ قوىً سياسية فاعلة في الإطار التنسيقي تعمل للإطاحة به وعدم ترشيحه لرئاسة الوزراء مرةً اخرى , وانها سوف تستغل ورقة التجاوز والخروقات في كركوك ضدّه .
الى ذلك كذلك , فمن غير المستبعد انبثاق تظاهرات جماهيرية في العاصمة وبعض المحافظات ضد ما يجري من مجرياتٍ في كركوك , وقد تعمل بعض مراكز القوى على توسيع اتجاهات بوصلة التظاهرات المفترضة والمرتقبة الى ما هو أبعد من ذلك .! وخصوصاً انّ وضع الأمن القومي والوطني للعراق مهدد بضرباتٍ موجعة من تل ابيب ” وهذا ما اكّدوه الأمريكان في رسائلهم الحديثة الى بغداد ” … هل سيلعبها السوداني جيداً .؟ وهل سيتأخّر او يتردد في ذلك .! وما الذي يستفيد منه في الإبقاء وشرعنة هذا التلاعب في نتائج التعداد في كركوك التي غيّروا أسمها ” بعد الأحتلال” كمحافظة التأميم .!
من الصعب التصوّر انّ السوداني ومستشاريه واجهزته لا يُقدّرون ولا يقيّمون مدى استياء الشارع العراقي والقوى الوطنية ممّا يجري مع احتمال انبعاث مضاعفاتٍ ما لذلك .!
من مجمل الزوايا السياسية , السيكولوجية , الأمنيّة , والسوسيولوجية , فيصعب التفكّر أنّ السوداني سيغضّ النظر والبصر عن الحالة الآخذة بالفوران والغليان الشعبي في عموم العراق .! , علماً أنّ حمّى هذه المسألة – المعضلة قد انتقلت الى فضاء القنوات الفضائية العربية وغير العربية .!