لابأس رئيس وزراء وفق شروط، نعيم الخفاجي
قرأنا الكثير من المقالات التي كتبها الكثير من الكتاب والصحفيين العراقيين، وغير العراقيين، حول وجود شروط لدى قوى الإطار الشيعي لشخصية رئيس الوزراء العراقي للحكومة المزمع تشكيلها كأستحقاق للمكون الشيعي بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
كل الكتاب والصحفيين كتبوا وفق اهوائهم واعتقاداتهم، منصب رئاسة الوزراء من حصة المكون الشيعي، لذلك من حق القوى الشيعية وضع شروط على كل شخص ترشحه أحزاب وقوى الإطار الشيعية لتولي المنصب، تحدث سيد عمار الحكيم بعام ٢٠١٤ ان التحالف أو الائتلاف الشيعي سوف يتم جعله مؤسسة تقع عليه مسؤولية اختيار رئيس الوزراء والوزراء والمسؤولين في الانتخابات القادمة، لكن الذي حدث انتهى التحالف أو الائتلاف الشيعي ولم نرى تشكيل مؤسسة لإدارة احزاب المكون الشيعي ووضع الخطط، بل الذي رايناه وخاصة بعد تفجير الأحداث ضد حكومة الدكتور عادل عبدالمهدي، أن القوى الشيعية رشحت أشخاص لتولي منصب رئاسة الوزراء للمكون الشيعي، بعد توليهم للمنصب، سمعنا تصريحات من قوى حزبية وسياسية شيعية انتقدت هؤلاء وقالوا أن مواقف هؤلاء ضد المكون الشيعي، أين يكمن الخلل، اقولها وبصراحة الخلل ليس بالمواطن الشيعي العادي، وإنما بقادة القوى الشيعية التي اختارت الشخص الذي مثل المكون الشيعي لشغل منصب رئاسة الوزراء.
رأينا الذي خلف الدكتور عادل عبدالمهدي ذهب إلى زيارة تركيا بزيارة، وكيف قام أردوغان في اهانته عندما قام أردوغان بتعديل رباطه أمام شاشات التلفاز، حتى أن صحفي عراقي سأله عن ذلك، كان جواب هذا المخضرم، أردوغان صديقي وقام بتعديل رباطي.
السيد محمد شياع السوداني كقناعتي الشخصية شخصية محترمة خدم العراق وشعبه، لكن كلامي هذا لايمثل رأي كل أبناء المكون الشيعي، ولا رأي قادة الأحزاب والقوى الشيعية، إنما هذا رأيي الخاص، وبما ان منصب رئاسة الوزراء للمكون الشيعي فمن حق قادة الإطار الشيعي وضع شروط معينة تلزم الشخص المرشح لتولي منصب رئاسة الوزراء الالتزام بها وتنفيذها، أسوة بالمكون الكوردي والسني لدى ترشيحهم رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان.
نقرأ مقالات يغلب على اصحابها التهريج، والاساءة للقوى الشيعية، هؤلاء الكتاب والصحفيين سواء كانوا عراقيين أو من الفيالق الإعلامية الطائفية العربية، لديهم مرض نفسي يسمى بـ(حول عقلي)، هذا المرض النفسي أصاب الكثير من الفيالق الإعلامية المعادية إلى أبناء المكون الشيعي العراقي، يغضون نظرهم عن اسيادهم وساسة مكوناتهم، أو من الواهبين لهم هبات مالية واعطائهم مميزات تدفع لهم من أموال بترول أبناء الشيعة، المديح للاخرين والإساءات للمكون الشيعي سواء كانوا ساسة أو رجال دين أو مواطنين عاديين شيعة، من المؤسف أن هؤلاء المرضى النفسانيون بمرض الحول العقلي، يُحملون كل الموبقات والاخفاقات لساسة المكون الشيعي فقط، وكأن ساسة المكونات الاخرى ملائكة ولم يرتكبوا أخطاء ولم يسرقوا ولم يسيئوا استخدام المناصب … الخ.
لا يمكن مقارنة الانتخابات العراقية في انتخابات بريطانيا أو فرنسا أو امريكا، هذه دول تحكمها دساتير قبل مئات السنين، ومن يحكم المؤسسات الدستورية وليس الرؤساء، العائلة الملكية التي تحكم مملكة الدنمارك من عائلة حكمت الدنمارك قبل تسعة قرون من الزمان، توجد بجانب البرلمان الدنماركي قاعة الاجتماعات تم بنائها قبل ٣٠٠ سنة، شعوب أوروبا بنت برلمانات وجامعات ومدارس جديدة بجانب البنايات القديمة ولم يقوموا في هدمها، في زيارتي الأخيرة للعراق لدينا مركز شرطة بقضاء الحي تم بنائه عام ١٨٩٠، تم بناء مركز شرطة جديد، للأسف تم عرضه للمزاد وبيعه ليتم إقامة مكانه ربما سوق أو مركز تجاري ……الخ كان يفترض يبقى مركز شرطة قضاء الحي القديم كمتحف إلى أبناء قضاء الحي، تهديم مرض شرطة قضاء الحي، عدم وجود ثقافة مجتمعية بالاحتفاظ في التراث السابق بسبب محدودية التفكير للأسف.
نعم شعب بريطانيا اشترك في تاريخ 22 آذار 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية التي قادها تشرشل إلى النصر في الحرب العالمية الثانية، الشعب لم ينتخب تشرشل، انا شخصيا بالدنمارك شاركت في العديد من الانتخابات، كان لدينا في الدنمارك رئيس وزراء اسمه باول غاسموس، شخصية محبوبة، يحب المواطنين، جيد مع الاجانب، كان يشغل منصب زعيم الحزب الديمقراطي، عندما خسر الانتخابات، النتائج تعلن بعد ست ساعات من إغلاق مراكز الانتخابات، القى كلمة شكر الشعب الدنماركي واعطوه باقة ورد.
من حق الإطار الشيعي وضع شروط محددة لمن يريد أن يجلس على كرسي رئاسة الوزراء، يفترض بالقوى الشيعية مثل ماتحدت سيد عمار الحكيم في انتخابات عام ٢٠١٤ عندما قال الائتلاف الشيعي سوف يصبح مؤسسة يضعون شروط ومواصفات لمن يشغل منصب رئاسة الوزراء، وشغل مناصب وزارية، لو كانت لدى الاطار الشيعي مؤسسة يمكن لهم وضع شروط، وحتى وان كان الشرط يلزم رئيس الوزراء المقبل ان لا يعمل في السياسة ، وان لا يرشح للانتخابات، وعليه السمع والطاعة، لأنه تقلد المنصب لكونه شيعي ومرشح عن قوى الإطار الشيعي ومالضير بذلك.
بالانتخابات الأخيرة التي تم إجرائها شاهدنا صدور فتاوى من المرجعيات السنية وأئمة المساجد وخطباء السنة تحث المواطنين السنة، على المشاركة بقوة، ولم نسمع من الفيالق الإعلامية المعادية للشيعة انهم انتقدوا تدخل المرجعيات السنية بالانتخابات، نعم لديهم مرض حول عقلي، لكن هناك نقطة مهمة وأساسية على قوى الإطار الشيعي أن تختار المرشح لمنصب رئاسة الوزراء أن يكون أيضا كفوء، وليس موالي لهم فقط.
مشكلتنا بالعراق وسوريا وبقية الدول العربية الفاشلة، اننا نعاني من صراعات قومية ومذهبية مستدامة، انصح ساسة المكون الشيعي عليكم بخدمة أبناء مكونكم ودعوا عنكم لغوة تبني قضايا العرب الخاسرة الذين هم تنازلوا عنها، ما الذي كسبناه من الحضن العربي سوى ارسلت لنا حماس ١٢٠٠ انتحاري ليفجروا أنفسهم وسط أسواق مدن شيعة العراق، وكذلك هلك آلاف الانتحاريين من السعوديين والسوريين والليبيين والجزائريين والافارقة والشيشانيين والافغان…..الخ، أيها الشيعي فكر بمكونك وأهلك ودع عنك انبطاح أبناء قوميتنا العربية، الانبطاح لهم عادة والخيانة هدفهم الامثل ويضربهم مليار مرض، الشيعي الذي يتبنى قضايا العرب الخاسرة ساذج وغبي وعليه مراجعة مواقفه مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
3/12/2025