د. فاضل حسن شريف
تفسير الميسر: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” ﴿التوبة 34﴾ الذَّهَبِ: ال اداة تعريف، ذَّهَبِ اسم. وَالْفِضَّةَ: وَ حرف عطف، الْ اداة تعريف، فِضَّةَ اسم. حُسِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين، والأموال الكثيرة من الذهب والفضة، والخيل الحسان، والأنعام من الإبل والبقر والغنم، والأرض المتَّخَذة للغراس والزراعة. ذلك زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية. والله عنده حسن المرجع والثواب، وهو الجنَّة. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (التوبة 34) “زُيَّن للناس حبُّ الشهوات” ما تشتهيه النفس وتدعوا إليه زينها الله ابتلاءً أو الشيطانُ “من النساء والبنين والقناطير” الأموال الكثيرة “المقنطرة” المجمعة “من الذهب والفضة والخيل المسومة” الحسان “والأنعام” أي الإبل والبقر والغنم “والحرث” الزرع، “ذلك” المذكور “متاع الحياة الدنيا” يتمتع به فيها ثم يفنى، “والله عنده حسن المآب” المرجع وهو الجنة فينبغي الرغبة فيه دون غيره.
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” ﴿التوبة 34﴾ ثم بين سبحانه حال الأحبار والرهبان فقال: “يا أيها الذين أمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل” أي يأخذون الرشى على الحكم، عن الحسن، والجبائي، وأكل المال بالباطل: تملكه من الجهات التي يحرم منها أخذه إلا أنه لما كان معظم التصرف والتملك للأكل، وضع الأكل موضع ذلك. وقيل: إن معناه يأكلون متاع أموال الناس من الطعام، فكأنهم يأكلون الأموال لأنها ثمن المأكول، كما قال الشاعر: ذر الآكلين الماء لوما، فما * أرى ينالون خيرا بعد أكلهم الماء. أي: ثمن الماء. “ويصدون عن سبيل الله” ﴿التوبة 34﴾ أي: يمنعون غيرهم عن اتباع الاسلام الذي هو سبيل الله التي دعاهم إلى سلوكها، وعن اتباع محمد صلى الله عليه وآله وسلم “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله” ﴿التوبة 34﴾ أي: يجمعون المال، ولا يؤدون زكاته، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: كل مال لم تؤد زكاته فهو كنز، وإن كان ظاهرا، وكل مال أديت زكاته، فليس بكنز، وإن كان مدفونا في الأرض، وبه قال ابن عباس، والحسن، والشعبي، والسدي. قال الجبائي: وهو إجماع. وروي عن علي عليه السلام: ما زاد على أربعة آلاف، فهو كنز أدى زكاته أو لم يؤد، وما دونها فهو نفقة. وتقدير الآية: والذين يكنزون الذهب ولا ينفقونه في سبيل الله: ويكنزون الفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فحذف المعطوف من الأول لدلالة الثاني عليه، كما حذف المفعول في الثاني لدلالة الأول عليه، في قوله: “والذاكرين الله كثيرا والذاكرات” (الأحزاب 35) وتقديره: والذاكرات الله. وأكثر المفسرين على أن قوله “والذين يكنزون” ﴿التوبة 34﴾ على الاستئناف، وان المراد بذلك ما نعو الزكاة من هذه الأمة. وقيل: إنه معطوف على ما قبله والأولى أن يكون محمولا على العموم في الفريقين “فبشرهم بعذاب اليم” ﴿التوبة 34﴾ أي: أخبرهم بعذاب موجع. وروى سالم بن أبي الجعد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما نزلت هذه الآية قال: تبا للذهب، تبا للفضة يكررها ثلاثا فشق ذلك على أصحابه فسأله عمر، فقال: يا رسول الله! أي المال نتخذ؟ فقال: لسانا ذاكرا، وقلبا شاكرا، وزوجة مؤمنة، تعين أحدكم على دينه.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” ﴿التوبة 34﴾ “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبارِ والرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ ويَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه”. في الآية السابقة وصف سبحانه اليهود والنصارى بأنهم يتخذون رؤساءهم الدينيين أربابا من دون اللَّه، وفي هذه الآية وصف أولئك الرؤساء بأكل المال بالباطل، والصد عن سبيل اللَّه، والمراد بأكل المال بالباطل أخذه بغير وجه شرعي، كالرشوة على الحكم بغير الحق، والربا الذي فشا بين اليهود، وبيع صكوك الغفران عند الكاثوليك، وما إلى ذلك. قال المؤرخون: مر على رجال الكنيسة عهد كانوا فيه من أغنى الفئات. والمراد بصدهم عن سبيل اللَّه تحجيرهم على العقول، ومنع الناس من اعتناق الإسلام، بل وحملهم على الطعن فيه وفي نبيه.. لقد ثار فولتر على الكنيسة، ونعى على رجالها تكالبهم على المال، وطعن في التوراة لما فيها من التناقض والإحالة والقحة على حد تعبيره، فحرمته الكنيسة، وطالب بعض رجالها بسجنه مدى الحياة فانهارت أعصاب الأديب الفرنسي من الخوف، ولم يجد وسيلة للخلاص إلا أن يستشفع لدى البابا بنوا الرابع عشر بكتاب يؤلفه في سب محمد صلى الله عليه وآله، ففعل وعفت عنه الكنيسة، وباركت الكتاب والكاتب.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (التوبة 34) قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله” الظاهر أن الآية إشارة إلى بعض التوضيح لقوله في أول الآيات: “ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق” كما أن الآية السابقة كالتوضيح لقوله فيها: “الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر” ﴿التوبة 34﴾. أما إيضاح قوله تعالى: “ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله” بقوله: “إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل” فهو إيضاح بأوضح المصاديق وأهمها تأثيرا في إفساد المجتمع الإنساني الصالح، وإبطال غرض الدين. فالقرآن الكريم يعد لأهل الكتاب وخاصة لليهود جرائم وآثاما كثيرة مفصلة في سورة البقرة والنساء والمائدة وغيرها لكن الجرائم والتعديات المالية شأنها غير شأن غيرها، وخاصة في هذا المقام الذي تعلق الغرض بإفساد أهل الكتاب المجتمع الإنساني الصالح لو كانوا مبسوطي اليد واستقلالهم الحيوي قائما على ساق، ولا مفسد للمجتمع مثل التعدي المالي. فإن أهم ما يقوم به المجتمع الإنساني على أساسه هو الجهة المالية التي جعل الله لهم قياما فجل المآثم والمساوي والجنايات والتعديات والمظالم تنتهي بالتحليل إما إلى فقر مفرط يدعو إلى اختلاس أموال الناس بالسرقة وقطع الطرق وقتل النفوس والبخس في الكيل والوزن والغصب وسائر التعديات المالية، وإما إلى غنى مفرط يدعو إلى الإتراف والإسراف في المأكل والمشرب والملبس والمنكح والمسكن، والاسترسال في الشهوات وهتك الحرمات، وبسط التسلط على أموال الناس وأعراضهم ونفوسهم. وتنتهي جميع المفاسد الناشئة من الطريقين كليهما بالتحليل إلى ما يعرض من الاختلال على النظام الحاكم في حيازة الأموال واقتناء الثروة، والأحكام المشرعة لتعديل الجهات المملكة المميزة لأكل المال بالحق من أكله بالباطل، فإذا اختل ذلك وأذعنت النفوس بإمكان القبض على ما تحتها من المال، وتتوق إليه من الثروة بأي طريق أمكن لقن ذلك إياها أن يظفر بالمال ويقبض على الثروة بأي طريق ممكن حق أو باطل، وأن يسعى إلى كل مشتهى من مشتهيات النفس مشروع أو غير مشروع أدى إلى ما أدى، وعند ذلك يقوم البلوى بفشو الفساد وشيوع الانحطاط الأخلاقي في المجتمع، وانقلاب المحيط الإنساني إلى محيط حيواني ردي لا هم فيه إلا البطن وما دونه ولا يملك فيه إرادة أحد بسياسة أو تربية ولا تفقه فيه لحكمة ولا إصغاء إلى موعظة. ولعل هذا هو السبب الموجب لاختصاص أكل المال بالباطل بالذكر، وخاصة من الأحبار والرهبان الذين إليهم تربية الأمة وإصلاح المجتمع. وقد عد بعضهم من أكلهم أموال الناس بالباطل ما يقدمه الناس إليهم من المال حبا لهم لتظاهرهم بالزهد والتنسك، وأكل الربا والسحت، وضبطهم أموال مخالفيهم وأخذهم الرشا على الحكم، وإعطاء أوراق المغفرة وبيعها، ونحو ذلك.
و ذكرت كلمة معدن الذهب في ثمانية مواضع في القرآن الكريم قال الله تبارك وتعالى: “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ” (ال عمران 14)، و”إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ” (ال عمران 19)، و”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (التوبة 34)، و”يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ” (الكهف 31)، و”إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ” (الحج 23)، و”جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ” (فاطر 33)، و”فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ” (الزخرف 53)، و”يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (الزخرف 71). بينما كلمة الفضة ذكرت في ستة مواضع في القرآن الكريم قال الله تبارك وتعالى “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ” (ال عمران 14)، و”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (التوبة 34)، و”وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ” (الزخرف 33)، و”وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا: (الانسان 15)، و”قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا” (الانسان 16)، و”وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّة ” (الانسان 21).