د. فاضل حسن شريف
جاء في موقع شفقنا العراق عن السوداني 8 كانون الأول 2025: أهمية رفع تصنيف العراق في التنمية البشرية إلى مصاف الدول المتقدمة: أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، المضي بتنفيذ خطة شاملة لتحول العراق إلى مصاف الدول عالية التصنيف في مستوى التنمية البشرية. جاء ذلك خلال حضور رئيس مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، حفل إطلاق تقرير التنمية البشرية في العراق لسنة 2025. وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تابعه (شفقنا العراق): أن “السوداني، ثمن في كلمة له، نتائج التقرير التي أكدت تخطي العراق عتبة التنمية البشرية المتوسطة، وتحوله الى مجموعة الدول ذات التنمية البشرية العالية لأوّل مرة في تاريخه”. ووفق البيان، أكد رئيس الوزراء “أن هذه النتيجة ينبغي أن تكون حافزاً في تحقيق تقدم أفضل عبر خطة شاملة تحول العراق لمصاف الدول العالية جداً في مستوى تنميتها البشرية. وأشار البيان إلى أن رئيس الوزراء “عبر عن شكره وتقديره للجهود الوطنية والدولية التي صدر التقرير تحت مظلتها”. مشيدًا “بدور وزارة التخطيط واللجنة الاستشارية والخبراء الدوليين لرعايتهم هذا الإنجاز الكبير”.
عن تفسير الميسر: قوله تعالى “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” ﴿الإسراء 70﴾ ولقد كرَّمنا ذرية آدم بالعقل وإرسال الرسل، وسَخَّرنا لهم جميع ما في الكون، وسَخَّرنا لهم الدواب في البر والسفن في البحر لحملهم، ورزقناهم من طيبات المطاعم والمشارب، وفضَّلناهم على كثير من المخلوقات تفضيلا عظيمًا. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” (الإسراء 70) “ولقد كرمنا” فضلنا “بني آدم” بالعلم والنطق واعتدال الخلق وغير ذلك ومنه طهارتهم بعد الموت، “وحملناهم في البر” على الدواب “والبحر” على السفن، “ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا” كالبهائم والوحوش “تفضيلاً” فمن بمعنى ما أو على بابها وتشمل الملائكة والمراد تفضيل الجنس، ولا يلزم تفضيل أفراده إذ هم أفضل من البشر غير الأنبياء.
جاء في موقع الامم المتحدة عن العراق يحقق تقدماً جديداً في مسار التنمية البشرية: إطلاق التقرير الوطني للتنمية البشرية 2025 خطوة نحو عقد اجتماعي جديد 8 ديسمبر 2025: أطلقت الحكومة العراقية، ممثلةً بوزارة التخطيط، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، التقرير الوطني للتنمية البشرية لعام 2025، الذي أُعدّ بالشراكة مع مركز رواق بغداد للسياسات العامة. يحمل التقرير عنوان (المواطنة وصياغة عقد اجتماعي جديد)، ويمثل نقطة تحول مهمة في مسار التنمية في العراق، من سنوات الأزمات إلى مرحلة التقدم المستدام. وللمرة الأولى، تجاوز العراق عتبة الدول ذات التنمية البشرية العالية، حيث بلغ دليل التنمية البشرية 0.712 لعام 2024، متخطياً المتوسط العربي ومعبّراً عن صمود البلاد وتعافيها. ويستند التقرير إلى بيانات وتحليلات واسعة واستطلاعات رأي شملت جميع المحافظات، عاكسةً تطلعات العراقيين نحو العدالة والمساواة. ومن أبرز نتائجه: ارتفاع متوسط العمر المتوقع إلى 74 عاماً، وانخفاض عدد المدارس الطينية إلى 119 فقط، وتراجع معدل الفقر من 20.5% عام 2018 إلى 17.5% عام 2024، إلى جانب انخفاض الإنفاق الأسري على الغذاء إلى 31.7%، ما يعكس تحسناً في مستوى المعيشة. وقال دولة رئيس مجلس الوزراء، المهندس محمد شياع السوداني: “يمثل هذا التقرير نقطة تحول مهمة في مسيرة العراق التنموية. تُظهر البيانات أننا نتقدم بثبات، لكنها تذكّرنا أيضاً بما تبقى من عمل. إن الاستثمار في الإنسان – في التعليم، والصحة، وفرص العمل، هو أساس رؤيتنا لعراق أكثر عدلاً وشمولاً.” ويؤكد التقرير، الذي أُعد بدعم تقني من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن التقدم لا يزال متفاوتاً بين المحافظات وبين النساء والرجال، حيث بلغ مؤشر التنمية للمرأة 0.882 مقارنةً بالرجل ومعدل عدم المساواة 0.409، مما يبرز ضرورة تمكين المرأة كأولوية اقتصادية واجتماعية. وقال تيتون ميترا، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق: “التقدم حقيقي لكنه غير مكتمل بعد. لا يقتصر هذا التقرير على وضع العراق الحالي، بل يتناول ايضاً الخيارات المستقبلية. التنمية البشرية تعني الكرامة والإنصاف والمواطنة. إن توفر عقد اجتماعي جديد قائم على المساءلة وتكافؤ الفرص، كما يعكس التقرير بشدة، يمكن أن يفتح آفاق العراق الحقيقية.” ويشير التقرير إلى أن نحو ثلثي العراقيين يدعمون عقداً اجتماعياً جديداً يوازن بين الحقوق والواجبات ويعزز الثقة بين المواطن والدولة. ويدعو إلى الاستثمار في التعليم، وتمكين الشباب والنساء، وتوسيع المشاركة المدنية. ومع استمرار الإصلاحات والاستثمار في رأس المال البشري، يمكن للعراق أن ينضم بحلول عام 2035 إلى مصاف الدول ذات التنمية البشرية العالية جداً. التقرير، الذي أُعدّ بقيادة وزارة التخطيط وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتنفيذ مركز رواق بغداد، يمثل شهادة على التقدم وخارطة طريق لمستقبل العراق.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” ﴿الإسراء 70﴾ الإِنسان سيِّد الموجودات: إِنَّ واحدة مِن أبرز طرق الهداية والتربية، هي التنويه بشخصية الإِنسان وَمكانته وَمواهبه، لذا فإِنَّ القرآن الكريم وَبعد بحوثه عن المشركين والمنحرفين في الآيات السابقة، يقوم هُنا بتبيان الشخصية الممتازة للإِنسان والمواهب التي منحها إِيّاها ربّ العالمين، لكي لا يلوّث الإِنسان جوهره الثمين، وَلا يبيع نفسهُ بثمن بخس، حيث يقول تعالى “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”. ثمّ تشير الآيات القرآنية إِلى ثلاثة أقسام مِن المواهب الإِلهية التي حباها الله لبني البشر، هَذِهِ المواهب هي أوّلا: “وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ” ﴿الإسراء 70﴾. ثمّ قوله تعالى: “وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ” ﴿الإسراء 70﴾ و مع الالتفات إلى سعة مفهوم (الطيب) الذي يشمل كل موجود طيب وطاهر تتّضح عظمة وشمولية هذه النعمة الإِلهية الكبيرة. أمّا القسم الثّالث مِن المواهب فينص عليه قوله تعالى: “وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” ﴿الإسراء 70﴾.