المفسدون في ليبيا يحتفلون باليوم العالمي للفساد

ميلاد عمر المزوغي

الاحتفال باليوم العالمي للفساد في أكثر البلدان فسادا في العالم ..بالطبع بحضور الفاسدين بمختلف مواقعهم. الدبيبة يدعو في الاحتفال لاحترام المال العام وصرف مكافئات عن الفساد لتشجيعهم. لكن الحقيقة التي نعيشها تقول بان المبلّغين عن الفساد محاربون في قوت يومهم, بل بالفصل من اعمالهم, ما يدل على ان الفساد منظومة متكاملة الاركان محمية  من قبل الحكومة ومؤسساتها المهترئة. في الاحتفال حدث تلاسن بين رئيس الحكومة واحد نواب البرلمان, اظهر خلاله الدبيبة انه ليس اهلا لتولي مسؤولية قيادة دولة نحو بر الامان . الفساد اصبح مستشري في كافة مفاصل الدولة ومكافحته لا تُقاس بالخطب الرنانة لدغدغة مشاعر الجمهور الذي اصبح يعي مسبقا ما يقوله الدبيبة ,بل بمحاسبة كل ساهم في اهدار المال العام.  

بالتأكيد لسنا مستغربين من اقوال وافعال رئيس الحكومة الذي اتى عبر توظيف المال الفاسد من خلال شراء ذمم بعض اعضاء لجنة الـ75 قبل خمس سنوات, ويدفع الاموال الطائلة للتشكيلات المسلحة لأجل حمايته من السقوط ,ولا باس من التضحية بأحدهم ان لزم الامر,كما حدث لغنيوة الككلي, قائد ميليشيا الدعم والاستقرار في عملية غدر مستهجنة (قُتل 12 مايو 2025) والتي ستنضر فيها قريبا المحكمة الجنائية الدولية (ICC),الدبيبة يسير على نهج سلفه السراج بتشجيع بعض النواب على الاستقالة من البرلمان لإضعافه, وتم بتكليفهم بمهام خارجية, 150 بعثة دبلوماسية (سفارات وقنصليات)غالبيتهم ليسوا اهلا للعمل الدبلوماسي بل محاباة بالمختصر المفيد السفارات و القنصليات  والمكاتب الخارجية, بؤر استنزاف الاموال الصعبة.

بالنسبة لقطاع النقل الجوي العام ,تمثل الشركة الليبية الأفريقية القابضة للطيران راعية الفساد الممنهج ..هدفها تحقيق مصالح أعضاء مجالس إدارتها.. متشبثين بالسلطة لسنوات والشركات التابعة لهم تتساقط كأوراق الخريف (طائرات ترسل الى الخارج لأجل الصيانة دون توفير كلفة الصيانة ومن ثم يصار الى تخريدها) ولا يبالون بل فرحون جدا, يتقاضون رواتبهم على داير مليم ويدفعون رواتب الموالين لهم لافشال أي تحرك عمالي لمحاسبة او اسقاط الادارة الفاشلة الفاسدة, بينما العمال الكادحين العاديين بدون رواتب لاشهر ..الإدارة السوية تعمل جل جهدها لتغيير الواقع نحو الأفضل خلال فترة محددة وان لم تستطع ترحل …ولكن هيهات لمثل هؤلاء ان يستقيلوا طواعية في ظل حكومة ترعى الفساد ولا تحاسب الفاسدين…الأمل هو بإزاحة الحكومة الحالية حينها ستسقط  كل الادران العالقة بها معها  عسى ذلك أن يكون قريبا

من بين أكبر النقاط الصادمة التي كشف عنها تقرير مصرف ليبيا المركزي، أن مرتبات الهيئة العامة للأوقاف عبر منظومة راتبك لحظي بلغت 28.4 مليون دينار فقط، بينما كانت 92 مليون دينار عندما كانت المرتبات تُصرف وفق نظام الحوافظ التقليدي، أي بفارق يصل إلى 63.6 مليون دينار.

لن يتعافى الدينار الا اذا اوقفت مهزلة الاعمار شرقا وغربا…أموال طائله تهدر فيما لا يعني.. لسنا في حاجة إلى إعمار. بل في امس الحاجة إلى اختيار من يؤمن لنا لقمة العيش  والامن والاستقرار والخروج من الفصل السابع. الذي وضعه ساستنا سيفا مسلطا على رقابنا, المصرف المركزي وبالأخص المحافظ ان لم تكن لديه رؤيا جدية للحلول بشان المال العام والمحافظة على الدينار, فعليه ان يستقيل.. لا ان يساير او ينفذ طلبات الحكومة في الصرف انه بذلك يدخل ضمن دائرة الفساد.

أربعة خصال يتمتع بها وعن جدارة رئيس الحكومة وزبانيته: سطحيةُ التفكير، وتصديقُ الوشاة، والهوسُ بالمظاهر، وسفاهةُ المنطق

يعترف رئيس ديوان المحاسبة في ليبيا بالقول:” باننا لم ننتصر على الفساد بل الفساد مستمر في الانتصار علينا نتيجة هشاشة المؤسسات وغياب تنسيق وعدم وجود رؤية وإرادة وأنا أتحدث عن الدولة وليس ديوان المحاسبة”, كلام صريح.. ولكن هل قام السيد “شكشك” بإحالة الملفات إلى القضاء والمتابعة المستمرة لها ؟.

غالبية الموجودين على الساحة اليوم ليسوا رجال دوله, هم اقرب الى اصحاب علي بابا…اما العم علاء الدين فانه يكتفي بالنصيحة ليس الا.

ميلاد عمر المزوغي.