ديسمبر 26, 2024
download (1)

الكاتب : انتصار الماهود

إبن الخبازة خليل، محمد الأعور، جواد الأجلگ، خالد دونكي، ابو الهوف، طالب إبن ماهية، موسى أبو طبر.

هذه الأسماء ليست تعويذات لدفع البلاء وجلب الحظ بل هي أسماء شقاوات بغداد القديمة، وقد إمتاز وجود الشقاوات في بغداد بسمعة سيئة لتصرفاتهم الخشنة وفرضهم الأتاوات على الأغنياء، رغم انهم يهبون قسما منها لفقراء أحيائها.

بحثت كثيرا عن أسماء الشقاوات في العصر الحديث ولم أجد لهم أثر، فقد إنقرضت هذه الظاهرة تقريبا في العراق كما إنقرضوا الفتوات الگدعان في مصر، لكنها برزت في السعودية في السنوات المنصرمة حيث تسلط عليها شقاوة يبتلع الأخضر ويأكل اليابس، شقاوة همجي الطباع فظ اللسان برتقالي الوجه اختير كرئيس لدولة غربية قامت على جماجم السكان الأصليين في امريكا الشمالية.

لكن الفرق أن هذا الشقاوة لن يأخذ من الاغنياء ليوزع على الفقراء بل يأخذ من البقرة الخضراء ليعوض الخسائر التي تكبدتها امريكا في خوض حروب ودخولها في مشاكل إقتصادية هي في غنى عنها لو أنها إهتمت فقط بأمورها ولم تحشر أنفها في أمور غيرها وإلتزمت بالقانون الدولي وحقوق الإنسان التي صدعت رؤوسنا به.

لنأخذ نظرة خاطفة على بعض الأرقام للأموال التي إبتزها راعي البقر من حضيرة الأبقار خلال السنوات الماضية بحجة الدفاع عنهم ضد الخطر الإيراني المزعوم.

عقد ترامب البرتقالي في عام 2017 مع السعودية إتفاقيات تعاون عسكري ودفاعي وتجاري بقيمة 460 مليار دولار عن طريق منح تراخيص ل 23 شركة أمريكية منها 110 مليار دولار لصفقات عسكرية سابقة وكذلك تعاون دفاعي بقيمة 350 مليار دولار على مدة عشر، كما أبرمت جنرال الكتريك صفات بقيمة 15 مليار دولار وعقد إتفاقية مع شركة آرامكو النفطية بقيمة 50 مليار دولار.

كما دفعت السعودية عام 2020 مبلغ 500 مليون دولار لتغطية نفقات القوات الأمريكية المتواجدة في السعودية وهي تكلفة باهضة للجزية على الطريقة الحديثة، وهذا يذكرنا بالمبلغ الذي دفعته السعودية للكويت ثمنا لشن العدوان الثلاثيني على العراق حيث وصل المبلغ الى 36 مليار دولار دفع في عامي 90/91، وهي سلسلة لم تنتهي من الأتاوات الأمريكية من الخليج ناهيك عن تطبيعهم مع الكيان اللقيط وفتح الباب على مصراعيه لتفعل أمريكا في بلاد الحرمين ما تشاء.

لقد فاز ترامب بولاية ثانية وهو امر ليس بذات الأهمية لنا (وعلى گولة ابوي الله يرحمه بدلنا عليوي بعلاوي) أي ان السياسات الغربية لن تكون صديقة أو صادقة أبدا مع دول العالم وقد وعد ترامب جمهوره بتحسين الإقتصاد الأمريكي وتقليص أو إنهاء المساعدات لأوكرانيا وتسليط الجهد على دعم الكيان،

لقد عانى الإقتصاد الأمريكي في السنوات الماضية الأزمات مثله مثل أي دولة في العالم وعانى من التضخم رغم توفير حكومة بايدن أكثر من 206 ألف وظيفة وكان الإقتصاد الأمريكي أقوى إقتصاد حتى عام 2014 ليحل محله الصين كأقوى إقتصاد والذي سيتسيد من عام 2020 وحتى 2030.

سنلخص لكم بالأرقام حجم الإنفاق الأمريكي في أوكرانيا ، حيث انفقت 76.8 مليار دولار منها 3.9 مليار دولار كمساعدات إنسانية، و 26.4 مليار دولار كمساعدات إقتصادية و 18.3 مليار دولار مساعدات أمنية و 23.5 مليار دولار أسلحة ومعدات مع منح قروض لشراء أسلحة ومعدات بقيمة 4.6 مليار دولار وهي تدعم جيش أوكرانيا البالغ 256 ألف جندي فقط بأنظمة وأسلحة وتدريب ومعلومات إستخباراتية ضد روسيا والتي يعد جيشها ثاني أقوى جيش في العالم بقوة 1.5 مليون جندي،

ولولا دعم أمريكا لما صمدت أوكرانيا اشهر أمام روسيا كما يحدث الإن مع إسرائيل وصمودها أمام ضربات المقاومة بدعم أمريكي.

تلك الارقام غيض من فيض هو المعلن فقط ولا نعرف حجم التورط الحقيقي لأمريكا مع اذرع شرها حول العالم، لكن ما أعرفه ومتيقنة منه أنها دائما ما تجد المبررات لمساعدتها للدول المعتدية حول العالم وهي بذلك تكون أكثر دولة تنقض العهود والمواثيق الدولية.

كما أنها ستجد دوما بقرة ربما خضراء أو حمراء لتحلبها وتعوض خساراتها المادية في المنطقة.

يا ترى كم هي قيمة الجزية التي ستدفعها السعودية هذه المرة للعم البرتقالي كيف يطمئن امنها ويحميها (بقت يم الله حبوبة احنا بس نتفرج وننتظر).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *