الكاتب : اياد السماوي
بعد فوز المرّشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدّة الأمريكية للمرة الثانية ، تصاعدت نبرة تغيير النظام القائم في العراق عند أعداء النظام ، ومع تصاعد حدّة هذه النبرة ، بدأت مخيلات البعض من هؤلاء برسم العديد من السيناريوهات لشكل التغيير القادم ، حتى وصلت حمّى هذه الهلوسات والوقاحة إلى المتصهين الجديد صاحب مقولة ( إجمع شملك واعهد عهدك ) ، ليوّجه تحذيرا إلى رئيس الوزراء ومخاطبته بكنيته ( أبو مصطفى ) ، وأول من بدأ التبشير بهذا التغيير هو النائب السابق ( فائق دعبول ) الذي حدد نهاية سنة 2024 كحد أقصى للتغيير ..
وربّما يعتقد البعض من الذين صدّقوا هذه الهلوسات ، أنّ أمريكا ستأتي بأساطيلها وجيوشها من أجل إسقاط النظام الحالي والمجيء بحكومة يقودها فائق دعبول و أحمد الأبيض وباقي الشلّة المتصهينة ..
وكأنّ تغيير النظام السياسي في العراق هو شعار انتخابي للرئيس المنتخب ، أو يشّكل أولوية لدافع الضرائب الأمريكي .. وبغض النظر عمّن يروّج لهذه الهلوسات ، فإن كان هنالك ثمة ضرورة لإحداث تغيير سياسي في بنية النظام السياسي القائم ، فهذا التغيير يأتي من خلال الشعب العراقي نفسه ، ومن خلال الأدوات الديمقراطية التي كفلها الدستور والقانون ، كلما في الأمر هو أن يعي المواطن العراقي أهمية صوته الانتخابي في تحقيق الإصلاح السياسي وينتخب من هو مؤهل لمهمة الإصلاح في بنية النظام السياسي القائم ، ولا سبيل للتغيير غير هذا الطريق ، ومن يعوّل على أمريكا في إحداث هذا التغيير ، فهو ساذج وبليد ومغفّل حد البله .. والرئيس المنتخب جاء ليحلب أنظمة المنطقة وليس لإشعال الحروب فيها ..