فاضل حسن شريف
عن مجلة الشبكة العراقية: في اليوم العالمي للقرآن الكريم القيم القرآنية منهج عمل ودستور مجتمع فاضل استطلاع فكرة الطائي: لا أنكر أنَّي وجدت صعوبة بالغة في الكتابة عن هذا اليوم العظيم في حياة الشعوب الإسلامية والإنسانية جمعاء، وكيف نجعل من هذا اليوم فرصة للتذكير وإشاعة القيم الإسلامية بين أفراد الأسرة، واحترت لمن أتوجه بأسئلتي، هل أذهب إلى المؤسسات الدينية أم لذوي الاختصاص الاكاديمي في الجامعات أم لبعض الأسر التي أعرفها؟ استقر قراري في البداية أن تكون انطلاقتي مع ذوي الاختصاص الأكاديمي. القرآن منهج رباني: أثناء انشغالي بالتفكير بهذا الموضوع المهم روحياً وفكرياً وإنسانياً، وقفت على مجموعة من الاسئلة التي وددت أن استشف إجاباتها من أهل الاختصاص، لذلك طرحت بعضا من هذه الأسئلة على “الدكتور عبد الهادي محمود الزيدي، التدريسي في كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد” وكان مفتاح الحديث السؤال الآتي: * ما دلالات الاحتفال باليوم العالمي للقرآن الكريم؟ وهل يكفي يوم واحد لذلك؟ – القرآن الكريم يستحق من العالم أجمع وليس من المسلمين فقط اهتماماً كبيراً، عبادة واعتماداً وعملاً، على مدى العام وليس يوماً واحداً، فهو المنهج الرباني الأخير الذي كلفت الإنسانية جمعاء باتباعه، وفي هذا اليوم المبارك نذكر ونحيي مناسبة الإسراء والمعراج التي توافق اختيار يومه المبارك هذا، وبهذا التذكير إنما ندعو المسلمين خاصة والعالم عامة إلى اتخاذ أحكام القرآن وتعاليمه منهجاً في حياتنا كلها، وهذا هو الاحتفال الحقيقي بالقرآن الكريم ومكانته. *ما الدروس الإنسانية التي يشيعها القرآن الكريم بين البشر كافة؟ – نزل الكتاب الكريم على قلب النبي عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان ليكون بشيراً ونذيراً ورحمة للعالمين وتحديداً في ليلة القدر، ونتعلم من هذا أن القرآن الكريم كان متابعاً ومواكباً للأحداث ولدعوة النبي الكريم، فكانت آيات تنزل لتوضح الموقف وأخرى لبيان موقف الإسلام من حدث ما، وأخرى تفضح أهل الكفر، وآيات أخرى تأتي مبشرة المسلمين بنصر ما. * ما الذي يمكن أن نقف عليه من أخلاق وسلوكيات في القرآن الكريم لتصحيح مسار المجتمع ونحن نحتفل في يومه المجيد؟ – دعا القرآن الكريم الناس إلى انتهاج الخلق القويم والسلوك الحسن لتسيير حياتهم على نحو آمن وسليم ونافع، فقد شدّد القرآن على اتباع العدل وعلى الخلق الحسن مما أغفله كثير من التشريعات الحديثة، فهي دعوة لرعاية المحتاجين والفقراء وكفالتهم اجتماعياً، كما دعا الإنسان المسيء إلى التوبة والاستقامة، ووجّه بنبذ الخلافات ونشر السلام والصلح بين أبناء المجتمع، ولا نغفل عن حقيقة أن الله تعالى أنزل القرآن الكريم للحكم به وليس لوضعه على الرفوف. * ما الذي ينبغي أن نفعله في هذا اليوم؟ – ما ينبغي أن نفعله هو توقير القرآن وتنفيذ أحكامه وآياته الكريمة وعدم تحريفه بالتفسير أو بغير ما تعنيه كلماته وتلاوته بنحو مستمر، والعمل بما تقتضيه تعاليمه ولو على أنفسنا، أي بمعنى تطبيق ما يقوله القرآن في الأحكام والأخلاق حتى اذا كانت تخالف رغباتنا، فقد كان الجيل القرآني الأول (الصحابة رضي الله عنهم) يحفظون الآية ويطبقونها على أنفسهم قبل أن يحفظوا ما بعدها، ولهذا نحتاج اليوم إلى كثير من خلق القرآن الكريم في بيوتنا ومؤسساتنا وحياتنا اليومية، فنحارب بخلق القرآن الفساد المنتشر، ونرفض الرشوة والظلم والفوضى، وندعو للإصلاح والعدل وتوفير الأمن وفرص العمل واحترام حقوق الإنسان وحرية الرأي وآنذاك نكون قد احتفلنا صدقاً بكتاب الله تعالى في يومه وفي الأيام كلها. أربّي أولادي على الخلق الكريم.
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا” (الإسراء 9) “إن هذا القرآن يهدي للتي” أي للطريقة التي “هي أقوم” أعدل وأصوب “ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا”. وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا” ﴿الإسراء 9﴾ “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ” معناه إن هذا القرآن يهدي إلى الديانة والملة والطريقة التي هي أشد استقامة يقال: هذه الطريق وللطريق وإلى الطريق وقيل: معناه يرشد إلى الكلمة التي هي أعدل الكلمات وأصوبها وهي كلمة التوحيد وقيل: يهدي إلى الحال التي هي أعدل الحالات وهي توحيد الله والإيمان به وبرسله والعمل بطاعته عن الزجاج “ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم” أي: بأن لهم “أجرا كبيرا” أي: ثوابا عظيما على طاعاتهم “و” يبشرهم أيضا.
يقول الشيخ حسن العامري: عندما نلتزم بالقرآن والنبي وآل البيت عليهم السلام فاننا اذا مع الحسين عليه السلام ولا يضلنا الشيطان “وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا” (النساء 119). فالانسان لا شيء عندما لا يلتزم بالقرآن وآل البيت كما قال الله تعالى “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ” (المائدة 68). وحديث الثقلين دليل واضح بمن يجب أن يتمسك بهم المؤمن (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) فالأضلاع الثلاث الله تعالى والقرآن والنبي وأهل بيته عليهم السلام لا يمكن فصلهم لكي يكون المؤمن متمسك بدينه “وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ” (الشورى 52)، و “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ” (الاسراء 9). قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يا عمار إن رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس كلهم واديا فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى). اليوم الكثير يتبعون الطريق الاموي والعباسي وغيرها وهي أبعد ما تكون عن الحق لانها لا تأخذ من القرآن والنبي وأهل البيت عليهم السلام. قال الله عز من قائل “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ” (المائدة 51)، و “الذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا” (النساء 139) يظنون هؤلاء ان القوى العظمى توفر لهم العزة من دون الله. الإنسان إذا ابتعد عن الحق فإن الاستكبار يسيطر عليه. هؤلاء لا يشعرون بالكرامة. من القوى المؤثرة حاليا هي القوة الإعلامية لأنها تجذب المشاعر وتصرف لها أموال طائلة، وغرضها الأساسي تمييع القيم الاسلامية وتحطيمها.
عن العتبة الحسينية المقدسة: العتبة الحسينية تفتتح بناية جديدة لمدرسة دينية في المثنى: فتتحت العتبة الحسينية المقدسة، المقر الجديد لمدرسة الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) الدينية في محافظة المثنى، والتي تعد كفرع من مدرسة الصديقة زينب الكبرى عليها السلام الدينية التابعة لشعبة المدارس الدينية في قسم الشؤون الدينية، وذلك لتعزيز التعليم الديني الحوزوي وتوفير بيئة متميزة لطلبة العلوم الدينية. وأكد رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينية المقدسة الشيخ أحمد الصافي في كلمة له خلال الحفل، “على أهمية المدرسة في تكوين جيلٍ من طلبة العلم الملتزمين بالقيم الدينية والمعارف الحوزوية”، مشيدا، بالدور البارز الذي تقوم به شعبة المدارس الدينية في دعم العملية التعليمية وتوفير كل ما يلزم للطلبة والكادر التعليمي. وبين أن “هذه المدرسة تأتي ضمن جهود العتبة الحسينية المقدسة في نشر التعليم وتوسيع النشاطات الثقافية والدينية في مختلف المحافظات”. وبالختام قدم وفد قسم الشؤون الدينية راية الامام الحسين عليه السلام وبعض الهدايا التبريكية المقدمة من العتبة الحسينية المقدسة.