نزار حيدر
نـــــــزار حيدر لـ [العالَم الجديد] عن التَّسمياتِ الجديدةِ في سُوريا
١/ العراق لم يكُن لاعباً في كُلِّ التطوُّراتِ التي شهدَتها جارتهُ الغربيَّة سوريا والتي إِنتهت بسقوطِ نظامِ الطَّاغيةِ الفارِّ بشَّار الأَسد ومجيءِ نظامٍ جديدٍ، لا لاعباً أَساسيّاً ولا لاعباً ثانويّاً، لا بالسِّلبِ ولا بالإِيجابِ فلقد نجحَت حكومة السُّوداني في النَّأي بالبلادِ عن التدخُّلِ منذُ اليَوم الأَوَّل على الرَّغمِ من كثرَةِ الضُّغوطِ التي تعرَّض لها من جارتهِ الشرقيَّة ووكلائِها سواءً من الزَّعامات السياسيَّة أَو من أُمراءِ الحرب الذين يتزعَّمونَ فصائلَ مُسلَّحة خارج سُلطة الدَّولة، ولذلكَ فالعراقُ مُتفرِّجاً لحدِّ هذهِ اللَّحظةِ!.
٢/ كُلُّ همِّ العراق مُنصبٌّ على حمايةِ نفسهِ من أَيَّةِ تداعياتٍ سلبيَّةٍ قد تشهدَها سوريا جرَّاء التَّغيير الذي حصَل، ولذلكَ فهوَ مازالَ يتعامل بحذرٍ مع ما يجري من تطوُّراتٍ سياسيَّةٍ وتغييراتٍ إِداريَّةٍ وغَيرِ ذلكَ.
٣/ والموقفُ العراقي هذا لا علاقةَ لهُ بالأَسماءِ والمُسمَّياتِ بقدرِ علاقتهِ بالواقعِ الجديدِ الذي بدأنا نشهدهُ منذُ التَّغيير ولحدِّ الآن.
العراق ينظرُ إِلى الواقع ويتعامل مع الأَفعال ولا علاقةَ لهُ بالأَقوالِ والخُطبِ والشِّعارات، فإِذا أَنتجت الأَخيرة إِستقراراً أَمنيّاً وسياسيّاً فذلكَ هوَ المرجو الذي سيتعامَل معهُ العراق بكُلِّ إِيجابيَّةٍ على اعتبارِ أَنَّهُ هو أَوَّل جيران سوريا المُستفيدينَ من مثلِ هذا الإِستقرار ولذلكَ فهو يدفعُ باتِّجاههِ ويُشجِّعُ عليهِ ويحثُّ دُول الجِوار والإِقليم على مُساعدةِ السُّوريِّينَ لتحقيقِ هذا الإِستقرارِ في أَقربِ فُرصةٍ مُمكنةٍ.
٤/ وبرأيي فإِنَّ علاقات العراق مع النِّظام الجديد في سوريا ستتطوَّر خُطوةً خُطوةً كلَّما لمسَ إِنجازاً سياسيّاً وأَمنيّاً يُساهِمُ في تحقيقِ الإِستقرارِ بغضِّ النَّظر عن التَّسميةِ التي يحمِلها [الزَّعيم] الجديد.
٥/ والعراقُ الآنَ يتعامل بأَقصى درجاتِ البراغماتيَّة ولذلكَ فهوَ تناسى الماضي ولم يعُد يهتَم بخلفيَّةِ القُوى الجديدة التي وصلَت إِلى السُّلطة في دمشق، وكُلُّ ذلكَ من أَجلِ حمايةِ الأَمنِ القَومي والمصالحِ العُليا للبلادِ، وتماشِياً مع احتضانِ المُجتمع الدَّولي والإِقليمي للتَّغييرِ الحاصلِ في سوريا، فليسَ من العقلِ والمنطقِ ولا من السِّياسةِ والحِكمةِ أَن يشُذَّ عن هذا الإِجماعِ فيُفكِّر بالسِّباحةِ عكسَ التيَّارِ أَو يُغرِّدَ خارج السِّرب، فهذهِ هي طبيعةُ الأَشياءِ، وشواهِدُ التَّاريخِ القديمِ والحديثِ كثيرةٌ.
٢٠٢٣/١/٣١