صباح البغدادي
مع انتهاء المهلة المحددة لتطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل من جهة، والحكومة اللبنانية من جهة أخرى، انسحب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق والمدن والقرى والأقضية التي كان قد سيطر عليها خلال الأشهر الماضية في جنوب لبنان. ومع ذلك، أبقى قواته في خمس مناطق استراتيجية، مدعيًا أن وجودها ضروري لحماية المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود من الهجمات الصاروخية المحتملة التي قد يشنها حزب الله.وفي ظل ضعف الحكومة اللبنانية على كافة الأصعدة، فإنها لن تلجأ إلى الخيار العسكري لطرد قوات الاحتلال من أراضيها، خاصةً في هذه المرحلة الحرجة. لذلك، ووفقًا لما صرحت به الناطقة الرسمية باسم الرئاسة اللبنانية، السيدة “نجاة شرف الدين”، فإن الحكومة اللبنانية ستتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لتأكيد أن “استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية يُعتبر احتلالًا”.هذا الإجراء، وإن كان يبدو الأضعف في ظل عدم توفر خيارات أخرى قوية، إلا أنه يعكس إصرار لبنان على التمسك بحقوقه السيادية واستنادها إلى الشرعية الدولية. ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى فعالية هذا التحرك في ظل التوازنات السياسية الدولية التي قد لا تكون في صالح لبنان، خاصة مع تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي.وفي المقابل كذلك فان عبارات وجمل الإدانة الدولية التي تم إطلاقها من خلال التصريحات لوسائل الإعلام من قبل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان “جينين هينيس بلاسخارت” وقائد قوة يونيفيلالجنرال “أرولدو لاثارو” في بيان مشترك إن :”اليوم يصادف نهاية الفترة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى جنوبالخط الأزرقوانتشار القوات المسلحة اللبنانية بشكل مواز في مواقع في جنوب لبنان”. وقد حذر الطرفان بالوقت نفسه من أن “أي تأخير آخر في هذه العملية يناقض ما كنا نأمل حدوثه، ولا سيما أنه يشكل انتهاكا مستمرا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701″.هذه الإدانات الاستعراضية لن تردع إسرائيل عن التراجع عن قرارها بالبقاء في المناطق الجنوبية اللبنانية، خاصةً أن وزير الدفاع الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس”، كان حازمًا في ردّه ومتمسكًا جدًا برأيه، مؤكدًا أنه “لا خيار آخر أمام حزب الله سوى التنفيذ والطاعة التامة دون مناقشة”. وأضاف كاتس: “سنستمر في التحرك بقوة ومن دون أي مساومة ضد أي انتهاك (للهدنة) من جانب حزب الله”، مشيرًا إلى أن قرار البقاء داخل الأراضي اللبنانية اتخذ “بناءً على قرار القيادة السياسية… لضمان حماية كافة المجتمعات الإسرائيلية والردع ضد أي تهديدات قادمة من لبنان”.غير أن العبارة الأخيرة في تصريحه قد وضعت الأمور في نصابها الحقيقي، حيث قال: “يتعيّن على حزب الله الانسحاب الكامل باتجاه منطقة شمال نهر الليطاني، وعلى الجيش اللبناني نزع سلاحه تحت إشراف الآلية التي وضعتها الولايات المتحدة”. ومع وجود الرئيس “ترامب” في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات عجاف، فإن أي رد فعل من قبل حزب الله على هذه العنجهية والغطرسة الإسرائيلية قد يكون بمثابة وضع أول شاهد على قبر مثواه الأخير.صحيح أن إيران تحاول قدر الإمكان إرسال العون المادي والعسكري لحزب الله، في محاولة منها لإبقائه واقفًا على قدميه وهو في الرمق الأخير. ولكن في المقابل، تتنازع الأنفاس الأخيرة لقيادات الحزب المتبقية بين خيارين: إما التوجه نحو الداخل وإصلاح ما تبقى من الخراب والدمار، وإعادة بناء ما يمكن إنقاذه سياسيًا وعسكريًا، أو الاستمرار في محاولة أخيرة للمواجهة، التي ستكون أشبه بلعبة قمار محفوفة بالمخاطر، قد تنتهي بضربة قاضية في حلبة الصراع تكون مميتة بلا شفاء.في هذا السياق، يبدو أن الخيار الأول، رغم صعوبته، قد يكون الأكثر واقعية في ظل الظروف الحالية، خاصة مع تراجع الدعم الإقليمي وزيادة الضغوط الدولية. أما الخيار الثاني، فيمثل مغامرة قد تؤدي إلى نهاية مأساوية ليس فقط لحزب الله، بل أيضًا للوضع العام في لبنان والمنطقة.أن تدشين عهد رئاسة ترامب بان الزائر الأول له يكون نتنياهو له دلالات واضحة وجلية وبالأخص الاثنان معرفون عنهم كرهم وبغضهم الشديد لإيران وميلشياتها في منطقة المشرق العربي وإصرارهم على إخراج أي حزب أو ميليشيا مسلحة من معادلة الصراع العربي وعودة فرضية البقاء دائما يكون للأقوى ومع الامتيازات التي تم منحها وحصل عليها لإدامة مجهوده الحربي من قبل زعيم البيت الأبيض بكافة أنواع المعدات والأسلحة والذخائر التي تم تأجيلها بعده الرئيس السابق بايدن فان عقلية مخيلته قد بدأت تشعر من أن تطبيق وتغير خارطة لشرق أوسط جديدة حسب ما يطمح ويجمح خياله اليها ففرصتها أصبحت قاب قوسين أو ادنى من بداية تحقيقها ورسم خارطتها على ارض الواقع وفي الشروع بهذا السياق سيبقى قادة وحكام العرب ويبقوا متفرجين وهم يتوجسون خيفة وقلق من أي تغير لأوضاع بلدانهم وبالأخص مع إصرار زعيم العالم الأوحد ومنذ 25 كانون الثاني الماضي يواصل ترويجه في كل مناسبة سانحة له بخصوص مخططه تهجير سكان غزة إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر، على الرغم من رفض هذين البلدين لفكرة التهجير بالإضافة الى دول عربية وغربية ومنظمات إقليمية ودولية.التخوف المشروع لدى القوى والأحزاب السياسية المعارضة لوجود حزب الله واحتفاظه بما تبقى من سلاح، يتمثل في إمكانية توجيه هذا السلاح نحو الداخل اللبناني، والشروع في بث الفوضى واتهام المعارضين له بالخيانة. هذا التخوف لم يعد مجرد احتمال نظري، بل ترجم على أرض الواقع بعد أن قام المئات من أنصار حزب الله قبل أيام بقطع الطريق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي، وذلك احتجاجًا على رفض منح إذن لهبوط طائرة إيرانية تابعة لخطوط “ماهان” الإيرانية، حيث تم تعذر استقبال رحلتين قادمتين من طهران.لم يقتصر الأمر على قطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى المطار فحسب، بل قام المتظاهرون بإشعال إطارات مطاطية، مما تسبب في إغلاق الطريق وخلق ازدحام مروري خانق. ولم يتوقف أنصار الحزب عند هذا الحد، بل قاموا بمهاجمة مركبة مدنية تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)، حيث أحرقوها أثناء توجهها إلى المطار عبر الطريق الذي أغلقوه.هذه الأحداث تعكس بوضوح مدى خطورة الوضع، وتؤكد المخاوف التي أبدتها القوى المعارضة من أن يتم استخدام سلاح حزب الله وقدرته على التحرك لفرض أجندته داخل لبنان، مما يهدد الاستقرار الداخلي ويعمق الانقسامات السياسية والاجتماعية. هذه التصرفات ليست فقط انتهاكًا للأمن العام، بل أيضًا تذكيرًا صارخًا بمدى هشاشة الوضع في لبنان، وقدرة أي طرف مسلح على تعطيل الحياة العامة وفرض إرادته بالقوة.لكن في اعتقادنا، يبقى هناك بصيص أمل مرتقب للبنانيين والفلسطينيين على حد سواء، يتمثل في البيان الختامي لقمة القاهرة المرتقبة. فنأمل أن يكون هذا البيان على مستوى طموحاتهم في خوض المواجهة المصيرية، وأن يتسم باتخاذ قرارات حاسمة وشجاعة تعبر عن إرادتهم في حل قضاياهم العادلة. كما نأمل أن يعتمد البيان على قرارات الشرعية الدولية وقوانين الأمم المتحدة، كمرجعية أساسية لتحقيق العدالة وإنهاء المعاناة الطويلة التي عاشها الشعبان. فالقمة تمثل فرصة تاريخية لفرض الرأي الفلسطيني واللبناني في الساحة الدولية، وإعادة القضية إلى مسارها الصحيح، بعيدًا عن التنازلات التي تفرضها التوازنات السياسية والإقليمية.وأخيرًا وليس آخرًا، قد لا يدرك الرأي العام أن التشييع المرتقب يوم الأحد الموافق 23 شباط الحالي، لجنازة الأمين العام الراحل “حسن نصر الله” ومعه “هاشم صفي الدين” إلى مثواهما الأخير، قد يأخذ معه رمزية “حزب الله” وينهي سرديته في المواجهة العسكرية مع إسرائيل والى الأبد. ومع ذلك، ومهما حاول ما تبقى من قادة الحزب استثمار رمزية هذا التشييع قدر الإمكان لدى الحاضنة الشعبية له ولدى المتعاطفين من الرأي العام العربي، ومحاولة تأكيدهم بأن الحزب ما يزال في قوته وصموده، فإن العودة إلى ما قبل عملية تفجيرات “البيجر” وما تلاها من تصفية قادة المجلس الجهادي، تجعل الأمر أكثر تعقيدًا مما يتصوره ما بقي من هؤلاء القادة والذين لن يكونوا بزخم وقوة شخصية وحضور سلفهم الراحلين.فكما حدث بعد انتهاء حرب عام 2006، حيث انهار ما بُني على مدى عقود في بضعة أشهر من المواجهة العسكرية المباشرة فقد تم إعادته الى ما كان عليه في السابق قدر الإمكان ومع حجم ما مني به الحزب من دمار وخراب ، لان قادة المجلس الجهادي كانوا ما يزالون أحياء ولكن الإن وبعد انهيار نظام بشار الأسد وخروجه من المعادلة بشكل نهائي، فإن الوضع الراهن يشير إلى أن الأمور لن تكون بهذه السهولة واليسر من الذين يحاولوا الإن تروجيه من بعض الأنصار والمتعاطفين ومع عودة الرئيس “ترامب” إلى سدة الحكم في البيت الأبيض مرة أخرى، وانشغال إيران حاليًا بإيجاد حل مرضي لها بخصوص برنامجها النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عنها – وهو ما سيكون دون شك مقابل ذا ثمن باهظ يجب أن تدفعه – فإن ذلك سيؤثر حتمًا على ما تبقى لها من سردية المقاومة وتأثيرها في المنطقة.إذ إن دعم إيران للفصائل المسلحة المنضوية تحت ما يسمى “محور المقاومة والممانعة” سوف يتضاءل تدريجيًا، خاصة مع تراجع مواردها المادية وقدراتها الاقتصادية. وهكذا، فإن المشهد الإقليمي يشهد حاليا تحولات جذرية قد تعيد تشكيل موازين القوى، وتنهي حقبة طويلة من سرديات المقاومة والمواجهة التي سيطرت على المنطقة لعقود ومعه للعقل الجمعي العربي.
نزع سلاح حزب الله.. بل اجتثاثه كاجتثاث حزب البعث وداعش بالعراق.. ضرورة لامن لبنان الداخلي..
اي ادوات للعالم الخارجي بالداخل اللبناني يجب اجتثاثه وتخليص لبنان منه.. حتى يستقر..
ما نسمعه ان ايران عبر تركيا تريد ارجاع قوة مليشة حزب الله الموالي لايران كارثة على لبنان ..
السؤال هنا:
هل مصر والاردن يرفضون تهجير اهل غزة لاراضيهما.. وقبولهم بالتهجير لخارج اراضيهما ولاي مكان اخر؟
الانظار الى مؤتمر الرياض لدول الخليج ومصر والاردن.. وليس لمؤتمر القاهرة..
دول الخليج والسعودية خاصة يجب ان تاخذ دورها بهذه المرحلة .. فمصر والاردن فشلوا فشلا تاريخيا بالعقود الماضية بملف (ما كان يسمى فلسطين).. ويختزل حاليا بغزة..
هل الاردن ومصر قادرتان على نزع سلاح حماس
هل يمكن الحل بتهجير عوائل حماس مع مقاتليها ونزع سلاحهم خارج غزة لاستقرار غزة..